gariba

gariba @gariba

عضوة جديدة

من مذكرات مريضة...

ملتقى الإيمان

في ليلة من ليالي الصيف الحار..كانت ترتعش بشدة من الحمى..وجه أصفر..شفاه زرقاء..أسنان تضرب وتطرق..كانت حرارتها مرتفعة جدا..تإن بدون علم منها..تتقيأ..حالتها يرثى لها
رجتها أمها أن تنقل الى المستشفى..رفضت..لا ترضى بأن يكشف عليها رجل فكل من في المستشفى في مثل ذلك الوقت رجال..
دعت الام ولدا لها الى تفقد المستشفى هل من طبيبة به..أسرع "محمد"البار بأمه ثم عاد وهو يقول:هناك الطبيبتان المعتادتان-يعني المتبرجتين-..جهزيها بسرعة.
-قومي بنيتي..ارتدي جلبابك..
-لا..لااقدر عـ..على ذلك..عظامي.. ترتعش كلها..
-حاولي..جاهدي نفسك..سأعينك..هيا..
لبست الجلباب..نظرت حولها..همست:أين غطاء وجهي؟
-الان غطاء؟..بنيتي لا أحد أمامك وانك مريضة..فهوني على نفسك.
-أريد الغطاء..وإلا فلن أذهب.
دخل أخ آخر على حالها هذه :هل هي جاهزة؟ما..ماهذا؟!أوه..غطاء وجه,لن أرافقها..-أرجوك ولدي إنها مريضة..وأنت لك مكانة رفيعة عند من في المستشفى..فخذها.
-إذا كان لابد,فليوصلها "محمد"وأنتظرها أنا هناك..مسكين أنت يامحمد..لو منحوني مليونا ما مشيت معها بهيئتها هذه!!
كانت قد اعتادت مثل هذه الكلمات الجارحة..لم تأبه لها..صبرت واحتسبت.
نقلت للمستشفى..دخلت الى الطبيبة:السـ..السلام عليكم.
-صباح الخير..ماهذا الارتعاش؟!..اصعدي الى السرير..وانزعي هذا الشيء!!-تعني الجلباب-....مابك؟
-حمى و..وقيء وارتعاش شديد.. لا اعلم سببا له.
-انت حامل؟
-لا..سبحان الله!!..نلت البكالوريا السنة فقط ..
ضحكت الطبيبة ثم تابعت حديثها مع الفتاة حول حالتها..ثم استدعت الممرض لاعطائها حقنة..صرخت الفتاة: رجل؟..أيراني رجل؟ لا والله لا يكون ذلك أبدا..ولو أن أرجع الى بيتنا بدون دواء..
-لكن..لكن لم لا؟انا لا أحقن الابر!!!!!
توسلت اليها الفتاة..فردت قائلة:لولا أن أخوك فلان لما قبلت.
حضر الممرض..طرق الباب..سارعت الفتاة لتغطية وجهها بجلبابها..استوقفت الطبيبة الممرض عند الباب:مضطرة الى حقنها بنفسي..اذهب انت.
رد عليها:اعرف..ذلك بديهي من أمثالها!!.
...تمددي هنيهة لأرى مفعول الحقنة.
...سكنت الرعشة قليلا..انخفضت درجة الحرارة بعض الشيء..
-هيه..بعد ان نلت الشهادة ماكان اختيارك بالجامعة؟
-طب بإذن الله.
-طب؟تريدين دراسة الطب وترفضين رؤية الرجال؟هذا شيء عجيب!!..لكن في الحقيقة ان الله لم يحرم رؤية الرجال فهذا زيادة من عندكم..
-بل بالقرآن..انظري سورة النور الآ..
قطعت حديثهما الطبيبة الاخرى بسلام غريب من لهجة غريبة.
-هل تعلمين -زميلتي-ان هذه الفتاة تريد ان تكون طبيبة لكن بدون رؤية الرجال؟
-كيف يكون ذلك؟!
ردت الفتاة:أبدا..ممنوع منعا باتا ان ارى الرجال.
-لو اتاك مريض ما يكون موقفك؟
-لن يكون باذن الله..فالاطباء كثر ولله الحمد..ألا تعلمين أن فلانة الطبيبة لا تداوي الرجال أبدا؟
-ماذا ؟فلاااااانة لا تداوي الرجال ولا تراهم!!!!!
-نعم..
قالت تخاطب زميلتها:أتسمعين ما أسمع؟
-بل وفلانة أيضا..
-بالطبع..فتلك يجب عليها ذلك لان اختصاصها نسائي بحت..!!
-لم يحصل عندنا أن من الطبيبات الشريفات المشهود لهن بالخير أن يعالجن الرجال..بل من تعالج الرجال هي فلانة وفلانة فقط .
-أحقا هذا؟؟...أطرقت برأسها ثم قالت:كم رأينا رجااااااااااااااال!!!!!

كم أثر في الفتاة ذلك التنهد الذي أطلقته الطبيبة مع آخر جماة لها..أحست المريضة حينها أنها هي الطبيبة الحقيقية وأنها يجب عليها نصحهما...ولكن مسكينتان..فبم تبدأ؟؟بعقيدتهما المفرنسة أم بتبرجهما المفرط أم بخلوتهما واختلاطهما بالرجال وتشبههما بهم أم وأم وأم؟؟...لم تجد حينها الا ان تفكر كيف تراسلهما بعد شفائها ؟ كيف تدعوهما الى الخير الى واحة الاسلام وحديقته؟الى حقيقته!!..كيف تبدأ الان ولم يبق لها معهما الا ثواني؟..حاولت على قدر استطاعتها ان تدعوهما بحكاية اسلام اوربي عبر خلق مسلمين..ولم تذكر حينها الا ذلك..لتصرف صدر منهما..الموقف جليل والفرصة عظيمة لكن الزاد ساعتها قليل جدا؟؟
عادت الى بيتها..وكلها شوق لدعوتهن..مؤملة فيهن الخير والبركة..فهن وان عصين ربهن ذوات قلوب رحيمة ..نامت وهي تفكر كيف تكون سببا لهدايتهما..فمن هدي به رجل واحد خير من حمر النعم..فكيف باثنتان واي اثنتان ..هما طبيبتان يمكن ان تكونا في يوم من الايام من اقوى الدعاة الى الله...

فكم منا يفكر في اغتنام الفرص الثمينة في الدعوة الى الله؟..وكم منا من يجعل هم الدعوة همه وشأنه في سائر الاحوال؟..من يتشبه منا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين يدعو وهو على فراش الموت؟!!

عسى الله أن يتوب علينا وعليهن..ويهدي الجميع الى صراطه المستقيم...والى طريق الدعوة..اللهم آمين.
0
430

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️