...من هي التي توغر قلوبنا دون شعور منا ...

الملتقى العام

من هو ذلك المجهول الذي يختفي في صدورنا دون احساس منا.. بل اننا نتفاعل معه ونجعله دليلنا الى التعامل مع الناس
فنقع في المحذور منه
v
v
v
v
v
v
v
v


انه


"الغيبة بالقلب"



أن سوء الظن حرام مثل سوء القول، فكما يحرم عليك أن تحدث غيرك بلسانك بمساوئ الغير فليس لك أن تحدث نفسك وتسيء الظن بأخيك، ولست أعنى به إلا عقد القلب وحكمه على غيره بالسوء، فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه بل الشك أيضاً معفو عنه، ولكن المنهيّ عنه أن يظن، والظن عبارة عما تركن إليه النفس ويميل إليه القلب. فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}


وقد تحصل الغيبة بالقلب، وذلك سوء الظن بالمسلمين ، فليس لك أن تظن بالمسلم شراً، إلا إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل فإن أخبرك بذلك عدل، فمال قلبك إلى تصديقه، كنت معذوراً، لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر، فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر، بل ينبغي أن تبحث، هل بينهما عداوة وحسد‏؟‏ فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك،


ومتى خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك، فلا يلقى إليك خاطر السوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة‏.‏ وإذا تحققت هفوة مسلم، فانصحه في السر‏.








أن من ثمرات سوء الظن التجسس، فان القلب لا يقنع بالظن، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس، وذلك منهي عنه، لأنه يوصل إلى هتك ستر المسلم، ولو لم ينكشف لك، كان قلبك أسلم للمسلم‏

قال الإمام النووي –رحمه الله –في كتابه (الأذكار) بابا بعنوان "الغيبة بالقلب" وفيه قال " اعلم أن سوء الظن حرام مثل القول فكما يحرم أن تحدّث غيرك بمساوئ إنسان ، يحرم أن تحدّث نفسك بذلك وتسيء الظن به "(الأذكار، ص464)(2) وقد ذكر الإمام الغزالى في إحيائه كلاما قريبا من هذا(3) وإذا وقع في قلبك ظن السوء فهو من وسوسة الشيطان يلقيه إليك ، فينبغي أن تكذبه فإنه أفسق الفساق ، وقد قال تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )( الحجرات ، آية 7)

فلا يجوز تصديق إبليس ، فإن كان هناك قرينة تدل على فساد واحتمال خلافه ، فتنفر منه ، وتستثقله وتفتر عن مراعاته وإكرامه والاغتمام بسيئته فإن الشيطان قد يقرب إلى القلب بأدنى خيال مساوئ الناس ، ويلقي إليه أن هذا من فطنتك وذكائك وسرعة تنبهك ، وإن المؤمن ينظر بنور الله ، وإنما هو على التحقيق ناطق بغرور الشيطان وظلمته .... ومهما خطر لك سوء في مسلم فزد في مراعاته وإكرامه ؛ فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك فلا يلقي إليك مثله خيفة اشتغالك بالدعاء له(4).

وهذا معنى لطيف أتمنى أن يفطن إليه الدعاة والمربون ، وأن يغرسوه في نفوسهم ، وفي نفوس أبنائهم ، بدلا من طغيان نفسية الكراهية التي تجتاح بعض النفوس وتشعل حرائق البغضاء في أرجائها

وإذا تحققت لك هفوة من مسلم فانصحه ولا تفضحه




ودامت قلوبكم نقية سالمة
26
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عمـــــ الحلوين ـــــــة
الله يعطيك العافية .. موضوع مهههههم جداً..

بارك الله لك

وسبحان الله مابدع كلام النووي ..

وصدقتِ ... دامت قلوبنا جميعاً نقية سالمة ..
متفائلة2
متفائلة2
السلام عليكم
اختي القلم الوردي ... بارك الله فيك .....
على تلبـية الطلب ...... وتـقـد يمة بهذه الصورة الاكثر من راااااااااائعة .
وهذا ماكنت اظنه , ود فعني لأ طلب ان تـتكرمي بالطرح ......
واشكرك بعد الله على التلبـية وبأهتمام ملموس ..... الله يثيـبك على ما اردتي ايصاله


واستأذ نك بالمشاركة بما قلتي .. مع بعض مايعين المرء على البعد عن النغيبة .....

اعلم انه لا يذ كر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا د ين له .
عن مالك أنه سئل عن الرجل يصف الرجل بالعور أو العرج لا يريد بذلك شينه إلا إرادة أن يعرف ؟ قال لا أدري هذا غيبة . وقال محمد بن يحيى الكحال لأبي عبد الله " الغيبة أن تـقول في الرجل ما فيه ؟ قال : نعم قال : وإن قال ما ليس فيه فهذا بهت " ، وهذا الذي قاله أحمد هو المعروف عن السلف وبه جاء الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة .
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبعد خلق الله من الريب وأصونهم من التهم ، { وقف مع زوجته صفية ذات ليلة على باب مسجد يحادثها وكان معتكفا فمر به رجلان من الأنصار فلما رأياه أسرعا فقال لهما : على رسلكما إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله أوفيك شك يا رسول الله ؟ فقال : مه إن الشيطان يجري من أحد كم مجرى لحمه ودمه فخشيت أن يقذف في قلبيكما سوءا } .

فكيف من تخالجت فيه الشكوك وتـقابلت فيه الظنون فهل يعرى من في مواقـف الريب من قادح محقـق ، ولائم مصدق . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا لم يشق المرء إلا بما عمل فقد سعد } .
وإذا استعمل الحزم وغلب الحذر وترك مواقف الريب ومظان التهم ، ولم يقف موقف الاعتذار ولا عذ ر لمختار لم يختلج في نزاهته شك ولم يقدح في عرضه إفك .
قال بعض الشعراء : وما شرف أن يمدح المرء نفسه ولكن أعمالا تـذ م وتمدح وما كل حين يصد ق المرء ظنه ولا كل أصحاب التجارة يربح ولا كل من ترجو لغـيـبك حافظا ولا كل من ضم الود يعة يصلح وينبغي للعاقل أن يسترشد إخوان الصد ق الذ ين هم أصفياء القلوب ، ومرائي المحاسن والعيوب ، على ما ينبهونه عليه من مساوئه التي صرفه حسن الظن عنها .
فإنهم أمكن نظرا ، وأسلم فكرا ، ويجعلون ما ينبهونه عليه من مساوئه عوضا عن تصد يق المدح فيه .

وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المؤمن مرآة المؤمن إذا رأى فيه عيبا أصلحه } .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : رحم الله امرأ أهدى إلينا مساوئنا .

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله تعالى اختار لكم الإسلام د ينا فأكرموه بحسن الخلق والسخاء فإنه لا يكمل إلا بهما } .

وقال الأحنـف بن قيس : ألا أخبركم بأد وأ الداء ؟ قالوا بلى . قال الخلق الدني واللسان البذي .

وقال بعض الحكماء : من ساء خلقه ضاق رزقه . وعلة هذا القول ظاهرة .

وقال بعض البلغاء : الحسن الخلق من نفسه في راحة ، والناس منه في سلامة . والسيئ الخلق الناس منه في بلاء ، وهو من نفسه في عناء

أن يذ كر الله عز وجل فيدعوه ذ لك إلى الخوف منه ، ويـبعثه الخوف منه على الطاعة له ، فيرجع إلى أد به ويأخذ بند به . فعـند ذلك يزول السوء . قال الله تعالى : { واذكر ربك إذا نسيت }

. وسئل بعض الأ د باء عن صفة اللئيم ، فقال : اللئيم إذا غاب عاب ، وإذا حضر اغتاب .

وأعتـذ ر على الاطالة ...... واسمحي لي بو ضع رابط الموضوع الاول هنا لتكون الفائد ة المرجوه اشمل .. الله يـبارك فيك وفيما تـفـضلتي بهhttp://forum.hawaaworld.com/showthread.php?threadid=140043
وادعو من العلى العظيم ان يثيبك ويرحمك و والد يك بالد نيا والاخره ويرزقك برهما

ولك تحية بالغة الاحترام والتـقـد ير لا تليق الا بمن هو بصفات شخصك الكريم .

سبحانك اللهم وبحمد ك , اشهد ان لا اله الا انت , استـغـفرك واتوب اليك
أشرقت نفسي بنور من فؤادي
جزاك الله خير اختي القلم الوردي
والله كلام جداااااااااا مهم
سكارلت
سكارلت
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الغالية القلم الوردي

طرح موفق وفي غاية الأهمية

وهذه إضافة أعجبتني ونقلتها للفائدة :

ومن أجل رسم حدود الظن المحرم وموارده ينبغي ألا يطول سوء الظن أياً من هؤلاء:
1 ـ سوء الظن بالمسلم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: )ان الله حرم من المسلم دمّه.. وان يظن به ظن السوء(.
2 ـ سوء الظن بمن ظاهره الخير والاحسان وعدم الخيانة.
بل الواجب )أن نضع أمر اخواننا او زملائنا على احسنه حتى يأتينا ما يغلبنا منه وألا نظن بكلمة خرجت من أخينا سوءاً ونحن نجد في الخير لها محملا( العقد الفريد: ج 6 ص 268.)

بارك الله فيك غاليتي

والشكر للغالية متفائلة2على إضافتها الرائعة

تحياتي
شموخ الصبر
شموخ الصبر
مشكوره اختي القلم الوردي على الموضوع الرائع كروعتك ....

ونعوذ بالله من سوء الظن والغيبه ....

سلمتيييي دوم ياغاليه ...

:26: