
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سَلَبَ الرِّجِالُ سَعَادتِي وصَفَائِي
وتَلاعَبُوا بأنوثَتِي وحَيَائِي
=
رَكبُوا بي السُّفُنَ التي ما أبحرتْ
إلاَّ على مَوجٍ مِنْ الأَهواءِ
=
حتى إذا لَعِبَ المُحِيطُ بها رَمُوا
للحوتِ مَعنى عِزّتِي وإِبَائِي
=
سَرَقَ الرِّجِالُ المدَّعُونَ حَقَائِبِي
لَمَّا رَكبتُ سَفِينةَ الإغواءِِ
=
لا تَسْألُونِي كيف صِرْتُ غَرِيبةً
لَمَّا بلَغتُ شَوَاطِئَ الغُرَبَاءِ
=
لمَّا دَعَونِي للنزولِ، يَلِفُّني
خَوفِي، وتَلْطمُنِي يَدُ الظَّلْمَاءِ
=
ضَرَبوا بِيَ الأرضَ الوَبِيءَ تُرَابُها
واستَنْزَلُونِي من شمُوخِ سَمَائِي
=
في حِينَها أَبْصَرْتُ وَجْهَ تَعَاسَتِي
وَيَداً مدنَّسةً تُزِيحُ غِطَائِي
=
وسَمِعتُ في الآفَاقِ جَلْجَلَةَ الأَسَى
وصَدَى نُعَابٍ مُزْعجٍ وعُواء
=
(هيَّا انْزِلِي)، مَا أَغْرَبَ الصَّوتَ الذي
مَلأ المَسَامِعَ مِنْه شَرُّ نِدَاءِ
=
مَاذَا أرَى؟ ذئبُ اَلتَِّحَامُلِ مُقْبِلٌ
نحْوِي، وثُعْبَانُ الخِدَاعِ وَرَائِي
=
أينَ الدُّعاةُ إلى حقوقِي، مَا بِهم
لمْ يَظْهَرُوا في الليلةِ اللَّيْلاءِ؟!
=
أين الذين بَنوا قصُورَ وُعُودِهم
بتَطوُّرِي، وتَحرُّرِي، وهنائي؟!
=
كَيفَ اخْتَفُوا، وهمْ الذينَ استَثْمَرُوا
بشِمُوعِهم، حبِّي لِكلِّ ضِيَاءِ؟!
=
أين الدِّعَاياتُ التي سَلَبُوا بِهَا
عَقْلِي، ونَالُوا طاعَتِي وَوَلائِي؟!
=
أَيَنَ الذينَ تَمَسَّحُوا بِبَراءَتِي
حَتَى مَنَحْتُ حَدِيثَهم إصْغَائِي؟!
=
أوَما دَعُونِي لِلتَّحَرُّرِ جَهْرَةً
حَتَى أَكُونَ رَفِيقَةَ العُظَمَاءِ؟!
=
يَا وَيْلَهم، كَيفَ اسْتَحَالَ حَنَانُهم
عُنْفاً، يُخَاطِبُنِي بِكُلِّ جَفَاءِ؟!
=
مَا بَالُ أَعْينِهم غَدَتْ مَسْكُونةً
بِهَوى النِّفوسِ وشَهْوةٍ رَعْناءِ؟!
=
مِنْ نُطْفةِ الحَجَرِ الأَصَمِّ تَخَلَّقُوا
فَقلُوبُهم كالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
=
خَدَعوا الأنوثَةَ حينَما رَفَعُوا لَهَا
عَلَماً من الحرَّيةِ الشَّوْهاءِ
=
كَسَروا قِوَامةَ أَهْلِنا وتسلَّطُوا
بقوامةِ التَّضْلِيلِ والإِلْهاءِ
=
أَفْتَوا، وهَلْ يُفْتِي الذي لَمْ يَدْخِرْ
عِلْماً بِنَهْجِ الشِّرْعةِ الغَرَّاءِ
=
وكأنَّما طَلَبُ العلومِ معلَّقٌ
بِسِفُورِ وَجْهِي وانْحِسَارِ رِدَائِي!
=
كَذَبُوا عَلَيَّ بِمَا ادَّعُوه، وإِنَّمَا
أَوْرَوا بما جَلَبُوه زَنْدَ شَقَائِي
=
هم أَشْهرونِي في الوَسَائِل كلِّهَا
حَتَى عَشِقتُ تَوَهُّجَ الأَضْوَاءِ
=
وأُصَبْتُ بالدَّاءِ العُضَالِ، وإنَّما
داءُ انحرافِ الطَّبْعِ أَسْوأُ دَاءِ
=
فتبرَّأتْ مِني ثِيابُ مُروءَتِي
واستَفْظَعَتْ وَحْلَ الطَّرِيقِ حِذَائِي
=
إنّي أقولُ، وقَدْ رَفَعْتُ غِشَاوَتِي
ونَجَوتُ من دَوَّامةِ استِرْخَائِي!
=
مَا أكذبَ الدَّعْوى التي لا تَنْطَوي
إلاَّ عَلَى لُغةِ الهَوى الجَوْفاءِ!
=
حرَّيةُ القَومِ اختلاطٌ مَاجِنٌ
في دَارِ عَارِضةٍِ، وحَفْلِ غِنَاءِ
=
مَنْ يُبْلغُ الفَتَياتِ عَنِي صَرْخةً
ممزوجةً بتودُّدي ورَجَائي؟؟
=
لا تَنخدعْنَ بمَن يَلُوكُ لِسَانَه
كِذَبَاً، ويَرفعُ رايةَ السُّفهاءِ
=
رافقتُهم زَمَنَ الضَّياعِ فلمْ أجدْ
إلاَّ خِداعَ رِجَالِهم لنِساءِ
=
يا ليتَ شِعْري، من يُواجهُ كَيْدَهُم
ويصدُّ جَيشَ الغَارةِ الهَوْجَاء
=
مَنْ يُنْصِفُ الأنْثَى من الدَّاعي إلى
طُرْقِ الضَّياعِ ومَنْهجِ الغَوْغَاءِ؟
=
مَن يُنْصِف الأنثَى من الرَّجل الذي
يَقْتَاتُ من بَيعٍ لَها وشِرَاءِ؟
=
يا بنتَ إسلامِ الشمُوخِ خُذي المَدى
فَرَساً يُطوَّع قَسْوَةَ البيَدْاءِ
=
يَشْدُو بألحَانِ الصَّهيل فيَنْتَشِي
قَلْبُ الإباءِ ومُهْجَةُ العَلْيَاءِ
=
قولِي لعشَّاقِ السَّرابِ ومَنْ حَذَا
حَذْوَ الغُرَابِ مقلَّدِ الوَرْقَاءِ:
=
بِبَصِِيرَتِي شاهَدْتُ فَجرَ حَقيقتِي
إن الحقيقةَ فَوْقَ كلِّ خَفَاءِ
=
طِيرُوا كَمَا شِئتُم، فَلا طَيَرَانُكم
يُغْرِي، ولا أجْواؤُكم أجْوَائِي
=
بيني وبين كِتَابِ رَبِّي دَوْحةٌ
تُسقَى مَنابتُها بأطهرِ مَاءِ
=
عِلْمِي وإيْمَانِي يُضِيئان الدُّجَى
ويكمَّلانِ مَع الحَيَاءِ بِنَائِي
=
أمْضِي، وفي ذِهنِي يَقينُ خَدِيجةٍ
وإِبَاؤهَا، وعَزِيمةُ الخَنْسَاءِ
كلمات بحق رائعة للشاعر ( عبدالرحمن العشماوي ) لا فض فوك.

إلاَّ عَلَـى لُغـةِ الهَـوى الجَوْفـاءِ!
لافض فوك جعل الله كلماتك في موازيين أعمالك00
وسلمت يداك أخي على روعة منقولك جزيت خير الجزاء00