من غرائب القصص , وآثار العمل الصالح

ملتقى الإيمان

هذه مجموعة من القصص الغريبة تصادف وقوعها في شهر رمضان الفضيل :


فمن ذلك ما ذكره التنوخي في الفرج بعد الشدة والأبشيهي في المستطرف قال: وجه سليمان بن عبد الملك حين ولي الخلافة محمد بن يزيد إلى العراق، فأطلق أهل السجون، وقسم الأموال، وأصلح أحوال الناس، وضيق على يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج، وسبب اختلال الأمور في العراق مما أثار حفيظته وحنقه. فلما ولي يزيد بن عبد الملك الخلافة بعد مدة، ولى يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج ولاية إفريقية وعزل واليها قبله محمد بن يزيد خصمه السابق وكان ذلك في رمضان، وكان يزيد جباراً مكروهاً طبعه مثل طبع الحجاج.
فاستخفى الوالي المعزول محمد بن يزيد واستتر، فيما شدد يزيد بن أبي مسلم في طلبه حتى أدركه، فأخذه الجند وساقوه إلى مجلس يزيد بن أبي مسلم وهو موقن أنه قاتله، فجعل محمد يقول : اللهم احفظ لي إطلاقي الأسرى وإعطائي الفقراء ويعدد حسناته . فأتي به إلى يزيد وكان ذلك في شهر رمضان عند المغرب وفي يد يزيد عنقود عنب، فقال له: يا محمد بن يزيد . قال:نعم. قال: طالما سألت الله أن يمكنني منك فقال: وأنا طالما سألت الله أن يجيرني منك فقال: والله ما أجارك الله ولا أعاذك، وإن سبقني ملك الموت إلى قبض روحك سبقته، والله لا آكل هذه الحبة من العنب حتى أقتلك . ثم أمر به فكتف ووضع في النطع وقام السياف فأقيمت الصلاة . فوضع يزيد العنقود من يده وتقدم ليصلي بأهل مجلسه، وكان أهل إفريقية قد أجمعوا على قتله . فلما رفع رأسه ضربه رجل بعمود على رأسه فقتله، وقيل لمحمد بن يزيد: اذهب حيث شئت . فسبحان من قتل الأمير وفك الأسير.
ومن الغرائب ما ذكره النويري في نهاية الأرب في حوادث سنة ستمائة وست وسبعين هجرية قال: وفيها في شهر رمضان طلعت سحابة عظيمة بصفد في فلسطين، لمع منها برق عظيم خارق، وسطع منها لسان كالنار، وسمع صوت رعد هائل، ووقع على منارة جامعها صاعقة شقت المنارة من رأسها إلى أسفلها شقاً يدخل فيه الكف.
ومن الغرائب ما حكاه الصفوري في نزهة المجالس قال الشبلي : كنت في قافلة فطلع علينا اللصوص فأخذوا القافلة ثم مررت عليهم وهم يأكلون شيئاً من طعام القافلة ورأيت كبيرهم جالساً لا يأكل، فسألته فأخبرني أنه صائم فقلت له : تصوم وتقطع الطريق! فقال: أترك للصلح مع الله موضعاً... فلم تمض مدة حتى رأيته في الطواف فقال: يا شبلي انظر إلى الصيام كيف أصلح بيني وبينه .
وفي التذكرة الحمدونية لابن حمدون قال الحسن بن أبي مالك: أتى رجل أبا حنيفة بالمدينة فقال له: قد وصفوك لي وأريدك أن تخلصني من يمين عجلت فيها وقد استفتيت ابن شبرمة وابن أبي ليلى وعطاء وغيرهم فلم يخرجوني من مسألتي بحال. قال: وما هي؟ قال: إني حلفت أن أطأ امرأتي في شهر رمضان بالنهار . قال أبو حنيفة: فإذا أخرجتك عن يمينك تعاود؟! قال لا، بل أتوب. قال: اذهب واستعد للسفر مع زوجتك ثلاثة أيام سفراً بعيداً. فإذا جاوزت أبواب المدينة فأفطر وتفطر زوجتك وطأ. ولا تعاود ما كان فيك واقض أيام فطرك بعد انقضاء سفرك قال فقبل رأسه ودعا له وانصرف .
وأورد ابن عبد ربه في العقد الفريد أن ليلة الشك من رمضان ( وهي ليلة الثلاثين من شعبان إذا تحدث الناس برؤية الهلال دون جزم ) أتت على الشعبي فكثر الناس عليه يسألونه عن الصوم فضجر من كثرة السؤال والجواب، فبعث إلى بيته في رمانة فشقها ووضعها بين يديه، فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن يسأله أهذا يوم صوم أم يوم فطر أسرع فتناول حبة فأكلها. فكفى الرجل السؤال ونفسه الرد.
وفي كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي قال الواقدي : أضقت إضاقة شديدة وهجم شهر رمضان وأنا بغير نفقة فضاق صدري بذلك، فكتبت إلى صديق لي علَوي أسأله أن يقرضني ألف درهم، فبعث بها إلي في كيس مختوم فتركتها عندي، فلما كان عشي ذلك اليوم وردت علي رقعة صديق لي يسألني اسعافه لنفقة شهر رمضان بألف درهم فوجهت إليه الكيس بخاتمه، فلما كان في الغد جاءني صديقي الذي اقترض مني والعلوي الذي اقترضت منه فسألني عن خبر الدراهم فقلت: صرفتها في مهم، فأخرج الكيس بخاتمه وضحك، قال: والله لقد قرب هذا الشهر وما عندي إلا هذه الدراهم، فلما كتبت إلي وجهت بها إليك وكتبت إلى صديقنا هذا أقترض منه ألف درهم فوجه إلي بالكيس فسأله عن القصة فشرحها وقد جئناك لنقتسم الألف فيما بيننا إلى أن يأتي الله بالفرج.
2
796

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام حكوم
ام حكوم
جزاك الله خير على النقل
نور عيونيB
نور عيونيB
قصص حلوه
الله يعطيك العافيه