WIDTH=540 HEIGHT=429
كان التوتر باديًا على وجهه وهو يدخل غِمَار تجربة الزواج التي حذَّره منها كلُّ أصدقائه، بزعمهم أنه لا يوجد زواج ناجح في هذا الزمن، ورغم ذلك كان محمَّلاً بشيء كبير من الثقة لارتباطه بهذه الفتاة التي طالما سمع عنها خيرًا، ولم يرَ منها إلا كل خير، لكنَّه بالتأكيد يتوقَّع مشكلات لا بُدَّ لها أن تقع كأيِّ حياة.
كان واقعيًّا ويدرك أنه لن ينالَ الشهد ما لم يَذُقْ لسعات النحل.
بالمقابل، كانت هي تزهو بدلالٍ بين قريناتها وهي تلحظ نظرات الغبطة في عيونهن، لقد حظيت بذلك الزوج الذي طالما تمنَّته، وستملأ حياتها بجوٍّ مُفْعَم بالرومانسية والآمال، لن تكون حياتها نسخة مكرَّرة من أحد، وستحظى أخيرًا برجل يختلف عن كل الرجال حولها، رجل تكون هي حياته فحسب.
حينما اجتمعا حصل أمر غريب لم تتوقَّعه، ولم يتوقَّعه، كان يحبُّها كما كانت تحبُّه، كلاهما كان ملتزمًا، وقد كان ممَّن ترضى دينه وخُلقه، وكانت ممَّن يرضى سيرتها، فما الخلل؟
أحبَّها كما أحبَّته؛ لكن توقعاتهما كانت مغايرة تمامًا.
فهي توقعت زوجًا رومانسيًّا، يكون كفارس الأحلام الذي طالما رسمت صورته بمخيَّلتها.
وهو توقَّع فتاة تَتِيه بحبِّه وتملأ حياته، وإن توقع تمرُّدًا ومشكلات سيقاومها.هي لم تتمرَّد، كانت تعبِّر عن حبها بطريقتها، وتشعر بخيبة أمل لعدم توافق الحقيقة مع التوقُّع. وهو لم يكن قاسيًا، فقط أراد أن يحزم ليضع النقاط على الحروف.
بكت وهي تخبره: كم يبدو مخيبًا لآمالها ما يحصل! وخرج تائهًا لا يدري أي مكان يظلُّه، لكنه لم يرغب بالمزيد، فتركها لترتاح قليلاً ثم يتحدثان.
كلاهما كان يعيش دورًا مختلفًا عن الآخر، كشخصين اجتمعا على مسرح واحد، لكن كل منهما يحفظ نصًّا مختلفًا، لا يتوافقان، ربما كان هو قَيْسًا؛ لكنها لم تكن ليلى، وربما كانت هي جولييت؛ لكنه لم يكن روميو (أستعير هذا التشبيه مع الاعتذار من كاتب لا يحضرني اسمه الآن، كتب عن فكرة مشابهة) كلاهما وقف على مسرح الحياة ليجد نفسه عاجزًا عن متابعة الدور الذي يتوقَّعه مع رفيقه.
لا يعني ذلك أنهما لا يستندان لأصول شرعية،بل كلاهما كان كذلك؛ لكن ربما هي تخيَّلته بشخصية أخرى وتعامُل مختلف حسب توقُّعها، وهو أيضًا لم يتوقَّعها بهذه الصورة؛ ولذلك صَعُب عليهما الاتِّفاق.
جميعنا نمرُّ في بداية زواجنا باصطدام التوقُّعات؛ كلُّ شخص يبني له عالمه الخاص من التوقُّعات التي يرغب في تحقُّقها، ويحبطه ألا يجدها، ونجد بالمقابل الطرف الآخر أيضًا تحبطه توقعاته التي لا تتحقَّق.
أحيانًا تكون توقُّعات خاصَّة بالتعامُل المادي فحسب، وأحيانًا تكون توقُّعات عن التعامل مع الأسرة والأهل، وأحيانًا تكون توقُّعات عاطفية، كلٌّ ينتظر أسلوب تعبير يختلف تمامًا عن الآخر و... و... و....
وتتكرَّر المأساة ثانية حينما يحضر الأبناء، وكلا الزوجين يخطِّط ويتوقَّع بطريقته الخاصَّة التي بناها عبر خبرات وثقافة ورؤية لما حوله،فهل سيجاري الأبناء آباءهم في توقُّعاتهم؟ هل سيجدون أنفسهم حائرين بين توقُّعات تختلف تمامَ الاختلاف عن نشأتهم؟
ما سبق كان مثالاً فحسب من مشكلة مكرَّرة تقع بكل بيت تقريبًا، وبكل علاقة، قد تتقارب التوقُّعات أحيانًا، وقد تتنافر أخرى؛ لكن لابُدَّ للتوقُّعات من أثر، المهم كيف نتعامل معها حينما تحصل؟ وكيف نعالج أثرها على حياتنا دون أن تحبطنا؟
هلاَّ تشاركنا التوقعات التي نعايشها، وكيف لنا أن نوحِّد توقُّعاتنا مع الطرف الآخر؟ وكيف نتعامل معها في حال تصادمت؟
منقول

ام عمر ويزيد @am_aamr_oyzyd
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

اكيد كل وحده فينا مرة بهذي التجربة الي ذكرتيها وانصدمت في زوجها
ومو هنا المشكله
المشكله لما توضحي للطرف الثاني ايش الي تحبيه والي تتمنيه من الرومنسيات والكلام هذا
ويوصفك بالتافهه او عايشه في الاحلام ومتأثره بالمسلسلات
حلو لما الطرفين يوضحوا لبعض وكل واحد يسعى انه يسعد الثاني
مشكوره ع طرحك هذا الموضوع
دائما ما اتغافل عن هذي المواضيع عشان لا انبش في الماضي بس ما اقول غير الله يسعد الجميع يارب
ومو هنا المشكله
المشكله لما توضحي للطرف الثاني ايش الي تحبيه والي تتمنيه من الرومنسيات والكلام هذا
ويوصفك بالتافهه او عايشه في الاحلام ومتأثره بالمسلسلات
حلو لما الطرفين يوضحوا لبعض وكل واحد يسعى انه يسعد الثاني
مشكوره ع طرحك هذا الموضوع
دائما ما اتغافل عن هذي المواضيع عشان لا انبش في الماضي بس ما اقول غير الله يسعد الجميع يارب


الصفحة الأخيرة
سلمت يداك