بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــم
والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
إذا أراد الله بعبد خيراً أصابه ببلاء ، وقطع عنه أسباب الأرض ، فتصبح المشكلة بلا حل ، لأن الله يريد أن يلفته إلى باب السماء فيلجأ إلى الله بالدعاء فيستجيب له سبحانه وتعالى ،
وهذا معنى قوله تعالى ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ) .
وكثير من المشاكل المزمنة التى لا يجد الناس لها حلولاً هى فى الواقع ترجمة دقيقة لهذا المعنى لأن القليل منهم من يطرق أبواب السماء : ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) .
فهناك من لا يستعين بالدعاء لحل مشكلاته وهناك من يدعو مرة أو مرتين ثم يتوقف مع أن المشكلة ما زالت مستمرة ، ،،
كهذا الرجل الذى يشكو من عدم الإنجاب بدون سبب عضوى فلما سأله صديقه : هل دعوت الله وتضرعت إليه سائلاً الله أن يقضى حاجتك قال: لا بل دعوت مرة أو مرتين ثم توقفت لانشغالى فقال له : هذه فى الواقع هى المشكلة وهذا هو سبب أزمتك المزمنة ؛؛
لم تكن ولادة النبى صلى الله عليه وسلم يتيماً مجرد مصادفة ، وكذلك وفاة والدته وعمره خمسة أعوام ثم جده بعد ذلك بثلاثة أعوام والله يذكره بأنه و إن مات هؤلاء فإن الله كفيله ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .
لقد أراد الله لهذا القلب الصغير أن يتعلق به وحده دون سواه وهذا ما فعله الله تعالى مع أنبيائه جميعا .
و إليك نماذج ،،،،، أتعلم من حياة من ؟ إنها من حياة أخيار البشر ،،،،،،،، إنهم أنبياء الله :
فإبراهيم عليه السلام يجتمع الناس لإحراقه بالنار فلا يجد نصيراً إلا ربه فيقول حسبى الله ونعم الوكيل ويترك بلاده مهاجراً فيقول ( إنى ذاهب إلى ربي سيهدين )
ويوسف عليه السلام يتآمر عليه إخوته وتتنكر له كل الأسباب فيلقى فى السجن مع معرفتهم بأنه مظلوم _ وكم من الناس الصالحين مسجون مظلوم ، اللهم فك أسر المأسورين ، وردهم سالمين مأجورين _ وهو لا يتحرك قلبه فى اتجاه الأسباب الدنيوية التى تدعوه إلى الفاحشة مؤثرا عليها طاعة ربه فيقول ( رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه ) .
وهذا يونس عليه السلام تنقطع عنه الأسباب فى بطن الحوت فيناجى ربه ( لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) .
وهذا أيوب عليه السلام .. يعجز الأطباء عن علاجه فيرفع أكفة الضراعة إلى ربه ( و أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين ) .
وهذا زكريا عليه السلام يحرم الولد وتكبر سنه وامرأته عاقر ومع انقطاع الأسباب يرجو ربه جل وعلا ( رب لا تذرنى فردا و أنت خير الوارثين ) .
وهذا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تنقلب عليه عشيرته ... ويغرى به سفهاء الطائف فيضربونه فتضيق عليه الأرض ويناجى ربه ( اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس ) . إذن فحينما تضيق عليك الأمور الدنيوية وتتنكر لك الدنيا فاعلم أن الله يريد أن يسمع صوت المناجاة منك ويرى كفيك مرفوعتين ......... وخير ذلك لك أنت .
إذا تذكرت ذلك علمت لماذا يساند الجميع إسرائيل اليوم ليقطع الله عنا أسباب الأرض فنلجأ إليه .. وليتذكر هذه الحقيقة كل من يشكو من مشكلة مزمنة .
اللهم لا تحرمنا من لذة العبودية لك والتضرع إليك ......
اللهم آمين .
شعرة معاوية @shaar_maaaoy
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
دعوه شخصيه
•
جزاك الله الف خير اختي..
shitoona
•
بارك الله فيج يا اختي ..
و جعله في ميزان حسناتج ......
يا غياث المستغيثين أغثناااا ...
يا مجيب المضطرين أجبناااا ....
رحماك يا ارحم الراحمين ..
و جعله في ميزان حسناتج ......
يا غياث المستغيثين أغثناااا ...
يا مجيب المضطرين أجبناااا ....
رحماك يا ارحم الراحمين ..
الصفحة الأخيرة