من قتل علي الأحمري ,,, علي جابر الفيفي

الملتقى العام

المختصر/
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
فلا يمكن فصل الباعث عن الفعل ، ولا نستطيع أن نميّز المحفّز عن الجريمة .. حتى لو كان هذا الباعث وذلك المحفّز مما يستخدم تقنية الإيحاء لا المباشرة ، بل يكفي المحفز إثماً أن يشوّه سمعة المقتول ، ويكفي الباعث جرماً أن يلقي بظلال الخطيئة على المجني عليه .. فيسقط من قلب المجرم هيبة الجريمة ، ويسقي في نفس القاتل نزعة العداء حتى ولو لم يتضمّنا إشارة أو تلميحاً بالقتل ..
لا أستطيع أن أبرئ الإعلام بشقيه الصحفي والتلفزيوني لدينا من جريمة قتل الشيخ علي الأحمري وهي التي تتبنّى منذ مدّة طويلة خطاباً تعبوياً ضدّ جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، خطاباً يجعل من هذا الجهاز مثاراً للتندّر أحيانا ، ومثاراً للخوف والذعر أحياناً أخرى .. ويعقد مقارنة المقدمة والنتيجة ما بينه وبين الأعمال الإرهابية التي اصطلت بلادنا بلهيبها ..
فحوّل إعلامنا المرئي والمقروء تلك الهيبة التي يجب أن تقترن بهذا الجهاز الميداني إلى مجرد سخافة ! فبات رجل الهيئة يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وهو يتحسس رقبته خوفاً من يد غادرة ، وهو الذي يجب على ولي الأمر أن يدعمه بمزيد من الهيبة ويشد أزره بفائض من التأييد ليقوم بمهامه على أكمل وجه ، فليست الحسبة جهة ناصحة وموجّهة ، بل هي جهة تنفذ وتنهى عن المنكر نهياً عملياً لا إرشاديّا ، وهذا ما كانت عليه منذ أن كانت ولاية تقف بإزاء الولايتين السلطانية والقضائية في الدول الإسلاميّة السالفة .. ولا يمكن فصل هذا الجهاز عن الهيبة ، لأنك إن فعلت ذلك كنت كمن يحوّل الشرطي إلى رجل لطيف ، مع أن مهمّته أن يتعامل مع أناس هم أبعد ما يكون عن اللطف والدماثة ..
والمجتمع كما أنّه يحوي علماء ومثقفين وطيبين فإن مزيجه يتكوّن أيضاً من لصوص وقتلة وأصحاب سوابق .. فمن ركّز على جانب اللين في عمل الهيئة دون أن يعزز من مكانة الحزم فهو كمن يطلب من الطبيب أن يكون معلماً ومن القاضي أن يكون ساعي بريد .. فلكل وظيفة أخلاقها المهنية الخاصة بها ..
الصحافة غير مشكورة _ وأنا لا أعمم _ سقت في نفوس بعض الناس وعبر حقبة زمنية كافية جداً شعوراً بالامتعاض من هذا الجهاز ، فسخرت منه في الوسطى ، وكذبت عليه في الغربية ، ونبزته بكل نقيصة في الشرقية ، ولاحقته في الشمالية ، ثم قتلته في الجنوبية .. فعلت ذلك بضخّها عبر خرطوش الزيف والتهويل عدداً هائلا من المقالات التي يكتبها أنصاف مثقفين كل يتناول مشروع تقويض هذا الجهاز من الجهة المناسبة له ، فإن كان ليبراليّ الفكر هاجمها من جهة الحريّة ، وإن كان شهوانيّ الهوى هاجمها من جهة عدائها للمرأة _ زعموا _ وإن كان يحوي وجهه قليلاً من الشعر المبعثر في جنباته هجم عليها من جوانب فقهيّة واجتهاديّة .. والله أعلم بما يوعون جميعا ..
ولا أحد يبرئ أيّ جهد بشري عن الخطأ غير المقصود ، ولكن الذي لا يبرئ الهيئة عن الخطأ غير المقصود لا يمكن أن يبرئ الصحافة والإعلام عموما عن الخطأ المقصود ، وقد بدت البغضاء من وسائلهم ، وبدت السخرية من برامجهم ومسلسلاتهم ، وأظهرت الزوايا قبح النوايا ..
والتلفزيون قام بدور أكثر فتكاً مستخدماً التهريج الذي لم يتقنا مهرّجا الشاشة ( القصبي والسدحان) مثله ، فجعلا من رجل الهيئة أضحوكة ، بشكله المنفر ، ولحيته المضحكة ، وتصرفاته الطائشة البعيدة عن أصول اللياقة ، وكرّسا هذا الشكل عبر سنين رفع فيها مقص الرقيب مقصه عن حلقات ظالمات من مسلسل " طاش " الذي طاشت كفّته في التعاطي مع ابن الوطن ، وسؤال يقرص قلوب أبناء المقتول في أبها ، والمهدد بالقتل في كل مكان : من المسئول ؟
من المسئول عن تلك الحلقات التي توجهت إلى ضلع الدين من مثلث المحرّمات الاجتماعية : السياسة والجنس والدين .. فهشّمته بالسخرية والاستهزاء والكذب ونشر الأقاويل الباطلة ؟ واتخذت تكنيك الحجب والإلغاء لإخراج الأكاذيب بشكل مقبول ، وحرف الحقائق ، وإضافة البهارات ، وتحويل طبق أندومي بائت إلى وجبة دسمة تتسعبب لها أفواهٌ شرشرت بالباطل زمنا ..
من المسئول عن تلك الأرواح التي تزهق ، وتلك الكرامات التي تلطّخت بتراب الكذب بحجّة النقد ، والتقويم ، وهي أبعد ما تكون عن النقد والتقويم ، بل هو زيف وزور ، وكذب وفجور ..
يبدو أن النعناع الذي طارت به الصحافة كل مطار قد أدّى مفعولة ، وهي التي جعلت من تفاصيل قصّته التي يبدو أن إضافات كثيرة أضيفت إليها ، وحقائق أكثر حذفت منها .. جعلت من تلك التفاصيل وجبة دسمة لاكتها أسبوعاً وأكثر ، واستخدمتها أياديها الخفيّة في مواقع التواصل الاجتماعي وحوّلتها إلى نكات غير بريئة ..
أدّى ذلك النعناع مفعوله ، فأرخى أعصاب القاتل ، وجعله يؤدّي جريمته بكل إتقان ، وذبح عصفورين بحزمة نعناع كاذبة خاطئة ..
أعيد السؤال : من المسئول عن تضعضع هيبة هذا الجهاز في نفوس المجرمين ؟
هل هو كاتب المقالة الذي يدفع له ليدبّج الأكاذيب ؟ يدفع له الوطن ليكذب على ابن الوطن ؟ ذلك الكاتب الذي بات ترسانة مكوّنة من عشرات الأقلام التي تتحرّك في ساعة السلم لتفتك بابن الوطن ، ثم تنشلّ تماماً في ساعات التهديدات الخارجية لتفتك بابن الوطن أيضا .. وبطريقة أشد وطئاً ..
أم أن المسئول ذلك المهرّج الذي صوّر رجل الهيئة بمظهر خال من التهذيب ، فجعل ضعيف النفس لا يعبأ به ، فهو عبارة عن أَرَجوز متحرّك في الأسواق ينادي إلى الصلاة .. بقليل من الحنكة وبكثير من البلاهة ؟
أم أن المسئول ذلك المقص الذي تحوّل إلى آلة صدئة مع هذه المقالات وتلك المسلسلات ، فلم تتحرّك حادّتاه للتخلّص من الورم السرطاني في تلك المقالات والمسلسلات .. حتى فتك ذلك الورم بمجتمعنا الجميل .. فصرنا نرى الموت يغزو أطرافه ..
إن روح رجل الهيئة البريء تناديك يا خادم الحرمين ، وتطلب منك أن تصدر قرارا بمنع ذلك التطاول الآثم ، وبمحاكمة كل مسئول عن تشويه أبناء هذا الوطن ، سواء كان هذا الابن موظف هيئة ، أم أميراً أم عالما .. نحن بحاجة إلى أبناء الوطن ، نحتاجهم بنفوس فتيّة ، نفوس قويّة ، لا نفوس مهشّمة عبثت بها سنين الزيف .. فإن النفوس المهشّمة تذبل في زمن السلم ، وتنهزم في زمن الحرب ..فلأجلنا .. ولأجل الوطن .. ولأجل ابنك الأحمري افعل شيئا ..

منقوووول
50
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نوووران
نوووران
مين علي الاحمري وجابر الفيفي ؟؟؟
$حياة الروح$
$حياة الروح$
لافض فوك
وانا ايضا الاحظ تغذيه الكره تجاه الهيئه من قبل الصحافه خااااصه ومن القله القليله من العامه بسبب موقف او موقفين بسبب اخطاء يقع فيها بعض رجال الحسبه
عـــــاشقة زوجــــها
معليش مين علي الاحمري وجابر بصراحه ما فهمت شي

غير انه من الهئيه
ومضة حالمة
ومضة حالمة
مدير شرطة عسير يتابع جهود فريق عمل مشكَّل للقبض على الجاني

بالصور.. حشود تشيع جنازة الشيخ الأحمري في مسجد الراجحي بأبها


نادية الفواز- سبق- أبها: أدى حشدٌ كبيرٌ من المواطنين عصر اليوم صلاة الميت على رئيس هيئة السوق، الشيخ علي عبدالله الأحمري، في جامع الراجحي، وتقدَّم المصلين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحميّن، ثم ووُري جثمان الفقيد بالمقبرة العامة في الشرف.

وكان الشيخ الأحمري قد تُوفِّي إثر طلقٍ ناري أصابه الجمعة الماضية، عندما كان يرافق رجل أمن لنقل حدث وسجين إلى أحد رفيدة، فيما لا يزال رجل الأمن في العناية المركزة بالمستشفى السعودي الألماني بعسير إثر طلقة نارية أصابت رأسه، وحالته الصحية خطرة، وتُبذل جهود طبية جبارة لمعالجته.

وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير، الرائد عبدالله بن شعثان، أن الجاني لا يزال هاربًا. مشيراً إلى أن مدير شرطة منطقة عسير، اللواء عبيد بن عباد الخماش، وجَّه بتشكيل فريق عمل؛ للبحث والتحري والقبض على الجاني، ويتابع ميدانياً جهود رجال الأمن للوصول إليه.

وكانت تفاصيل الحادثة قد كشفت عن أن الحدث الذي أُلقي القبض عليه في صبيا بمنطقة جازان برفقة أحد الأشخاص مبلَّغٌ عن تغيبه، ومتهم في قضية عقوق والديه وقضية أخلاقية، وقد نجحت الأجهزة الأمنية في القبض عليه هو ومرافقه الذي يؤويه، وخضعا للتحقيقات لدى الشرطة.

وترجع حيثيات القضية عندما تم تجهيز سيارة لنقل المقبوض عليهما إلى أحد رفيدة قبيل ظُهْر الجمعة الماضية، ووُضع فيها الحدث ورفيقه مكبَّلَيْن، ومعهما رجل أمن (25 سنة)، فيما ركب رئيس هيئة الأسواق بجوار السائق، وأثناء السير أطلق الحدث النار على رجل الأمن؛ فتوقف سائق السيارة، وهرع رئيس هيئة الأسواق بأبها لنجدة رجل الأمن وإنقاذه، فإذا بالحدث يقابله بإطلاق رصاصة في رأسه، ووضع السلاح في وجه السائق، وأمره بفك القيود الحديدية من أيديهما تحت تهديد السلاح، وأمرا سائق السيارة بالسير لمسافة تزيد على ثمانية كيلومترات في اتجاه أحد الأودية، والتوقف وعدم مغادرة المكان إلا بعد أن يختفيا تماماً، ثم لاذا بالفِرار تجاه الوادي، فيما أبلغ قائد السيارة الجهات الأمنية بالحادث.

وأوضح الناطق الإعلامي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعسير الشيخ، عوض الأسمري، أن الفقيد يبلغ من العمر (53 عاماً)، ولديه ثلاثة أولاد وبنتان، ويعمل رئيساً لهيئة مراقبة الأسواق في أبها.
ام اميــر
ام اميــر
نفس السؤال مين هما؟؟