مهزلة كتاب الامتنان

الملتقى العام

فضيحة مناقشة كتاب الامتنان


تقول:
وصلتني رسالة بعنوان بارز جذبني للسير خلفه لا إراديا ،
كان محتواها الدعوة لحضور لقاء لمثقفات مدينتي
لمناقشة كتاب سمعت عنه كثيرا .
كم أسعدتني هذه الدعوة فقد اختصرت الوقت والجهد،
لمعرفة ما يحتويه هذا الكتاب من خلال هذه الأمسية التي ستستضيفها أحدى جهات الأوقاف الخيرية .
مشاغل الحياة خطفت مني الساعات وأنستني لهفة الانتظار،
حتى كدت أنسى أن موعد المناقشة سيبدأ بعد ربع ساعة .
أسرعت لألحق هذا اللقاء الذي انتظرته منذ شهر،
و لم أطمئن حتى استقررت على كرسيي البيج
المريح الذي أضاف لمسة سحرية وقورة
على مدرج القاعة الضخمة .
عند الساعة السادسة مساء رفع الستار ليعلن بداية
مناقشة كتاب " الامتنان منهج حياة"
اعتلت المسرح أربع نساء وبين أيديهنَّ أوراق النِّقاش .
بدأ الأمر بتعريف مختصر للكتاب ومؤلفته ،
لكن ما أزعجني وخيب أملي عدم وجود إضافات
جوهرية ومفيدة..
فكل ما ذُكِر اقتباسات من الكتاب مع إيراد بعض الحوادث
البعيدة عن التصديق
كوصف مؤلفة الكتاب أنها ( شفت نفسها بالإمتنان)
أنتقل النقاش من الأولى إلى المناقشة الثانية والثالثة والرابعة
وفي كل مرة يزداد الخرق على الرقع ،
وبدأت الحقائق التي عقدت الأمسية من أجلها بالظهور .
فلم تكن دعوى المناقشة المزعومة
سوى دعوى للترويج للكتاب ..
حيث لم يتم مناقشته بطريقة علمية
كما زعم منظمو الأمسية بل أنهي اللقاء
بعذر دخول صلاة المغرب
فلم يحدث أن تطرقوا لما في الكتاب من أفكار جوهربة
ولم تتهيأ المناقشات بين الطرفين : السامع والمتحدث
والأعظم من ذلك أن هذا الكتاب
مؤلفته ملحدة كافرة من رواد حركة العصر الجديد الباطنية
ناهيك عن كتابها الذي حوى بين دفتيه عقيدة وحدة
الوجود والشرك بالله ووصف المخلوقات كالطبيعة والدنيا والقلم بصفات الرب سبحانه
تحت مسمى الامتنان من إعطاء رزق وسمع وشكر ...إلخ . !!!!.
لقد كانت هذه المناقشة عبارة عن تصدير لأفكار منحرفة
تدعو لعبادة النعم بدلا عن المنعم .
مما أعجبني في هذه الأمسية شجاعة إحدى المُداخِلات
حين قاطعت سائلة :
المؤلفة مسلمة أم كافرة ؟
المناقشة :كافرة .
السائلة :إذا كيف تنقلين لنا تجربتها وهي غير مسلمة؟؟؟
وهنا صمتت اللجنة المناقشة .
لكن لم تستمر مساحة الحرية بالمداخلات للجميع ،
فقد أقصي رأي إحدى الحاضرات بطريقة مهذبة
ورٌحّلت فكرتها إلى نهاية النقاش..ثم وئدت ..!
هذه المحاضرة كانت خيبة أمل كبيرة فضحت سطحية
وجهل اللجنة المناقشة ، وعدم وعيها بمادة الكتاب
وضحالة مادته العلمية ..
وما يضمره من مخالفات عقدية ومبادئ كفرية
والأنكى أن إحدى المحاضرات قالت :
"أن هذا الكتاب تجربة دينية"
ودعت لخوض هذه التَّجربة
للوصول إلى الوعي و السَّلام و التَّفاهم
والحصول على الرَّاحة و الطَّمأنينة و الشَّعور بالرِّضا
وقالت أُخرى:
مع الامتنان يكون الشعور بالإبتلاء سينتهي ..
و ختمت إِحداهن عرض الكتاب
بلفظ الامتنان للطبيعة بقولها :"أنا ممتنة للطبيعة"!!!
*
هنا تفجرت مشاعر غيظي وأنا أشعر بتلك السهام
تخترق قلبي وتحاول أن تحدث ثغرة في عقيدة التوحيد
وتجعل للمخلوق( الطبيعة ) إرادة وعقلاً فكأنها أوجدت نفسها ..
وكأنما هي المتفضلة على البشر بالنعم الكونية
لاخالق كل شيء !!
كل هذا حدث ولا استنكار من إحدى المستمعات ولا جدال
بل مجرد أسئلة استفسار ..فأين الحمية الدينية ؟!
وأين صوت الحق ليعلو بكلمة الله ويرد على هؤلاء الجهلة
*
لم يكن لدي العلم الكافي لمواجهة نَتَنِ هذه الأفكار فما كان مني إلا التفكير بالخروج من بَوتَقة هذا المنكر ولكن أنَّى لي بخروج لايُلفت أنظارا ولا يحمل علي إنكارا فأنا أضعفُ من أن أواجِهُ أحدا .
جلست مجبرة لأتجرع غصص الصمت المطبق
برؤية الشرك وعقيدة وِحِدة الوجود يُحتَفَى بهما
على منصة وقف خيري .
*
تعلمت دروسا كثيرة من هذه الأمسية الهزلية،حيث تعرفت على حقيقة أخلاق أصحاب التنمية البشرية وكيف كَشَرتْ أنيابهم على مخالفيهم
وهم الذين لطالما أطربونا وصدعوا رؤوسنا بكلامهم عن الرُّقِي
في التعامل والأخلاق والعمل بعقلية الحوار البناء
واحترام الأراء المختلفة .
ليناقضوا أنفسهم هنا ، وتظهر حقائقهم واضحة للعيان ، حين صلب كل رأي ناقض توجههم على خشبة الإقصاء،بل لم تكتف اللجنة المناقشة بالاستبداد بالرأي وبلغ الأمر للتصرف بطيش وهمجية مع كل من خالفهم فمن تشويش ومقاطعة وإقصاء بل وطرد ....إلخ ، تظهر ثقافة ورقي وعلم اللجنة المناقشة لتصادر الأفكار ،وتقصي كل معارض
*
هنا أسدل الستار على أمسية لمدعيات الثقافة
في مدينتي كانت أمسية حسنةُ المَظهر سيئةُ وخبيثة الجوهر،
ولا أعلم هل وعت الحاضرات الحقيقة التي عُقدَت من أجلها هذه الأمسية الهَزليَّة أم لازال الكثير يلتبس عليه الأمر؟!



طيييييييييييف
28
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام امين ابراهيم
ام امين ابراهيم
صلو على محمد
عواطف تركي
عواطف تركي
السطور اللي قرأتها كلها عباره عن خلافات شخصيه مع مقدمي المناقشه
وتذمر من اسلوبهم وانهم ما ناقشو الكتاب بشكل كافي
وان الوقت كان قصير بسبب دخول وقت الصلاة وان الاسئله لم يتم الرد عليها
واعتراض ان مؤلفة الكتاب ملحده او كافره وليست مسلمه
يعني كلها خلافات شخصيه ومافهمنا وش محتوى الكتاب بالتفصيل والمهزله اللي تقصدينها
واصلاً مدري اذا فاهمين معنى الامتنان ولا لا
يعني الواضح انه كعادة البعض اي كتاب يتم تقييمه بناء على ديانة مؤلفه دون قراءة محتواه بتجرد
علماً بإن الشخص الواعي اذا قرأ كتاب يقدر يفصل بين الامور اللي تخالف دينه والامور المناسبه بل انه يقدر يقرأ بعقلية المسلم وياخذ اللي يناسبه ويفهمه على طريقته
مثل الغير مسلمين لما يقرأون كتب المسلمين او حتى القران الكريم وياخذون منه المعجزات والفوائد ويعملون عليها الابحاث والدراسات ويؤلفون منها كتب ويربطونها بديانات اخرى لان العلم ماله ايطار الكل يقدر يقرأ ويبحث ويتعلم
Rawanz
Rawanz
يعطيك العافية
🌹أشا🌹DZ
🌹أشا🌹DZ
يا اخية هذه المحاضرات ذات طابع رنان تدهش اصحاب العقول الهشة
انا كذاك مررت بما مررتي به لما اتتني هدية الاشتراك في بعض هذه المحاضرات التي لم استفد منها بشيء والمشكلة هنا هو انبهار الناس بالمحاور وكلامه لكن سرعان ما تحسبن انها فرقعة بالونة ومما يزيد الألم ألما انه يصل به الامر انه يفتي للناس عن فكر وليس عن نقل من الكتاب والسنة
فالامر مثل البدعة يراها العامة سنة حسنة ويراها الشرع ظلالة فاللهم نسألك العافية
بارك الله فيك أخية


تنبيه: لايوجد مقارنة بين القران والكتب الاخرى وخاصة كتب الملحدين لانها هذه المقارنة فيها ظلم وبهتان عظيم لكلام الله سبحانه وتعالى
طيف اليمانية
طيف اليمانية
السطور اللي قرأتها كلها عباره عن خلافات شخصيه مع مقدمي المناقشه وتذمر من اسلوبهم وانهم ما ناقشو الكتاب بشكل كافي وان الوقت كان قصير بسبب دخول وقت الصلاة وان الاسئله لم يتم الرد عليها واعتراض ان مؤلفة الكتاب ملحده او كافره وليست مسلمه يعني كلها خلافات شخصيه ومافهمنا وش محتوى الكتاب بالتفصيل والمهزله اللي تقصدينها واصلاً مدري اذا فاهمين معنى الامتنان ولا لا يعني الواضح انه كعادة البعض اي كتاب يتم تقييمه بناء على ديانة مؤلفه دون قراءة محتواه بتجرد علماً بإن الشخص الواعي اذا قرأ كتاب يقدر يفصل بين الامور اللي تخالف دينه والامور المناسبه بل انه يقدر يقرأ بعقلية المسلم وياخذ اللي يناسبه ويفهمه على طريقته مثل الغير مسلمين لما يقرأون كتب المسلمين او حتى القران الكريم وياخذون منه المعجزات والفوائد ويعملون عليها الابحاث والدراسات ويؤلفون منها كتب ويربطونها بديانات اخرى لان العلم ماله ايطار الكل يقدر يقرأ ويبحث ويتعلم
السطور اللي قرأتها كلها عباره عن خلافات شخصيه مع مقدمي المناقشه وتذمر من اسلوبهم وانهم ما ناقشو...
أضحكتني كثيرا حين جزمت بخلاف شخصي وأنا التي لا أعرف منهن واحدة ،لن أخوض معك كالمقال السابق ،كتبت المقال إبراء للذمة وليعذرني الله حين أقف بين يديه ،وأنت يا غالية لا بأس بأتهام الغير والدخول في النيات ،سأحسن الظن فيك كثيرا ،والتمس لك عذر الجهل بخطورة الأفكار الوافدة،وبما أنك إنسانة مطلعة في أي كتاب كان ،أنصحك بالاطلاع في كتب من ردوا على هذه اللوثات والأفكار الفكرية الوافدة كي تكتمل عندك الصورة ولتحكمي بعدها .

تقبلي مودتي