من وجد الله فماذا فقد ؟ و من فقد الله فماذا وجد ؟

ملتقى الإيمان



بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين .. و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الآخرين و رحمة الله للعالمين .. سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..


قال الله سبحانه و تعالى ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )

يقول الله تعالى في الحديث القدسي :

( أنا عند ظن عبدي بي , و أنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , و إن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً , و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً , و إن أتاني يمشي أتيته هرولة )

أحبتي في الله , الدنيا مضمار سباق , و قد أنعقد الغبار و خفي السباق و الناس ما بين فارس و راجل

هائمون , تائهون .. و قد تلاقفتهم الفِتن .. لا يعلمون ليلهم من نهارهم .. و قد تشعبت الطرق

و أطبق الغبار .. ولا يعلمون أين ينتهي بهم السباق .. إلى اليمين أم إلى الشمال ؟

فهما طريقين لا محالة من عبور أحدهما و الوصول إلى النهاية فأيهما تختار ..

أما من وفقه الله و ثبته فإنه يسلك طريق خضر .. مزروع بالطاعات , محفوف بالأعمال الصالحة ..

نوره الصلاه , بدايته الدعاء , و وسطه الإجابة .. مطره الرحمة و آخره الرضى و السعادة لأنه لجأ إلى رب حليم

يحب الخير لعباده .. يتقرب إليهم أكثر مما يتقربون إليه .. يذكرهم أعظم مما يذكرونه ..

انظروا إلى من أتى الله يمشي فأتاه الله هرولة .. انظروا إلى من جُعلت قرّة عينه في الصلاة

و هو يدعو ربه دعاء من ذلة لله رقبته .. و رغم له أنفه و فاضت له عيناه .. و سجدت لله جبهته .. في النهار مسبحاً ذاكراً

و في الليل متعبداً شاكراً و هو يستشعر داخله أن الله يحبه و أن الله يفرح بمن يحبه و يزيّن له الجنة

و من أيقن بذلك ثبت على الأعمال الصالحة مهما تلفت حوله و رأى الناس يذلّون و يتساقطون و يتخبطون

يكون ثابت على دينه كالجبل لأنه علق قلبه بالله .. و لو وقفت في وجهه الدنيا كلها .. و الله لا يرضى أن يطرق باب غير بابه ,

و انظر كيف الله يقبل على العبد عند حاجته .. يكشف عنه الكربات و يستجيب الدعوات

أطاع الله فأحبّه .. وقف على بابه فقربه .. تملّك حب الله قلبه .. تعرف على الله في الرخاء فعرفه في الشدة

و إذا أحب الله العبد كان معه في المصائب و استجاب له الرغائب .. بل حماه و أرسل إليه حافظين

فلا يمكن أبداً أن يسلط عليه حاقد أو كيد كائد .. مع أننا الفقراء إلى الله .. يرغبنا بطرق بابه و النزول بجنابه

أغنانا برحمته , قربنا لجنته .. سبحانه فلنشكر نعمة الله علينا

نقول يا رب أقبلنا إليك قأقبل إلينا , تقربنا إليك فقرِّبنا , أحببناك فأحبّنا ..

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، و النار مثل ذلك ) رواه البخاري

فمن منا لا يرغب في الحصول على سعادة الدارين و الخلو في الجنة



و أخيراً أقول هنيئاً لمن عرف ربه حق المعرفة .. و توجه إليه بقلب مقبل إلى الله ..
3
551

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وحدهـ فـ الدنيا
فعلا نحن نحتاج لمثل هذه المعلومات الرائعة
الله يرزقنا المعرفة الحقه لله تعالى
سلمت يداكـ اخيتى:39:
*عبير المسك*
*عبير المسك*
جـــــــــــــزاك الله الـــــــــــف خــــــــــير
حكايه صبر
حكايه صبر