من يشتري ما لا يحتاج له قد يبيع ما يحتاج له:
الوعي الاستهلاكي: ذوق وذكاء.. عقل وتمييز
من المتفق عليه في كل حكم العالم وأمثاله عدة أمور تتعلق بالاستهلاك ومنها:
1- إن الإسراف في الاستهلاك حماقة بالغة، فالفرد المصاب بنهم الاستهلاك إما مريض نفسياً يحاول تعويض إحباطه أو نقصه بالمزيد من الشراء أو جاهل بأسباب السعادة وأسرارها كما إن المجتمع إذا صار الإسراف في الاستهلاك ظاهرة واضحة فيه فإنه مجتمع أحمق مستسلم للترف والترف هو عدو القوة ومن أكبر أسباب الانهيار:06:.
2- إن السعادة في حاجة لبعض الحرمان وان الذين يتبعون هواهم فيشترون باستمرار ويستهلكون بإسراف لا يعرفون بهجة الفرح ولا طعم السعادة بل على العكس يصابون بالملل والضجر والإحساس بالتفاهة الداخلية:16: فيحاولون علاج ذلك بالمزيد من الاستهلاك عل وعسى فلا يزيدهم ذلك إلاّ مللاً على ملل ويدورون في حلقة مفرغة خارج البهجة والاستمتاع الجميل وكأن تلك الحلقة سجن كئيب.
3- وان الاستهلاك الراشد يحتاج إلى ذوق وذكاء وعقل فلا يشتري الإنسان السلعة لمجرد أنها مرتفعة الثمن لا يفعل ذلك سوى الأغبياء أما الأذكياء فيشترون السلعة الجيدة والتي تدل على ذوق وعقل وبعد بحث وتمحيص.
4- وان المفاصلة والبحث عن السعر الأفضل دليل عقل ورشاد وقد كان عبدالله بن جعفر من أكرم العرب ورآه رجلاً وهو يفاصل بدرهم في سلعة يريد شراءها فقال له مستغرباً:
- أتهب الألوف وتفاصل في درهم؟! فقال عبدالله:
- ذلك مالي جدت به وهذا عقلي يخلق به.
والمفاصلة لا تعني الإلحاح على البائع يخفض السعر فالإلحاح مكروه جداً ولكنها تعني اغتنام أوقات التخفيضات الحقيقية واختيار الأسواق المعروفة بقناعة باعتها بالربح القليل، وسوم السلعة بأقل من عرض البائع دون إلحاح فإن رضي وإلا فأذهب لغيره.:D
مع العلم بأن الأسواق التي فيها مفاصلة موجودة في كل أنحاء الدنيا رغم اتجاه العالم للأسواق الكبيرة المسعرة السلع بشكل نهائي.
مجتمعنا والإسراف:
وإذا نظرنا إلى مجتمعنا بشكل عام وجدناه من أكثر المجتمعات إسرافاً ومن أقلها في الوعي الاستهلاكي ولذلك عدة شواهد منها:
1- إن معظم الناس لدينا يطبخون أكثر مما يأكلون بكثير ويرمون الباقي في المزابل والمزابل لدينا تمتلئ بشكل هائل بل مخيف.:f226:
2- الاعتياد على ماركات تجارية معينة لا يشتري كثيرون غيرها مهما ارتفع سعرها مقارنة ببدائلها المماثلة.
3- اعتبار كثير من الكماليات ضروريات عند كثيرين، ومن ذلك السفر في الصيف حيث يقترض كثيرون على رواتبهم ليسافروا!! وحيث يسافر كثيرون دون قدرة مالية كافية ودون أن يفكروا في ادخار مبلغ السفر لما هو أهم من حوادث الدهر:3_10_6:.
4- سرعة تبديل الأزياء.. السيارات.. الجوالات.. حسب تجدد الموديل والموضة. :33:
5- سوء استخدام الأجهزة والسيارات وقلة العناية بها وعدم الاستفادة من مزاياها وعدم قراءة إرشادات الاستعمال السليم لها والمرفقة معها في كتيبات (كتالوجات) مما يجعل عمر السلع لدينا قصير جداً نسبة للعالم وصيانتها مكلفة جداً لأن أي شيء يحدث فيه خلل يتم استبداله بقطعة غيار جديدة ولا يتم إصلاح القطعة والتي كثيراً ما يكون إصلاحها سهلاً وغير مكلف كما هو معمول به في معظم دول العالم.
6- الشراهة في استهلاك الطاقة من كهرباء ونفط وغاز وبدون نفع في كثير من الأحيان، فالأولاد اعتادوا على إضاءة الغرف وتركها مضاءة وربما المكيفات والتلفزيونات دون أن يكونوا موجودين فيها.
7- البذخ في ولائم الأعراس خاصة وفي العزائم عامة وتقديم ما يكفي حاجة المدعوين أضعافاً مضاعفة مع العلم أنها أطعمة غير صحية ملغمة بالدهون والشحوم والكوليسترول.
8- الإسراف في استهلاك الماء على خطورة الأمر بشكل بالغ فنحن نعيش في صحراء جرداء لا ماء فيها يذكر يهلك فيها البشر والشجر ظمأ لولا لطف الله ثم تحلية مياه البحر المكلفة وغير المضمونة في استمرارها لو قامت حروب لا سمح الله فهدر الماء جهل وجريمة في حق الأجيال القادمة، ونحن لسنا على انهار جارية ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تسرف ولو كنت على نهر جار".:crap:
(ديننا ينهى عن الاسراف):
وديننا الحنيف ينهى عن الإسراف نهياً شديداً والله عز وجل لا يحب المسرفين قال سبحانه وتعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين" سورة الأعراف
31.وفي القرآن الكريم إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكفى بهذا سوءاً ونهياً عن التبذير المهلك للأفراد والمجتمعات والأمم قال عز وجل: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين).
في النهاية أخواتي الكريمات أحب أشير إلى أن هذا المقال قرأته من الكاتب عبدالله الجعيثن
وأحببت نشره لكم لتعم فائدته للجميع
وشكراً:26:

أخت عمر @akht_aamr
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ادعو لي ادخل الجنه
•
جزاك الله خير موضوع حلوو وفي وقته


اخت عمر كلام رااائع وفي الصميم وياحسره القليل من يقرأ هذا الموضوع
جزاك الله خير وكاتب الموضوع
ونقل موفق
جزاك الله خير وكاتب الموضوع
ونقل موفق


الصفحة الأخيرة