كان المطر يتساقط بغزارة , والشمس تحتجب خلف غيوم كثيفة , والريح الباردة تعصف وتصفر بصوت يبعث الكأبة في النفس
وأنا في حجرتي وحيدة , أشعر بالبرد بالرغم من نيران المدفأة المتوهجة , حاولت تدفئة يدي بحرارة كوب الشاي ولكن لا جدوى
إحتميت بسريري وأغطيته الثقيلة , يبدو أن الدفء بدأ يسري في أوصالي , حانت مني إلتفاتة الى الصورة الحبيبة اللتي على يميني , تناولتها بلهفة وضممتها إلى صدري , وداعبت الامنيات خيالي :
أأأأأه لو كنت معي
إنحدرت دموعي بغزارة تفوق غزارة المطر اللذي في الخارج , وإنطلقت ألملم ذكرياتي المبعثرة عبر متاهات السنين , يا إلهي كم مضى من الوقت دون أن أكحل عيني برؤياك !!!
فجأة , سمعت طرقا على الباب , حاولت تجاهل الامر , ولكن يبدو أن الطارق مصر على إقتحام عزلتي وقطع شريط ذكرياتي
إبتلعت دموعي وأخذت نفسا عميقا في محاولة يائسة لتهدئة نفسي , تساءلت بصوت مرتعش عن الطارق
لم يأتني رد
أدرت مقبض الباب بيد تكاد تتجمد من البرد , ونظرت
تسمرت في مكاني , وشعرت بالدنيا تدور بي وأنّي على وشك الاغماء , نفضت رأسي بشدة علّني أصحو من الوهم الجميل , أعدت النظر ثانية
يا إلهي !!! إنني لا أزال أراه ماثلا أمامي , أأتوه عن هذا الوجه الجميل المستدير ؟ بياض نقي مشرّب بحمرة وعينان لامعتان , وهاتان الغمازتان الحبيبتان تستقرّان بسلام على جانبي وجهه , ولكن يبدو لي أنه قد كبر قليلا , قامته أطول بعض الشي عن ذي قبل , وملامح وجهه بدأت تتخلى عن نعومة الطفولة .
نظر إلي بلهفة وهتف :
إشتقت لك كثيرا
فتحت ذراعاي وأوشكت أن أعتصره بينهما , لكم تاقت نفسي الى مثل هذه اللحظة !!!
سحبته من يده وأجلسته على سريري وأنا أمطره بقبلاتي وأسئلتي , وكان هو يبتسم محاولا أن يهدّيء من روعي , تحدّثنا طويلا وأنعشنا ذكريات حبيبة لطالما ناجيتها ودونتها خوفا عليها من الهروب الى دائرة النسيان
أنهكنا التعب والبكاء والحديث , ضممته إلي وإستسلمنا لنوم عميق
شعرت بأشعة الشمس تداعب عيني وتدعوني الى اليقظة , تحركت يدي تتلمس السرير بحثا عن الحبيب العائد , فلم تصطدم بشيء سوى الوسادة , هتفت بإسمه الغالي علّي أسمع صوته على مقربة مني , ولكن ما من مجيب , إستجمعت شجاعتي وفتحت عيني لاصدم بالواقع المرير
كرهت أشعة الشمس اللتي أحرقت أحلامي
بغضت حجرتي الصامته وهواءها اللذي لا يحمل سوى انفاسي وأنيني
أدركت أنني كنت في حلم مات كغيره من الاحلام البريئة
وأنني في زمن تغتال فيه المشاعر النبيلة
وعدت ألهث وراء ذكرياتي وأطلق العنان لدموعي وأردد
أغدوت وهما يؤرّق مضجعي **** وتسطع في ليلي أنواره
أناديك بني فارحم أدمعي ***** كن واقعا لامومتي المنهارة
********
أمل أن تحوز على إستحسانكم وتحظى بلطيف نقدكم
تحياتي وتقديري

سكارلت @skarlt
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

lololo
•
اشعر بالحرج انت من كنت اعبث معها لالالالا....................


الاخت سكارلت ... كم انتِ رائعة في وصفك ... حقيقة لا اجامل
جعلتني اعيش معك هذا الحلم الجميل ...وانصدمت مثلك ... تمنيت ان لا يكون حلما ...
ولكن ...آآآآآآآه من قسوة القدر ... سبحان الله قلب الأم ... فحب اولادها .تلك النبضات التي تجعلها ما زالت على قيد الحياة ..
الله يرجعلك ابنك سالما معافى ..وكذلك ابني ..فكلمة اشتقت اليه لا لا تعبر عن مدى ما اشعر به ..
:24: بوركتِ وبورك يراعك الرائع ..:24:
جعلتني اعيش معك هذا الحلم الجميل ...وانصدمت مثلك ... تمنيت ان لا يكون حلما ...
ولكن ...آآآآآآآه من قسوة القدر ... سبحان الله قلب الأم ... فحب اولادها .تلك النبضات التي تجعلها ما زالت على قيد الحياة ..
الله يرجعلك ابنك سالما معافى ..وكذلك ابني ..فكلمة اشتقت اليه لا لا تعبر عن مدى ما اشعر به ..
:24: بوركتِ وبورك يراعك الرائع ..:24:

سكارلت
•
غاليتي lololo:24:
عفا الله عنك
أذهلني نعليقك وأخجلني بشدّة
تشرفت وسعدت كثيرا بمرورك الكريم
إحترامي وتقديري لك :26:
عفا الله عنك
أذهلني نعليقك وأخجلني بشدّة
تشرفت وسعدت كثيرا بمرورك الكريم
إحترامي وتقديري لك :26:

سكارلت
•
أختي الحبيبة ماما رويدة :24:
مرورك الغالي على قلبي هو الارووووع
أشكر لك من أعماقي ما خطته يداك الكريمة
شهادتك أفتخر بها
وتقبل الله منك صالح الدعاء
تحياتي وتقديري :26:
مرورك الغالي على قلبي هو الارووووع
أشكر لك من أعماقي ما خطته يداك الكريمة
شهادتك أفتخر بها
وتقبل الله منك صالح الدعاء
تحياتي وتقديري :26:

بحور 217
•
مؤلم أن تحتاج الأمومة لدفء !!!
وصعب أن يظمأ البحر
سعيدة بخطواتك الرائعة على سطور الواحة يا سكارلت
وسعيدة بقلم أزاح عنه دثاره ليملأ الواحة بلوحاته
الخاطرة رائعة في تشويقها ووصفها والجو الذي تنقلنا إليه
أما ما كتب باللون الأحمر فهو المأخذ الوحيد من الناحية الأدبية على أسطرك
حييت بيننا
:26:
وصعب أن يظمأ البحر
سعيدة بخطواتك الرائعة على سطور الواحة يا سكارلت
وسعيدة بقلم أزاح عنه دثاره ليملأ الواحة بلوحاته
الخاطرة رائعة في تشويقها ووصفها والجو الذي تنقلنا إليه
أما ما كتب باللون الأحمر فهو المأخذ الوحيد من الناحية الأدبية على أسطرك
حييت بيننا
:26:
الصفحة الأخيرة