من مقالات د. عبد العزيز المقبل (1)
(1) إنها الفرامل !!
حين نهم بالذهاب لمناسبة مهمة أو جميلة، ثم نسمع من قائد السيارة أن (فراملها) قد (تعطلت) قبل قليل، وأنه لم يعد يستطيع السيطرة عليها، فإننا – والعقلاء منا بالذات – سيزهدون في ذلك المشوار مع (أهميته)، لأنهم يرون حياتهم (أهم)!!
إنني يمكن أن أتحمل أن تتعطل بي السيارة، وأن أتأخر عن الوصول، لكن أن تكون بلا (فرامل)، فمعناه أنها قابلة للاصطدام بما يمكن أن يواجهها، سواء أكان جسراً أم جداراً أم سيارة، واصطدامها ذاك سيترك أثراً – ربما بالغاً – فيها، وفيمن هم داخلها. ومن هنا تأتي أهمية الفرامل.
المشكلة أن كثيرين يولون (فرامل) السيارة عناية غير عادية، فربما يستوحشون من ركوب سيارة يسمعون أن (فراملها) ضعيفة، لا متعطلة، وذلك لون من الاحتراز والحرص، لا يلامون عليه.. لكنهم يعيشون في حياتهم دون (فرامل)!!
ومن أبرز الجوانب في ذلك حالة الغضب والعصبية؛
فالإنسان الذي لا يمرّن عضلات الصبر في نفسه، والتي تمثل الفرامل، سيعطي لسانه – في مواقف الغضب- حرية (كاملة) في قذف الكلمات، غير (المفلترة)، وسينطلق في التصرف دون أدنى تفكير، وحين تنقشع سحابة الانفعال، ويكون (الاصطدام) قد وقع، ويرى (آثاره) السيئة في دنيا الواقع، ربما ندم، وقد يكون ذلك الندم شديداً، لكن ندمه ذاك لن يكون له قيمة، لأنه لم يدفعه إلى أن يعيد الاهتمام بـ(صيانة) فرامل (مركبة) ذاته، حتى لا يتكرر الموقف، ومن ثم فسيظل يتكرر عنده الندم .. ليجتمع عليه (ألم) التصرف (السيئ)، و(ألم) الندم!!
كم من الأشخاص الذين يشعرون بنشوة، وهم يرون نظرات الإعجاب – ممن حولهم – بجمالهم أو أجسامهم، أو يسمعون كلمات الإطراء بسبب وجاهتهم أو مناصبهم أو ثرائهم، ولكن ذلك كله (تذيبه) كلمة صدرت من جاهل، أو تصرف قام به أحمق، فإذا ذلك الوجه (الجميل) يبدو بصورة (موحشة)، وإذا ذاك الجاه (العريض) لم يمنح هذا الشخص إدراكاً أنه (أكبر) من أن تلفه عاصفة الغضب، بسبب مثل تلك الكلمات أو التصرفات..
ألم أقل إنها (الفرامل)!!
وهنا لا نستغرب أن يجعل المصطفى – صلى الله عليه وسلم- القوة (الحقيقية)، ليست قوة العضلات وضخامة الجسم، ولكنها (مَلْك) النفس، وقت الغضب!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (87) رجب 1428هـ
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
لا أستطيع !!
تصلني أحياناً رسائل جوال أو إيميلات تصور فيها بعض الفتيات مشكلاتهن، وعلمتني التجارب أن أحكم على (قوة) نفسية صاحبة المشكلة من قاموسها (اللغوي) ..
وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن التقنع وراء أسماء من جنس (دموع، أنين، أحزان ...)!! يكشف غالباً عن (هشاشة) نفسية .. فكيف حين يصاحب رواية (المشكلة) – هاتفياً – نشيج وبكاء يقطع انسياب (جدول) الحديث ..
أنا لا ألوم صاحبة المشكلة، وقد تكون المشكلة بالفعل قد تركت في نفسيتها آثاراً عميقة..
لكن الأيام عودتني – حين أواجه مشكلة- أن أستشعر القوة، وأتدثر بالثقة، وأنظر لبعض جوانب المشكلة (الداكنة) من زواية تبديها بلون (أقل) قتامة، ورأيت أن هذا الأمر لا يلبث أن يكون (عادة) لي بحيث يصبح قاموسي (اللغوي) إيجابياً ..
وحينئذ سأسأل المستشار لا لأتخذ من كلامه (حبة بندول) تسكّن الألم ولا تجتثه، ولكن لأستفيد من تجربته في دلالتي على أفضل الطرق في التعاطي مع مشكلتي ..
ثم سأكون قادرة على عرض مشكلتي بصورتها (الحقيقية)، فـ(ثوب) رأي المستشار الذي سيقدمه لي منسوج من خيوط روايتي للمشكلة .. وحين أشعر بالضعف النفسي، وأسمح لقاموس (الضعف) أن يلوّن مفرداتي لن أستطيع التخلص من إضافة (بهارات) على المشكلة
ما يجعل خطوات الحل التي يقدمها المستشار هي الأخرى تتأثر بـ(نكهة) تلك البهارات!
وثمة أمر له أهميته في الموضوع، وهو أن تلك اللغة (الضعيفة) تنعكس على الجانب النفسي،
ولذا لم أكن أستغرب إثر كل مكالمة أو إيميل تكون (مفرداتهما) ملونة بالضعف أن يكون الرد على ما أطرحه من اقتراحات أو خطوات كلمة:
(لا أستطيع...) !!
المستشار / د. عبد العزيز المقبل.
دعواتك لاختك ومحبتك ..
.............. يتبع >>>
في قسم الحياة الاجتماعية>> باذن الله تعالى ...
هدوء وسط الزحاااام @hdoaa_ost_alzhaaaam
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هدوء وسط الزحاااام
•
رفع
الصفحة الأخيرة