من كأبي

                   من كأبي ؟؟؟
بعد وفاة الوالدة وهي ولادة بجنينها الثاني عشر ؛ نسأل الله أن يتقبلها في الشهداء
وكنا تسعة من الأبناء في أعمار مختلفة !!
كان أبي في الخمسين من عمره
وكانت أمي تكفيه شؤون البيت ، ورعاية الأولاد 
فجأة بدون سابق إنذار ، وجد نفسه في مهمة عظيمة ، مهمة تتطلب الكثير من الصبر ، والحكمة ،
وهي القيام بدور الأم والأب معا!
أختي تعمل معلمة في قرية نائية ، تخرج مبكرا ، وتعود متأخرة ومتعبة؛ 
وأنا في بداية الصف الثاني المتوسط ، وكان يصغرني أربعة من إخوتي ، أصغرهم طفلة في الرابعة من عمرها
لم يكن هناك إلا أبي ليقوم بخدمتنا ، يطبخ الغداء وكان بارعا في طبخ الكبسة، ويوقظنا للمدرسة ، ويطمئن على المريض
وكنا نتعاون معه في تنظيف المنزل *
اقترح عليه الكثير أن يتزوج فرفض قائلا: لا أريد أن أدخل على أبنائي زوجة تشقيهم !
أه ياأبي لو رأيت بعض رجال اليوم همهم راحتهم ! أولادهم آخر اهتمامهم #
أعرف رجلا من جنسية عربية ماتت زوجته وابنته ، ذهب ليؤدي مراسم العزاء في بلده ، وخطب أخرى قبل أن يغادر بلده !
ومن ؟؟ ابنة أخت المتوفاة !!
وآخر جاءت قصته في جريدة الرياض أنه تزوج يوم وفاة زوجته والقصة أن زوجته مريضة من زمن ، وفوجئ بوفاة زوجته في اليوم الذي حدد فيه زواجه
نحن لانحرم ما أحل الله ،لكن تفريط بعض الرجال في أمانة الأولاد أفرز لنا قضايا العنف اﻷسري من قبل زوجة اﻷب !
 نسأل الله أن يسلم الجميع * أيام رائعة قضيناها مع الوالد وأختي الكبرى ، كان الهدوء يسود بيتنا لا أتذكر الجدال الحاصل بين أبنائنا اليوم قد مررنا به ، لم يكن هناك خلاف على قنوات التلفاز لأنه لم يكن هناك إلا قناةالسعودية نتحلق حولها. أيام جميلة قضيناها تكبيرات العيد ، والتلبية في الحج. كلها تعيدني إلى زمن الطيبين كما يسمونه !    
        الوالد الآن ضعف ، بسبب كبر سنه ، والأمراض التي أصابته !     
    وقد قال الشاعر : إن الثمانين و بلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان سبحان الله كيف يتغير الإنسان من ضعف إلى قوة ، ثم يعود إلى الضعف مرة أخرى أسأل الله أن يشفيه ويختم بالصالحات عمله    
          سامحنا يا أبي إن قصرنا في خدمتك فقد ضحيت من أجلنا وعوضتنا فقد الأم سامحنا يا أبي وادعو لنا أن يجمعنا بك وبأمي في مقعد صدق عند مليك مقتدر