من وراء حملة أمريكا الظالمة ؟
مقتطفات من كتاب: "استئصال الإرهاب"
لرئيس وزراء اليهود الأسبق: "نتنياهو"
من هو نتنياهو؟
بنيامين نتنياهو: ولد في 23/1/1949م في مدينة تل أبيب، أي إن عمره الآن (53) سنة .
وهو من أشد اليهود اليمينيين المتطرفين ، ومن أشدهم تحمساً لمبادئ الصهيونية، وقد عمل لهذه المبادئ سياسياً، ودبلوماسياً، وإعلامياً، ومؤلفاً، ومحارباً.
وهو مع ذلك شديد الصراحة في كرهه للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم، وللعرب والمسلمين.
ولشدة إخلاصه للمبادئ الصهيونية التي على أساسها قامت الدولة اليهودية، ترك دراسته في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية، وعمره 18 سنة، ليلتحق بالجيش اليهودي في حرب 1967م
وفي حرب يوم الغفران سنة 1973م ترك أيضاً دراسته الجامعية، في نيويورك، وسافر على أول طائرة من نيويورك إلى فلسطين، وقاتل في جبهة السويس وفي هضبة الجولان.
وكان من أشد المقاومين لمقارنة الصهيونية بالعنصرية، فقد كتب نشرات إعلامية مع بعض زملائه اليهود في جامعات بوسطن، وألقى كثيراً من المحاضرات مناصراً فيها قضيته "المبادئ الصهيونية" التي كانت شغله الشاغل.
وتلقفته الدبلوماسية "كولت ابيطال" وهي القنصل العام للحكومة اليهودية في بوسطن، ليقوم بالمحاضرات مقابل مكافآت عن كل محاضرة، ومكنته من الظهور على شاشات التلفزيون في أمريكا، للقيام بمناظرة المثقف الفلسطيني الأمريكي البروفيسور "إدوارد سعيد".
كانت الفترة الأولى: في منصب نائب السفير في واشنطن، من سنة 1982 إلى سنة 1984م.
والفترة الثانية: من سنة 1984 إلى سنة 1987م في منصب السفير اليهودي في نيويورك في الأمم المتحدة.
وقد التقى هدف الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" الذي كان موضوع الإرهاب شغله الشاغل، مع هدف نتنياهو الذي كان حريصاً على إقناع الولايات المتحدة بمحاربة الإرهاب أيضاً، وسيأتي أن الإرهاب الذي يحض نتنياهو على محاربته غالباً، هو الجهاد في سبيل الله الذي يقوم به الشعب الفلسطيني للدفاع عن بلاده، ونشاط الجماعات الإسلامية المجاهدة المدافعة عن أرض المسلمين وعرضهم.
كان الرجل يمنح قضيته " المبادئ الصهيونية " ودولته جل وقته، في أيام العمل وفي أيام الإجازات، حيث يلقي المحاضرات التي يُقنع بها الأمريكان يهوداً وغير يهود، فكان يقضي يومياً في هذا النشاط 18 ساعة، مضحياً بوقت راحته من أجل قضيته، سواء كانت عامة لليهود كلهم أو لشخصه."مكان تحت الشمس ص: 28"
فقال:
( إن نظرية ما بعد الصهيونية هذه، تعتبر أكثر خطورة على مستقبلنا من هجمات خارجية، حيث إن تنازل دولة إسرائيل عن المبادئ الصهيونية، يعتبر تنازلاً عن مصدر حياتها، وعندئذ تبدأ بالذبول... ) "مكان تحت الشمس صفحة: 58"
كتاب مكان تحت الشمس لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، واحد من المؤلفات الصهيونية المبرمجة، أعد ليكون برنامجاً انتخابياً، يخوض بموجبه انتخابات الكنيست القادم، فضلا عن أنه ورقة عمل يهتدي بها إذا ما اعتلى نتنياهو سدة الحكم، فهو يرسم أبعاد الفكر الصهيوني، مجسدة في شخص كنا قد تنبأنا أنه سيكون رئيس الوزراء القادم، وهذا ما حدث فعلا، فقد اعتلى سدة الحكم على رأس الليكود وثلة من المتطرفين، ليرسم خطوط الدولة العبرية من جديد موشحة بالغطرسة والاستكبار، وأرض إسرائيل الكاملة. "مكان تحت الشمس ص: 10"
كتاب "مكان تحت الشمس" يتكون مما يقارب 500 صفحة من القطع المتوسط، وهو مليء بالافتراءات وبالخداع اليهودي والتحريف للتاريخ والحقد على الإسلام والمسلمين، وتحريش أمريكا والدول الغربية على الحركات الجهادية في البلدان الإسلامية والعربية، لأنها هي وحدها التي يعرف اليهود أنها القادرة على تحرير الأرض المباركة.
ولكن الرجل مخلص لمبادئه، ومصمم على تحقيق أهداف الصهيونية، يحشد لها اليهود وغير اليهود، ويحمل حملة شعواء على من يرى من اليهود التخلي عن الصهيونية أو التخفيف من مواقف المتمسكين بها، ويعلن مراراً أن اليهودية ليست مثل المسيحية مجرد دين كما يعتقد الغربيون، بل هي دين وقومية، يعني إنها دين ودولة.
قال:
( يعتقد أبناء العالم الغربي – بشكل عام - أن اليهودية شأنها شأن المسيحية مجرد دين، لذا فهي لا تشمل وعياً قومياً. لكن اليهودية منذ بدايتها كانت ديناً وقومية معاً....) "مكان تحت الشمس، ص: 90"
ماكنا بحاجة إلى تضييع وقتنا في الكلام عن هذا اليهودي الحاقد، ولا عن كتبه التي تعمد فيها تحريف التاريخ وتزويره، ليثبت لنفسه وقومه الباطل حقاً، وينفي عن أعدائه حقاً وهو ثابت، ما كنا في حاجة إلى ذلك لولا الأمور الآتية:
الأمر الأول:
أن الله تعالى قد فصل في كتابه مكر أعدائه وأعداء دينه، وأعداء رسله وعباده المؤمنين، واليهود أشد أولئك الأعداء، ليتقي المسلمون مكرهم، ويعدوا العدة لحفظ ضرورات حياتهم وحاجياتهم وتحسينياتهم من عدوان أعدائهم.
ولسنا في حاجة إلى استعراض ما جاء في القرآن الكريم من خداع اليهود وصفاتهم وفسادهم، ومواقفهم من حق ربهم وأنبيائهم، ونقض عهودهم ومواثيقهم.
ويكفي أن يقرأ من يريد الوقوف على ذلك شيئاً من ذلك في سورة البقرة، وسورة المائدة وسورة الأحزاب، وسورة الحشر... وتاريخهم الطويل يدل على أنهم عامل فساد أينما حلوا من الأرض.
الأمر الثاني:
التنبيه على جد زعماء اليهود ونشاطهم الجامع لكافة الوسائل والأسباب التي يحققون بها أهدافهم.
ويكفي أن تجد نتنياهو نشيطاً في العلاقات العامة، وبارعاً في الدبلوماسية، وناجحاً في الأعمال الإعلامية، وساعياً بكل ما أوتي من قوة لإقناع الآخرين بنصر قومه ودولته وعدالة قضيته، ومقارعاً في ميادين القتال والتدريبات العسكرية، وصابراً على البحث والتأليف للفوز في الحملات الانتخابية، ومنافساً قوياً في الوصول إلى كرسي الحكم في الشؤون السياسية.
وكثير من زعماء اليهود قبل نتنياهو وبعده، على نفس الدرب ساروا.
الأمر الثالث:
المقارنة بين واحد من زعماء اليهود وغالب زعماء العرب والمسلمين، في اتخاذ أسباب تحقيق أهدافهم، وهي أهداف حق، والاجتهاد في نصر قضيتهم، وهي قضية عدل، والتعاون على الدفاع عن إخوانهم في فلسطين، وهم ضحايا ظلم....
إن قلة قليلة من زعماء المسلمين حاولوا القيام – سابحين ضد التيار العارم - بنصر القضية الإسلامية الكبرى في هذا العصر، قضية الأرض المباركة "فلسطين" فخذلهم الأكثرون من زملائهم، الذين ركضوا متنافسين في الاستسلام الذي سموه زورا سلاما، وتنازلوا تنازلا مخزيا عن أرض الإسلام لليهود الغاصبين: فمنهم من بلغ في ذلك المدى، ومنهم من لا يزال يلهث للوصول إليه.
وقد جرت سنة الله أن ينال – غالباً - باذلو الأسباب ولو كانوا أهل باطل مسبباتها، ويخسر الكسالى – ولو كانوا أهل حق - بتركهم الأسباب نتائجها.
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) "الزلزلة: 7 ـ 8".
الأمر الرابع :
أن نتنياهو سيكون في الغالب رئيس وزراء الأعداء اليهود القادم، وهو الآن يهدد بأنه سيقوم بالموقف الصهيوني المناسب للعرب، ويعير رئيس الوزراء الحالي "شارون" بأنه لم يقم بما يجب من الردع للفلسطينيين، وكأنه يقول:
وكنت امرأً من جند إبليس فارتمى،،،،،،بي الدهر حتى صار إبليس من جندي
وستكون هذه الحلقات مقتصرة على كتاب "استئصال الإرهاب"
نسي نتنياهو نقض عهود اليهود – قبيلة بعد قبيلة - التي أبرمت بينهم وبين المسلمين في المدينة، وأخذ يشكو من ظلم العرب لليهود وتدميرهم للاستيطان اليهودي المزدهر.. !!!
فقال:
(.. في عام 624م ... دخل إلى أرض إسرائيل، بعد ما دمروا نهائيا الاستيطان اليهودي الكبير والمزدهر في شبه الجزيرة العربية ... لقد طبق الاستيطان العربي المسلح عن طريق مصادرة الأراضي والبيوت، والقوى العاملة، ونجحت هذه السياسة في تحقيق ما لم تنجح فيه من قبل أي دولة عظمى في البلاد .... ومن هنا نجد أن اليهود لم يسلبوا العرب أرضهم، إنما العرب هم الذين سلبوا أرض اليهود! ) "ص: 85، 86 مكان تحت الشمس"
قال:
( لم تكن دولة فلسطين قائمة أبداً، كما لم تكن منطقة عربية تحاذي أرض إسرائيل ... لم يعرب السكان العرب في أرض إسرائيل - ولو تلميحاً - عن رغبة في الاستقلال القومي، أو فيما يعرف اليوم "تقرير المصير..
كان هناك عرب عاشوا في أرض إسرائيل، مثل ما عاش عرب آخرون في أماكن أخرى كثيرة، لكن لم يكن هناك شعب فلسطيني ذو وعي قومي، أو هوية قومية، أو حتى مصالح قومية مشتركة، ومثلما لم تكن هناك دولة فلسطينية ،لم يكن هناك شعب فلسطيني، أو ثقافة فلسطينية ) !
هذه إشارات موجزة جداً إلى شخصية نتنياهو الذي أصبح بعد مسيرته الجادة في تثبيت مبادئ الصهيونية رئيسا لوزراء الدولة اليهودي الصهيونية المغتصبة للأرض المباركة.
وكان موقفه - وهو على رأس الحكومة - أشد من موقفه، وهو خارجها مدللاً على شدة إخلاصه لمبادئه.
والغالب أنه سيكون رئيس حزب الليكود الموصوف باليميني في الانتخابات القادمة، كما أنه قد يكون هو رئيس وزراء اليهود، وسيذيق السلطة الفلسطينية ما أذاقها سلفه: "شارون" لأنهما جميعاً من غلاة الصهيونية، ومن أعداء اتفاقية "أوسلو" الخاسرة.
قال:
( الإرهاب هو استخدام العنف الإرهابي ضد دولة معينة، بواسطة دولة أخرى تستغل الإرهابيين، لشن حرب من خلال الأفراد، كبديل للحرب التقليدية، وأحياناً يأتي الإرهاب من حركة أجنبية تتمتع بتأييد دولة مستقلة، تسمح وتشجع نمو هذه الحركات على أرضها ). "ص55"
ظاهر هذا التعريف أنه تعريف عام، ولكن نتنياهو فصله على ما يوجه لدولته من مقاومة جهادية، بحيث تدخل فيه أي دولة عربية أو إسلامية قامت بدعم الشعب الفلسطيني المجاهد لطرد العدو اليهودي المغتصب من أرضه.
فأي دولة عربية أو إسلامية ثبت دعمها بالمال أو غيره للمجاهدين الفلسطينيين أو أسرهم أو ذوي الحاجات منهم، فهي دولة إرهابية، تستحق عقوبة الإرهابيين.
وقوله: ( تستغل الإرهابيين ) تأكيد لكون تلك الدولة إرهابية، لأنها استغلت الإرهابيين من أجل الإرهاب، وهو أمر غير مشروع، لأنه استغلال بغير حق.
وقوله: ( كبديل للحرب التقليدية ) تأكيد أيضاً لإثبات صفة الإرهاب لتلك الدولة، لأنها لم تباشر الحرب مع عدوتها - الدولة المحارَبَة - وإنما سلطت عليها الإرهابيين فهي دولة إرهابية
وقد اختار كلمة: ( الأفراد ) عندما قال: ( من خلال أفراد ) إشارة منه إلى أن المجاهدين من أبناء فلسطين، ليسوا شعباً ولا جماعة، وإنما هم أفراد محاربون مثل قطاع الطرق الذين يجب على كل الدول محاربتهم والقضاء عليهم.
وقوله: ( وأحيانا يأتي الإرهاب من حركة أجنبية تتمتع بتأييد دولة مستقلة، تسمح وتشجع نمو هذه الحركات على أرضها ).
يشير بذلك إلى فصائل الحركات الفلسطينية الموجودة في بعض الدول المجاورة، كالجمهورية السورية، ولبنان، كما يشير إلى الحركات التي تطال بسلاحها اليهود دفاعاً عن أرضهم، مثل "حزب الله اللبناني"
وتدخل في ذلك أي حركة إسلامية مجاهدة تعد العدة لحرب اليهود نصراً للشعب الفلسيطيني.
فالدولة التي ينطلق منها المجاهدون المسلمون للجهاد في الأرض المباركة، هي دولة إرهابية تستحق عقاب الإرهابيين.
إنه تعريف يهودي ماكر يرهب به حكومات الدول العربية والإسلامية، لتكف عن تقديم أي عون للمجاهدين الفلسطينيين، أو من يناصرهم بالمال أو بغيره.
وهذا يفسر لنا التقصير الشديد من غالب حكام العرب في نصرة إخوانهم المجاهدين في فلسطين، خشية اتهامهم بالإرهاب! ]
وقد وضح نتنياهو هدفه من تأليف كتابه هذا، فقال:
( إن هدفي الأول من هذا الكتاب هو توجيه اهتمام المواطنين في الغرب عامة، وفي دولة إسرائيل خاصة إلى طبيعة التحدي الإرهابي الجديد الذي يواجه الأنظمة الديمقراطية اليوم..
واليوم نوجه نصيحة للرؤساء ولرؤساء الحكومات ولأعضاء الكونغرس ولأعضاء البرلمانات ممثلي الشعوب في المحافظة على أمنهم وتأمين مستقبلهم ضد الأخطار التي تهدده وعلى رأسها هذا الخطر المدمر"الإرهاب" )." ص: 152-153"
قال:
( إلا أن ظهور الإرهاب وطغيانه على الساحة حتى في الدول المتقدمة شكل نوعاً من أنواع العنف المنظم ضد الدول الديمقراطية، فلم تستثن الهجمات الإرهابية في حقبة الستينيات دولةً غربيةً، حيث طالتها جميعاً؛ الواحدة تلو الأخرى، ومن بينها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا واليابان والأرجنتين وإسرائيل، لتصل في النهاية إلى أكبر دولة في العالم، والقطب الأوحد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي: الولايات المتحدة الأميركية...)
.
وتعجب نتنياهو من تواني الدول الغربية المتقدمة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً عن محاربة الإرهاب، فقال:
( الغريب أن أياً من هذه الدول - رغم التقدم الاقتصادي والعسكري الهائل الذي وصلت إليه، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية -لم تستطع تحصين نفسها ضد تلك الظاهرة العنيفة الإرهابية )."من كتابه: استئصال الإرهاب ص9"
قال:
( إن المنطلق الرئيسي لارتكاب هذه الممارسات الإرهابية يعتبر كل فرد في المجتمع - شيخاً كان أو امرأة أو طفلاً، أو حتى رضيعاً، أو عاجزاً - مجرماً، وبالتالي فهو هدف لهذه العمليات، ومن ثم فلا أحد محصن ضده ). "ص10-11"
هذا الموضوع مغلق.
أمة الرحمان
•
جزاك الله خيرا على مواضيعك المهمة
الصفحة الأخيرة