
الترجمةالشخصية:
العلامةإسماعيل آل إسحاق الخوئيني: هو أحد الأبناء التسعة الذكور للشيخ آية الله عبدالكريم الخوئيني مؤلف كتاب (كفاية الأصول) باللغة الفارسية، ومن تلاميذ آخوند ملاكاظم الخراساني، ومن أقران آية الله البروجردي، وأستاذ علماء مثل: آية الله ميرزاباقر الزنجاني، وآية الله حاج سيد أحمد الزنجاني، وأستاذ رضا روزبة. الشيخ عبد الكريم آل إسحاق الخوئيني كان له تسعة أبناء ذكور كلهم دخلوا في مجالالعلم والمشيخة، جاء ترجمة الشيخ عبدالكريم وأبنائه في كتاب الذريعة إلى تصانيفالشيعة أثر الشيخ آغا بزرك الطراني المشهور وكتاب: علماء زنجاني، تأليف آية اللهالشيخ موسى الزنجاني، وكتاب آثار الحجة، وكتاب شعار الولاية، وكتاب )دانشمندانزنجان( مفصلاً].
ولد الأستاذإسماعيل آل إسحاق في بداية الشهر الأول من عام (1316) الشمسية (1937م) في مدينةزنجان، ومع قصف المدينة بواسطة جيوش المتفقين في الحرب العالمية الثانية انتقل معوالده إلى قرية خوئين الجميلة ذات المناخ الطيب.
وبعد دراسة القرآن ومقدمات الأدب الفارسي والعربي فيالخوئين عندما كان عمره ثمان سنوات انتقل مع والده إلى مدينه قم، وأكمل بقيةالمقدمات والسطح عند الوالد وبقية الأساتذة هناك، ثم لإكمال بقية دروسه انتقل إلىالنجف، وقضى ثلاث سنوات في حلقات مشاهير العلماء؛ كآية الله السيد محسن الحكيم،وآية الله السيد أبي القاسم الخوئي وغيره.
ثم رجع إلى قم وحضر دروس آية الله البروجردي، وآية اللهالخميني، وآية الله حسين علي المنتظري.
ثم بعد الزواج -بدعوة من الأستاذ روزبه مع كل من آية الله محمد رضاالمهدوي الكني، وحسين النوري، وإمامي الكاشاني، وغيرهم- انتقل إلى طهران وأقامفيها، وبدأ يدرس في المدرسة العلوية في طهران العلوم الجديدة، ثم بإشارة من آيةالله البروجردي دخل في كلية الإلهيات في جامعة طهران، كان في حينه يدّرس الأستاذمرتضى المطهري في هذه الكلية في جامعة طهران، قضى الشيخ إسماعيل خمس سنوات تحتإشراف الأستاذ المطهري وغيره من الأساتذة حتى أكمل مدة دراستههناك.
العمل والنشاط الدعويوالسياسي عند الخوئيني:
في عام (1333هـ ش- (1954م) اشترك مع الدكتور محمد مفتح في تأليف كتاب (روش انديشه) أسلوب الفكر.
من نشاطاتهالسياسية قيادة تحصن المثقفين في عام (1350-1351ش)- (1972-1973م) في هذه المدة حكمعليه بالسجن، وقضى مدة سجنه في سجن (كميته) و(قزل قلعة) مع تحمل مشاقكثيرة.
من نشاطاته الأخرىتخطيط وتأسيس مؤسسة رفاه طلاب العلوم الدينية في قم، التي افتتحت بمشاركة وحضورالآلاف من الطلاب، وكان آية الله قدوسي المشرف والمفتش من قبل الطلاب على هذهالمؤسسة، ولكن (سأواك) -جهاز المخابرات للسلطة في زمن الشاه- انتبه إلى أهمية هذهالمؤسسة وأغلقها بواسطة أذنابه.
فقد منع الأستاذ آل إسحاق من التدريس في المدارس الثانوية لمدة أربع سنوات من قبل حكومة الشاه، كما منع آية الله سيد كاظم شريعتمداري، والشيخ مصطفى الاعتمادي، ثم نفي الأستاذ لمدة عام إلى مدينة بيجار في محافظةكردستان.
ولكن الأستاذ بدأبنشاطات مكثفة بعد الثورة (22/11/1357ش) بما فيها فتح حلقات عقدية مزدحمة في مدن بوشهر وتبريز، وتقديم مساعدات إنسانية عن طريق مؤسسة (بيت الزهراء الخيرية) وإلقاءكلمات ومحاضرات في إذاعة (تبريز) و(آبادان) وغيرها.
كما أن من نشاطاته إجراء برنامج كان يسمى علاقة الجامعةبالمسجد، فإنه كان مكلفاً من قبل مجموعة (العلماء المناضلون) في طهران لإجراء هذاالمشروع عن طريق وزارة التعليم في منطقة (12) طهران، وكان مسئولاً عن هذا المشروع لمدة عام، رغم أن وزير التعليم علي أكبر برورش، والسيد ناطق نوري في حفل الافتتاح في مسجد الأستاذ المطهري (مسجد سبهسالار سابقاً) في كلمة مفصلة أكدا على إجراء هذاالمشروع، ولكن (مجموعة حجتية) مع الإمكانيات التي تمتلكها والسلطة التي تحظى بهاعرقلت إجراء هذا المشروع الهام!
ومن نشاطاته تأسيس مركز المستضعفين الخيري، الذي أسسه مع مجموعة من الشخصيات والعلماء في طهران، وكان الأستاذ عضواً للهيئة المشرفة عليه، إضافةً إلى ذلك أحدث له مزرعة وقناة ماء في صحاري أبهر في محافظةزنجان.
الطموحات وأهم الأحداث في حياةالخوئيني:
كما أن المذكور رشح نفسه لرئاسة الجمهورية بطلب من مجموعة من مؤيديه، وذلك في الدورة الثانية عندما رشح محمدعلي رجائي نفسه لذات المنصب، وقد أعلنت الجرائد هذا الخبر، ولكن رجال الحكم خالفواهذا الترشيح من دون ذكر أي دليل أو مستند، كما أنه بناءً على مسئوليته الشرعية رشح نفسه للاشتراك في (مجلس الخبراء لانتخاب القائد) (المكون من (12) شخصاً: ستة من الفقهاء، وستة من ذوي الاختصاصات المختلفة)، ولكن لم يعلن اسمه ضمن المرشحين من دونذكر أي دليل!!
من أهم الأحداث في حياة الأستاذ آل إسحاق معرفته بالدكتور أحمد (ميرين) السياد البلوشي -رحمه الله- (دكتوراه في الحديث الشريف من الجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة) الذي اغتالته أيدي الشيعة، الذي أثر في حياته تأثيراً عميقاً، وكان يكنّ احتراماًوتوقيراً خاصاً للدكتور السياد.
كما أن من أحداث حياته التي كانت لها آثارها السلبية، رسالته التي وجهها للإمام الخميني بعد ما أرسل قائد إيران رسالته المشهورة إلى جورباتشوف.
(هنا ذكر المؤلف رسالة الخميني لجورباتشوف المؤرخة (11/10/67ش) بتوقيع روح الله الموسوي الخميني بعدآخر جملة (والسلام على من اتبع الهدى!) ولعدم فائدتها رأى المترجم عدم ذكرها ثم تلاها برسالة الأستاذ آل إسحاق للخميني وهي كالآتي:
رسالة العلامة الخوئيني للخميني:
حضرة الإمام الخميني قائدالثورة الإسلامية في إيران...
بعد السلام يرى (مركز حماة القدس للتحقيقات الإسلامية) من مسئوليته الشرعية أن يذكركم وبقية العلماء ومراجع المسلمين ببعض النقاط فيما يتعلق برسالتكم الموجهة إلى قائد الحزب الشيوعي السوفيتي السابق السيدجورباتشوف.
1- كتابكم مصباح الهداية في بيان عقيدتكم، وبيان الإسلام الذي تريدون عرضه على العالم -لأنه طبع بعدالثورة- هذا الكتاب كله فلسفة وعرفان والذي قدم على أساس أنه هو الإسلام، وهو نفسه وحدة الوجود الذي طبق عليه العقول العشرة، والعقل الفعال مع النور المحمدي والعلوي! برأينا هذا ليس له أي صلة بالإسلام وحقائق الدين، والإسلام مخالف لهذه المسائل.
2- أنتم لم تذكروافي هذه الرسالة أياً من حقائق القرآن وأدلته؛ بل أحلت الرجل على كتب أبو علي سينا (المعروف بابن سينا الفيلسوف المشاء ومبين فلسفة اليونان) والذي كفره محمد الغزالي،وذكر عشرين دليلاً على انحرافاته في كتابه: (تهافت الفلاسفة) وكتب سهروردي -الذي أعدمه المسلمون بسبب أفكاره الانحرافية- وكتب محي الدين بن عربي الإشراقي -الذي هومن معتقدي وحدة الوجود، ورئيس كل العرفاء- وكتب ملا صدرا (الذي كفره علماء أصفهان؛بسبب اعتقاده بوحدة الوجود وانحرافاته الفكرية، ونفوه إلى قرية كهك في محافظة قم،وقد تبرأ من الفلسفة والعرفان، واستغفر في مقدمةالأسفار).
3- إذا كنتم مانسيتم فإن درسكم في الفلسفة قد أوقف قبل أربعين سنة في المدرسة الفيضية في قم لهذاالسبب، وأنتم رغم كل هذه المسائل لا نعرف لماذا تدلّون الرجل لمعرفة الإسلام إلى الفلاسفة والعرفاء والمنحرفين!!
أليس القرآن يملك أدلة كافية لإثبات ذات الإله سبحانه، وبيان أصول الدين وفروعه؟ ألا يستطيع قادة الإسلام أن يبينوا حقائق القرآن من غير اللجوء إلى الفلسفةوالعرفان؟ هل يجور أن ندل قادة العالم إلى الفلسفة والعرفان لمعرفة الإسلام؟
4- فضيلتكم تعلمون أنفلسفة اليونان والعرفان الهندي كانا موجودين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل قبل ظهور عيسى وموسى عليهما السلام في الشرق، فلوكانا صحيحين وفيهما كفايةلهداية البشر، فما هي الضرورة أن يمن الله تعالى على البشرية، ويرسل إلينا رسولاً: (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))عمران:164].
القرآن الكريم يبين أنه قبل مجيء الأنبياء عليهم السلام كانت البشرية في ضلال مبين؛ بسبب هؤلاءالفلاسفة، وفضيلتكم تريد أن يصير (كرٌّ على ما فرّ) وأن يكون أتباع الأنبياء عليهمالسلام في (شبك) الفلاسفة والعرفان، ويتأخر باسم الإسلام عدة قرونأخرى.
5- وكان السيدطباطبائي قد منع آية الله البروجردي -رحمه الله- من تدريس فلسفة الأسفار في قم، يقصد المؤلف المدعو آية الله سيد محمد حسين طباطبائي التبريزي، مؤلف تفسير الميزان الذي كان من مشاهير مؤسسي الفلسفة في قم] ولكن فضيلتكم تريد مخالفة العلماءوالفقهاء؛ لكي تشتهر علوم الفلسفة.
6- تقولون: (الإسلام المحمدي الخالص)، هذه التسميات ليس لها أي ثمرة غيرإيجاد التفرقة والاختلاف.
7- نحن نرى أن تفسحوا المجال للمحققين والعارفين بالإسلام، أن يقومواببيان حقائق الإسلام في وسائل الإعلام بدلاً من الفلسفة والعرفان، حتى يعرف الناسفي كل العالم حقيقة الإسلام، نرجو أن لا تتذمروا من عملنا هذا الذي نعتبره جزءاً من مسئوليتنا، والسلام على من اتبع الهدى.
مسئول مركز حماة القدس للتحقيقات الإسلامية
كاتب ألف مقال في المسائل الإسلامية
الأحقر إسماعيل آل إسحاق الخوئيني
المحن والابتلاءات في حياةالخوئيني:
بعد نشر هذه الرسالة قبض علىالأستاذ وسجن، رغم سابقته العلمية حيث كان قد درس في قم والنجف، وكان من عائلة علموعلماء وتربى في بيت علم وتحقيق، وكان من عائلة شيعية، وابن آية الله العظمى عبدالكريم الخوئيني رحمه الله، وكان إخوانه يعدون من المدرسين والمحققين في الحوزةالعلمية في قم، وكان عدد من أقربائه يشغلون مناصب عالية في الحكومة، منها: رئاسةالمحاكم العسكرية، نيابة مؤسسة مستضعفين، قيادة جيش علي بن أبي طالب في حراس الثورةفي قم. و..... إلخ.
بناءًعلى ذلك فإن تغيير عقيدة رجل كهذا ومخالفته العلنية للخرافات، كان أمراً غيرمستساغ، وغير قابل للتحمل لحكومة إيران.
من جهة أخرى نجد أن تنفيذ حكم الإعدام عليه من غير أن يرتكب جريمة ودون أي مبرر أيضاً، لم يكن خالياً من الخطر، لذلك كانوا يحاولون بكل الوسائل، وعن طريق التجسس في حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية، أن يربطوه بأىوسيلة بالدول الخارجية والأنظمة العالمية، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من ذلك، فاضطرمسئولو وزارة المخابرات والمباحث الذين كان قد حُول إليهم الملف للضغط على الأستاذلكي يحصلوا على أي حجة لتنفيذ حكم الإعدام، فأجبروه بعد سبعة أشهر من الضرب والشتم والتعذيب على الإقرار بذنب لم يرتكبه، وقرروا إعدامه. كان الأمر منتهياً وقد أحضرواعائلته من قم وطهران، ففي لقائه مع الأقرباء يقدم لهم وصيته المكتوبة، ويعلن لهم أنهذا هو اللقاء الأخير، ولكن لم يقدر الله إعدامه، ففي هذه الأيام مرض الإمام الخميني ومات، فأخّر إعدام الأستاذ آل إسحاق.
وبرغم وضعه الجسمي السيئ ومرضه القلبي الشديد، نقل الأستاذمع مجموعة من الآخرين من سجن التوحيد إلى سجن اوين! ولكي يشدوا عليه أكثر ويجبروه على التسليم ويسكتوه، أمروا بإلغاء عمله كرئيس للمكتب حتى يضغطوا عليه من الناحيةالمالية.
رغم أن الأستاذكان ذا عائلة كبيرة (خمسة عشر فرداً)، وكان يعاني من مرضه القلبي الشديد؛ بحيث لايستطيع أن يمشي مسافة ثلاثمائة متر التي كانت بين المكتب إلى البيت دون اللجوء إلىالجلوس كل بضعة أمتار، وما كان يرى أن يأخذ سهم الإمام (الخمس)، كانت هذه الخطوة منالحكومة ضغطاً شديداً، ولكنه صبر ولأجل علاجه باع المزرعة التي كانت ثمرة ثلاثينسنة من جهده.
أثر الإيمان في الابتلاء:
كان أفراد عائلة آل إسحاقأيضاً قد تركوه خوفاً من ضياع منصبهم، وفقدان موقعهم السياسي والاجتماعي فلايقتربون منه، ولكن الأستاذ لم تزلزله هذه المصائب، وبكل ثقة واطمئنان كان يستمر فيمسيرته، كان فعلاً ممن صدقت عليه الآية الكريمة: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))يونس:62].
من جهة أخرىكان الأستاذ يتحمل ويقاوم ضغط الأولاد في سبيل استرداد مسئولية المكتب، ويرى أن أيطلب من الحكومة يخالف كمال التوحيد والإخلاص، وإلى آخر لحظة من عمره لم يقدم أي طلب للحكومة الإيرانية، وكثيراً ما كان يردد هذه الآية: (( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْالْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ))التوبة:111].
ودائماًكان يردد في المصائب ورد إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، أو يتسلى بالآيةالكريمة: (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ))، ومع الآية الكريمة: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْأَحْسَنَ عَمَلاً ))، كان يظهر تسليمه للقضاء والقدر، ويقول: لا أريد سوى إرضاء ربي، وكان كثيراً ما يكرر العنايات الخفية وألطاف الخاصة الإلهية، التي قدشهدها ولمسها خلال الابتلاءات المتكررة، ويذّكر من حوله بهذه النعم حتى يطمئنوا ولاييأسوا.
وفاة العلامةالخوئيني:
كانوا قد صرحوا له في الأيامالأخيرة أنه إذا اجترأ على ممارسة أي نشاط ثقافي أو سياسي، سوف يقدمون على اختلاق حادثة ما ويقضون عليه؛ كحادث مروري أو غير ذلك (كما فعلوا مع الدكتور أحمد ميرينالسياد، والأستاذ فاروق فرساد، والمهندس برازنده وغيرهم)، ولكنه لم يتوقف عن النشاطإ لى آخر لحظة من حياته، بل إلى آخر يوم من حياته كان مشغولاً بالتأليف والكتابة،إلى أن توفي رحمه الله في (16/7/1379ش) (9-رجب 1421هـ) (7/10/2000م).
آخر رسالة للعلامةالخوئيني:
قبل أن نذكر بعض آثار الأستاذنريد أن نطلعكم على آخر رسالة كتبها قبيل وفاته.
باسمه تعالى.
الصديق العزيز، بعد السلام
أريد أن ألفت نظركم إلى النقاط التالية لعلكم تقرءونها بدقة:
الثورة الإسلامية في إيران عرضت الإسلام على مستوى العالم، وتدعي أن الإسلام يستطيع أن يوصل البشرية إلى سعادةالدنيا والآخرة، فالناس في العالم ينقسمون إلى ثلاثةأقسام:
1- منكري الله والآخرة؛ الذين لا يعتقدون بمثل هذه الأمور ولا يلتفتون إليها.
2- محبي الدين والأديان والمعتقدين بالله وببرنامج الدين الحامل للسعادة، الذين يبحثون دوماًويتمنون الوصول إلى حقيقة الدين، ولكن لأسباب عدة، منها: حكم الجبابرة والظلمة،وسياساتهم الباطلة، وتبليغ أنواع الفلسفة والعرفان وغلو الغلاة، وأنواع التفسيربالرأي للقرآن الكريم، والتعصبات المختلفة والعداء المستمر؛ بقي الدين وحقيقته مختفية عن أنظار هؤلاء.
والآن جميع الباحثين عن حقيقة الإسلام يتعطشون لكتاب يبين لهم حقيقة هذاالدين، كان يظن هؤلاء أن الإسلام الذي يقدمه الإمام الخميني هو نفسه الدين الإلهي،لذلك كان الجميع ينتظرون ليروا في إيران نتيجة ذلك الدين الذي يسمى (الإسلام الخالص المحمدي) ولكن مع الأسف بعد مضي (21) عاماً من حكم هذا الإسلام في إيران ما كانت نتيجته إلا امتلاء السجون بطالبي الحرية، وإعدام الألوف ممن يطالبون بالحرية،والمجاعة والسيطرة على وسائل الإعلام، والتعذيب والكذب إلى درجة أن الإنسان يستحيأن يستمع إلى الإذاعات الخارجية، ونرى أن ذلك العطش لا زال باقياً في قلوب مسلمي العالم.
والمثقفون إذا لم يحصلوا على جواب صحيح يشكون في أصل الدين الإسلامي والرب وبعثة الأنبياء عليهم السلام ويهربون منه، ويقبلون على العلمانيةواللادينية.
3- الحزب الحاكم في إيران أو المعتقدين بصحة الشيعة الصفوية الموجودة ولغفلة المخدوعين، فإن القدرة التي وجدت في إيران، وتهدد العالم الإسلامي والحضارة البشرية جاءت بواسطةحماة هذا المذهب وليس الإسلام.
مبررات اختراع المذهب الشيعي:
والمذهب الشيعي السياسي هو حزب سياسي، ظهر باسم الدين وهومذهب (مخترع) في الدين، ولكي يوجهوا كل السياسات والحركات، ويتمكنوا من الظلم والإجحاف والكذب والإعدام، ولكي ينتقموا من الخلافة والإسلام والمسلمين سموا أنفسهممسلمين، واخترعوا عناوين الإمامة والولاية، ولكي يستطيع الإمام والقائد أن يتخذ أيقرار شاء أعطوه الولاية الإلهية، والولاية التكوينية والتشريعية والحاكمية المطلقةوالولاية المطلقة.
لماذازعموا بأن المهدي المفترض المزعوم غائب؟ لكي يستطيعوا أن يدعوا خلافته ونيابتهوالولاية المطلقة، ولأجل تأسيس هذا وترويجه بدأوا يفسرون ويؤولون آيات القرآن الكريم حسب هواهم.
ووضعواآلاف الأحاديث باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واخترعوا مئات المعجزات والكرامات، واخترعوا أجوراً خيالية لزيارة القبور وكتبوا كتباً، واخترعوا قصصاً مثلالغدير، ووضعوا روايات كثيرة على ألسنة الأئمة، وألفوا كتباً مثل نهج البلاغة بعدأربعمائة سنة من وفاة علي رضي الله عنه، واخترعوا الصحيفة السجادية وحديث الكساء مندون سند!! وألفوا كتباً مثل مفاتيح الجنان وزاد المعاد، وتعبوا قروناً حتى وضعواكتباً في مقابل الصحاح الستّة لأهل السنة؛ كالكافي، والوافي، ومن لا يحضره الفقيه،والاستبصار، ولأجل القوة المالية اخترعوا الخمس وسهم الإمام، ولأجل الإطاعة المطلقةمن المرجع اخترعوا المرجعية والرسائل العلمية.
واخترع لهم الصفوية مجالس التعازي، وضرب الصدور، والسلاسلوالسكاكين، ولأجل الترويج الدائم للمذهب الشيعي اخترعوا التواشيح والأغاني المبكيةوجعلوها ثقافة، ولكي لا يستطيع أحد أن يتكلم اخترعوا المداحية لعلي، واخترعوا الشعروأنشدوا في وصف علي، وبنوا قباباً وأضرحة على القبور، وزركشوهابالذهب.
وقد ضخموا الإمامةالشخصية، هذه الأكذوبة التي هي قطعاً ويقيناً مخالفة للقرآن، ضخموها وكبروها، كماضخموا وفخموا قضية المهدي المزعوم وعرضوها بشكل قاطع وجدي، واخترعوا له احتفالاتمولد، وخرافات أخرى إلى درجة لا يبقى فيها مجال للإنكار ولا حتى التفكير والتدبر فيسبب اختراع هذا المذهب وهذا الحزب السياسي، وقد كسبوا القوة والنجاح عدة مرات بهذهالطريقة.
منقول من شبكة الدفاع عن السنة