مكة المكرمة ـ صحف (لها أون لاين): "خير الخطائين التوابون"، ربما من هذا المنطلق الذي يجسّد سماحة وإنسانية الشريعة الإسلامية، تحوّلت عشرات الفتيات اللواتي يقبعن في سجون وإصلاحيات من خاطئات ومسيئات، إلى تائبات وحافظات قرآن.. وزوجات أيضاً.
الكثير من هؤلاء الفتيات اللواتي وقعن يوماً من الأيام في مهاوي الخطأ أو المشاكل، أصبح لديهنّ أزواج وعائلات خاصة، وأطفال، بعد أن تاب الله عليهنّ، وأصلحن أنفسهنّ، فتحوّلت حياتهنّ من عذاب وجحيم، إلى رضا وقرب من الله تعالى. وهو ما عبّرت عنه لجنة إصلاح ذات البين في إمارة منطقة مكة المكرمة، والتي كشفت أمس أن عدد الفتيات اللواتي تمّ تزوجيهنّ ارتفع إلى 96 فتاة.
وأكدت اللجنة أنه وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، تمّ ستر هؤلاء الفتيات لتنتهي معهن ملفات ظلت مفتوحة لسنوات طويلة، فمن مجرد فتيات محكوم عليهن في قضايا أخلاقية يعشن داخل عنابر دار الرعاية؛ إلى فتيات تائبات وحافظات للقرآن الكريم وزوجات لهن بيوتهن وأسرهن الخاصة.
ونقلت صحيفة (المدينة) عن الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين الشيخ د.ناصر بن مسفر الزهراني قوله: "إن هذا العدد يمثل الفتيات اللاتي تم الحكم عليهن في المحاكم الشرعية في محافظات مناطق جازان ومكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك وذلك خلال خمس سنوات من عمر اللجنة".
وأرجع الزهراني أسباب وقوع هذه القضايا إلى النظرة الدونية عند البعض، من أفراد المجتمع للمرأة، من خلال عدم أداء حقوقهنّ، مما يدفع بكثير منهن إلى الجريمة؛ نتيجة للقهر واليأس وطمع كثير من الآباء في رواتب البنات الموظفات وحرمانهن من الزواج للاستفادة من الراتب.
وأشار الرئيس التنفيذي للجنة إلى وجود كثير من القضايا لفتيات تجاوزن 40 عاماً؛ بسبب منع آبائهن من تزويجهن، إضافة إلى بعض الأعراف والعادات القبلية التي تمنع زواج البنات من غير قبيلتها أو فصيلتها، فهناك كثير من الفتيات في دار الرعاية يتقدم لهن أزواج لكنهم يواجهون بالرفض للأسباب المذكورة.
كما لفت إلى أن من أعظم الأسباب ظلم الآباء، خصوصاً الذين يتزوجون من زوجات متعددات، أو يطلقون الأمهات ويتزوجون بأخريات، فتكون الضحية البنات، إذ يحرمن من تربية الأب وعطف الأم.
وأضاف أن من الأسباب أيضاً ضعف التربية، فكثير من البنات ينشأن في بيوت لا تعرف عن التربية أو الدين شيئاً؛ بل على العكس من ذلك يجلب لهنّ الكثير من المفاسد الأخلاقية، إضافة إلى حرمان البنات من وسائل الترويح المحتشمة، وقلة وجود المربين والمربيات والدعاة والداعيات المتنورين اللينين والقريبين من المجتمع وقضاياه، وقلة وجود المتزودين بزاد من علم الشريعة والتربية وتزكية النفوس، وقلة البرامج التي تخدم هذه المآرب.
وحذر في الوقت نفسه من آثار بعض القنوات الفضائية وما تبثه من مناظر الفحش ومشاهد الفجور والتغرير بالشباب والشابات.

الوتين66 @alotyn66
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
شكرا قلبي