بنت الشرق

بنت الشرق @bnt_alshrk

عضوة شرف في عالم حواء

من يوقظني من حلمي ؟ للمعلمات بمناسبة العام الدراسي الجديد

الطالبات والمعلمات




قصه قصيرة ومعبرة عن حال بعض المعلمات مع التلميذات المستجدات
اتمنى ان يستفاد منها .. وفقكم الله جميعا

................................................................


أنا لست ابنتك لا أختك ولا ابنة حميك ولا من بنات أخواتك وإخوانك..
ولا كما تتمنين أن أكون من بنات ذوي الشهرة والأثرياء ..

يا معلمتي أنا فتاة صغيرة قدمت إليك من إحدى قرى بلادنا من إحدى المحافظات البعيدة…
لقد فرحت مسبقًا عندما جاءني نبأ انتقال أسرتي من تلك القرية التي ترعرعت فيها وولدت فيها.. ولكن هي مشاعر الطفولة دوما وحب التنقل.. ولطالما سمعت عن تلك المدينة الساحلية الجميلة تلك التي انظر إليها كما تنظرين أنت إلى لندن وكندا..

كم هي لحظة رهيبة تلك الساعة التي دخلت فيها المدرسة، فلا ريب أني قد انتقلت من مدرسة إلى مدرسة وأيضا من الصف الأول إلى الصف الثاني.. كانت كل مشاعري مليئة بالأحلام .. وصدى فكري يصور لي ماهية هذه المدرسة..؟ ومن سأقابل ..؟ وكيف سأقابل وأستقبل …؟
لم يكن في مخيلتي الصغيرة إلا تلك المدرسة التي أظن أنها (كبييييييييييرة) في قريتي وهي عبارة عن ستة فصول.. وغرفة للمديرة وأخرى للإداريات..
ولا أكذبك يا معلمتي أني قد تهيأت أن معلمتي الجديدة (نوره) قد تغيرت ولكن كيف؟!

قد تعجبين مني في تصوري لمعلمتي الجديدة .. إنها من عالم الخيال؛ بل هي كما أراه في عالمي الصغير ( وكما تنقله لنا قناتنا الأولى ) من مسلسلات حالمة بمعلمة هي أقرب لي من أم؛ بل صديقة قد وصلت إلى شغاف قلبي !!

هيا نعود لأصور لك رهبة ذلك اليوم عندما أيقظتني والدتي صباحًا.. وتناولت إفطاري أعطتني والدتي ريالين وأضافت إليهما بثالث لتهدّئ من رهبتي ولتؤمنّ من خوفي الذي
لمسته في أطراف أصابعي!!

وذهبنا إلى المدرسة .. أمسكت أمي بيدي ودخلنا المدرسة وما زلت أظن أنني في إحدى طرقات الشارع..دخلنا إلى تلك الساحة التي ضاعت نظراتي فيها فلا أدري إلى أي صوب أنظر..
سألت أمي عن المديرة.. التي بدورها أحالتنا بوجه عبوس إلى غرفة الإداريات..
) وأنا بدوري دخلت إلى عالم شبيه بالحلم أريد من يوقظني منه)
اتجهنا إلى غرفة الإداريات ولم تعرف والدتي من تكلم فالجميع يلتف حول طعام الإفطار... أومأت إحداهن إلى والدتي وقالت انتظري قليلاً... قامت بنظرات ثقيلة.
قالت: أنت (أم مها ) كما وصلنا..؟
قالت والدتي: نعم .
قالت مدرستنا في زحام ولا ينقصها أعداد زيادة - وبمجاملة باهته- أردفت قائلة:
ولكن من أجل خاطرك سنقبلها.
في هذه اللحظة دخلت إحدى المعلمات وقالت ممتعضة مخاطبة
من بجوارها وبصوت كاد أن يؤدي بي: "أوووه إحنا ناقصين بنات وقرف".
(وأنا مازلت أنتظر من يوقظني من حلمي)

نظرت إلى نفسي وهندامي وحذائي الجديد كلها وكما يبدو لي ولوالدتي ولحالتنا المتواضعة في قمة الترتيب ولكن أين (القرف) الموجود فينا؟ صعدت بنا إحدى الكاتبات إلى أحد الفصول ثم طرقت الباب.. خرجت المعلمة وكان صوت التلميذات مع صوت ( جدال ) المعلمتين ووالدتي كاد يوقف قلبي... والدتي بشكلها المتواضع مع المعلمة السليطة مع الكاتبة المهندمة..
والدتي تتذلل والكاتبة تهدئ والمعلمة تصرخ وتقول أيضًا من منطقة (........) والكاتبة تقول ليست مسؤوليتي تفاهمي مع الإدارة .... وكأنني أنا ووالدتي لا نسمع من بعد المسافات!!
(وأنا مازلت أنتظر من يوقظني من حلمي)


وبعد مفاوضات طويلة باءت بالفشل ذهبت بي إلى فصل آخر خرجت
معلمة أخرى قائلة: "لا تقولين هذى بتكون عندي".
آآآآه .. كم صعقت وليتني لم أسمع أكثر مما سمعت.
لقد انهار بناء شخصيتي لبنة لبنة في لحظات .. وقد بناه والداي في سنوات. )
وأنا مازلت أنتظر من يوقظني من حلمي).
قالت الكاتبة نعم هي عندك بدون أي مناقشة.......
قرع جرس الفسحة وخرجت التلميذات .. وقد تراءت أمام عيني يوم الحشر كما تخيلته منذ سمعت عنه.. احتضنت والدتي وأبديت لها توسلي أمسكتني وقالت: ادخلي الفصل فقد نزلت المعلمة والبنات.. اجلسي ريثما يعود الجميع هذا فصلك وهؤلاء سيصبحن صديقاتك .. وأنا مشغولة سوف اذهب وأعود بعد قليل ..
تركتني ... آآآه .. ليتك تعلمين ما يجول بخاطري يا والدتي ..ذهبت وتركتيني..!
(وأنا مازلت أنتظر من يوقظني من حلمي)

رجعت البنات وخلفهن المعلمة .. تلك التي صورها لي (حلم الإعلام في مربياتنا).
جلس الجميع وأنا واقفة في الخلف تكلمت المعلمة ولم تشعر بي (لقد نسيتني ) تكلمت بكلمات مختلفة اللهجة عني وكأنها طلاسم لم استطع ترجمتها. كل النظرات تصبو إلي وبعد برهة .. كل من يعيش عمري أخبر معلمتي عني .. قالت اجلسي مع إحدى زميلاتك إلى أن يحين وقت آخر .. وللأسف أنها لم تكلف نفسها بالتعرف على أسمي..!!
جلست بقية اليوم (نكرة) فقط استمع إلى كلام معلمة وأوامر ملقاة منها وتلميذات مستمعات بينما أنا (فاتحة فمي) وقد شحب لوني ..
(وأنا مازلت أنتظر من يوقظني من حلمي)

قرع الجرس للخروج إلى المنزل ارتجفت قدماي لأنني لا أعرف الطريق .. نزلت عشوائيًّا، ولم أر سوى ظلام حالك حولي وحدود بصري لاتصل إلا لحذائي الجديد .. فجأة أبصرت أمي فكأنها بدأت توقظني من حلمي فارتميت في أحضانها .. ونحن في الطريق إلى البيت قالت لي: مبروك المدرسة الجديدة يا (مها).. من هي معلمتك؟ ما أسمها؟
تثاقل لساني ولم استطع سوى أن أومئ بكتفي معبرة عن عدم معرفتي .. قالت: معقولة؟. قلت: نعم لم اسمع من البنات سوى قولهن (أبلة) سكتت والدتي وهي ربما تشعر بما أشعر..
وبعد أن أويت إلى فراشي بعد يوم منهك.. واسترجعت ذلك الكابوس
الذي مر بي وقارنته بحلمي الوديع..!!

الآن يا معلمتي ..سأحكي لك ما يجول بخاطري بعد أن حكيت لك عن يوم .. يوم واحد فقط . ولك أن تتخيلي كيف سيعود بناء ذاتي بعد ذلك اليوم كيف سأقيم ذاتي في مجتمع كهذا المجتمع ؟

فاطمة عبدالله ..
الاسلام اليوم
6
907

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ندى الأيام
ندى الأيام
رااااائع يا بنت الشرق ..



قصة فعلاً معبرة ...



سلمت يداكِ ...


:cook::cook::cook:
♥كلًي أمل♥
♥كلًي أمل♥
هلابنت الشرق ::

موضوع جميل ,, وحلم الطالبة أجمل

وعلى اسمه حُلم

لانه حتى تتحقق احلام الطالبة لابد أن تتحقق احلام المعلمة

وتخفف عنها الاعباء الثقيلة وقائمة الاعمال الطويلة

وتتفرغ لتعليم والتربية وطالباتها وبسسسسس

لك خالص الود :21:
بنت الشيخة
بنت الشيخة
موضوع جميل جدا...


نتمنى من المعلمات إمعان النظر في مشاعر الطفلة البريئة...

وعلى أساسها تتعامل مع الطالبات الجدد من القرى البعيدة!!!!

وتسلمين حبيبتي....

بنت الشيخة
Teacher 3asal
Teacher 3asal
رااااااااااااااااائع..سلمت يداك..
الى الله نشكو حال التعليم لدينا..:29:
الاصيل
الاصيل
موضوع راائع جداً ..

بارك الله فيك وجزاكِ الله كل خير ..

لازاااال في امة محمد صلى الله عليه وسلم الخير الى قيام الساعة ..

:27: :26: