من هم الصحابه!!!!!((((2))))

عمر بن الخطاب:
هوعمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى، أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بنت عم أبى جهل. ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة وكان شريفـًا فى قريش وكانت إليه السفارة فيهم وذلك أن قريشًا كانت إذا وقعت فيها حرب بعثوه سفيرًا، وعمر ثانى الخلفاء الراشدين، تولى الخلافة بعد أبىبكر الصديق، وبنته أم المؤمنين حفصة زوج النبى-صلى الله عليه وسلم-، قال النبى فى حقه: (إنه كان فى الأمم محدثون فإن يكن فى أمتى فعمر)، وقال له: (يا عمر إن الشيطان ما رآك سالكـًا فجًا إلا سلك فجًا غيرها) (الحديثان فى الصحيحين).
إسلامه:
كان النبى-صلى الله عليه وسلم- يدعو(اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام). ووقع الإسلام فى قلبه عندما سمع النبى-صلى الله عليه وسلم- يقرأ من سورة الحاقة فأعجبه تأليف القرآن ونظمه فقال فى نفسه: هو قول شاعر فقرأ (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون)، فقال: فهو قول كاهن، فقرأ النبى-صلى الله عليه وسلم-: (ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون)، وقرأ إلى آخر السورة فوقع الإسلام فى قلبه عمر وإن لم يتغلب على نوازع الكفر وبغض الإسلام فى قلبه حتى خرج عمر من بيته عازمًا قتل النبى-صلى الله عليه وسلم- فلقيه رجل فأخبره عمر بقصده فقال الرجل: تزعم هذا وقد دخل عليك هذا الأمر فى بيتك وأخبره بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد وعندهما خباب بن الأرت يعلمهما القرآن ولطم عمر أخته لطمة شديدة فسال الدم على وجهها فقالت: " وهى تبكى يا بن الخطاب ما كنت فاعلا فافعل فقد أسلمت "، فرق قلب عمر وأراد أن يتناول الصحيفة التى بها آيات من القرآن فأبت أخته حتى يغتسل فاغتسل، وأخذها فقرأ ما فيها ومازال القوم يدعونه ويرغبونه حتى شرح الله صدره للإسلام
ودخل على النبى-صلى الله عليه وسلم- فى دار الأرقم فأسلم بين يديه فكبر المسلمون تكبيرة سمعت فى طرقات مكة، وقال ابن مسعود: "مازلنا أعزة منذ أسلم عمر"، وبإسلام عمر كمل المسلمون أربعين، وقيل: كملوا أربعين رجلاغيرالنساء، وقيل: بل بالنساء، وقيل: غير ذلك، وكانوا مستخفين فظهروا، مستضعفين فقووا، فسماه النبى-صلى الله عليه وسلم-الفاروق لأنه فرّق بين الحق والباطل، وكان إسلامه سنة ست للبعثة. قال بن مسعود: "كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمارته رحمة، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلى فى البيت حتى أسلم عمر فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا فصلينا".
هجرته:
لما أذن النبى-صلى الله عليه وسلم- لصحابته فى الهجرة إلى المدينة عزم عمر على الهجرة فتقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى فى يده أسهمًا، ورفع حربته ومضى نحوالكعبة والملأ من قريش فى فنائها، فطاف بالبيت فصلى، ثم أقبل على حلقهم واحدة واحدة يقول لأهل كل حلقة: " شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه، وييتم ولده، وترمل زوجته، فليلقنى وراء هذا الوادى "، ثم تركهم ومضى فلم يتبعه منهم أحد إلا قوم من المستضعفين هاجروا محتمين بعمر، وكانت هجرة عمر قبيل هجرة النبى-صلى الله عليه وسلم- وصاحبه وكل المسلمين هاجروا سرًا إلا عمر جهر بهجرته.
جهاده:
شهد عمر بدرًا، وأحدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وكل مشاهد النبى-صلى الله عليه وسلم- لم يغب عن مشهد منها، وهو الذى أشار يوم بدر بقتل الأسرى ونزل القرآن بموافقته، وثبت يوم أحد حين انهزم الناس، ولما انتهت المعركة وقف أبو سفيان أعلى الجبل وقال: " الحرب سجال يوم بيوم بدر، أعلُ هبل، فأمرالنبى-صلى الله عليه وسلم- عمر أن يجيبه ويقول له: " الله أعلى وأجل لا سواء بيننا وبينكم قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار، فلما أجاب عمر قال أبو سفيان: " هلم إلىّ يا عمر"، فأشار إليه النبى أن يذهب فجاءه فقال له: " أنشدك بالله ياعمر أقتلنا محمدًا ؟ قال: لا وإنه يسمع كلامك، قال: أنت أصدق عندى من ابن قمئة وأبر"، وكان ابن قمئة زعم أنه قتل النبى-صلى الله عليه وسلم-.
روايته:
روى عمر عن النبى-صلى الله عليه وسلم- كثيرًا من الأحاديث منها حديث (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لك امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أوامرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه (رواه البخارى).
مواقفه:
نزل القرآن موافقـًا رأى عمر فى ثلاث مرات: فىأسرى بدر حين رأى قتلهم، وفى نساء النبى-صلى الله عليه وسلم- حين رأى أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب، وحين قال: " لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
-عمرهو أول خليفة يدعى أمير المؤمنين، وهو أول من جمع الناس على صلاة التراويح.
-أمر عمر أن يؤرخ التاريخ بدءًا من الهجرة النبوية فهو أول من بدأ التاريخ الهجرى.
-شهدت خلافة عمر أعظم الفتوحات الإسلامية، ففتحت العراق، والشام، ومصر، وديار بكر، وأرمينية، وأذربيجان، وبلاد فارس، وخوزستان، وغير ذلك من البلاد.
-رتب عمر الناس فى العطايا حسب سبقهم فى الدين وفضلهم فجعل أهل بدر أولهم ثم بنى هاشم.
-استأذن عمر النبى-صلى الله عليه وسلم- فى العمرة فقال: (يا أخى أشركنا فى صالح دعائك ولا تنسنا) (رواه الترمذى وابن ماجة وأحمد).
-وعن أنس أن النبى-صلى الله عليه وسلم- قال: (أشد أمتى فى أمر الله عمر) (رواه الترمذى وابن ماجة والحاكم).
-عن عبد الله بن عمر أن النبى-صلى الله عليه وسلم- قال: (رأيت الناس مجتمعين فى صعيد فقام أبوبكر فنزع ذنوبًا أو ذنوبين وفى بعض نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذها عمر فاستحالت فى يده غربًا فلم أرعبقريًا يفرى فريه حتى ضرب الناس بعطن) (أخرجه البخارى ومسلم)، وهذه النصوص تدل على شدته فى الحق وقيامه بأمر المسلمين.
-وكان عمر عالمًا فقيهًا له اجتهاداته الفقهية، وقد قال النبى-صلى الله عليه وسلم- فى حقه: (بينما أنا نائم أتيت بقدح فشربت منه حتى إنى رأيت الرى يخرج من أطرافى ثم أعطيت فضلى عمر، فقالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: العلم) (رواه البخارى ومسلم والترمذى).
-كان عمر يتحسس أخبار رعيته كل ليلة فربما وجد عيالا جياعًا فأطعمهم أو عجوزًا لا خادم لها فاصلح شأنها وله فى ذلك قصص مشهورة.
-قال أنس: " كان بين كتفى عمر ثلاث رقاع "، وكان عمر زاهدًا عرضت عليه حفصة أن يلبس ثيابًا ألين من ثيابه فقال لها: " إنى أخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقى من شدة العيش وكذلك أبوبكر؟ فمازال يذكرها حتى أبكاها فقال لها: " أما والله لأشاركنهما فى مثل عيشهما الشديد لعلى أدرك عيشهما الرخى" (رواه أحمد).
أقواله ومواعظه:
-قال عمر: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم فى الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر" (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
-عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب: " يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شىء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ".
- لو مات جَدْىٌ بطف العراق لخشيت أن يحاسب الله به عمر.
- أخذ عمر بنبتة من الأرض فقال:" ليتنى كنت هذه النبتة ليتنى لم أخلق، ليت أمى لم تلدنى ليتنى لم أكن شيئـًـا، ليتنى كنت نسيًا منسيًا".
وفاته:
كان للمغيرة بن شعبة غلام مجوسى اسمه فيروز ويكنى: أبا لؤلؤة فلقى عمر فى السوق وطلب منه أن يكلم سيده ليضع عنه شيئـًا من خراجه فقال عمر: كم خراجك؟ قال: دينار، فقال عمر: ما أراه كثيرًا، ثم طلب من فيروز أن يصنع له رحى فقال: لأصنعن لك رحى يتحدث بها بين المشرق والمغرب، وخرج عمر لصلاة الصبح وانتظم الناس فى صفوفهم وكبر عمر فتقدم إليه أبو لؤلؤة فطعنه ثلاث طعنات فصاح عمر دونكم الكلب فإنه قتلنى فماج الناس وأسرعوا إلى فيروز فطعن منهم ثلاثة عشر رجلا، ففطن أحد المسلمين إلى فكرة وألقى على فيروز برنسًا لم يستطع أن يتخلص منه فقتل نفسه، ثم قدم الناس عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم وأوجز ثم حملوا عمر وسألهم عمر عن الذى طعنه فلما عرفه قال: " الحمد الذى لم يجعل قتلى بيد رجل مسلم"، ثم أمرعمر ابنه عبد الله أن يحسب ما عليه من الديون فوجدها ستة وثمانين ألفـًا أو نحوها فقال إن وفاه مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل فى بنى عدى بن كعب وإلا فسل فى قريش ولا تعدهم إلى غيرهم ثم اذهب إلى عائشة أم المؤمنين فقل لها: يقرأ عليك عمر السلام - ولا تقل أمير المؤمنين فإنى لست اليوم للمؤمنين أميرًا- قل يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه، فذهب عبدالله وأخبرها فقالت: قد كنت أريده لنفسى ولأوثرنه اليوم على نفسى، فعاد عبد الله إلى أبيه فقال ما لديك ؟ قال الذى تحب يا أميرالمؤمنين أذنت، قال: الحمد لله ما كان شىء أهم إلى من ذلك، فإذا قبضت فاحملونى ثم سلم وقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لى فأدخلونى وإن ردتنى فردونى إلى مقابر المسلمين.
واختار عمر ستة من المسلمين وجعل أمرهم شورى بينهم يختارون من بينهم خليفة له، وأبى أن يجعل ابنه عبد الله منهم وجعل له رأيًا معهم دون أن يولىالخلافة، وهؤلاء الستة هم: عثمان، وعلى، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبى وقاص. وأتوا إلى عمر بطبيب فسقاه شرابًا فخرج من جرحه وسقاه غيره فخرج فنزل من جرحه فعرفوا أنه ميت، وكانت رأسه على فخذ ابنه عبد الله فأمره أن يضعها على الأرض وجعل يقول ويلى وويل أمى إن لم يغفرلى. ثم قبض عمر، ودفن فى يوم الأحد صبيحة المحرم سنة ثلاث وعشرين وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقد استمرت خلافته عشر سنين وشهورًا.