واحة

واحة @oah

عضوة جديدة

من عقوبات المعاصي

ملتقى الإيمان

من عقوبات المعصية: أن يرفع الله عز وجل مهابة العاصي من قلوب الخلق فيهون عليهم ويستخفون به، كما هان عليه أمر ربه واستخف به، فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس. وعلى قدر خوفه من الله يخافه الخلق، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يعظمه الناس، وكيف ينتهك عبد حرمات الله ويطمع ألا ينتهك الناس حرماته؟ أم كيف يهون عليه حق الله ولا يهونه الله على الناس؟ أم كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق؟
ومن عقوباتها: أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه، وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه، وهنا الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة، قال الله تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) (الحشر) فأمر بتقواه ونهى أن يتشبه عباده المؤمنون بمن نسيه بترك تقواه، وأخبر أنه عاقب من ترك التقوى بأن أنساه نفسه، أي أنساه مصالحها، وما ينجيها من عذابه، وما يوجب له الحياة الأبدية، وكمال لذتها وسرورها ونعيمها، فأنساه الله ذلك كله جزاءً لما نسيه من عظمته وخوفه والقيام بأمره. وأعظم العقوبات نسيان العبد لنفسه، وإهماله وإضاعته حظها ونصيبها من الله.
من كل شيء إذا ضيعته عوض
وما من الله إن ضيعته عوض
ومن عقوباتها: أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان وتمنعه ثواب المحسنين، فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه من المعاصي، ومن فاته رفقة المؤمنين، وحسن دفاع الله عنهم، فاته كل خير رتبه الله في كتابه على الإيمان وهو نحو مئة خصلة، كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها.
والمقصود أن الإيمان سبب جالب لكل خير، فكل خير في الدنيا والآخرة، سببه الإيمان. وكل شر في الدنيا والآخرة سببه عدم الإيمان. فكيف يهون على العبد أن يرتكب شيئاً يخرجه من دائرة الإيمان، ويحول بينه وبينه، فإن استمر على الذنوب وأصر عليها خيف عليه أن يرين على قلبه فيخرجه عن الإسلام بالكلية، ومن ها هنا اشتد خوف السلف كما قال بعضهم: أنتم تخافون الذنوب، وأنا أخاف الكفر.

منقول
1
362

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

~ سنتيوريتا~
~ سنتيوريتا~
استغفرك يارب من كل ذنب عظيم ..

وجزاك الله كل خير اختي على هذا النقل