
ديباج الجنان @dybag_algnan
عضوة شرف في عالم حواء
من يعيد لنا نكهة الطعام ومذاقه الطبيعي؟؟؟
من يعيد لنا نكهة الطعام ومذاقه الطبيعي ؟
هل تعرف المذاق الطبيعي للخبز، والخضراوات، واللحوم والفواكه؟
سؤال نكاد نجزم أن معظم سكان العالم اليوم لن يستطيعوا الإجابة عنه رغم أنهم يتناولون هذه الأطعمة أو بعضها كل يوم. لقد استطاع منتجو الأغذية عبر وسائل كثيرة إقناعنا بأن الطعم
الذي نتذوقه عندما نجلس لتناول وجباتنا اليومية هو بالفعل المذاق الطبيعي لتلك الأطعمة،
مستغلين عدم معرفة الكثيرين منا المذاق الحقيقي لهذه المأكولات، وأن أحداً لن يتمكن من معرفته فهو لم يعد متوافراً إذ خرج من الباب الذي دخلت منه المركبات الصناعية في الإنتاج الحيواني والنباتي كالمخصّبات والمبيدات والمواد الحافظة والملونة والمغذية
. لقد تدخل العلم في المطبخ بشكل خارق لخصوصيات الناس وأصبح يحدد لهم نكهة ومذاق طعامهم اليومي وهم يعتقدون أنهم يختارون ما يريدون، فمكونات الطعام اليوم ابتداء من اللحوم والحبوب والخضراوات حتى الأسماك والدواجن تدخل فيها منتجات صناعية معالجة كيميائياً أو منتجة في المعمل تغيب المذاق والنكهة الطبيعية لما نأكل وتنقلنا إلى متاهة لا
يعرف أحد عواقبها.
ناقوس الخطر:
البريطانية جوانا بليثيمان مؤلفة كتاب الطعام الذي نأكله (The Food We Eat) تدق ناقوس الخطر أمام منتجي ومصنعي الأغذية ومستهلكيها، منبهة إلى أن مرض التليف الدماغي المعروف بجنون البقر (BSE) الذي يعتقد أنه ناتج عن تغذية الحيوانات اللاحمة من مخلفات حيوانية، ما هو إلا إنذار مبكر بما يمكن أن يحدث لنا إذا لم نراجع تدخل العلم السافر في صناعة الغذاء. لقد تدخل العلم في خصوصيات الناس وأصبح يحدد لهم الطعام الذي يتناولونه وأن التكنولوجيا ستجعل غذاءنا متقناً وستجلب لنا كل تلك المنافع التي بشرتنا بها. وهكذا رأينا النتيجة فيما تفعله المبيدات الحشرية. كما رأينا ما يمكن أن يحدث لنا إذا ما مضينا قدما في تناول الأطعمة المنتجة بالهندسة الجينية.
إن القرار الذي ينبغي أن يتخذه المستهلك في اعتقادها هو: «قفوا». لم تعجبنا التكنولوجيا. نريد أن نرجع إلى الأساسيات. في الوقت الحالي نادراً ما نسمع كلاماً عن المكونات العضوية والطبيعية للطعام. وكل ما هنالك إذا تصفحت الإعلانات أو البيانات المرفقة مع المنتجات وخصوصاً المعلبة منها، كلام عن الحجم أو زيادة الكمية بسعر أقل وعن التغليف والشكل العام واستخدام أحدث التقنيات في إعداده.
أفضل مثال لذلك منتجات اللحوم والخبز والمعلبات بأنواعها فنادراً ما ترفق تلك الوصفات مع الحبوب والخضراوات الطازجة رغم استخدام المخصبات الكيميائية والمبيدات الحشرية بشكل مكثف. فيما يتعلق بالخبز فإن المنتجات الصناعية قلّصت فترة تخمير العجينة من عدة ساعات إلى دقائق معدودة من خلال معالجات ميكانيكية عالية مما يتيح لمنتجي الخبز والمعجنات الأخرى استخدام نوعيات أقل جودة وأرخص سعراً.
الأبحاث الحالية قليلة التركيز على تحسين القيمة الغذائية ومراعاة الجوانب الصحية وإنما تركز على العرض وعلى الجانب التسويقي. إحدى الدراسات تناولت حجم الفقاعات الهوائية في الخبز! هل هذا لتحسين المذاق أم الجودة النوعية؟
لا. إنها ستجعل الخبز يبدو بمنظر جذاب وأكبر من حجمه الطبيعي وهذا يزيد من تسويقه. وبالتالي عائده المادي. لو أجريت استبيانا بين الناس عما هو الطعام الجيد أو الأفضل؟
فمعظم الإجابات ستتركز في ظننا على الشكل وطريقة الحفظ وفترة الصلاحية والتغليف.
أما المكونات فقليلون الذين يراجعونها. وعن المذاق فحدّث ولا حرج لأن أحداً لم يعرف أصلاً الطعم الطبيعي لكثير من المنتجات الزراعية أو الحيوانية
. لكن السؤال المهم هنا: هل للمستهلك أي تأثير على منتجي الأطعمة؟
الإجابة على الأقل في الدول النامية بالتأكيد.. لا. الصيحة المتعالية من أجل أطعمة قليلة الدسم وأخرى تساعد على تخفيف الوزن فتحت الباب أمام الكثير من المركّبات الصناعية لتدخل إلى وجباتنا اليومية دون أن يكتشف أحد أن الهدف الحقيقي وراء تلك الحملات تجاري بحت، وهو المزيد من الربح. أخر هذه التقليعات تعرض الأطعمة للإشعاع (Food Irradiation) أو تشعيعها. حيث تعرض لجرعات من الإشعاع لتأيينها بقصد قتل البكتيريا والجراثيم إضافة إلى تقليل احتمال تسمم الطعام وتلفه. وفقاً لدراسات معهد تكنولوجي الأطعمة في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأطعمة التي تتم معالجتها بطريقة صحيحة تكون صحية ومأمونة من أي أخطار، لكن حتى هذا الأسلوب يقتل البكتيريا فقط، ولا يمنع انتشار البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تتسرب إلى الطعام من العاملين في مجاله كفيروس الكبد الوبائي مثلاً. ويأتي أكبر اقتحام لخصوصية الغذاء بانتشار الأطعمة المعالجة جينياً. فبنقل بعض الجينات التي تحتوي على مواصفات معينة من أحد الأنواع النباتية أو الحيوانية إلى أخرى تمكن العلماء من إنتاج حبوب وحيوانات مقاومة للمبيدات الحشرية أو الحشرات. ولكن ما هو تأثير تلك التقنية على البشر الذين يعيشون على أكلها؟ سؤال لم يجب عنه أحد بعد.
يقول العلماء إن التدخل علمياً في حفظ وإنتاج الغذاء هدفه حماية الإنسان، وتوفير كميات مضمونة من الطعام لتجنب المجاعات. ولكن هؤلاء الناس أنفسهم هم الذين سبق أن قالوا لنا إن المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية هدفها رفع الإنتاجية ومكافحة الآفات. وكانت النتيجة انتقال الكثير من المركبات الكيميائية الضارة المستخدمة في الحقل إلى جسم الإنسان وتسبيب العديد من الأمراض الفتاكة. كانت النصيحة التي يقدمها اختصاصيو الأغذية وأطباء الأطفال هي ضرورة تناول كوب من الحليب كل يوم، لكن حالياً يتساءل الكثيرون عن صحة هذه المقولة بعد دخول مركبات صناعية في تغذية الحيوان، بل إن البعض قال صراحة إن الحليب ربما يحمل بعض الأمراض. الشيء المؤكد هو أننا فقدنا منذ زمن طويل الطعم والمذاق الطبيعيين لما نتناوله من طعام وشراب رغم ما يكتب على الوصفات والملصقات التي نقرؤها على المعلبات وعبوات الأطعمة الأخرى. فمن يعيد لنا مذاق ونكهة طعامنا؟!
المصدر موقع باب .
2
578
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

* عـطـرالبـوادي *
•
يعطيج ألف عافيه أختي ميران على هذا الموضوع المهم والمفيد

الصفحة الأخيرة