ذا ليدي

ذا ليدي @tha_lydy

محررة ماسية

من هذا الرجل؟؟؟

الملتقى العام

باريس: «الشرق اﻷ‌وسط» ﻻ‌ يمكن اعتبار رشيد نكاز شخصية عادية مثل غيره من مئات اﻵ‌ﻻ‌ف من المهاجرين الجزائريين في فرنسا. فهذا الرجل هو مجموعة تفاصيل تعرف كيف تجد سبيلها إلى وسائل اﻹ‌عﻼ‌م، وهو رجل أعمال ناجح، وصاحب أفكار مبتكرة لتمويل الحمﻼ‌ت اﻻ‌نتخابية، وناشط في الحزب اﻻ‌شتراكي، ومرشح سابق لرئاسة الجمهورية. وهو، اﻵ‌ن، مدافع عن حق المسلمات في فرنسا في ارتداء النقاب ورئيس لجمعية تدافع عن الحريات التي أقرها الدستور الفرنسي.ومنذ بدء تطبيق قانون منع غطاء الوجه، في الحادي عشر من الشهر الحالي، بعث رشيد نكاز بخطابات إلى كافة مراكز الشرطة في فرنسا يتطوع فيها لدفع كل الغرامات التي يحررها أفراد الدوريات ضد النساء الﻼ‌تي يخالفن القانون وينزلن إلى الشوارع بنقابهن. وقد أقر الرجل بأنه، شخصيا، ليس ضد من تريد تغطية وجهها، على الرغم من أن هذا الموقف ﻻ‌ يتطابق وقناعات مارتين أوبري، رئيسة الحزب الذي ينتمي إليه، لكنه أوضح أنه، كديمقراطي، قد أسس صندوقا «للدفاع عن الحرية وعن العلمانية»، بحدود مليون يورو. وكعادته، كشف أن تمويل الصندوق سيأتي عبر بيع عمارة يملكها في ضاحية باريس الجنوبية، بالمزاد العلني.ومنذ صيف العام الماضي، تاريخ عرض قانون حظر النقاب على البرلمان الفرنسي ﻹ‌قراره، بادر رشيد نكاز إلى اﻹ‌عﻼ‌ن عن صندوق للتضامن ولدعم المنتقبات في مواجهة «تعسف» الدولة، من خﻼ‌ل جمعيته التي تحمل اسم «ﻻ‌ تمس بدستوري». ومع حلول الحادي عشر من أبريل (نيسان)، تاريخ سريان القانون على اﻷ‌رض، لبد نكاز في انتظار أول غرامة توقعها الشرطة على مسلمة منتقبة، لكي يدفع المبلغ الذي ﻻ‌ يزيد على 150 يورو، أوﻻ‌، ثم ليتقدم، ثانيا، بشكوى أمام المحكمة اﻷ‌وروبية لحقوق اﻹ‌نسان، ضد الدولة الفرنسية، بتهمة انتهاك مبادئ الحريات الشخصية.وهنا قد يبرز سؤال عن السبب الذي يمنع نكاز من التقدم بشكوى ضد الدولة التي تمنع الحجاب في المدارس والدوائر الرسمية. والجواب هو أنه يرى أن من حق فرنسا منع ما تريد في اﻷ‌ماكن المغلقة التابعة لها، بذريعة احترام مبادئ علمانية الدولة، لكن ليس من حقها مصادرة الحرية الشخصية في الفضاء العام، والشارع جزء منه.من أين يستمد هذا الرجل حماسته؟ إن رشيد نكاز هو من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين، ولد عام 1972 في ضاحية باريس الجنوبية ﻷ‌بوين هاجرا من الجزائر واستقرا في فرنسا ونشأ في حي شعبي في منطقة «فال دو مارن»، دون أن يقع في شراك الفشل الدراسي الذي يتربص بأبناء الكثيرين من المهاجرين. لقد درس التاريخ والفلسفة في جامعة السوربون، وكان متشوقا لخوض ميادين العمل العام واﻻ‌نخراط في السياسة. فقد أسس مع زميل فرنسي وزميلة مهاجرة ناديا للمرشحين باسم «هيا فرنسا»، وهي جمعية تدعو لتسجيل كافة المواطنين، بشكل آلي، على اللوائح اﻻ‌نتخابية. ويبدو أن ذلك النادي كان خطوة البداية لطموحات نكاز، فقد أعلن، في ربيع 2006، عن ترشيح نفسه ﻻ‌نتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في العام التالي. لكن خوض معركة مثل هذه تتطلب حشد 500 توقيع مؤيد وداعم للترشيح من رؤساء البلديات في عموم فرنسا، قبل السماح لصاحبها بتسجيل اسمه في قائمة المرشحين، وهو أمر يعجز عنه الكثيرون.في الخريف نفسه، صرح المرشح العربي بأنه تمكن من جمع 521 وعدا بالدعم من رؤساء البلديات في المناطق الريفية. وقبل اﻻ‌نتخابات بأشهر قﻼ‌ئل، اشترى نكاز، مقابل 1550 يورو، دعما من أندريه غاريك، وهو عمدة قرية صغيرة كان قد عرض دعمه للمرشحين للبيع في مزاد على اﻹ‌نترنت. ولم يكن الشراء سوى ضربة دعائية منه، ﻷ‌نه قام بتمزيق ورقة الدعم، علنا، أمام مشاهدي القناة اﻹ‌خبارية الفرنسية «إل سي إي». لكن نكاز انسحب من السباق لعدم تمكنه من جمع التواقيع المطلوبة، بخﻼ‌ف 13 توقيعا، وقال إن رؤساء بلديات تعرضوا للضغوط لكي يحجبوا عنه الدعم الذي كانوا قد وعدوه به. كما أعلن أن مقر حملته اﻻ‌نتخابية تعرض للسرقة وهرب اللصوص بالحاسوب الذي يحتوي على هواتف وعناوين رؤساء البلديات. ولم يكن حظه في اﻻ‌نتخابات التشريعية لعام 2007 أفضل، بعد أن خاضها تحت لواء حزب يحمل اسمه ولم يحصد ما يذكر من أصوات. وبعدها غير حزب رشيد نكاز اسمه إلى «التجمع اﻻ‌جتماعي الديمقراطي»، وخاض اﻻ‌نتخابات البلدية وتمكن من الحصول على نسبة تزيد على 5 في المائة من أصوات ناخبي بلدة أورلي، جنوب العاصمة. وكانت الحملة اﻻ‌نتخابية ﻷ‌حد مرشحي الحزب قد وعدت ناخبيه بمنح كل منهم 300 يورو أو تذكرة طائرة، على سبيل الهدية، في حال الفوز.إن حماسة نكاز وأساليبه المبتكرة ﻻ‌ تتوقف عند حد. فقد أعلن اﻹ‌ضراب عن الطعام، قبل 3 سنوات، أمام سجن «نانتير»، شمال باريس، للمطالبة باﻹ‌فراج الفوري عن المحامي الجزائري اﻷ‌صل كريم عشوي، وهو شخصية مثيرة للجدل تخصصت في الدفاع عن رجال العصابات، وكان، يومها، متهما باﻻ‌شتراك في قضية هروب أحد موكليه من السجن. أما آخر تقليعات نكاز فكانت اﻹ‌عﻼ‌ن عن ترشيح نفسه لﻼ‌نتخابات التمهيدية التي تجرى في صفوف الحزب اﻻ‌شتراكي لتسمية مرشحه للرئاسة. وانتهز نكاز المناسبة التي اختار لها مقهى ومطعم «الفوكيتس» الشهير في «الشانزليزيه»، منتصف الشهر الحالي، لكي يعرب عن تنديده بمنع النقاب. إن الرجل الذي يبدو مبتسما ومتفائﻼ‌ في الصور والملصقات اﻻ‌نتخابية، كان يجد دائما عقارا لكي يبيعه في المزاد العلني لتمويل هذه الحملة أو تلك. وهو يقول إنه ﻻ‌ يشعر بالسعادة ﻻ‌ضطراره لبيع بيته أو مقر حملته اﻻ‌نتخابية، لكنها كانت وسيلته الوحيدة لكي يبقى حرا ومخلصا لقناعاته «الجمهورية» وغير خاضع لشروط التمويل من أي جهة، بدﻻ‌ من التباكي من ضيق ذات اليد ونقص الدعم المالي.إن نكاز هو واحد من أبناء الجيل الذي يؤمن بأن التغيير في فرنسا ﻻ‌ بد أن يتم من الداخل وباستخدام الوسائل التي تتيحها اللعبة الديمقراطية. ويقول إن والديه علماه منذ طفولته، مع أشقائه وشقيقاته اﻷ‌حد عشر، قيم احترام العمل والعائلة والتضامن والمسؤولية، لذلك فإنه يرسم للمسلم الذي يرشح نفسه للرئاسة صورة بالغة المثالية، فهو ﻻ‌ بد أن يكون «إنسانيا، يتحمل المسؤولية، ومستعدا لكل التضحيات في سبيل فرنسا وخدمتها وليس خدمة نفسه». ومن دون هذه الصفات ﻻ‌ يمكن ﻷ‌ي كان أن يزعم أنه جدير بثقة الفرنسيات والفرنسيين. ويعتمد نكاز في طموحه على قابليته التي سمحت له باﻻ‌نتقال من الضاحية المتواضعة التي عاش فيها 30 عاما إلى مقر انتخابي أنيق في باريس، وبخبرة أتاحت له أن يلتقي بسبعة من رؤساء الدول الصناعية الكبرى، بينهم شيراك وكلينتون وشرودر، وأن يتحادث معهم، أثناء قمة كانت قد عقدت في مدينة كولون اﻷ‌لمانية.يعرف رشيد نكاز، أيضا، كيف يستغل دراسته للتاريخ ومعرفته بالمحطات الكبرى التي مرت بها فرنسا خﻼ‌ل القرن الماضي، في تقديم آراء ومواقف شجاعة مدعومة بالبراهين واﻷ‌رقام لكي يحدث ما يشبه الصدمة لدى الناخبين ويخرجهم من موقفهم السلبي وعزوفهم عن المضي لﻺ‌دﻻ‌ء بأصواتهم في صناديق اﻻ‌قتراع. وهو ﻻ‌ يتردد في التذكير بما جرى من احتﻼ‌ل نازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، وﻻ‌ بتأييد قوى اليمين المتطرف لحكومة «فيشي» التي سايرت المحتل اﻷ‌لماني، لكي يخلص إلى القول إن الديمقراطية ليست هبة من أحد، وهي قيمة هشة وتحتاج إلى الحماية، باستمرار، لكي ﻻ‌ تقع في براثن اليمين المتطرف من جديد.آخر ظهور له كان قبل أيام، أمام مبنى الجمعية الوطنية الفرنسية، لدعم سيدة فرنسية منتقبة كانت تتجول أمام أفراد الدرك المكلفين بحراسة البرلمان، وتتحداهم أن يحرروا لها غرامة مالية. إنه يعتقد أن قانون حظر النقاب زوبعة انتخابية يمينية وجزء من الريح التي تنفخ في نار الخوف من اﻹ‌سﻼ‌م. لذلك فإن من الصعب تطبيقه في الضواحي والمناطق النائية، ما دام أن الشرطة لم تجرؤ على تطبيقه أمام كاميرات وسائل اﻹ‌عﻼ‌م في وسط باريس.التعليــقــــاتابو مشارى (السعوديه)، «فرنسا ميتروبولتان»، 24/04/2011شكرا رشيد نكاز اتمنى لك من كل قلبى التوفيق ، وتقبل تحياتى.
1
402

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ذا ليدي
ذا ليدي
رفع