((من يداوي جروحي غيرمالك روحي))

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي خيرالمرسلين ..
وبعد

الكثيرمنا تعتريه الهموم والغموم وتتوشحه الاحزان ولاعجب في ذالك فهذا الحياة وماجبلت


جبلت على كدر وأنت تريدها*** صفواً من الأقدار والأكدار


لكن هناك من يفزع الي باب المهيمن كل مااعتراه كدرمن هذاالحياه
واسبغ وضوئه والتجاء الى من لايوصد بابه ومن يفرح اذاالعبداتاه وباسمه ناجاه
هذاوالله الموفق وعلي طريق الخيرمسدد






لــبــســت ثــوب الــرجــاء و الــنــاس قــد رقــدوا ** و بــت أشـكـو إلى مــولاي ما أجــد
فــقــلــت يا أمــلــي في كــل نــائــبــة** فـمـن عــلــيــه بــكــشــف الــضــر أعــتــمــد
أشــكــو إلــيــك أمــورا أنــت تــعــلــمــهــا ** مــالــي على حــمــلــهــا مــال و لا جــلــد
و قــد مــددت يــدي بــالــذل مــبــتــهــلا ** إلــيــك يــا خــيــر مــن مــدّت إلــيــه يــد
فــلا تــردنّــهــا يــا رب خــائــبــة**فــبــحــر جــودك يــروي كــل مــن يــجــد .




يقول الشيخ محمدصالح المنجد
نعيش بدار ابتلاء وامتحان، ونحيا حياة فتن واختبار، رماح المصائب علينا مشرعة، وسهام البلاء إلينا مرسلة، فقد جبل الله الدنيا على الكدر، وقدر أن تكون دار نقص، وتغير، وآفات، وبلايا، إن أضحتك يوماً أبكت أياماً، وإن سرت حيناً أحزنت أحياناً
، صحيحها إلى سقم، وكبيرها إلى هرم، حيها إلى فناء، وجودها إلى عدم، شرابها سراب، وعمارتها خراب، هذا مستبشر بمولود فرح بقدومه، وذاك مغموم لفقد حبيب وحزين لفراقه.

لا بد للمرء من ضيق ومن سعة *** ومن سرور يوافيه ومن حزن
ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتور فيها الأمراض والأكدار، ولم يضق فيها العيش على الأنبياء والأخيار: فآدم عانى من المحنة إلى أن خرج من الدنيا، ونوح بكى، وإبراهيم يكابد النار وذبح الولد، ويعقوب بكى حتى ذهب بصره، وموسى يقاسي فرعون، ويلقى من قومه المحن، وعيسى عليه السلام لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك لما أرادوا قتله، ومحمد صلى الله عليه وسلم صابر الفقر، وقتل عمه حمزة وهو أحب أقربائه إليه، ونفر قومه عنه.

لو خلقت الدنيا للذة لم يكن حظ المؤمن منها، إن الله يبتلي عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم، وبرهم وفاجرهم، فكلهم يأتيه من المصائب والبلايا بنصيب، فهذا يبتلى بمرض، وآخر بجائحة في ولده، وثالث بذهاب لماله، وهذا يبتلى بموت قريب، وهذا يصاب بفقد حبيب، ولكن الناس يختلفون في استقبال المصائب والرزايا، فمنهم من يستقبل ذلك بالتسخط والجزع والشكوى إلى الناس، وهؤلاء شر المنازل، ومنهم من يصبر، ويصابر، ويرضى، ويستسلم، ويشكو همه إلى الله، فهؤلاء بخير المنازل.

لا نخلو نحن من مصيبة، أو نازلة على مستوى الفرد، أو على مستوى الأمة.
والظلم في الناس طبع *** وأين ذا المتزكي
وهم معادن شتى *** ويظهرون التشكي
الأنبياء والرسل خير خلق الله، وأحب الناس إلى الله؛ نزل بهم البلاء، واشتد بهم الكرب، فلجئوا إلى الله، وتضرعوا إليه بالدعاء، والافتقار لرب الأرض والسماء
قال تعالى عن زكريا عليه السلام أيضاً: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) سورة الأنبياء:89-90
استجاب الله دعاءه وجعلهم أهل بيت مباركين؛ لأنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ولا يملون الدعاء، خاشعين، متذللين، معترفين بالتقصير.


الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه، فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم، ورأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته فقال: يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
ولذلك سائل الله عز وجل عزيز مجاب، لكن سائل الناس مطرود ذليل.
من يسأل الناس يحرموه *** وسائل الله لا يخيب
من يسأل الناس يهن عليهم *** بؤساًَ لمن حاجته إليهم
من شكا من مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه حلاوة لطاعة الله، كل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه، أو يرزقوه خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر مسألته.


إن الوقوف على الأبواب حرمان *** والعجز أن يرجو الإنسانَ إنسانُ
متى تؤمل مخلوقاً وتقصده *** إن كان عندك بالرحمن إيمان
ثق بالذي هو يعطي ذا ويمنع ذا *** في كل يوم له في خلقه شان
قال عليه الصلاة والسلام: (من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل) .

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته، ودفع ضرورته؛ قويت عبوديته له، وحريته مما سواه، وانعتق من الخلق، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه، فكذلك طمع العبد في ربه، ورجاؤه له يوجب عبوديته له، وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله، والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله.
الرجاء للمخلوق يوجب انصراف القلب عن عبودية الله، لا سيما من كان يرجو المخلوق، ولا يرجو الخالق
، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) سورة الفرقان:58.

الشكاية إلى الله تحقق العبودية؛ لأن الله عز وجل يريد العبد خالصاً له، سائلاً له ملحاً عليه لاجئاً إليه معتمداً عليه، منيباً إليه، متضرعاً، تائباً، ذاكراً، داعياً، ولا يمكن أن يكون العبد هكذا حتى يظهر عليه من حاله، أو من لسانه التضرع إلى بارئه، ولا يزال العبد يتضرع إلى الله ويشكو إليه حتى يشعر بلذة تنسيه ألم البلاء الذي شكا منه، وهذا سر عظيم، ومرتبة عالية، طوبى لمن بلغها، لا يزال المبتلى يتضرع إلى الله، ويشكو إليه حتى يشعر بلذة تنسيه ألم البلاء.
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه، الله يحب صوت الملحين في الدعاء، الله يحب أنين المشتكين إليه عز وجل.

قال ابن القيم رحمه الله: "فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه"، انظروا إلى أسرار الابتلاء في أفعال الله مع خلقه، فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه، والشكوى إليه، ولا يحب التجلد عليه، تجلد على المخلوق وتحمل أمام المخلوق، واسكت أمام المخلوق، وكف اللسان عند المخلوق، أما عند الله فاشكو، وارجو، وتضرع، وادعو.
قال رحمه الله: "وأحب ما إلى الله انكسار قلب عبده بين يديه، وتذله له، وإظهار ضعفه، وعجزه، وقلة صبره، فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه، وعليك بالتضرع والتمسكن، وإبداء العجز، والفاقة، والذل، والضعف إليه، فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد إلى الفم...انتهى
هذاوبالله التوفيق وصلى الله علي محمدواله وصحبة وسلم


9
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

راقية الفكر
راقية الفكر
لااله الاانت سبحانك اني كنت من الظالمين
متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
غريبة الدار **
غريبة الدار **
يسلمو
ونة قلبي
ونة قلبي
جزاك الله خير ياقلبي وجعل ماكتبتيه في ميزان حسناااتك امين يارب
قﻻدة الذكريات
جزاك الله خير الجزاء ذكرتينا بفضل الله عليناورحمته لنا حتى في المصائب الله لايحرمك الاجر