

إن نصيحتي لك يا اخيتى أن تلزمي نفسك الصمت.. حولي بينها وبين من يشغلها.. إياك والمعارك الجانبية.. فإذا نظر إليك أبوكِ شذراً لأنك ستخرجين بالسواد، ولا يُظهِر منك شيئاً أبداً.. وقال لك: "ما الذي تنوين عليه؟" فلا تقولي له: "إن النقاب فرض"، ولا تتهميه بالصد عن سبيل الله.. ولكن قومي فقبلي رأسه ويده، وقبلي يد أمك، وقولي لهما: "الحمد لله الذي نجاني من النار بفضل حسن تربيتكما لي.. أو بفضل دعائكما لي.. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيب.. ولعلي أنفعكما يوماً".. وذكريهما بحديث: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
لا تقيمي المعارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك؛ فتلهيك المعارك عن اللجوء إلى الله والسير إليه..
لا تفتحي أبواب المعارك.. سدي باب الذرائع عن أي سؤال..
فإذا قال لك أبوكِ:" يا ابنتي.. هل النقاب فرض؟!" فقولي: "كيف حالك يا أبي؟! إنني أحبك.." وحاولي أن تتفادي الصراع ما أمكنك..
وإن قالت لك أمكِ: "هل اتبعت هؤلاء الذين يقولون إن الغناء حرام؟! " فقولي: "ما رأيك يا أمي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن، فإنك عندها ستشعرين بجنة الله في القرآن.. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال.. وقال.." وقُصي لها من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم..
إنك حينها قد ترغبينهم في الدين بحسن خلقك.. وسيشعرون بتحسن حالك.. وسيؤثر فيهم سمتك الصالح.
أما إن أقمت نفسك للفُتيا.. وسردت الأدلة على وجوب النقاب، وأن الأئمة الأربعة طيب الله ثراهم قالوا.. وأن ابن تيمية قال.. وأن ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله قالا.. فإنك لن تجدي الوقت لتصحيح توبتك مع الله ،وإنما عليك بالنصيحة العابرة.. والهمسة الصادقة..
أطيلي الصمت.. وأدمني السكوت.. ولا تخوضي مع الخائضين.. جنبي نفسك الزلل.. ابتعدي عن الخطأ.. انكسري لله.. لا تطغي.. و لا تتكبري..
إذا رأيت العاصيات فاذكري قول الله تعالى: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} ، قولي: "الحمد الله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرٌ من عباده، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.."
وإذا حاول الاقتراب منك أهل الشبهات والجدل والمناقشات.. فاذكري قول الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}
ودائما وأبدا اجعلي أنسك بالله وملجأك وملاذك إليه.. فاعتصمي به وتوكلي عليه..
من كلام الشيخ الفاضل محمد حسين يعقوب