كيف حالكن أخواتي العزيزات بنات عالم حواء :27:
أرجو أن تكن على أحسن حال
لقد أدرجت لكن في موضوعي هذا قصة جميلة و مفيدة أتمنى أن تأخذن منها العبرة و أن تقتدين بالقدوة الحسنة التي في القصة فهي خير مثال للزوجة الصالحة المطيعة التي ظل زوجها يذكر فضلها طيلة حياته .
من لنا بمثلها؟!
التقى "الشعبي" رحمه الله ، مع" شريح القاضي" رحمه الله ، ذات مرة ، فسأل " الشعبي" " شريحا" ، عن حاله في بيته ، فقال له " شريح": من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من أهلي !! .
فقال له " الشعبي" وكيف ذلك؟!! ، فقال " شريح" :
من أول ليلة دخلت على امرأتي ، رأيت فيها حسنا فاتنا ، و جمالا نادرا ، فقلت في نفسي: فلأطهر و أصلي ركعتين شكرا لله !! ، فلما سلمت من صلاتي ، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي و تسلم بسلامي !! .
فلما خلا البيت من الأصحاب و الأصدقاء ، قمت إليها ، و اقتربت منها ، لأصيب منها ما يصيب الرجل من زوجته ، فقالت لي : على رسلك يا أبا أمية !! كما أنت!! .
ثم قالت : الحمد لله أحمده و أستعينه و أصلي على محمد و آله ، إني امرأة غريبة عنك !! ، ولا علم لي بأخلاقك !! فبيّن لي ما تحب أن آتيه فآتيه !! ، و ما تكره فأتركه!! .
ثم قالت إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم ، و في قومي من الرجال من هو كفء لي !! ، ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا!! وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به : إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان !! ، أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لك!! .
قال" شريح" : فأحوجتني ــ والله يا شعبي ــ إلى الخطبة في ذلك الموضع ، فقلت :
الحمد لله أحمده و أستعينه و أصلي على النبي و آله وأسلم ، و بعد : فإنك قلت كلاما إن ثبتّ عليه يكن ذلك حظكِ !! ( أي يكن خيرا كثيرا لك) ، و إن تدعيه يكن حجة عليك!! .
ثم قال: و إني أحب كذا و كذا ، و كذا وكذا !! ، وأكره كذا و كذا ، و كذا و كذا ،وما رأيتِ من حسنة فانشريها !! ، وما رأيتِ من سيئة فاستريها !! .
فقالت لي : كيف محبتك لزيارة أهلي ؟!! ، فقلت : ما أحب أن يملني أصهاري !! ( أي لا أحب أن يكثروا من الزيارة باستمرار فأمل منهم) .
فقالت : فمن تحب من جيرانك ، أن يدخل دارك فآذن له ؟!! ، و من تكره فأكره؟!!.
فقلت: بنو فلان قوم صالحون ، و بنو فلان قوم صالحون ، فأذني لهم !! ، وأما بنو فلان وبنو فلان فقوم سوء ، فلا تأذني لهم !! .
قال " شريح" فبت معها تلك الليلة بأنعم ليلة !! ، وعشت معها عاما كاملا ، ولا أرى منها إلا ما أحب وأتمنى !! .
فلما كان رأس السنة الجديدة ، رجعت من مجلس القضاء إلى بيتي ، فإذا بفلانة في بيتي !! ، فقلت من هذه المرأة ؟!! ، فقالوا : خنتك ــ أي أم زوجتك ـــ !! ، فالتفتت إلي و سألتني : كيف رأيت زوجتك يا أبا أمية ؟!! ، فقلت : خير زوجة !! .
فقالت لي : يا أبا أمية : إن المرأة لا تكون أسوأ حالا منها في حالين :
إذا ولدت غلاما أو حظيت عند زوجها !! ( أي شعرت بحبه و تعلقه بها ) ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة!! ، فأدب ما شئت أن تؤب !! ، و هذب ما شئت أن تهذب !! .
قال" شريح" : فمكثت معي تلك المرأة عشرين عاما ، لم أعقب عليها في شيء إلا مرة واحدة ، وكنت فيها مخطئا !! ، ثم ماتت رحمها الله .
منقول من كتاب ***نساء رباهن القرآن***

سبحان الله و بحمده عدد خلقه و زنة عرشه و رضا نفسه و مداد كلماتـــه