مهند ....والرومانسية .......والبلهارسيا!

الملتقى العام

السلام عليكم

لا أتصور أنني أكتب موضوعا يتناول هذا المسلسل! ..على كل حال هو ليس موضوعا بالضبط ...إنها خاطرة مضحكة مؤلمة خطرت لي عندما كان الجدل حول المسلسل التافه على أشده! ....كان هذا قبل رمضان ولكنني كنت مقلة في دخول المنتديات في رمضان وها نحن قد عدنا!

انطلقت الشياطين التي كانت مصفدة .....وعادت الحالمات بمهند الى احلامهن .....وعاد ذكر هذا الشخص بالذم أو بالمدح يملأ فضاء النت العربي....ولا حول ولا قوة الا بالله!

بداية هذا الموضوع ربما يختلط به الجد بالهزل -والكلام عن المسلسل في حد ذاته هزل- وهو بهذا يختلف قليلا عن موضوعاتي السابقة الجادة .......ولكنني رأيت أن الدعابة فيه قد تزيل سحر المسلسل قليلا والجد فيه قد يحمي المجتمع من تكرار هذه المهزلة!

كانت تلك الخاطرة نتيجة لتعليق احدى مشاهدات المسلسل التي افادتنا بأن سر تعلق النساء العربيات بهذا التافه (الممثل أو المسلسل أو كليهما!) هو الرومانسية الزائدة في المسلسل ....وكيف أنه يعامل زوجته بمنتهى الرقة والحنان وهو ما تفتقده النساء العربيات في أزواجهن .....هنا خطر لي خاطر .....أنا لم ار المسلسل ولا أعرف مظاهر ه>ا الحنان ولكن قفزت الى ذهني صورة ذكر آخر يعامل أنثاه بأقصى رومانسية تتخيلونها .......إنه يحتضنها ويظل كذلك طوال حياته .....لا يفرقهما الا الموت حقيقة لا مجازا ......ومع هذا لم تنبهر أي امرأة برومانسية الموقف! .....بل إن الله شق جسد هذا الذكر طوليا ليكون مكانا للاحتضان !(وهذا التعبير يستخدمه رجال كثيرون على سبيل المجاز تعبيرا عن الرغبة في عناق أبدي والمحافظة على الحبيبة داخل الصدر بين الضلوع ولكنه مع هذا الذكر الرومانسي حقيقة واقعة)
هذا الذكر الغارق في الرومانسية هو ذكر دودة البلهارسيا:09: ....إنني أرى أنه في حالة المقارنة بين مهند هذا وبين ذكر البلهارسيا من حيث الرومانسية سيكون ذكر دودة البلهارسيا رابحا بلا ادنى شك! بل إنني ارشحه ليكون شعارا للرومانسية

ناتي الآن الى بعض الملاحظات الجادة في الموضوع
1-لم تشكو النساء من ازواجهن؟ لماذا يشكين الجفاء والبرود العاطفي؟ هل الخلل دائما في الزوج؟ أم الخلل في الزوجة؟ ......عن نفسي أعتقد أن الخلل يكمن في الهوة السحيقة الفاصلة بين تفكير الرجل والمرأة في مجتمعاتنا العربية .....فأصبحت المرأة مغرقة في الرومانسية كأنها دليل أنوثتها على حين استغرق الرجل في جمود المشاعر اثباتا لرجولته كما يظن ......الحل أن تتقارب النفوس على الجهتبن ....فتتعلم المرأة أن بعض التفكير العملي لن يحولها الى رجل ويتعلم الرجل أن بعض التعبير عن المشاعر لن ينقص من رجولته!
ان فات الوقت بالنسبة لنساء كثيرات فعليهن تدارك هذا الأمر في أبنائهن ذكورا وإناثا ....حتى لا يجدوا الهوة ساحقة عندما يكبرون!
وبالمناسبة فرومانسية ذكر البلهارسيا ترجع بالأساس الى حفظ النوع ......وقد كرم الله بني آدم فلم يجعل زواجهم لمجرد حفظ النوع بل جعله سكنا ومودة ورحمة.......هذا هو التوازن الذي اتكلم عنه ......المودة والرحمة يختلفان عن الرومانسية المفرطة التي يتكلمون عنها .....ويختلفان عن الجفاء والفتور المسيطرين على بيوت كثيرة ........الاعتدال مطلوب وكما قالوا فالفضيلة وسط بين رذيلتين ( على الأغلب طبعا)

2-تجاوز الأمر الافتتان برومانسية المسلسل الى الافتتان بشكل البطل ......وهنا أقول أنه حتى على القول الذي يبيح للمرأة النظر الى الرجل الأجنبي من غير رغبة فإن النظر إن أدى الى فتنة كان حراما حتما على كل المذاهب وهنا يصبح غض البصر واجبا

3- الجهر بالمعصية علامة سيئة .....ان من تتابع المسلسل مع افتتانها بصورة الممثل مخطئة ...فان جهرت بذلك -ولو على النت باسم مستعار- كان خطؤها مضاعفا

4- وهي نقطة تكلمت فيها مرارا .....إزدواجية المقاييس في التعامل مع الرجل والمرأة .......فالرجال منذ انتشار القنوات الفضائحية -كما سماها الشيخ أبي إسحاق الحويني- يتابعونها ويتغزلون في فاسقاتها ويقارنون زوجاتهم بها ومنهم من يطلب من زوجته اجراء التعديلات وعمليات التجميل لتصبح شبيهة بفلانة........ثم لما فعلت النساء كل ذلك قامت الدنيا ولم تقعد! ........ مع أن هذا هو التطور الطبيعي للموقف (إذا كان رب البيت بالدف ضاربا!) ........وهو شؤم المعصية الأولى اصاب الجميع
وإذا فالحل هنا هو العودة الى الحق ......أن يعود الجميع الى الحق ......أن يغض المؤمنون والمؤمنات ابصارهم ...أن نقول لا لكل قناة مفسدة ......أن نربي أبنائنا على عدم رؤية هذه المفاسد ......لا تقل واحدة أنهم سيرونها خارج البيت .....بوسعك التحكم في هذا في سنين طفولته ومن شب على شيء شاب عليه ......لو ربينا ابنائنا على الحياء وانكار المنكر لحميناهم كثيرا .....لأنهم حتى ان زلوا لعوارض المراهقة فهم لا بد عائدون الى الأصل بعد زوال العارض خاصة لو كان النصح مستمرا .....وقد رأينا هذا بأعيننا كثيرا
أما لو ربيناهم على إلف المعصية حتى لا تحرك فيهم استنكارا ولا حتى دهشة -هذا ان لم تسعدهم!- فماذا ننتظر؟
26
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

إحساس ثاني
إحساس ثاني
جزاك الله خيرا
بل الصدى
بل الصدى
إحساس ثاني
بارك الله فيك
منذور
منذور
جزاك الله خيرا
عـيـون المـهـا
الله يعطيك العافية على الكلام الر ائع وجزاك الله خيرا
بل الصدى
بل الصدى
منذور
بارك الله فيك

عيون المها
ولك بالمثل آمين
بارك الله فيك