من نوادر الفقه الذكوري

من نوادر الفقه الذكوري
يقولون بأن الزوج هو أقرب رجل للمرأة قبل والدها، وأن حق طاعة الزوج مقدمة على حق طاعة الوالد، وما أرى ذلك إلا فقه لقهر المرأة تحت إمرة زوجها مهما بلغ ظلمه لها، ويستدلون على مقولتهم التافهة بأن المرأة إن تكشفت فإنها تلوذ بزوجها لتتخفى خلفه.
لكن عندي فقه آخر للأمر وله دلائله القرءانية .....وهو أن أقرب الرجال إلى المرأة هو والدها وليس زوجها.....
• فهي تحمل اسمه ولا تحمل اسم زوجها
• وعقوق البنت لأبيها من الكبائر التي تحتاج لتوبة ويوجب لها دخول النار وعقوقها لزوجها ليس من الكبائر ولا يدخلها جهنم.
• وأوصى الله بالإحسان إلى الأب ولم يوصي بالإحسان للزوج.
• وهي ترث النصف في تركة أبيها سواء أنجبت أم لم تنجب طالما هي ابنة وحيدة ...بينما لا ترث إلا الربع في تركة زوجها إذا لم تنجب والثمن إن أنجبت.
• وتنفصم الزوجية بالوفاة ولا تنفصم الأبوة والبنوة بالوفاة
• ويمكن للزوجة أن تخلع زوجها أو يطلقها هو بينما لا يمكن أن ينخلع الأب عن ابنته أبدا
• وينتفع الأب بعمل ابنته للصالحات بينما لا ينتفع الزوج إلا بعمل نفسه فقط.
• وخدمة الأب واجبة على ابنته بينما خدمة زوجها تكون تطوعا.
• لقد أمر الله بالتذلل للأب رحمة به وإشفاقا ولم يأمر بذلك للزوج
• وأمر بالدعاء للأب بالرحمة ولم يأمر بذلك للزوج.....
وعسى ما ترونه أنتم أفضل مني فهذا فقهي أبثه إليكم حتى لا تكونوا عبيدا لفقه إبليس الذي لا يرقب فيكم قرءانا ولا سنة.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي


نتيجة لفساد الفقه الإسلامي، ونتيجة لتقديم فقه الرواية على فقه الآية القرءانية، ابتدع الفقهاء مفهوم أن طاعة المرأة لزوجها مقدمة على طاعتها لأبيها أو أمها، وعمدتهم في ذلك ما رواه الدارمي وابن ماجه وابن حجر والترمذي والحاكم وابن أبي شيبة وابن حنبل بمسنده
.
فهذا الحديث الذي يعتبره أساطين الفقه والحديث أنه مصدر من مصادر التشريع هو سر البلاء ومكمن من مكامن الفساد.
إنهم لم يستشعروا القرءان وهم يقومون بتعظيم السنة ويهملون القرءان
• لم يحسوا بأن الله قرن عبادته سبحانه بشكر الوالدين.....
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23.
• لم يهتموا بأن الله قرن شكره مع شكر الوالدين....
{..... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14.
• لم يشعروا بأن الله أمر الإنسان أن يذل نفسه لوالديه فقط ....
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }الإسراء24.
• لم ينتبهوا أن الزوجة تحمل اسم والدها ولا تحمل اسم زوجها.....
{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ..... }الأحزاب5
• والله أوصى بالوالدين ولم يوص بالزوج......
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ...... }العنكبوت8.
وحق الوالدين مقدم على حق الزوج في الطاعة وليس كما يقول الفقهاء بينما هم يتصورون بأنهم يستندون على علم وما أراه إلا علم الشياطين....فهم حينما يتخطون القرءان ولا يأبهون لآياته فإن هذا هو عين الفسق الذي يمارسه الأئمة والفقهاء على السواء.
وحق الزوجة أن تطيع زوجها محدد بما تنصلح به الحياة ...لا بما ينصلح به مزاج الزوج، فقد ترى الزوجة رأيا أفضل من رأي الزوج فيجب عليه شرعا أن يطيعها.
فالطاعة ليست قسرية ولا استبدادية، لكن إن تساوى الرأيان في القيمة فإن الأولى هو تقديم طاعة الزوج...
{... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228.
فحق الوالدين في الطاعة مقدم على حق الزوج....ويجب أن يعلم الأزواج أنهم بمنزلة الزوجة في جهة القرابة يعني زوج البنت ابن كزوجته تماما بتمام فلو كان يحق للزوج أأن يعق والديه لأجل رأي زوجته لكان له نفس الحق وكلاهما يكون باطلا شرعا.
أعلم تماما بأن فقهي هذا يصيب الرجال بوجيعة لسلطاتهم وسلطانهم الذكوري الترجسي الذي وهبهم إياه السادة الفقهاء، لكن علينا تعميق التدبر وليس تكثير التقليد بلا تفكر.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي