من واقع حياتي.. (مشاركة ..في حملة وماصبرك إلا بالله)

دع المقادير تـجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خالي البالِ

ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يغير الله من حالٍ إلى حالِ


الصبر . . ما أجملها من كلمة .. وما أروعه من جزاء عند الله ...والصبر كإسمه مر مثل الصبار ولكن نتائجه أنهار من عسل وسلسبيل ..

إنها عبادة منَّ الله بها على عباده حين تتكابد عليهم المصائب .. وحين تخذلهم العافية .. وحين يمكُرُ لهم من كانوا في قائمة الأهل والأصدقاء .. وحين يصيب حياتهم القحط والجفاف ..

والصبر أخواتي في أول المصيبة .. من صبر عند الصدمة الأولى واحتسبها عند الله فله أجر عظيم عند الله .. أما من لم يتمالك نفسه وترك العنان للبكاء والعويل ولسان حاله يردد لماذا أنا وليس غيري؟ فقد ضيع على نفسه الأجر ، والابتلاء نزل ولن يغيره السخط.. فمن باب أولى الصبر والاحتساب ...(. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)

وهذه حبيباتي قصتان مختصرتان من واقع حياتي مع الإبتلاء والصبر ..

القصة الأولى حدثت لي من سنوات طويلة كنت صغيرة ولم أكن بدراية كافية عن الصبر والاحتساب عندما أخبرني الطبيب أن فرص إنجابي للأطفال قد تكون معدومة لما فيها من خطورة .. وقتها لم أجزع ولم أبكي ربما لصغر سني آنذاك لم أكن أعطي مسألة الأمومة أهمية .. لا أعلم .. ولكن ما أعلمه يقينا أني بعد زواجي تذكرت كلام الطبيب ولكني تركت الامور على الله ولم أبتئس يوماً .. ولقد حملت بطفلي الاول بعد سنة واحدة فقط .. وأنا الآن أم لثلاثة أطفال ولله الحمد والمنة ... وكانت جميع ولاداتي من ايسر ما يكون ..


القصة الثانية
حدثت لي منذ عام .. أصبت بورم في بطني كان حجمه كبيرا جدا من يراني يحسبني حاملا في الشهر السابع ... ومرة أخرى جلست أمام الإخصائي بعد ان أجرى لي تصويرا مقطعيا ، أخبرنا أن هذا ورم سرطاني وانه قد انتشر في بطني ( هنا كنت كبيرة وكنت أعلم الصبر والاحتساب جيدا ) والله إني صرخت بها في أعماقي وقلت الحمدلله ونطق بها لساني حيث قلت للدكتور it's ok نظر الي وقال لا ليس جيدا ، هل فهمت ما قلت لك .. فأجبته نعم فهمت والحمدلله ... عند خروجي من المستشفى وجدت دمعة طريقها الى خدي وسألت نفسي: هل أنت مستعدة يانعمة للقاء الله؟! هذا السؤال سبب لي غصة وألم وقد تتعجبون أيضاً اذا قلت أني شعرت بالفرحة في نفس الوقت وكأن بي شوق للقاء الله جل في علاه .. لا اعلم تلك كانت مشاعري ولكني صبرت واحتسبت وعوضني الله خيراً بعد خمسة شهور حيث تم أخذ عينة من الورم ( قد تستغربون من طول المدة .. ولكني آثرت السفر وحضور زفاف أخي قبل إجراء باقي الفحوصات .. حيث كنت أقول لنفسي ان أمر الله نافذ فلا تتعجلي النتائج ) وكانت النتيجة ورما حميدا ولله الحمد والمنة ... كان ما حدث لي خطأً في التشخيص ولكن الله إختبر فيه صبري .. وأحياناً تقول نفسي وما أدراك ربما كان خبيثاً وبدله الله حميداً استجابةً لدعائك وتضرعك ... فإن الله قريب رحيم يجيب دعوة المؤمن .. روؤف بحالنا أكثر منا ...

أخواتي

يوماً ما ستكتشفين ان حزنك قد يكون حماك من النار وان صبرك أدخلك الجنة

لاتحسدي أحدا بنعمة
فأنت لاتعلمين ماذا أخذ الله منه..
ولا تحزني بمصيبة
فأنت لاتعلمين ماذا سيعطيك الله عليها
"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"

إذا لم تعرف عنوان رزقك..
فلا تخف !
لأن رزقك يعرف عنوانك..
فإذا لم تصل إليه..
فهو حتما سيصل إليك


يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم
وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك
الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً
يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره


وأخيرا،،،،،
يقول حگيم يوناني :
گنت أبگي لأنني أمشي بدون حذاء
ولگنني توقفت عن البكاء عندما رأيت رجلاََ بلا قدمين..

دائمـا الحمدلله على كل حـال''