عطاء @aataaa_1
عضوة شرف في عالم حواء
## #من فنــــــــــــــون الأدب###(1) ((ترجمة الحيـــــاة))
ترجــــمة الحيـــاة**
***************
لاتقتصر الفنون الأدبية على الشعر والقصة والمسرحية بأنواعها المختلفة , وإن كانت
هذه هي الأنواع الكبرى الذائعة منذ أقدم العصور ؛ فإن هناك فنوناً أخرى لاتقل رواجاً
في السوق الأدبية وتستحق منا العناية والدراسة . وهي فنون حديثة العهد بالقياس
إلى فن الشعر أو فن المسرح.
وهي في الحقيقة مرتبطة بظهور فن الكتابة النثرية , لأن ترجمة الحياة والمقال
والخاطرة جميعاً فنون نثرية.
وترجمة الحياة هي الكتابة عن أحد الأشخاص البارزين لجلاء شخصيته , والكشف
عن عناصر العظمة فيها .
ولسنا نريد بذلك أن نعرف هذا الفن , لأن ترجمة الحياة تتسع لتشمل جوانب العظمة
وجوانب الانحطاط -- إن وجدت-- في الشخصية المترجم لها . فالترجمة في الواقع
عملية تحليلية لكل مركز من عناصر كثيرة مختلفة هو الشخصية . ومن خلال هذا
التحليل تبرز القيم الإنسانية التي تنطوي عليها الشخصية ,والتي يهم الآخرين
الاطلاع عليها .
ولكي نفهم عملية التحليل التي تتم في ترجمة الحياة ينبغي أن نفهم معنى الشخصية
وكتب علم النفس تمدنا بكثير من المعرفة الخاصة بالشخصية , ولكننا دون الدخول
في تفصيلات الدراسة النفسية -- نستطيع أن نقرر أن الشخصية (( مجموعة من
المجالات)) فأنا مع أصدقائي غيري مع أقاربي , وأنا مع تلاميذي غيري مع
أساتذتي , وأنا مع جاري غيري مع الشخص الغريب, ......وهلم . ففي كل
حالة من هذه يظهر جانب خاص من شخصيتي يكون هو الغالب على الموقف.
وهو يظهر نتيجة لوجودي مع شخص معين . فوجودي مع ذلك الشخص حدد
لي مجالاً معيناً للتفاعل والتفاهم والسلوك بعامة .
فحين يزورني أقاربي من الريف يظهر من شخصيتي الجانب الذي يستطيع
أن يتفاعل معهم ,أو الجانب الذي يستطيع أن يدخل في مجالهم . وهذا الجانب
يختفي تماماً حينما يجمعني بشخص أجنبي مكان , وعندئذ يظهر جانب آخر
أو مجال آخر ....وهكذا . فمن دراسة (( العلاقات )) التي تجمع الشخص
بآخرين , وكذلك التي تتمثل في تصرفات الشخص الخاصة في المواقف
المختلفة , أستطيع أن أحدد مجموع المجالات التي تتكون منها الشخصية .
ولسنا نستطيع أن نتصور الشخصية بغير مجالات , فمن يكون الشخص بغير
بغير العلاقات الكثيرة التي بينه وبين الحياة ؟؟
وفي ضوء هذا الفهم لمعنى الشخصية نستطيع أن نفهم معنى ترجمة الحياة .
فترجمة الحياة عملية فنية تجمع بين عمل المؤرخ من جهة ارتباطها بسيرة
إنسان عاش في بيئة بعينها وزمن بعينه , وبين عمل المصور الفنان الذي
يتخصص في رسم الصور النصفية للأشخاص .
ومن اللازم للمؤرخ أن يكون دقيقاً وموضوعياً وأن يرتب الأحداث في نسقها
المعقول ؛ فلا يكفي المؤرخ أو كاتب ترجمة الحياة أن يحشد الحقائق التاريخية
حشداً , وإنما يحتاج المؤرخ كذلك إلى نوع من الحس الفني في اختياره وصياغته
وتنسيقه لتلك الحقائق .
ومن ثم يتحدد عمل كاتب ترجمة الحياة مبدئياً في جمع المصادر والحقائق وكل
الوثائق المتصلة بالشخص الذي يترجم له , ثم تركيب صورة لحياة هذا الشخص
بطريقة تجعل منها -- إلى جانب ذلك-- عملاً أدبياً بكل ما للعمل الأدبي من مقومات.
_______________________________________________
** الأدب وفنونه ** ...د. عز الدين اسماعيل.
يتــــــــــــبع**
13
4K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جنـان
•
سلمت يداك يا (( عطاء )) على هذا المنقول الرائع ... هلا أكملت من فضلك ...
فنحن بنتظارك ...
:26: :24:
فنحن بنتظارك ...
:26: :24:
الصفحة الأخيرة
فترجمة حياة الأشخاص ليست سهلة أبدا وخاصة إذا كان المترجم يحاول أن يغوص في الأعماق البشرية فلا يكون ما يتناوله سردا بل تحليلا مصاغا بحرفية تشوق للمتابعة , ويحاول استغلال نقاط في حياة الشخص وتسليط الضوء عليها بشكل غير مباشر بقصد التوجيه للاقتداء وأخذ العبر أيضا
...............
في كل مكان
وفي كل الازمان
وعند المغيب
وإطلالة الندى
على تباشير فجر
وقلب نهار
نكون......