عثمان بن عفان:
هو عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى، كنيته: أبو عبدالله، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب، أسلمت، وعثمان ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ذو النورين: سمى بذلك لتزوجه برقية ثم أم كلثوم بنتى النبى-صلى الله عليه وسلم-.
إسلامه وهجرته:
أسلم عثمان فى أول الإسلام على يد أبىبكر الصديق، وهاجر بزوجته رقية بنت الرسول-صلى الله عليه وسلم- إلى الحبشة ثم إلى المدينة.
جهاده:
تغيب عثمان عن بدر بأمر النبى-صلى الله عليه وسلم- ليقوم على أمر زوجته رقية وكانت فى شدة مرضها، وتوفيت رقية فى اليوم الذى جاء فيه البشير بنصر الله للمؤمنين، وضرب له النبى-صلى الله عليه وسلم- بسهمه وأجره، وشهد عثمان أحدًا والخندق، ولم يشهد بيعة الرضوان؛ لأن النبى-صلى الله عليه وسلم- كان قد بعثه لقريش فحبسوه وأشيع أنه قتل فمن أجل ذلك كانت بيعة الرضوان أصلاً، وقد بايع له النبى-صلى الله عليه وسلم- فضرب بيده اليمنى وقال: هذه يد عثمان، وشهد عثمان تبوك وتحمل بمفرده نصف تجهيز جيش العسرة، وقيل: قدم يومها ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها (رواه أحمد)؛ فقال النبى-صلى الله عليه وسلم-: (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) (رواه الترمذى بسند حسن).
روايته:
روى عثمان أحاديث عن النبى-صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: أولاده عمر وإبان وسعيد، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت، وعمران بن الحصين، وجمع كبير من التابعين.
مواقفه وأعماله:
عن عائشة -رضى الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان جالسًا كاشفـًا عن فخذه فاستأذن أبوبكر، فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عمر وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه، فلما قاموا قلت: يا رسول الله استأذن عليك أبوبكر وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، قال: يا عائشة: (ألا أستحيى من رجل والله إن الملائكة لتستحيى منه) (أخرجه مسلم وأحمد).
-عن أبى موسى أنه كان مع النبى-صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل يستفتح فقال النبى: (افتح له وبشره بالجنة، فإذا أبوبكر فبشتره بالجنة، ثم استفتح رجل آخر فقال: افتح له وبشره بالجنة، فإذا عمر ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، وكان متكئـًا فجلس، وقال: افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة وأخبرته بالذى قال، فقال: الله المستعان. (رواه البخارى).
-عن سهل بن سعد قال: ارتج أحد وعليه النبى-صلى الله عليه وسلم-وأبوبكر وعمر وعثمان، فقال النبى-صلى الله عليه وسلم-:( اسكن أحد فما عليك إلى نبى وصديق وشهيدان) (أحمد والترمذى والنسائى وهو صحيح).
-قال النبى لصحابته: (من يوسع لنا بهذا البيت فى المسجد ببيت له فى الجنة؟ فاشترى عثمان البيت من ماله ووسع به المسجد) (رواه أحمد والترمذى والنسائى وهو صحيح).
-اشترى عثمان بئر رومية وجعلها صدقة، وكانت بئرًا يباع ماؤها لابن السبيل.
-كان عثمان عابدًا زاهدًا، فعن الزبير بن عبدالله عن جدته رهيمة قالت: " كان عثمان يصوم الدهر، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله" (رواه أحمد). وكان متواضعًا، قال الحسن: " رأيت عثمان بن عفان وهو خليفة يقيل فى المسجد ويقوم وأثر الحصى فى جنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين " (رواه أحمد).
-لما طعن عمر عهد بالخلافة إلى ستة يختارون من بينهم واحدًا منهم: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، فخلع عبدالرحمن بن عوف نفسه على أن يختار للمسلمين أصلح من يراه ويرضى عنه الناس ويبايعه، فبايعه بقية الستة فبايع عبدالرحمن عثمان بن عفان -رضى الله عنه- وبايعه الناس، وكانت بيعته يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين واستمرت خلافته اثنتى عشرة سنة.
وفاته:
كان عثمان قد ولى كثيرًا من أقربائه ممن ولاهم النبى-صلى الله عليه وسلم- وأبوبكر وعمر، وكان أناس ينقمون على عثمان لذلك وينكرون عليه، وما زالوا حتى اجتمعوا عليه وكانوا من مصر والبصرة والكوفة وبعض أهل المدينة، وحاصروه فى بيته، وألح كثير من الصحابة على عثمان أن يأذن لهم فى الدفاع عنه وقتال هؤلاء المعتدين فأبى عثمان ونهاهم وحذرهم من ذلك، فمازال أولائك الثائرون يحاصرون منزله حتى تسوروه عليه وقتلوه، وقد حاول عثمان أن يقنعهم فما استطاع، واختلفوا فيمن قتله، فقيل: الأسود التجيبى من مصر، وقيل: جبلة بن الأيهم، وقيل: سودان بن رومان المرادى، وكان يوم مقتله صائمًا ورأى النبى-صلى الله عليه وسلم- فى منامه يدعوه لأن يفطر معه، ولمادخل عليه القتله كان يقرأ: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم....)...الآية.
-وكان مقتل عثمان فتحًا لباب الفتنة التى جرت على المسلمين ويلات كثيرة، ورثاه كثير من الشعراء منهم حسان بن ثابت بقصيدة منها:
من سره الموت صرفـًا لا مزاج لـه
فليأت مأدبة فى دار عثمانـــــــــــــا
صبرًا فدى لكم أمى ومـــــا ولـــدت
قد ينفع الصبر فى المكروه أحيــانـًا
لتسمعن وشيكـًا فى ديارهــــــــــــم
الله أكبر يا ثارات عثمانـــــــــــــــا
وكان مقتله فى ذى الحجة سنة خمسة وثلاثين للهجرة.
**قريميزه** @krymyzh
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️