
هنا عن كثبْ
أفضّل أن أعانق وحدتي .. أرقبْ
تعاقب سير أيامي
ومن يبقى .. ومن يذهبْ
وأرمق خلسةً مرآة أحوالي وأسألها :
أتلك ملامحي حقا ؟!
ولا أطلبْ
سماع إجابةٍ بالفعل أعرفها
ولا أرغبْ
ففي صمتٍ ثقيلٍ تزحف الأوقات
يمضي الركبْ
شهورٌ .. شاخت الأحزان في وجهي
وما أصعبْ ؟!
مواجهة الحقائق حين تلطمك بكف الغيبْ
وأنت هناك قد جمدت حواسك
عالقٌ في الأمس
حيث تلاشت الخطوات فوق الدربْ
بلحظة غفلةٍ جاءت
ولم تتهيأ الروح .. وتستوعبْ
أجل..! للنفس أناتٌ لما يخفى من الاوجاع
رغم صمودنا تعلو .. ولا تحجبْ
وما للناس إلا أن يقولوا :
كفّ عن تفكيرك المتعبْ
فهل أكذبْ ؟!
وهل للعقل سلطته لكي يمحو سنين الحبْ
وكيف نطالب المشتاق أن ينسى ليالي القربْ؟!ببسمتها..
براءتها...
وصدر حنانها الأرحبْ!
لذا أهرب..!
وموج مدامعي يصخبْ
يواريني غطاء الليلِ فيه أزيح ستر القلبْ..
وأختلس الدقائق بين أوراقي
بها أكتبْ
بقايا من عذاباتي
أناجي..
أشتكي..
أعتب..!
أصافح في الدجى صوراً أحن لها..
لماضيها..
وانفاسي الحبيسة ترتجي فرجاً
ونبض حنينها يغلبْ..!
تواجه سيل أشواق ثوتْ بالنفس ..لا تنضبْ!
فيا من تطلق الكلمات تجلدني
رويدك..!
كف صوت العتبْ!
فمن منا بلا وجعٍ ؟!
وهل يبقى سوى الذكرى نلوذ بها
لتلقينا بحضن عوالم اللقيا
هنالك في خبايا الروح..
حيث يظل مافي صدرنا أقربْ.؟
أنا أمضي..
أشد يدي..
وأعلم أنني حتماً
سأزهر في ليالي الجدبْ
وأدرك أنني أشقى
لأن تجاوز الكربْ
سيأخذ وقته..
لاريبْ !