وإحنا صغيرين إتعودنا إن أهلنا يسألونا صلينا ولا لسه .. وحتى الشيخ اللي كان بيحفظنا القرآن كان بيحاسبنا .. ففوراً نسمع الكلام ونقوم نصلي .. لنجد أن الصلاة تقيلة أوي علينا !
كنا بنحس انهم بيرخموا علينا وخلاص ومش حاسين بتعبنا .. وانهم منتظمين في الصلاة عشان همه كبار واحنا لسه صغيريين .. ولما كبرنا فضل جوانا شعور ان الصلاة مازالت ثقيلة .. وإن اللي بيحافظ على الصلاة بحب ده عنده هبه من ربنا مش موجودة عندنا
طيب ليه كان فيه شعور إن الصلاة ثقيلة؟
تعالوا نروح لنقطة البداية عشان نحل المشكلة من جذورها
فُرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج .. تقريبا بعد اثني عشر عاما من النبوة!!
ده معناه ايه؟
معناه أن النبي - عليه الصلاة و السلام - كان يُحدث الصحابة عن الله عز وجل ويتلو عليهم ما أنزل من القرآن لمدة اثني عشر عاما قبل أن تفرض عليهم الصلاة !
إن الله عز وجل حكيم خبير ، وفرض الصلاة في هذا التوقيت كان لحكمة بالغة ، كان من الضروري أن يتعرف الصحابة على الله تعالي أولا ، صفاته ، رحمته ، قدرته ، حتي يستقر حبه تعالي في قلوبهم ، فيأتي فرض الصلاة عليهم فيجد مكانا في قلوبهم ، بل شوقا منهم للإتصال مع هذا الخالق العظيم الكريم الودود ، هكذا كان أمر الصلاة في قلوبهم .
إذا عُرف الآمر .. نُفِذ الأمر ..
عندما تعرف الصحابة - رضوان الله عليهم - علي الله عز وجل أحبوه ، فكانت الصلاة في ظاهرها فرض عليهم وفي جوهرها هبة من محبوب لحبيبه للإتصال به ومناجاته ..
لذلك منهم من كان يقيم الليل كله صلاة وصلة بالله عز وجل ، ومنهم من كان يصلي الضحي اثنتي عشر ركعة نافلة ، وكان النبي عليه الصلاة و السلام يصلي بالليل حتي تورم قدماه
ولا عجب في هذا ، فكم من حبيب يقضي ساعات مع محبوبه دون ملل ، ولله المثل الأعلى عز وجل ، فكان أمر الصلاة لهم فسحة للنفس ، لأنه ليس كأي أمر ، بل أمر من المحبوب .
نرجع بقى لعنوان المقال وليه قلت لا تعلموهم الصلاة مبكراً
الرسول عليه الصلاة والسلام حدد عمر تعليم الصلاة للأطفال وهو سن السابعة ولمدة ثلاث سنوات .. مع أن الطفل يقدر يحفظ القران والوضوء والصلاة من سن الرابعة وأقل كمان
لو ربطنا حديث النبي بالكلام اللي ذكرته فوق هنلاقي إننا بنبذل مجهود شديد في اعطاء الأوامر للاطفال بالصلاة ..
صليت؟
انت لسه مصلتش؟
هتصلي امتى؟
ليه مصلتش؟
قوم يلا اتوضي وصلي
انت لازم يعني حد يفكرك تصلي؟
نفسي مرة تقوم تصلي من نفسك .. الخ
وهذا يصرفنا ويشغلنا عن هدف أسمى وأهم وهو كيف نُعلق الطفل بالله ونُرسّخ بداخله العقيدة الصحيحة
أنا لست متخصصة في التربية ولست داعية ولا فقيهة .. أنا أم أحارب في وسط مشاغل الحياة أن أُنشأ جيلاً سوياً صحيح العقيدة قوي الإيمان .. وكل هذا ماهو إلا مشاركة لأفكار بذأت تتضح أبعادها قليلاً بعدما قرأت كتاب "فاتتني صلاة"
لا يُفهم من كلامي أن نترك أطفالنا بدون رقيب وبدون توجيه .. بالعكس لدينا مهمة صعبة وهي تعريفهم بالله ومساعدتهم في ربط كل مايدور في حياتهم بالله .. وأن حتى اللعب في الحديقة هو رزق من الله لأنه يحبنا
وفي نفس الوقت وعلى التوازي وبطريقة غير مباشرة نستطيع أن نغرس في عقولهم مفهوم الصلاة عن طريق أن يُشاهدونا كأباء لهم ونحن نصلي في الوقت أو الأب يأم زوجته ويصلوا جماعة بالمنزل بدون توجيه كلام للطفل .. وأكيد كلنا جربنا وشفنا قد ايه الطفل فوراً بيقوم يصلي حتى وهوه مش فاهم لمجرد انه عايز يقلد والده ووالدته
لو حد عنده تجربة ناجحة في غرس حب الصلاة في نفوس الأطفال ياريت يشاركنا

زهرة الثلج55 @zhr_althlg55
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ما بتآخذ منك دقيقة:
اذكروا الله وصلّوا على النبيﷺ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيرا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، الله أكبر .
اذكروا الله وصلّوا على النبيﷺ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيرا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، الله أكبر .



الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير .