من هو الإمام الأعظم
الإمام الأعظم هو الخليفة, وهو أمير المؤمنين, ولا يكون إماماً إلاَّ من توفرت فيه شروط ذكرها الفقهاء, منها ما هو مجمع عليه, ومنها ما هو مختلف فيه.
فمِمَّا أجمع عليه الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أن يكون الخليفة أو الإمام قرشياً, والأدلة على هذا: السنة والإجماع .
أما السنة:
1 ــ فحديث معاوية عند البخاري وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا الأمر في قريش, لا يعاديهم أحدٌ إلاَّ كبـَّهُ الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين ) والأمرُ هو الخلافة .
2 ــ وما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) والأمر هنا هو الخلافة .
3 ــ ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الناس تـَبَعٌ لقريش في هذا الشأن, مسلِمُهم تبعٌ لمسلِمِهم, وكافرُهم تبعٌ لكافرِهِم, والناس معادن, خيارُهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا, تجدون من خير الناس أشدَّ الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه) والشأن هو الخلافة .
4 ــ ما رواهُ مسلمُ عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الناسُ تبعٌ لقريش في الخير والشرِّ) والخلافة من الخير .
5 ــ ما رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريبٌ صحيح: كان ناسٌ من ربيعة عند عمرو بن العاص فقال رجل من بكر بن وائل لتنتهينَّ قريش أو ليجعلنَّ الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم. فقال عمرو ابن العاص: كذبت, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قريشٌ وُلاة ُ الناس في الخير وفي الشرِّ إلى يوم القيامة ) والمقصود بكلمة كذبت أي: أخطأت .
6 ــ ما رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث : ما رحِمُوا إذا استـُرحِموا, وأقسطـُوا إذا ما قـَسَمُوا, وعَدَلوا إذا حَكـَمُوا ) .
7 ــ ما رواه أحمد بإسنادٍ حسَّنهُ الحافظ وقال أبو نعيم هذا حديث مشهور ثابت, وقال الهيثمي رجالُ أحمد ثقات عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب ونحن فيه فقال: ( الأئمة من قريش, إن لهم عليكم حقاً, ولكم عليهم حقاً مثل ذلك ما إن استـُرحموا فرحِموا, إن عاهدوا وفوْا, وإن حكموا عدَلوا, فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)
8 ــ ما رواه أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش ليس فيهم إلا قرشي لا والله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ فذكر النساء فتحدثوا فيهن, فتحدث معهم حتى أحببت أن يسكت, قال: ثم أتيته فتشهد ثم قال: ( أما بعد يا معشر قريش فإنكم أهلُ هذا الأمر ما لم تعصوا الله, فإذا عصيتموهُ بعث اليكم من يلحاكم كما يُلحى هذا القضيب لقضيب في يده, ثم لحى قضيبه فإذ هو أبيض يصلد ).
9 ــ ما رواه أحمد بإسناد صححه الزين, وصححه الألباني عن معاوية رضي الله عنه قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الناس تـَبَعٌ لقريش في هذا الأمر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، والله! لولا أن تـَبْطـُرَ قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله عزَّ وجل ) .
10 ــ ما رواه أحمد بإسناد صححه الهيثمي عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم! لقريش: ( إن هذا الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاتـُه, حتى تـُحدثوا أعمالاً, فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحَوْكم كما يُلتحى القضيب ).
11 ــ وما رواه أحمد بإسنادٍ صححه الزين عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأئمة من قريش إذا استـُرحِمُوا رَحِمُوا وإذا عاهدوا وفوْا وإذا حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكةِ والناس ِأجمعين ).
12 ــ وفي رواية صحيحة عند أحمد أبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... الأمراء من قريش, الأمراء من قريش, الأمراء من قريش, لي عليهم حق, ولهم عليكم حق, ما فعلوا ثلاثا : ما حكموا فعدلوا, واستـُرحموا فـَرَحِمُوا, وعاهدوا فوفوا, فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).
أما الإجماع:
ــ ما رواه الماوردي, والباقلاني, والطبري, والإيجي, وعياض, وابن حزم, والخطيب البغدادي, والآمدي .
ونكتفي بما رواه الطبري والإيجي والنووي والآمدي: قال الطبري في التبصير في معالم الدين: وكان الخبرُ قد تواتر بالذي ذكرناه من فعل المهاجرين والأنصار, وتسليمهم الخلافة والإمرة لقريش .
ب ــ وقال الإيجي في المواقف: ثمَّ إن الصحابة عملوا بمضمون هذا الحديث وأجمعوا عليه فصار قاطعاً .
ج ــ وقال النووي في شرح صحيح مسلم هذه الأحاديث وأشباهُها دليلٌ ظاهر على أن الخلافة
مختصة ٌبقريش, لا يجوز عقدُها لأحدٍ من غيرِهم, وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة .
وقد اختلفت أفهام الناس في هذا الشرط أهوَ شرط ُكمال ٍ, أم شرط ُإجزاء ؟!
فمن قال إنه شرط كمال جَوَّزَ أن تكون الخلافة في غير قريش, ومَن اعتبره شرط َإجزاء لم يجوِّز أن يكون الخليفة من غير قريش .
الشرط الثاني: الكفاية
قال الجويني في الإرشاد: ويجمعُ ما ذكرناهُ الكفاية ُوهي مشروطة ٌإجماعاً .
والمقصود بالكفاية تعني القدرة .
الشرط الثالث: أن يطبـَّق شرعَ الله, فإذا لم يطبق الإسلام كاملاً فليس بإمام, لأن العقد بينه وبين الأمة محله تطبيق الشريعة الإسلامية دون غيرها, فإذا طبَّق غيرَها لم يصلح أن يسمى إماماً .
فالذي يحتكم إلى مجلس الأمن, والشرعة الدولية, محتكمٌ إلى الطاغوت قطعاً ولا كلام .
ومن تطاول في البنيان فقد خالف شرع الله !.
ومن قدَّم مبادرة ًللإعتراف بـ (إسرائيل) فليس حاكماً بما أنزل الله !
ومن اعترف بتفريق المسلمين في دول ٍعربيةٍ وأعجميةٍ مجتمعةٍ في الجامعة العربيةِ, أو المؤتمر الإسلامي, فإنه راض ٍبالطاغوت !
ومن أوقفَ جهادَ الطلبِ وألغاهُ من حياة المسلمين فقد خالف أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم !.
ومن أذنَ للجيش الأمريكي بالإقامة في جزيرة العرب فليس حاكماً بالإسلام !.
ومن اعتبر المسلمين أجانب في جزيرة العرب أو اعتبر العربيَّ غريباً في تركيا, والهنديَّ غريباً في الشام ِ,
والمغربيَّ غريباً في العراق, فقد خالف شرع الله وحاربه !.
فهذه الأمور وأمثالـُها تدلُّ دلالة قاطعة على أن فاعلها لا يكونُ إماماً, ولا خليفة, ولا أميراً للمؤمنين, لأنه خالف ما تعاقد عليه مع الأمة في عقد البيعة إن كانت هناك بيعة شرعية أصلاً ؟!
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كاتبه أخوكم:
الداعي الى الله
منقووول

دندونه لودي @dndonh_lody
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ماخاب من إستخار
•
جزاك الله خير

الصفحة الأخيرة