من مذكرات ... زوجة ( ؟؟ )

الأسرة والمجتمع

من مذكــرات زوجــه

((( 1 )))


كالعادة .. كان مساء بائساً .. ذلك الذي قررت فيه الإختلاء بنفسي لاستبثاث همومها وأحزانها .. ومخاطبة أوراقي العطشى .. ومحاولة إشراكها معي في البكاء والعويل ..

لعله من الجدير بالذكر أن أخبركم بأن أوراقي هذه هي صديقي الصدوق .. هي الوحيدة القادرة على استشعار كوامن نفسي ولعلي أفضّل مخاطبتها أكثر من أي شيء آخر .. ولا اعلم ما سر ذلك حقيقة .. ربما .. لأنه لم يكن هناك ثمة إنسان يستحق الصداقة في حياتي .. أقول ربما ..!



وعوداً على بدء ..




وبينما كنت منهمكة حد الغرق في حوار عميييييييييييييييييق مع أوراقي وخيالاتي الحالمة المحببة جداً الى قلبي ... إذ جاءني صوته من خلف الباب منادياً ..

أفففففففففففففففففففففف .. لكم يحب هذا المخلوق إفساد أجوائي الخاصة .. كنت بين نارين ... فمن جهة أسمعه وهو يناديني .. ومن جهة أخرى .. أرى أوراقي المتعطشة .. ترقبني رجاءً بأن أبقى وأسكب عليها مزيداً من البوح .. من الخيال .. استجبت لأوراقي مرغمة .. لا تلوموني .. فليس ثمة من هو أحب إلي منها .. !

تجاهلته مؤقتاً .. ريثما أستلهم ما أفلت من روحي توّا ..!

كرر نداءه لي غاضباً حنقاً .. وأضاف الى النداء بعض عبارات السخرية والتهكم والإنتقاص من إنسانيتي .. !


لعلكم تحدثون أنفسكم بأن الحق معه ؟؟ لا تستعجلوا أرجوكم .. وأكملوا معي ..!


لما كرر نداءه على الشاكلة التي وصفت آنفاً .. أيقنت ان لا ملجأ منه الا إليه .. تركت ما بيدي جانبا .. ودعت أحلامي / خيالاتي المترفة .. وهرعت الى مصدر الصوت .. لأتلقى الأوامر .. وكنت أعلم ان لا ثمة شيء غيرها

عندما وصلتُ إليه .. رسمتُ على وجهي علامات الإستفهام أن

.



= خير .. وراتس ما تردين ولا تجين بسرعة
= كان في يدي شغل خلّصته وجيت ... نعم ؟ بغيت شيء ؟
= خير؟ .. و صانفة (ن) تناظرين كنتس ما تدرين عن اللي أبي ... أقول هاتي العشا
= طيب مب تنتظر شوي بس .. أحسّه بدري على العشا .!
= لا ماهوب توّنا .. توّنا أجل ..!
مشكلة هالتالين اللي ممعّطين هالليول !
أقول خل عنتس كثر المطرسة في الحتسي وهاتيه ... أجل تونا .. الحمد لله .. يا الله ثبات العقل والدين .!
= .... سَم .!



لعلكم خمّنتم أن من تحدث إليه للتو لم يكن سوى زوجي أليس كذلك ؟؟
وبكل الأسى .. أقول .. إن تخمينكم لم يكن الا في محله تماماً

نعم .. هو زوجي ..!

.

.

.. يتبع ..




5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اميرة حياته
اميرة حياته
((( 2 )))

قدمتُ العشاء .. وضعته في مواجهته تماماً .. وسرت مبتعدة عنه حتى انتهيت الى المقعد المقابل ..


= وين رايحة .. منتيب متعشة ؟
= مالي نفس .!
= يقولون .. لا نام الواحد خفيف .. فهو أصح له ..أبرك لتس
= صدق ؟؟ ( قلتها متهكمة )



لم يرد عليّ .. وإنما بدأ بالتهام العشاء دون أي اكثرات ..!

رباااااااااااااه ..!

.

.


-أثناء تناوله للعشاء- جعلتُ أتأمله شزراً وطريقة أكله المقرفة مصدراً ذلك الصوت المقزز إلى حد إشعارك بالغثيان ..

أيعقل أن يكون هذا زوجاً لي ؟؟ - هكذا حدثتُ نفسي – ومضيت في عقد مقارنة بينهُ وبين من صوّرتهُ / حاورتهُ للتو .. بين أوراقي ودفاتري .. وشرعتُ ألهي النفس محاولة إيجاد الفروق السبعة !!

حسناً ..

فارسي هناك .. كان مثقّفاً .. وكان وسيماً .. وكان

أما هذا ..!!!

ياااااااااااااااااإلهي .. إن الفروق أكبر من أن تحصر ... تكفيني تضاريس الزمن البادية على محيّاه .. وتقوس ظهره الهزيل ..!
إنه في عمر والدي إن لم أقل جدّي ... هو لا يحتاج الى زوجة .. ربما الى ممرضة .. الى خادمة .. الى أي شيء سوى زوجة في مثل سنّي ..


مضيت أتسائل !!

هل كان فقدي لوالديّ .. وتسلط زوجة أخي سبباً كافياً لأن أضحي بشبابي / بصبوتي مع هذا الكهل ؟؟

ولكن ؟؟
وإن كان الأمر كذلك .. لماذا وافقني أخي على تضحيتي / حماقتي .. بكل بساطة .. وقدمني إليه هكذا ..؟

هو يعي جيداً .. تيك الظروف التي كانت تحوطني من كل جانب ؟ ومن المؤكد أنها لن تسمح لي بالتفكير السليم ؟ وتبعاً فإن مخرجات ذلك التفكير لن تكون سليمة قطعاً ؟؟

لماذا وافق على زواجي من هذا الشيخ الكهل ؟؟

كان عليه أن يقف في وجهي ..
أن يعترض
أن يصفعني إن دعا الأمر
ولكن ..
ولكن لا يتركني أقع ضحية لحظة ضعف مني
لماذا يا أخي .
لماذا ؟
أو كنت تريد التخلص مني إلى هذا الحد ؟
وأنا ..؟؟
ما الذي اقترفته على نفسي ؟
ها أنذا كرهتهُ .. وكرهتُ نفسي .!
إنني أشعر بالكراهية لدرجة ال .!

.

.

أتاني صوته .. قاطعاً حبل الأفكار .. مصدراً بعض إشارات تفيد بأن أحمل العشاء بعيداً – يخيّل إليّ أحياناً أنه أخرس ..! –



استجمعتُ كل قواي/ شتاتي ..لأقول له :


= ليش تزوجتني ؟
= وشو
= لا خلاص .!
= يعني وش اللي بيخليني أعرس الا عشاني أبي العرس
= بس انك تعرف زين انك أكبر بكثير من....
= تقصدين اني ما أصلح للعرس
= لا مش هذا اللي كان قصدي .. كنت أق ...
= أقول لا يكثر...وش ذا الحتسي اللي استجد علينا .. عاد المهم اني بغيت ... وهذاني أقول لتس عاد إن حتسيتي في هالسالفة مرة(ن) ثانية ترا ما يرد هالعقال شيء وقولي عاد ابو سعد ما قاله
= ..........................
=ناس ما يفيد معها الا العيون الحمر


سافرت نظراتي الى اللامحدود .. وفرت مياه عيني هاربة ..ولمحته بعد ذلك ينظر إلي وابتسامة النصر قد بدت على محياه البشع .. !


= بس .. بدينا التخقق والدلع


عن أي دلال تتحدث أيها ال .............
آهٍ لو لم تكن زوجي لكنت وصفتكَ بأقذع وأشنع الأوصاف التي تستحق .!

ثمّ أكمل ..

= هقوتس انتس أول حريمي .. قبلتس أعرست على ست وانتِ السابعة ..وانتِ دارية عن هالشيء .. مهوب شي(ن) جديد عليتس .. وتراني .. باخصكن زييييييييييييييييين .. وانتِ ما كنتس الا هن .. أبدددد .. مغير تلعبن بهالدموع لعب .. بس مهوب على أبو سعد .. يا ..


وشرع في الإكمال .. غير أني أخذت العشاء وحملتهُ من أمامه وتركت المكان بسرعة فلم أعد لأتحمل المزيد .. كل ما أعلمهُ أنني .. كنت أردد في نفسي قائلة : ليتكَ تموووووووووووت ..!

.

.

.. يتبع ..
اميرة حياته
اميرة حياته
((( 3 )))


ذات مساء .. اجتمع عنده عدد من الضيوف .. خلتهم في البداية ضيوفه المعتادون .. غير أن صوتهم الذي أخذ بالإرتفاع شيئاً فشيئاً حتى وصل الى حد الصراخ والشجار .. أكد لي أن هناك أمراً ما .. !

لم ألبث أن سمعتُ صوت باب المدخل وهو يُغلق بقوّة في إشارة الى انصرافهم .. وبعد ذلك أتى الشيخ الذي يسمّى ( زوجي ) وشرر الغضب يتطاير من عينيه ووجهه يكاد ينفجر ..

كان ينتظر مني أن أسأله عن ما حل به .. غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث .. ولعلي لم أكترث لما أصابه .. ولعلي أيضاً شعرت بشيء من الإغتباط على منظره ... إنه يستحق ذلك وأكثر ..!

جلس بجواري متمتماً ببعض كلمات ..لم أستطع فك شيفرتها .. غير أنها قطعاً لم تكن سوى بعض من حمم البركان المتفجر في داخله ..

وبعد برهة من الصمت .. بادر بالحديث



= والله ما عاد الا هي ... لهالدرجة عاد ... نزعوا الناس حياهم ؟؟
= ...............................
= ما لقى أبو محمد غير بنتي هيفا يجي يخطبها ؟؟
= مممممممممممم وش فيها .. رجال مرتاح مادياً .. أرمل.. وساكن في بيته لحاله بعد ما تفرّقوا عنه عياله .. وشغلتهم الدنيا .. ومن حقه أن يبحث عن زوجة – قلتها لأزيد غيظه وحنقه –
= بس .. هذا اللي قدرتس ربي عليه ؟ ؟ طيب وعمره ؟؟
= هو في مثل عمرك .!
= وتبيني إن شاء الله أزوّج بنتي لواحد في عمر أبوها ؟؟!
= ..........؟؟؟؟............

.

-هيفاء هذه لا تصغرني الا بثلاث سنين فقط –

لم أشعر الا بغرق عينيّ - والحقيقة أنها اعتادت على ذلك - .. ولسان روحي يقول : وماذا عنّي أيها الوغد ..!

.

.

.. يتبع ..
اميرة حياته
اميرة حياته
((( 4 )))



اليوم هو زواج إحدى قريباتي .. وكان لزاماً عليّ أن أحضر الى حفلة الزواج

طبعاً هو لن يذهب ... فهو لا يطيق السهر .. ولا يحتمل إزعاج وضجيج المناسبات الإجتماعية الكبرى .. !

ولذا فإني سوف أذهب برفقة أخي وزوجته .. التي كانت مدعوّة الى الحفل بطبيعة الحال ..

انتهينا – أنا وزوجة أخي – إلى إحدى الطاولات .. والتي تحلّق حولها مجموعة من القريبات ..
أخذنا نرتشف الشاي ونتجاذب أطراف الحديث .. وكعادة النساء .. ساقنا الكلام الى العلاقات والمشكلات في الحياة الزوجية
كنّ يتحدثنَ عن مشاكل .. أراها تافهة في عيني .. ولكنهن يرينها في حجم الجبال ..!
ولم يغفلن أثناء الحديث عن التطرق الى الهدايا والورود والشموع .. وعن آخر الرحلات وأحدث أماكن الترفيه ..
كنت أرقبهن وأنصت الى حديثهن .. ملتزمة الصمت .. لكأني قدمت من عالم آخر .. شعرت بغصّة تخنقني .. حتى لكأن روحي تهم بالخروج ........ وليتها خرجت ..!

.

.

انتهت الحفلة ..
وعدت الى المنزل ..دلفتُ الى غرفتي ... لأجد تلك الجثة الهرمة متمدده على السرير ..!
كنت واقفة بجانبه .. متأملة وجهه الكريه وهو نائم ... مرتاح الضمير ..!

أصداء الحديث الذي دار بين القريبات .. لا تزال رحاه تجعجع في رأسي ..!

وحينئذ .. إبتسمت ..!

لا أدري أي نوع من الإبتسامة تلك ؟؟ لكم كانت الشيخوخة مثيرة للشفقة للحب للحنان .. أما هذه الشيخوخة التي أمامي ..فهي شيخوخة ظالمة .. مجرمة .. وتستحق الموت ..!

لم يدم وقوفي طويلاً ..
فقد عزمت على الإنتقام لنفسي ومن نفسي ..

وضعت عباءتي جانباً .. وهرعت الى خزانة الأدوية المكتظة بالكثير الكثير من أدوية ذلك الهرم .. تناولتُ عدداً من الأقراص لم أحصيه .. ولم أميّز أنواعه .. وأشكاله .. وأخذت ألتهم القرص .. تلو القرص .. تلو القرص ...
وعندها ..
سحابة سوداء تسللت الى عيني ..
ظلام ينهش الأنوار .. كما يفعل الليل بالنهار
يزداد في قتامته

يزداد

يزداد

ولا أعلم بعدها إلى أين ذهبت ..!

.

.

.

.

.
.. تمّت ..


عبير نجد

منقـــــــــــــــــــــــــول
اميرة حياته
اميرة حياته
اوووووووووووووووووووووووووووووب
توته!
توته!
طيب وش صار بعدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟