من مذكرات طفله

الأدب النبطي والفصيح

تمر الأيام وتجري اليالي ..... تحمل بين طياتها آمال طفلة صغيرة تنظرللحياة بمنظار عين وردية ....جميل ذالك العالم الذي كانت ترنو للعيش فيه
واستمرت تحث الخطى نحوه ، وتصنع من حجر الطريق سلما تصعد به أو قنطرة تعبر بها إذا ما مرت على نهرِ أو نحوه ....

نست تلك الطفلة الصغيرة أو تناست أن الحياة لا يمكن أن تصفو دائما كما كانت تريد ، فلا بد من أيام يلبس فيها المرء الألم ...حتى يعرف طعم السعادة

كانت طفلة صغيرة فأنى لها أن تستوعب ذلك الدرس .... ولكن الأيام كانت مدرسة الحياة لهذه الصغيرة

كم كان يستهويها منظر البحر في صفائه ، وكم كانت تهرب من لحظات هيجانه
وكأنها تهرب من هيجان نفسها الصغيرة
وكم كان لغروب الشمس وشروقها ... قصة وحكاية في كل صباح ومساء
وكم كانت تعشق الورد ، ذلك الكائن الناعم الجميل هل لأنه يشبه روحها .... ربما

صغيرتنا أحبت كل الأكوان ورأت فيها مدارس كونية وضعها الله أمامنا حتى نتعلم منها دروسا في ثوب عبادة جليلة

مرت الأيام سراعا وكبرت الطفلة الصغيرة ، وخرحت من زجاجتها الشفافة وعالمها الحالم إلى عالم جديد ، قد لا يكون جديدا بالنسبة لغيرها ولكنه بالنسبة لها جديد بألوان جديدة تتلون بألوان الطيف التي لا تظهر إلا بعد سحابة سوداء
يظنها المرء سوداء محظة ولكن الحقيقة أنها محملة بالخير الوفير
سبحانك ربي ما أحكمك !!!!!
بدأت صغيرتنا تستوعب الدرس شيئا فشيئا ، واستعذبت الألم في ذات الله
وعرفت أن الحياة هذا ديدنها وأن حكمة الله ألا نجاح ولا سعادة إلا بعد ألم
فالشمس لا تشرق إلا بعد صراع مع ما بقي من خيوط الليل السوداء
ومرة أخرى لا تغادرنا الشمس إلا بعد صراع مع نجوم الليل ....
والبحر لا يهدأ إلا بعد موجة من الهيجان ....
والسعادة الأبدية في جنات النعيم لا تكون إلا بعد صراع مع الدنيا وزيقها

عرفت صغيرتنا أن حكمة الله في كل شئ في الأكوان فهو وحده الحكيم العليم بخلقه

صغيرتنا استعدت للحياة من جديد بروح شفافة كما كانت ولكنها لا تخدش
لأنها مُزجت بيقينٍ بالله وثقة به
عادت مرة أخرى تنظر للحياة بمنظار عينها ولكنه هذه المرة ليس بلون وردي
ناعم ، بل بكل ألوان الطيف
8
701

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
يالها من صغيرة واعية !!!

بارك الله بهذه الصغيرة التي غدت ناضجة تعبر بأسمى الأساليب و أجملها

وحفظ الله لنا قلمها..
صباح الضامن
صباح الضامن
صغيرتنا تلك
ليست صغيرة منذ ان وعت الدرس

فمنذ أن داعبت عيونها شمس نهار وألق نجم
ومنذ أن استفسرت عن هيجان بحر وألجمت ثورانه بحكمة
واستعذبت رذاذه المتعالي لتغذي فيها روحا متقدة
وأنست في هدوئه وكتبت على صفحاته قصصا حالمة ووديعة كوداعة أشعة قمر في ليل صيفي

ومنذ أن استعملت ريشتها لتصف هكذا وصف لحالتها
فتدرجت من وردية الإيحاءات إلى طيفية الرؤى
ممزوجة بتقوى قلب , وحكمة مؤمن

منذ ذاك عرفت توليفة الحياة وقصة التواجد الحق على أرض الله

غاليتي
كم سعدت بقراءة ما كتبتِ وأحسست أنني أمام معلمة عالية الفكر يترامى الطرف يرنو إلى ما كتبتْ ليجد :
أنك في الخيال تبدعين
والصور ترسمين
والتقوى تنشرين

فلا حرمنا الله من قلم له هذا التوجه

بوركت
بحور 217
بحور 217
يا لها من كبيرة بما علمت وبما فهمت ..

كثير من الكبار لايعون شيئا مما وعت ..

ولا يفقهون هذه الدروس الهامة التي تفصل حقا بين عالم الكبار والصغار ..!!






موضوعك جميل جدا يا قطر ..

أشعر أنه مرتب الأفكار ..

واضح المعاني ..

سليم اللغة ..

يحمل درسا بالغ السهولة وصعب المنال !!
قطر الغمام
قطر الغمام
نور الشمس ... كعادتك دائما مشرقة ،
شكرا لمرورك

أستاذتي صباح ....
وكم هي سعادتي عندما قرأت كلماتك فكانت كياقوته تزين ما كتبت
رعاك الله ولا حرمني الله منك


بحور 217
جزاك الله خيرا وماكتبته ما هو إلا خربشات أمام جميل ألوان فرشاتكم
رعاك الله
فتاة اللغة العربية
ذكريات طفلة واعية ، طفلة حكيمة
نسجت بأسلوب مذهل ، وبكلمات كالدر بل تضاهي الدر في صفائه وجماله وبهائه. جديرة بأن نعلقها في نحورنا ، وأن نزين بها صدورنا، ليشرق ببريقها دربنا.
كلمات توقظ النفس الغافلة اللاهثة خلف بريق الدنيا ؛ لتنال سعادة زائفة ، سعادة لحظات ، متناسية السعادة الأبدية ، ومستصعبة طريقها المحفوف بالمكاره .
يقول أبو تمام :
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها
.......................................تُنال إلا على جسرٍ من التعبِ


قطر الغمام :
بورك لنا فيك وفي حرفك الواعي .
تقبلي أعذب تحياتي .