أحلام اليقظة
أحلام اليقظة


*
*

دخلت قاعة الاختبار تجر خطى قد أثقلها النعاس
هذه آخر مادة وعندما تنتهي منها ستسابق الريح إلى سريرها الوثير لتعوض أرق أسبوع كامل
ستنتقم من الصحو شر انتقام وتوصد أمامه كل نوافذ الإحساس وتفتح للنوم آفاقها الرحبة وتدعوه للدخول

ولكن يبدو أن هذا الأخير قد قرر التبكير
فها هو قد أقبل متوشحا غلالته الشفافة التي تشعر بها تلتف حولها شيئا فشيئا حتى لا تكاد تشعر بما حولها
فكرت بسرعة والعجز يتملكها
كيف يمكنها أن تكمل اختبارها مع سيطرة النعاس ؟
إنها بالكاد متماسكة في مقعدها حتى القلم عجزت أن تحكم قبضتها عليه فتركته يهوي
وفي لحظة يأس قررت أن تستسلم وتنام ومن يدري فقد لا تفيق إلامع انتهاء الوقت ...

أرعبتها الفكرة فهي في السنة النهائية
يا الله ماذا تفعل
تقاذفتها أمواج النعاس المزمجرة وحطمت كل موانئ الأفكار
بدأت تقرأ المعوذات و آية الكرسي فقد سيطر عليها النعاس
فتخيلت نفسها في سريرها تستعد للنوم بتلاوة الأذكار
وعندما وصلت لقوله تعالى : ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) ...
أخذت في التضرع لمن لا تأخذه سنة ولا نوم
يا رب اكفني من النوم باليسير
يا رب أريد أن أنام لدقائق فقط فالطف بي يا كريم
ووضعت رأسها على طاولتها وأغمضت عينيها وغابت عن الوجود

وعندما استيقظت كانت المقاعد كلها ....... لا تزال مشغولة بالطالبات
فقد نامت 10 دقائق فقط وكأنها نامت ليلة كاملة

*** وخرجت من عنق الزجاجة ***

*
*

ربا بنت خالد
ربا بنت خالد
* * دخلت قاعة الاختبار تجر خطى قد أثقلها النعاس هذه آخر مادة وعندما تنتهي منها ستسابق الريح إلى سريرها الوثير لتعوض أرق أسبوع كامل ستنتقم من الصحو شر انتقام وتوصد أمامه كل نوافذ الإحساس وتفتح للنوم آفاقها الرحبة وتدعوه للدخول ولكن يبدو أن هذا الأخير قد قرر التبكير فها هو قد أقبل متوشحا غلالته الشفافة التي تشعر بها تلتف حولها شيئا فشيئا حتى لا تكاد تشعر بما حولها فكرت بسرعة والعجز يتملكها كيف يمكنها أن تكمل اختبارها مع سيطرة النعاس ؟ إنها بالكاد متماسكة في مقعدها حتى القلم عجزت أن تحكم قبضتها عليه فتركته يهوي وفي لحظة يأس قررت أن تستسلم وتنام ومن يدري فقد لا تفيق إلامع انتهاء الوقت ... أرعبتها الفكرة فهي في السنة النهائية يا الله ماذا تفعل تقاذفتها أمواج النعاس المزمجرة وحطمت كل موانئ الأفكار بدأت تقرأ المعوذات و آية الكرسي فقد سيطر عليها النعاس فتخيلت نفسها في سريرها تستعد للنوم بتلاوة الأذكار وعندما وصلت لقوله تعالى : ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) ... أخذت في التضرع لمن لا تأخذه سنة ولا نوم يا رب اكفني من النوم باليسير يا رب أريد أن أنام لدقائق فقط فالطف بي يا كريم ووضعت رأسها على طاولتها وأغمضت عينيها وغابت عن الوجود وعندما استيقظت كانت المقاعد كلها ....... لا تزال مشغولة بالطالبات فقد نامت 10 دقائق فقط وكأنها نامت ليلة كاملة *** وخرجت من عنق الزجاجة *** * *
* * دخلت قاعة الاختبار تجر خطى قد أثقلها النعاس هذه آخر مادة وعندما تنتهي منها ستسابق الريح إلى...



دوى في أذنها ضجيج الممرات الشائكة ووصل إلى رئتها رائحة المشفى الباقية في الذاكرة
علقت عيناها في أعلى السقف وهم يركضون بها إلى غرفة الولادة ..

مرت مشاهد حملها الأخير ..بسرعة البرق عبر عقلها .. وأخذت تسترجع ذكرياتها على حافة ذهول ..
وبصيص أمل مازالت متشبثة به ..
أدخلوا في وريدها حقنة راحت تسبح بعدها في غيبوبة عميقة ..
( هذا الحمل لابد من إجهاضه فحياتك معرضة للخطر فضلا عن الجنين الذي سيولد مشوها ) ..
بهذه العبارة سبحت أكثر وأكثر في تجربة حملها ذات السبع شهور .. المضنية ..
فالأطباء والأقرباء كلهم أكدوا خطورة حملها ..
لأنها ببساطة تحمل في دمها مرض السكري .. وفي قلبها عيب خلقي ..وتسارع مضطرب
في ضخ الدم من العروق إلى سائر جسدها ..

كل موعد مع الطبيبة يمثل لها سجن بغيض ما أن تخرج
منه حتى تتهلل أساريرها ..
أجمع الجميع على ضرورة إجهاضه .. وأجمعت قوى جسدها من قلب وعقل .. أن لا لن تنزله ..
فهو ثمرة فؤادها ودرة قلبها ..

تتصارعها الهموم وتتقاذفها الأمواج وبين سندان ومطرقة كان وضعها ..
هل تجازف به .. وتجازف بروحها معه .. أم ستحتفظ بالحمل حتى لو خرج جنينها مختلفا ..
عاشت تمتلك الأمل .. والضغوط تنهال عليها .. لكن أملها وقطرة الإيمان التي تتنفس بها زادتها
إصرارا وعزيمة ..

وفجأة أحست بيد حانية توقظها وتعيدها إلى عالم الوعي ..
يا أم عبدالله استيقظي
فتحت عيناها في تثاقل متعب لترى عبدالله كأجمل طفل في الوجود كامل الصحة
والعافية .. والبراءة ..

** وخرجت من عنق الزجاجة **




أحلام اليقظة
أحلام اليقظة




وصلت دوامها في السابعة والنصف كالعادة

وقعت الحضور واجتمعت بزميلاتها للانطلاق في الجولة الإشرافية

كانوا عشر مشرفات في الحافلة

كل منهن ستنزل في مدرسة مختلفة عن الأخرى

وكل هذه المدارس كانت في قرى تبعد مسافات لا بأس بها عن المدينة



جلست في آخر الحافلة فهي في آخر محطة

استقرت في مقعدها وفتحت حقيبتها وأخرجت كتيب الأذكار لتقضي معه وقت الطريق

وبدأت الرحلة المتعبة

من قريةٍ لقرية ومن مطبّ لآخر
والسائق يتخيل أنه في سباق
فلا يكاد يرفع قدمه عن دواسة الوقود
والقلوب ترتعش والأجساد تحاول الصمود



وأخيراً ...

وصلوا للمحطة الأخيرة

قرية صغيرة تبعد قرابة الساعة عن مدينتها

نزلت هي ورفيقتها
وما أن استقروا في المدرسة حتى فوجئت بغياب المعلمة المكلفة بالمنهج
ومعها دفتر تحضيرها وكل أوراقها
وهي معلمة الرياضيات الوحيدة, فالمدرسة صغيرة والطالبات قلة


لم تجد شيئ يستدعي وجودها

وفي حالات مماثلة في المدارس القريبة..

كانت ستكتب تقرير بالزيارة ثم ستتوجه إلى مدرسة أخرى أو تعود للمكتب لتنهي بعض أعمالها

أما هنا في هذا المكان البعيد المنعزل
كيف ستعود أدراجها ؟
لابد أن تنتظر إنتهاء رفيقتها وبقية الزميلات
ليعودوا مجتمعين كما جاؤوا
ولكنهم لن ينتهوا قبل الواحدة
فإحدى زميلاتها – مثلا – مشرفة صفوف أولية
تشرف على 4 معلمات وستحضر لكل منهن حصة بالإضافة لمتابعة جميع أعمالهن



يا للهول ..

زفرت في نفسها بضيق

كيف ستقضي كل هذا الوقت بلا عمل ..

هل تساعد العاملة في تنظيف المدرسة !
ضحكت للفكرة ليس إحتقاراً للخدمة ولكن لمدى فراغها ومللها
ثم تبدل الضحك إلى عبوس فهي في الحقيقة متورطة في قرية نائية بلا عمل
وكل من يدخل الغرفة ينظر إليها باستغراب لما يبدو من فراغها وعدم إنشغالها كزميلتها


إشتد بها الجزع ثم تذكرت كتيب الأذكار فأخرجته وأخذت تقرأ في أدعية تفريج الكروب

وأخذت ترددها بصادق الشعور

ويا للعجب ... فما حدث كان أمر بعيد الإحتمال ولكنه حدث

لمحت بياضاً يتحرك في الغرفة
لقد كان ملاك .................................... الرحمة أو ما نسميه نحن كذلك خطأ
نعم لقد كانت ممرضة ترافق طبيبة الوحدة الصحية في جولة لإلقاء محاضرات على الطالبات
وفي 5 دقائق ألقت الطبيبة كلمتها واستعدت للعودة إلى مركز المدينة
وطبعاً أخذوا المشرفة المتورطة معهم وهي ذاهلة لا تفتأ تردد
(سبحان الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء)




*** وخرجت من عنق الزجاجة ***


*
*

ربا بنت خالد
ربا بنت خالد
وصلت دوامها في السابعة والنصف كالعادة وقعت الحضور واجتمعت بزميلاتها للانطلاق في الجولة الإشرافية كانوا عشر مشرفات في الحافلة كل منهن ستنزل في مدرسة مختلفة عن الأخرى وكل هذه المدارس كانت في قرى تبعد مسافات لا بأس بها عن المدينة جلست في آخر الحافلة فهي في آخر محطة استقرت في مقعدها وفتحت حقيبتها وأخرجت كتيب الأذكار لتقضي معه وقت الطريق وبدأت الرحلة المتعبة من قريةٍ لقرية ومن مطبّ لآخر والسائق يتخيل أنه في سباق فلا يكاد يرفع قدمه عن دواسة الوقود والقلوب ترتعش والأجساد تحاول الصمود وأخيراً ... وصلوا للمحطة الأخيرة قرية صغيرة تبعد قرابة الساعة عن مدينتها نزلت هي ورفيقتها وما أن استقروا في المدرسة حتى فوجئت بغياب المعلمة المكلفة بالمنهج ومعها دفتر تحضيرها وكل أوراقها وهي معلمة الرياضيات الوحيدة, فالمدرسة صغيرة والطالبات قلة لم تجد شيئ يستدعي وجودها وفي حالات مماثلة في المدارس القريبة.. كانت ستكتب تقرير بالزيارة ثم ستتوجه إلى مدرسة أخرى أو تعود للمكتب لتنهي بعض أعمالها أما هنا في هذا المكان البعيد المنعزل كيف ستعود أدراجها ؟ لابد أن تنتظر إنتهاء رفيقتها وبقية الزميلات ليعودوا مجتمعين كما جاؤوا ولكنهم لن ينتهوا قبل الواحدة فإحدى زميلاتها – مثلا – مشرفة صفوف أولية تشرف على 4 معلمات وستحضر لكل منهن حصة بالإضافة لمتابعة جميع أعمالهن يا للهول .. زفرت في نفسها بضيق كيف ستقضي كل هذا الوقت بلا عمل .. هل تساعد العاملة في تنظيف المدرسة ! ضحكت للفكرة ليس إحتقاراً للخدمة ولكن لمدى فراغها ومللها ثم تبدل الضحك إلى عبوس فهي في الحقيقة متورطة في قرية نائية بلا عمل وكل من يدخل الغرفة ينظر إليها باستغراب لما يبدو من فراغها وعدم إنشغالها كزميلتها إشتد بها الجزع ثم تذكرت كتيب الأذكار فأخرجته وأخذت تقرأ في أدعية تفريج الكروب وأخذت ترددها بصادق الشعور ويا للعجب ... فما حدث كان أمر بعيد الإحتمال ولكنه حدث لمحت بياضاً يتحرك في الغرفة لقد كان ملاك .................................... الرحمة أو ما نسميه نحن كذلك خطأ نعم لقد كانت ممرضة ترافق طبيبة الوحدة الصحية في جولة لإلقاء محاضرات على الطالبات وفي 5 دقائق ألقت الطبيبة كلمتها واستعدت للعودة إلى مركز المدينة وطبعاً أخذوا المشرفة المتورطة معهم وهي ذاهلة لا تفتأ تردد (سبحان الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء) *** وخرجت من عنق الزجاجة *** * *
وصلت دوامها في السابعة والنصف كالعادة وقعت الحضور واجتمعت بزميلاتها للانطلاق في الجولة...



إليك مع قبلة تحية ..

يا روح ستتناقل قصتي كل الأرض الطيبة

التي تعمرها أشجار الحب الباسقة..

وتعزف لحنها نجوم الجوزاء

في ليلة مرصعة بصورك في أنحاء السماء الممتدة ..

يا بني إن رحلت ..

فإنى أريدك في الحياة مرفرفاً ..

كسرب طيور لا تعرف يوما معنى للألم

..
لم تنم في حضني إلا ساعات قليلة ..بعدها فارقتك ..

وأنا لم أُشبع عيناي منك

ولم أروي لهفي من دفء يديك الصغيرتين ..

حال بيني وبينك الموت ..

آه كم كنت أتمنى أن أراك تنمو في حجري

وأن أذهب بك إلى المتجر فأتبضع لك ملابس جديدة..

وفراش حب يضمني إلى جوارك

بني ..

كيف أيامك بدوني .. هل مازلت على العهد ..

كنت أتمنى أن أربى فيك روح وقادة وعزيمة لا تفل ..

كنت أتمنى أن آخذك بيدي إلى تحفيظ القرآن ..

لكني أهمس لكيانك البعيد ..أن كن بخير بني ..

يا كل الروح ..

إن أغتيل فجرك فأوقد من عودة الحب لك مرفأ ..

وأن رأيت زهرتك تموت .. فأسقها من ماء قلبك..

كن كسحب النوى محملة بالخير أينما تحل ..

وكن كالريح الطيبة .. يُشم لها عبيراً .. مهما طال بها العمر ..

كن فوق كل سفاهة وتفاهة ..

وتنفس من رحيق الأمل الصافي .. والإيمان الزاكي ..

ولا تملأ عيناك بالحزن .. ولا تعمر مقلتيك بالدموع ..

حبيبي قبل أن أنفض يدي وأغادرك ..

لا تنس أمك ..

وأجعل الأمل رفيقك فإني فخورة بك حتى ولو لم أرك

فيوماً ما سأضمك إلى قلبي ..

أمك المتوفاة ..

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة



تقول النظرية العلمية:
إن أحلك ساعة في الليل هي التي تسبق انبلاج الفجر
والواقع يثبت هذه النظرية
وكل شيئ بعون الله وتوفيقه

عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي , يا ابن
آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك , يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب
الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) .

هذه دعوة سماوية .. لننطلق لرحلة علوية قدسية .. زادها الأمل .. وسفينها الثقة بالله
.. فهلا أجبنا النداء ورفعنا الأكف بالدعاء ..

إلهي ما يئسنا إذ شكونا ** فإن اليأس يفتك بالضمير
لنا يارب إيمانٌ يرينا ** جلال السير في الدرب العسير
تضيق بنا الحياة وحين نهفو ** إلى نجواك نحظى بالسرور