من هم الساهون عن الصلاة ؟!!!!

السؤال :لماذا توعد الله الساهين عن الصلاة في قوله تعالى: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”؟

***** يقول الدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: توعد الله تبارك وتعالى هؤلاء الذين لا يؤدون الصلاة كما أمر بالويل والعذاب في قوله تعالى: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” وقد قال الإمام ابن عباس في معنى الآية: إن هؤلاء المصلين هم المنافقون الذين يصلون أمام الناس ولا يصلون في السر، ولهذا قال الله تعالى: “للمصلين” أي الذين هم من أهل الصلاة ثم هم عنها ساهون.

والسهو عن الصلاة إما أن يكون عن فعلها بالكلية فلا يؤديها، وهي عماد الدين وركن من أركان الإسلام، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، كما جاء في الحديث، ولا شك أن من يهمل هذا الركن الركين من أركان الإسلام يستحق أن يكون أهلا لوعيد الله له بالويل كما جاء في الآية الكريمة.

وإما أن يكون المراد بالسهو في الصلاة تأخيرها حتى يضيع وقتها أو عدم أدائها بأركانها وشروطها من الخشوع فيها والتدبر لمعانيها، ومما يدل على هذا المعنى قول الله تعالى: “الذين هم يراؤون” أي لا يقصدون بها وجه الله تعالى والإخلاص له، وإنما يقصدون بها الرياء والشهرة وابتغاء السمعة الطيبة بين الناس زورا وبهتانا ونفاقا، واللفظ شامل لكل تلك المعاني ودال عليها، حيث ينبه المصلين إلى أهمية الخشوع فيها تبارك وتعالى وإقامة الدين بها على النحو الذي أمر به من إخلاص الوجه له وصدق النية معه، قال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة”، فالمفروض فيما طلبه الله عز وجل أن يؤدى كما يجب أن يكون، ذلك الأداء مقترنا بالإخلاص والخشية والبعد عن النفاق والرياء، والويل في الآية الكريمة يمكن أن يتوجه لكل تقصير في كل من هذين الواجبين وهما الأداء والإخلاص فيه، والله تعالى أعلم.