
النصيحة مالها وماعليها
كثيراً ما نقوم بالنصيحة ولكن لانجد لها إستجابة من الطرف الآخر ... ونتسائل ..لماذا..؟!
لعل السبب الرئيس لذلك هو ان الطرف الاخر لايرفض النصيحة لذاتها بل للاسلوب الذي قيلت فيه ولنضرب مثلاً بالزوج والزوجة :
الجو في الخارج ممطر وشديد البرودة وزوجك يريد الخروج للسهر لدى زملائه المقيمين في مكان بعيد عن البيت ، وانت تريدين نصحه بأن يبقى بالبيت فهل تقولين له:
· مجنون من يخرج في هذا الجو
· إذا اردت أن ترجع مريضاً فأخرج الآن
· لو كنت أنا التي طلبت منك الخروج الآن لماخرجت
تعالي معي نفند مضمون هذه النصيحة فهي في الحقيقة صحيحة ولكن الاسلوب الذي عُرضت فيه يدفع زوجك الى الرفض ..عناداً ، أو مكابرة او غير ذلك.
ففي العبارة الأولى اتهام للزوج بالجنون وفي الثانية تهديد له بنتيجة ضارة وفي الثالثة محاولة للاحراج والادانة وتسجيل موقف .
مع انه كان يمكن ان توصلي النصيحة بأسلوب آخر يجعله متقبلاً لها ومقتنعاً بها مثال:
* لو خرجت في هذا الجو سيبقى بالي مشغولاًعليك حتى تعود
* أخشى عليك المرض لو خرجت في هذا الجو
* أجل الزيارة في وقت آخر يكون فيه الجو معتدلاً
*الأولاد مشتاقون اليك ويريدونك أن تجلس معهم اليوم
في الاولى اظهرت خشيتك وخوفك حرصاًعلى سلامته وفي الثانية ايضاً اظهرت خوفك من ان يسبب خروجه المرض له وفي الثالث أكدت انك لاتمانعين من خروجه ولكن تطلبين منه التأجيل وفي الرابعة تثيرين عاطفة الابوة لديه وتحريك المشاعر .
هل رأيت ..؟! كثير من الطلبات المتبادلة بين الزوجين وغير الزوجين لاتلقى قبولاً نظراً للطريقة المعروضة بها والاسلوب الذي صيغت به .
ولهذا قال تعالى لرسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ( لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك ) فلايكفي ان يكون القرآن منزلاً من عند الله عز وجل ليلتف الناس حول الرسول – صلى الله عليه وسلم – بل لابد ان يكون رحيماً بهم رؤوفا ًبحالهم (( فبما رحمة من الله لنت لهم ))
لذا يجب علينا التفكير اكثر من مرة قبل عرض نصيحة او طلب لدى أي طرف سوى أكان زوج او اخت او صديقة ... وان نتخار الالفاظ والاسلوب اللبق مهما كانت النصيحة.
فحسن الاسلوب واللباقة في التعامل والتناصح هي المفتاح السحري الذي يجعل الجميع يتقبل منك النصيحة بصدر رحب وروح طيبة
علينا ان نعتني بــ ألفاظنا وأسلوبنا مع المقربين لنا او حتى البعيدين ..
موضوع قيم غالتي عزيزة نسأل الله لنا ولك القبول .