من وصايا الاتقيـــــــــــــــــاء ,×)(زاد المهاجر الى ربه ~ *~

ملتقى الإيمان

زاد المهاجر إلى ربه


http://forum.hawaaworld.com/mhtml:file://C:\Documents and Settings\kasper\Desktop\عالمي الذي به أحيــــــا زاد المهاجر إلى ربه.mht!http://www.hamsa-sadeq-ph.com/hms/upload/swasayal-3.gif


من اراد هذا السفر فعليه


بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى مقصده


وليحذر من مرافقة الاحياء الذين هم في الناس اموات


فإنهم يقطعون عليه طريقه


فليس لهذا السالك انفع من تلك المرافقة واوفق له من هذه المفارقة


قال بعض السلف : شتان بين اقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم وبين اقوام احياء تموت القلوب بمخالطتهم :mad:



فما على العبد اضر من عشائره وابناء جنسه فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك اين سلكوا حتى لو دخلوا جحر ضب لاحب ان يدخله معهم، فمتى صرف همته عن صحبتهم الى صحبة من اشباحهم مفقودة ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة استحدث بذلك همة اخرى وعملا آخر وصار بين الناس غريبا وان كان فيهم مشهورا ونسيبا ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه و لا يرون ما هو فيه يقيم لهم المعاذير ما استطاع ويحضهم بجهده و طاقته سائرا فيهم بعينين عين ناظرة الى الامر والنهى بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم وعين ناظرة الى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بامر و لا يعود بنقض شرع وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته وقفا عند قوله تعالى :خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين متدبرا لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق واداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم ، فلو اخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم فان العفو ما عفى من اخلاقهم وسمحت به طبائعهم ووسعهم بذلة من اموالهم و اخلاقهم
فهذا ما منهم اليه واما ما يكون منه اليهم فأمرهم بالمعروف وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنة وهو ما امر الله به و اما ما يتقي به اذى جاهلهم فالاعراض عنه وترك الانتقام لنفسه والاقتصار لها

فأي كمال للعبد وراء هذا واي معاشرة وسياسة لهذا العالم احسن من هذه المعاشرة والسياسة فلو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم اعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفى من الله وجد سببه الاخلال بهذه الثلاث او بعضها والا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس



فهو خير له وان شرا في الظاهر فانه يتولد من الامر بالمعروف ولا يتولد منه الا خيرا وان ورد في حالة شر واذى
كما قال الله تعالى :ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم :فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق فإنهم اما يسيئوا في حق الله وفي حق رسوله فإن اساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم وان اساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم واستخرج ما عندهم من الراي بمشاورتهم فإن ذلك احرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة فاذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك بل توكل وامض لما عزمت عليه من امرك فإن الله يحب المتوكلين
فهذا وامثاله من الاخلاق التي ادب الله بها رسوله وقال تعالى فيه: وانك لعلى خلق عظيم ، قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن



وهذا لايتم الا بثلاثة اشياء
احدها : ان يكون العود طيبا فاما ان كانت الطبيعة جافية غليظة
يابسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وارادة وعملا بخلاف الطبيعة المنقادة اللينة السلسة القياد فانها مستعدة انما تريد الحرث والبذر
الثاني : ان تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى فان هذه الامور تنافي الكمال فان لم تقو النفس على قهرها و الا لم تزل مغلوبة مقهورة
الثالث : علم شاف بحقائق الاشياء وتنزيلها منازلها يميز بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة
فإذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاث وساعد التوفيق فهو القسم الذي سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم العناية



والله سبحانه وتعالى اعلم


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


تسليما كثيرا ابدا الى يوم الدين


والحمد لله رب العالمين


http://forum.hawaaworld.com/mhtml:file://C:\Documents and Settings\kasper\Desktop\عالمي الذي به أحيــــــا زاد المهاجر إلى ربه.mht!http://www.hamsa-sadeq-ph.com/hms/upload/m27ww.gif
0
405

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️