{ وإنكَ لعلى خُلُقٍ عظيم }
قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيرها:
أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به،
وحاصل خلقه العظيم،
ما فسرته به أم المؤمنين،
لمن سألها عنه،
فقالت:
"كان خلقه القرآن"،
وذلك نحو قوله تعالى له:
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم
بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
وما أشبه ذلك من الآيات الدالات
على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق،
فكان له منها أكملها وأجلها،
وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا،
فكان صلى الله عليه وسلم سهلًا لينا،
قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه،
قاضيًا لحاجة من استقضاه،
جابرًا لقلب من سأله،
لا يحرمه، ولا يرده خائبًا،
وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه،
وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور،
وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم،
بل يشاورهم ويؤامرهم،
وكان يقبل من محسنهم،
ويعفو عن مسيئهم،
ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها،
فكان لا يعبس في وجهه،
ولا يغلظ عليه في مقاله،
ولا يطوي عنه بِشره،
ولا يمسك عليه فلتات لسانه،
ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة،
بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان،
ويحتمله غاية الاحتمال
نقلا
نوره . . @norh_119
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نورة الفضلي
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة