القاعدة الثانية
قاعدة:(مهوب شغلك)
تأملتُ قبل أيام في أسباب عجزنا وتكاسلنا، وضعف يقيننا، وقصور توكلنا على الله
تعالى، وتفويض أمورنا إليه.
فوجدتُ أن سبب ذلك - بالجملة - يعود لتخذيل الشيطان، وتثبيطه، وتعجيزه.
ثم وجدتُني - دون أن أشعر - أخاطب نفسي بنفسي، وأذكرها، وأحثها، وأوصيها،
بأن علينا العمل، والبذل، والصبر، والمصابرة، وعدم ربط العمل بالنتائج، وأقول لها
يا نفس: (مهوب شغلك)
فبدا لي قاعدة؛ أحسب أنها لطيفة في مبناها ومعناها ، وأسميتها:
(مهوب شغلك)
وهي من القواعد النافعة - فيما أحسب - فيما يتعلق بالدعاء، والرجاء، والدعوة إلى
الله، وبذل ما تستطيع، لله تعالى.
وأعتذر مقدما، لكون هذه القاعدة بالعامية، لكن أحسب أنها ستوضح المقصد بإذن الله
- مهوب: أصلها "ما هو ب" ، أي : ليس من.
- شغلك: عملك أو شأنك.
فإذن ( مهوب شغلك )تعني: ليس من شأنك.
.........
ولتوضيح القاعدة، أذكر قصة يسيرة، حدثت لأحد الإخوة الأفاضل ، توضح في
مجملها معنى القاعدة.
هو زميل لنا في العمل، ابتلي ب ( دين )لأحد إخوانه، وقدره ( 16000 ) ريال.
تأخر في التسديد، فاستُدعي، ثم أُدخل السجن في رمضان عام 1428 ه.
وكان يُوصَ دائما من إخوانه بالدعاء، والصدق في اللجأ إلى الله، وإلحاح الدعاء له
سبحانه، واغتنام الأوقات الفاضلة في ذلك.
دخلت العشر الأواخر، وهو في السجن، وما زال يدعو.
اقترب يوم العيد، وما زال يدعو، ويُلح في الدعاء، ولم ييأس من رحمة الله.
جاءه الشيطان وثبطه، وخذّله، وأدخل في قلبه اليأس، لكنه صبر.
ولو استمع وخضع لتثبيط الشيطان، الذي قال له: الناس في إجازات، ولن تخرج
من السجن، وسيكون العيد هنا، وأولادك لن يفرحوا بالعيد، لجلس في السجن إلى
ما بعد العيد.
لكنه -أحسبه والله حسيبه- صدق مع الله، وأيقن بالفرج، وتنفيس الكرب، وأن الله
لن يخيّب من رجاه ودعاه.
ولسان حاله، مخاطبا نفسه:
-يا نفس: (مهوب شغلك).
-يا شيطان: (مهوب شغلك).
-يا أولادي: (مهوب شغلكم).
أنا أدعو الكريم، الرؤوف، الرحيم، وهو أعلم بحالي، وأرحم بي من نفسي.
يا نفس، عليكِ الدعاء والصدق مع الله.
وكيفية الفرج من الله تعالى، هو يتولاه، بكرمه، وقدرته، .
الشاهد :
اتصل بي أحد الإخوة مغرب يوم ( 29 )ليلة ( 30 ) وسألني عنه، وكم المبلغ الذي عليه؟.
فقلت له ما أعرفه عنه، وفي أي سجن هو، حيث كان السجن في مدينة تبعد عن
الرياض قرابة ال ( 80 ) كيلو.
ثم قال: خيرا.
هذا المتصل، لا يعرف (صاحبي)، ولم يره من قبل، لكن سخره الله بأن سمع قصته
في أحد المجالس ، والله أرحم الراحمين.
أخذ الرجل المبلغ المطلوب بعد صلاة التراويح، ثم ذهب إلى المدينة التي سُجن فيها
الرجل، وبحث عنه، وسأل من يعرفه، إلى أن وصل إليه.
ثم طلب من المسئول أن يخرجه، وهو سيقوم بتسديد دينه.
يقول (صاحبي) : لم أصدق نفسي وهم ينادون باسمه (خروج)!.
خرج (صاحبي) وهو لا يصدق نفسه.
أخذه الرجل بسيارته، حتى أوصله إلى الرياض، ثم وضع معه مبلغا من المال،
يدخل به على أهله، ويفرحهم به.
انظروا إلى كرم الله تعالى على من دعاه :
-يسخر له رجلا يهتم به .
-فيسدد عنه دينه.
-ويخرجه من السجن.
-ويأخذه إلى الرياض.
-ويعطيه ما تيسر من مال ليدخل الفرح والسرور عليه وعلى أهله، لتكون
فرحتهم فرحتان: فرحة بخروج والدهم، وفرحة بمشاركته لهم في العيد.
أسأل الله أن يعيننا على ذكر الله، وشكره، وحسن عبادته.
بعد هذه القصة أقول، لعل القاعدة اتضحت، وهي باختصار:
ليس لك شأن في كيفية قضاء الله تعالى للأمر، أنت فوض الأمر إلى الله، وتوكل
عليه، وأحسن ظنك به، (وافعل الأسباب المشروعة) ثم انتظر كرم الكريم، ورحمة
الرحيم، وانظر قدرة القدير، وما يفعله .
.......
أخي الحبيب :
-(تشتكي قسوة قلبك)، أكثر من الدعاء، وألحّ في المسألة، وليرى الله منك
الصدق في شكواك، ابكِ بين يديه، ثم (مهوب شغلك)، فوض الأمر إلى الله،
وأحسن الظن به، وسترى ما يسرك بإذنه تعالى.
-(مظلوم)، أكثر من الدعاء بأن يكشف الله عنك الظلم، ويهدي من ظلمك، ثم
(مهوب شغلك)، كيف تفرج، وكيف تنكشف، هذا ليس إليك، فوض الأمر
إلى الله، وسترى ما لم يكن يخطر لك على بال.
-(مديون)، أكثر من الدعاء، مع بذل الأسباب، ولا تملّ من الدعاء، ألحّ فيه،
ابكِ بين يدي الله تعالى، لا تمل، ولا تيأس، وأحسن الظن بربك، لا تقل إن المبلغ
كبير، وكيف يُسدد، ومن يسدده، هذا (مهوب شغلك)، الله تعالى يتولى أمرك
بفضله ورحمته وجوده، وسترى ما يُسعدك بإذنه تعالى، والقصص في هذا كثيرة.
-(لم تُرزق بذرية)، أكثر من الدعاء، ألحّ فيه، في سجودك، في القيام، في الخلوات،
لاتيأس، لا تسمع لتخذيل الشيطان، ابذل الأسباب، أحسن الظن بربك، ثم
(مهوب شغلك)، أمر الله تعالى في قول )كن(، ومن خلقك، ورزقك، قادر
بقول (كن) أن يبدل الأمر من حال إلى حال، والقصص في هذا أيضا كثيرة.
-(أحد أفراد أسرتك في حال لا يسر)، لا تيأس، ألح في الدعاء، ابذل الأسباب، استمر
في النصيحة، أكثر من الدعاء لهم بالصلاح، ثم (مهوب شغلك)، الله تعالى قادر على
أن يهديهم، ويصلح أحوالهم، بما لا يخطر لك على بال، والله على كل شيء قدير.
........
قال الشيخ المبارك/ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله:
أذكر رجلاً تنكدت عليه وظيفته فبقي في حزن، وشاء الله أني لقيته يوماً وقد اصفر
لونه ونحل جسمه وهو في حزن وألم.
جاءني يسألني عن بعض من يتوسط له في حاجته قال: هل رأيت فلاناً؟.
قلت: ما رأيته، كيف موضوعك؟.
قال: والله ما انحل، وأنا أبحث عن فلان حتى يكلم فلاناً ليحلها.
قلت له: لا، هناك من يحل لك الموضوع ويكفيك همَّك.
قال: يؤثر على فلان؛ رئيس الإدارة؟.
قلت: نعم يؤثر.
قال: تعرفه؟.
قلت: نعم أعرفه.
قال: تستطيع أن تكلمه؟.
قلت: نعم أكلمه وتستطيع أن تكلمه أنت.
قال: أنت كلّمه جزيت خيراً.
قلت: ما يحتاج.
قال: من؟.
قلت: الله.
قال: هه!.
قلت: هو الله ؛ اتق الله ، لو قلت لك فلان من البشر لقلت : هيا، فلما قلتُ لك:
الله؛ قلتَ: هه؟!. إنك لم تعرفه في هذه المواقف.
وكان له ثلاثة أشهر لم تحل مشكلته.
فخرج وقد قلت له: جرب دعوة الأسحار، ألست مظلوماً وقد ضاع حق من حقوقك؟.
قال: نعم.
قلت: قم في السحر كأنك ترى الله واشتكِ كل ما عندك.
شاء الله بعد أسبوع واجهته؛ وإذا بوجهه مستبشر.
قال: قمتُ من مجلسِك، ولم أبحث حتى عن ذلك الرجل الذي كنت أوسّطه،
وعلمت أني محتاج إلى هذا الكلام فمضيت إلى البيت، ومن توفيق الله أنني قمت من
السحر كأن شخصاً أقامني، فصليت ودعوت الله ولُذْتُ به كأنني أراه.
وأصبح الصباح وقلت: أريد أن أذهب إلى المكان الفلاني؛ الذي فيه حاجته.
وإذا بشيء في داخلي يدعوني للذهاب من طريق في خارج المدينة لا حاجة لي فيه.
فذهبت، ومررت على إدارة معينة، لم أر مانعاً من السؤال فيها، كأن شخصاً يسوقني.
فدخلت على رئيس تلك الإدارة، وإذا به يقوم من مقعده، ويرحب بي، ويقعدني
بجواره، ويسأل عن أحوالي.
فقلتُ: والله موضوعي كذا وكذا ..
فقال: وينك يا شيخ؛ نبحث عن أمثالك.
وخيَّه بين وظيفتين أعلى مما كان يطمع فيه، وقال له: اذهب الآن إلى مدير التوظيف،
وقل له: أرسلني أبو فلان، ويقول لك أعطني وظيفة رقم كذا.
يقول: فقمت وأنا لا أكاد أصدق، وإذا بهمي قد فرج، وانتهت معاملتي في ثلاثة
أيام، وزملائي قد تعيَّنوا قبلي بعشرة أيام ما انتهت معاملاتهم . انتهت القصة ..
هل اتضحت قاعدة: (مهوب شغلك)؟!.
..........
نحتاج أن نتعرف إلى الله في الرخاء وفي الشدة .
نحتاج إلى أن نطيل في السجود، ونبث شكوانا إلى الله.
نحتاج إلى أن نتوكل على الله حق توكله.
نحتاج إلى يقين صادق، لا شك فيه، ولا تردد.
نحتاج إلى إحسان الظن بربنا، كأنه رأي العين.
ثم لننظر منح ربنا وعطاياه وإحسانه عز وجل .
أصلح الله حالنا، وأحوالنا
.........
(تنتظر مولودا)؟.
أكثر من الدعاء بأن يُسّن الله خلْقَه وخُلُقه، ألحَّ في الدعاء بأن يكون ولدا (ذكرا أو
أنثى)، صالحا برا تقيا نقيا رضيا.
لا يكن حمل زوجتك وعدمه سواء.
اسأل الله تعالى التيسير، وإكمال الحمل، وتيسير الوضع، وسلامة الأم ومولودها.
بعضنا، تكون متابعته طبية فقط، واعتماده على ما تقوله الطبيبة هو المسلّم به.
جُل اعتماده على الطبيبة والمستشفى، ونسي من قدّر الخلق وبراه.
-تريد مولودك (ذكرا أو انثى) ؟، أكثر من الدعاء، وألح، وابكِ، واسأل، واصدق،
وسيسر لك الله ما تريد.
- أكثر من الدعاء، وألح، وابكِ، واسأل، واصدق، وسييسر الله لك ما تريد، وما
ذلك على الله، القدير، العلي، الحكيم، بعزيز.
فلنكثر من الدعاء، والإلحاح فيه، ثم (مهوب شغلنا) سيأتي بإذن الله حسن الخِلقة
والخُلق، إن رأى الله منا الصدق في اللجأ إليه.
..........
هذه قصة لأحد الإخوة، تبين لنا معنى من معاني قاعدة: (مهوب شغلك)
قال الأخ الفاضل:
بدايه، أقسم بالله، رافع السموات وباسط الأرض، لا أقول لكم إلا ماوقع لي .
بعد انهيار فبراير، وصلت خسائري إلى نحو 90 % ونيف.
ضاقت بي الدنيا، انهارت أحلامي، عشت ضائقة لايعلمها إلا الله.
تكالبت علي أمور أخرى، أكثر سوءا من خسائر الأسهم.
الأمور خلال ثلاث سنوات في تدهور مستمر.
يا إلهي، ماذا يحدث ؟!.
وفي حالة عزلة، وتأمل، قررت أن أحاسب نفسي.
أنا مؤمن، وبالتالي أنا مدرك جيد، أن ثمة خلل يحدث.
أبحرت في التفكير.
قرأت القرآن، هذه المرة، بتأمل.
استوقفتني هذه الآية: { لَنْ تَنَالُواْ اْلْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} .
ثم سألت نفسي: ماذا قدمت كي يكافئني الله؟.
ماذا قدمت كي أنال البر؟.
ماذا قدمت كي أحظى بقبول دعوتي عند خالقي؟.
أصلي، ذلك واجب !.
أصوم، ذلك واجب !.
وبعد مزيد من التفكير، والتأمل .. اتخذت قراري.
لن أنال البر حتى أنفق مما أحب.
المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
والله إني أحب المال، ليس بحثا عن الكماليات.
لكني أسعى لتأمين مسكن آمن لأبنائي.
لذا قررت أن أنتزع مما أحب لأقدمه لله تعالى.
كل شهر أستقطع من راتبي ( 5 إلى 10 %).
خصصتها، صدقه لوجه الله، يستفيد منها فقير أعلمه .
ظللت على هذا الحال قرابة ال ( 9 )أشهر.
وفي شهر رمضان التزمت بصلاة القيام في العشر الآواخر (فقط) ، ولم أصلي التراويح.
بكيت وأنا أدعو الله أن يعوضني، ويعوض كل خاسر في سوق الأسهم.
أقسم بالله العلي العظيم أنه حتى منتصف شهر شوال.
جاءني رزق من الله، لم أسعَ له، ولم أتحرّ له، ولم أتصوره، ولا حتى في أحلامي.
أقسم بالله العظيم، أن هذا الرزق قد أعاد لي رأس مالي الذي خسرته في سوق الأسهم.
ولله الحمد والمنة.
زوجتي لا تعلم شيئا عن الصدقة التي أستقطعها !.
لا أحد يعلم، ويشهد الله أنه حتى الآن لا أحد يعلم.
كنت أبتغي أن أنفق بيميني بما لاتعلم شمالي، كي لا تقع نفسي الأمارة بالسوء في الرياء.
لماذا إذن أخبرتكم بقصتي؟.
أولا: لا أحد منكم يعرفني على حقيقتي وبالتالي أنا في مأمن إن شاء الله من الوقوع في الرياء.
ثانيا: لأني أريد لكم الخير، وضعت بين أياديكم تجربتي لعلها تنفعكم وتساعدكم.
بالمناسبة هذه الصدقة التي التزمت بها، وعاهدت نفسي على أن لاتنقطع باذن الله ما
حييت، لم تشفع لي فقط في استعادة خسائري بسوق الاسهم.
إنما، وأقسم بالله العلي العظيم أنها أصبحت مثل (القارمن) الذي يدلك على
الطريق الصحيح.
والله يا إخواني كان لي أعداء أقوى مني، فنصرني الله عليهم.
كانت نفسيتي سيئة جدا، فصلحت ولله الحمد.
كانت هناك ثمة أمور تعاكس رغباتي فاستقامت ولله الحمد.
ربما يعتقد البعض أن هذه القصة واحدة من القصص الخيالية، ولكن أقسم بالله
العلي العظيم أن هذا ماحدث لي تماما. انتهت القصة.
..........
قصة خطف: (رغد)
خُطفت الطفلة الرضيعة (رغد) حفظها الله، في أول يوم من قدومها إلى الدنيا. خُطفت (رغد) بعد ولادتها بساعات!!.
وانشغل الجميع بمتابعة أخبارها، والدعاء لها بالحفظ، والدعاء لوالديها بالصبر والثبات،
والدعاء للجهات الأمنية بالتوفيق والقبض على من قام بخطفها. قابلتُ والدها -فترة اختطفاها وغيابها-،
وسألتُه عن أخبارها، فقال: الله المستعان، والله ييسر الأمور، لا يوجد لدينا أي أخبار عنها !.
فقيل له: الدعاء، لا تنس الدعاء. فقال: ليس علينا إلا الدعاء، ثم بذل الأسباب، والله كريم.
ثم عرفتُ بعد ذلك أن والدها قد عرض عليه بعض ضعفاء النفوس أن يستعين بالسحرة الأشرار للقبض على الخاطف،
فرفض ذلك رفضا قاطعا، لا تنازل معه. بل كان يوبخ، ويعظ من يطلب منه ذلك أو يشير عليه به. كان اعتماده على الله،
وتفويض أمره إلى الله، وتوكله على الله. كان يقينه بالله كبيرا، وثقته به -سبحانه- لا حدود لها. يدعو، ويلحُّ في الدعاء،
ويلظُّ به. لم يفتر، ولم يمل، ولم ييأس، ولم يثبّطه الشيطان، بل أصرّ، وألّح، وأكثر، من الدعاء والانطراح بين يدي الله تعالى.
لسان حاله: ربي أرحم، و أرأف، وأكرم، وأعظم، من أن يرد من دعاه.
لم يشغل نفسه ب: -
-كيف نجد (رغد) ؟!. -
-كيف نحصل عليها ؟!. -
-كيف يقبض على الخاطف ؟!. -
-وجودها مستحيل!.
كل هذا (مهوب شغلك).
ليس عليك إلا الدعاء، والتفويض، والتوكل، ثم بذل الأسباب. والله تعالى بكرمه، ورحمته، وجوده،
سيردها لك. وهذا ما حصل ولله الحمد. فقد قيّض الله تعالى من يبلغ الجهات الأمنية عن وجود الطفلة
مع إحدى العوائل التي لا تُنجب. فبادرت الجهات الأمنية -ولله الحمد- بالمتابعة والتحقق والتحقيق.
فعادت الطفلة (رغد) إلى أهلها وهي بكامل عافيتها وصحتها، في موقف، لا يمكن وصفه، ومشهد لا يمكن ال
حديث عنه. -من الذي قيّض ذلك الرجل ليقوم بالتبليغ؟!. -من الذي وفق الجهات الأمنية للتحقق من المطابقة؟!. -
من الذي وفق والديّ الطفلة للصبر والثبات؟!. -من الذي حفظ والديّ الطفلة من أن يسلكا الطرق المحرمة
في الحصول على ابنتهم ؟!. إنه الكريم عز وجل، وتقدست أسمائه (مهوب شغلنا). لنفوض الأمر الله، ونعتمد عليه، ونتوكل عليه،
ثم نبذل الأسباب. ثم لننظر إلى رحمة الرحيم، وقوة القوي، وقدرة القادر، وجبروت الجبار عز وجل،
.........
الهجوم السافر من أعداء الدين، على إخواننا في عدد من بقاع العالم، آلمنا جميعا.
من لم يتألم لحال إخوانه هناك، فليحاسب نفسه، وليراجع إيمانه.
الكثير منا يتألم ويتحسر، ويشتد غيظه وحنقه على هؤلاء الخونة المعتدين، لكننا
نقول: ما العمل؟!.
نحن -ولله الحمد- نملك سلاحا عظيما قويا مؤثرا.
الجميع يدعو إليه، ويحث على فعله.
الدعاء، وما أدراك ما الدعاء.
إذا اجتمع الدعاء الصادق، مع اليقين الجازم، حصلت الإجابة بإذن الله.
سمعنا عن من يخذّل، ويقول: نحن ندعو، ونتوسل إلى الله تعالى، ونسأله في صلواتنا،
وقنوتنا، ونلحُّ عليه في سجودنا، ومع هذا، لم نرَ الإستجابة!!.
بل على العكس، العدو يشتد عداؤه، وتشتد عداوته، وأصبح عدوانه على
الأخضر واليابس!!.
وأقول: ودَّ الشيطان، لو ظفر منا بهذا.
فهل يريد منا إلا اليأس والتثبيط والتخذيل؟!.
هل يريد منا إلا أن نقول: لا فائدة من الدعاء، ولا رجاء مع الرجاء!!.
فنقول له: (مهوب شغلك)
ربنا، كريم، رحيم، رحمن، جبار، قوي، لا يحب الظلم ولا الظالمين، ويبغض
الكافرين، ولا يحب المعتدين، وينصر عباده المؤمنين .. وهو تعالى يملي للظالم حتى إذا
أخذه لم يفلته.
النصر آت، ولو تأخر، وإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع
العسر يسرا.
وما ينطق رسولنا عن الهوى.
يقيننا بنصر الله، ورضانا بقضاء الله، وإحسان ظننا بالله، يعقبه الفرج بإذن الله.
فالدعاء، الدعاء، من قلب صادق، موقن، محب، وجل، خائف، ثم لننظر إلى فضل
الله تعالى وأفضاله.
نسأل الله أن يوزعنا شكر نعمه.
.........
حضرتُ محاضرة لأحد الأفاضل ممن يقومون برقية المرضى، فقال:
اتصلت علي امرأة، وطلبت أن أذكر قصتها، تقول:
إنها ابتليت بمرض السرطان في ثديها، فأصابها ما أصابها من هم وغم واكتئاب،
وكذا أهلها.
جالت بين المستشفيات والأطباء، وعالجت بما تيسر من علاجات، إلا أن المرض
لازال يسري في جسدها.
ثم رزقها الله بمن يذكرها بالله، وبفضله، ورحمته، وقدرته، .
أخذت إجازة مع زوجها، ثم ذهبا إلى مكة، موقنين بفضل الله ورحمته، محسنين
الظن به .
شربت من زمزم واغتسلت منه، وأكثرت، وسألت الله تعالى الشفاء، تدعو في
عمرتها، في طوافها، في سجودها، في آخر ساعة من الليل، في جميع أوقاتها.
وبعد أسبوعين راجعت المستشفى، وتم الكشف عليها، فاتضح أنها قد شُفيت
تماما، ولله الحمد والمنة. انتهى
إذا أصيب المسلم بالمرض، فلا يقل: العلاج صعب.
سبق أن أصيب به فلان وفلان وفلان فلم يشفَ.
لايوجد له علاج حتى الآن.
كل هذا، (مهوب شغلك).
وجّه قلبك إلى السماء، لتصلح أحوالك في الأرض.
..........
تأملتُ في أوائل سورة مريم، في حال زكريا عليه السلام، وكيف رزقه الله الولد مع كبر
سنه، وكون امرأته عاقرا.
فقلت لنفسي: لو تدبر هذه الآيات من لم يُرزق الذرية، وفعل كما فعل زكريا عليه السلام ،
لرزقه الكريم القادر كما رزق زكريا عليه السلام.
لا تقل الطب الحديث، يقول باستحالة الحمل والولادة لمن هذه حالة.
لا تقل كيف؟، لا تقل مستحيل، لا تقل لايمكن.
كل هذا: (مهوب شغلنا).
نؤمن بقدرة الله تعالى، ونؤمن بما ذكره الله تعالى عن حال زكريا عليه السلام وامرأته.
فالعَرض ظاهر، والعلاج بيّ، وما علينا إلا أن نتوجه بقلوبنا إلى الله ، وسيرينا في
أنفسنا ما يسرنا.
.........
إلماحة:
أرجو أن ننصح من لم يرزق بالذرية بأن يقرأ أوائل سورة مريم، ويتدبرها ، ويقرأ في
تفسيرها، وسيجد انشراحاً وعلاجاً بإذن الله.
.........
سبحان الله، ما أعظمه، وأجل كتابه.
إليكم هذه القصة العجيبة، التي ذكرها الشيخ عبدالمحسن الأحمد وفقه الله تعالى في
محاضرة له بعنوان: «رحلة مع القرآن » وهي من أعجب ما سمعت، أنقلها من الذاكرة.
قال وفقه الله: قرأ رجل ابتلي بمرض السرطان، قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً }
وتدبر قوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍۢ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
فقال: سبحان الله !.
جبال!!، ينسفها ربي نسفا.
وورم صغير!، ألاينسفه ربي نسفا ؟!.
فقرأ على نفسه، ورقاها، وأكثر من دعاء الله تعالى، والإلحاح عليه، والتضرع إليه،
والرجاء فيما عنده.
فقيل له: ألا ندعو لك من يرقيك؟.
فقال: لا والله، أنا أعلم بحاجتي من غيري.
فما هي إلا ثلاثة أسابيع أو تزيد، إلا وقد شفاه الله، القادر، الكريم، الرحيم، الوهاب،
وفضل الله ليس له حد.
فعلا (مهوب شغلنا).
أقبل على الله بحاجاتك، وسيصلح الله حالك .
فما أحلمه تعالى عن جهلنا به!.
نسأل الله أن يعفو ويغفر ويستر
.........
حضر لي الأخ فهد، شاكيا من مديره في العمل، وشاكيا من ضعف مرتبه في الشركة
التي يعمل فيها.
فقلت له: إلى متى، وأنت تعمل في هذه الوظيفة ذات الدخل المحدود، وأنت تستطيع
بإذن الله أن تحصل على أفضل منها ؟!.
فقال: أين أذهب، وماذا تريدني أن أعمل ؟!.
فقلت له: توجه فوق، تصلح أمورك تحت!!.
فقال لي: ماذا تقصد ؟!.
فقلت له: هل دعوت الله تعالى بصدق، ويقين، وإلحاح، طالبا منه تعالى أن يرزقك
أفضل من هذه الوظيفة التي أنت فيها ؟!، وأن يرزقك الرزق الطيب، والمال المبارك.
فقال: نعم.
فقلت له: أعلم أنك قد دعوت الله تعالى، لكن كيف دعوت ؟!.
أعرف أنك دعوت دعاء كثير من الناس، رفعُ يدين، ثم توجهٌ باللسان فقط دون
القلب، ثم كررت هذا الدعاء مرة أو أكثر، ثم قلت: قد دعوت ؟!.
فحرك رأسه موافقا لما قلتُ.
فقلت له: الآن، اذهب إلى المصلى وصلِ صلاة الضحى، وأكثر من الدعاء والإلحاح،
وابكِ بين يديه بأن يفرج همك، وينفس كربك، وسترى ما يسرك بإذن الله.
ووالله إن الفرج قد أتى إلى الأخ فهد في اليوم نفسه!!.
اتَّصلتْ عليه إحدى الوزارات بعد المغرب!!، وطلبوا منه أن يحضر إليهم في اليوم
التالي لاستكمال إجراءات التوظيف، وأنه قد تم قبوله!!.
يقول الأخ فهد، متعجبا، وكأنه لم يصدق : ما رأيك ؟!.
فقلت: رزقٌ ساقه الله إليك، وقد استجاب لك، فلا تتأخر.
فالحمد لله.
فهل تعرفنا على كرم الله تعالى وعطاؤه وفضله.
..........
يقول أحد الإخوة: (عندما حُرمت من الذرية ( 6) سنوات، وطرقت أبواب المستشفيات،
ولم أجد فائدة، تذكرت قول زكريا :
، فأصبحت أرددها دائما، مع الدعاء، والاستغفار، والرقية، حتى رزقني الله تعالى
بطفلين، ولله الحمد .
كيف يكشف الله تعالى كربتك، (مهوب شغلك)، أهم شيء تنكشف، لكن بشرطها.
.........
- -تريد أن تعمل الطاعة، اسأل الله الإعانة والقبول.
- -تريد أن تذهب إلى المسجد، اسأل الله الإعانة والتوفيق.
- -تريد أن تذكر الله، اسأل الله الإعانة والقبول.
- -تريد أن تتزوج، اسأل الله التوفيق والإعانة والتيسير.
- -تريد أن تعالج، اسأل الله الإعانة والتسديد والتيسير.
- -تريد أن تسافر، اسأل الله التيسير والإعانة والتوفيق.
- -تريد أن تذهب إلى السوق، اسأل الله الإعانة والتيسير.
- -تريد أن تنجز عملا، اسأل الله الإعانة والتوفيق.
- -تريد أن تشتري بيتا أو تستأجر دارا، اسأل الله الإعانة والتوفيق والتيسير.
- -تريد أن تشتري خضارا أو فاكهة، اسأل الله الإعانة والتيسير.
- -تريد أن تصلح سيارتك، اسأل الله الإعانة والتوفيق.
- -تريد أن تكتب مقالا، اسأل الله الإعانة والتوفيق والإخلاص والتسديد.
- -تريد أن تزور مريضا، اسأل الله الإعانة والتيسير.
- -تريد أن تعمل كوبا من الشاي، اسأل الله الإعانة والتوفيق.
اجعل قلبك متصلا بربك، في كل عمل تعمله، لترى نعَمه، وفضله، وتوفيقه، وتسديده.
تبرأ من حولك وقوتك، إلى حول الله وقوته.
الجأ إلى الله تعالى، ولُذ به، واعتصم به، لترى كرمه، ورحمته، وهدايته عز وجل، .
وبعدها: (مهوب شغلنا).
فالذي يتعامل مع الكريم الرحيم الرحمن القدير، لن يكون في قلبه أدنى هم، أو أدنى
غم، أو أدنى كرب.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا.
.........
قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله تعالى :( مسكين من تكاسل عن الدعاء، فقد سَدَّ على
نفسه أبواباً كثيرة من الخير والعطاء، وقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخلهم من بخل بالسلام ).
وفي لفظ: «إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء .
.........
ومما يناسب ذكره في قاعدة: (مهوب شغلك)، الإشارة إلى البركة في الراتب، أو
البركة في الدخل، أو البركة في المال.
وهذا الأمر إذا ذُكر تسابقت الألسن لذكر القصص فيه، وفي إثباته، وبيان ثبوته.
قد يتسائل العبد الضعيف عن كيفية حلول البركة في المال؟!.
-وكيف تكون؟!.
-وكيف أنفق، ويزداد مالي؟!.
-بل كيف يتنامى مع بذل المال والتصدق به، في حين لايكون لديك المال الكافي
لنفقاتك؟!.
كل هذا من عند الله، الله تعالى أعلم بعباده، وهو سبحانه من يجعل البركة فيما يشاء
من رزق عباده.
نحن نبذل لله، وسيرينا الله تعالى كرمه وبركاته تعالى.
.........
قصة (أبو سارة) مهندس ميكانيكي، حصل على وظيفة بمرتب شهري
9 آلاف ريال، ولكن أبو سارة رغم أن راتبه مرتفعا، ولديه بيت يملكه، فقد لاحظ أن
الراتب يذهب بسرعة ولا يعلم كيف.
يقول: سبحان الله؛ والله لا أدري أين يذهب هذا الراتب، وفي كل شهر أقول الآن
سأبدأ التوفير، ثم أكتشف أنه يذهب.
إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بتخصيص مبلغ بسيط من راتبي للصدقة، وبالفعل
خصصت مبلغ ( 500 ) ريال من الراتب للصدقة.
والله من أول شهر، بقي ( 2000 ) ريال، بالرغم أن الفواتير والمصاريف نفسها لم تتغير.
الصراحة فرحت كثيرا وقلت سأزيد التخصيص من( 500 ) إلى ( 900 ) ريال،
وبعد مضي خمسة أشهر، أتاني خبر بأنه سوف يتم زيادة راتبي، والحمد لله هذا فضل من
ربي عاجز عن شكره.
فبفضل الله ثم الصدقة ألاحظ البركة في مالي وأهلي وجميع أموري.
.........
حدثني أحد أقاربي بتاريخ 1/ 10 / 1430 ه، فقال: كنتُ أدعو الله تعالى في جميع
ليالي رمضان وفي صلاة القيام، وأكرر: «اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم
ارزقني من حيث لا أحتسب .»
يقول: فأخبرني ابني ليلة 24 رمضان بأنه بحث في الشبكة العنكبوتية، فوجد اسمه،
وأن له منحة صدرت له من عام 1421 ه في إحدى المدن الكبرى في المملكة!!.
يقول: وأنا لا أتذكر من أين؟!، إلا أني قدمت على منحة عام 1400 ه أو 1401 ه،
فلعلها هي.
يقول: فحمدت الله تعالى أن استجاب لي، وأسأل الله أن يعيننا على شكره.
.........
قال الشيخ المبارك/عبدالكريم الخضير حفظه الله تعالى: (يقين؛ وليس تعطيلا
للأسباب، أعرف امرأة مسنة، آلمتها حصوات في جسمها، جعلت الطبيب يقرر إجراء
عملية لإزالتها، فرفضت المرأة، وبعد مدة، راجعت الطبيب، فتبين بعد الكشف عليها
أن الحصوات زالت، فسألها الطبيب متعجبا؟.
فقالت: قرأت عليها القرآن، الذي لو قُرئ على جبل لصدعه، ألا يصدع حصوات
صغيرة في جسمي؟!) 1.
...
ادعُ الله تعالى بما تريد، ثم (مهوب شغلك) كيف يستجيب الله لك، ابذل الأسباب،
ثم انظر إلى كرم الكريم.
...
قال الشيخ عصام العويد وفقه الله تعالى عند قوله تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ}
: إن الذي يجري حين الغضب من خروج
المرأة من بيتها، أو إخراجها من قبل زوجها؛ مخالفة سافرة لهذا الأمر الإلهي.
قد يقول الزوج أو الزوجة: كيف نجتمع في بيت واحد وقد جرحت وأهنت؟.
فالجواب: {لَا تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} .
...
حدثني أحدهم فقال: ابتليت بمرض الشلل الرعاشي، وآلآم في الرقبة، والركبتين،
ولازلت في سن الخمسين، فبحثت عن العلاج في أماكن عدة، وسافرت للخارج مرات
عديدة، وأنفقت المبالغ الطائلة، بحثا عن العلاج، وكما ترى، هذه الأدوية بعضها بعد
الأكل وبعضها قبل.
وكان صاحبي يقوم قبيل الفجر فيدعو ما تيسرله إلى صلاة الفجر، وكان يلح كثيرا
في الدعاء، كما كنت أرى ذلك بين كلماته.
أرشده أحد إخوانه إلى طبيب شعبي في الرياض، فذهب إليه، وقد كان المكان
مزدحما، فبسبب الألم كان صاحبنا لايستطيع الجلوس، فكان يدخل من مكان تجمع
المرضى ويخرج، ثم يدخل ويخرج، وهكذا.
فنظر إليه أحد المرضى، وسأله: مابك؟.
فقال صاحبي: كما ترى، شلل رعاشي، أبحث له عن علاج.
فقال الرجل: وهل تجد ألما في الرقبة؟.
قال: نعم.
فقال الرجل: وألما في الركبتين؟.
فقال: نعم.
فقال الرجل: وألما في المفاصل؟.
فقال: نعم، نعم.
فقال الرجل: كل ما بك، قد مرَّ بي، وتعبت منه، حتى كدت أن أهلك، والآن: أنا
كما ترى، سليما معافى ولله الحمد.
فسأله صاحبي: وماذا فعلت؟.
فقال: ذهبت إلى الأردن للعلاج عند طبيب في إحدى المستشفيات، فأعطاني علاجا
معينا، فشفاني الله تعالى من كل هذه الأمراض في فترة يسيرة قاربت الثلاثة أسابيع.
ثم قال: هذا رقم جوالي، وأعطني رقم جوالك، فعنوان الطبيب في بلدي شمال
المملكة، وقد حضرت إلى هذا الطبيب في الرياض لينظر في علاج ابني الصغير من
ضمور في عظامه، وأسأل الله أن ينفع به.. (انتهت القصة).
...
قلت:
- -انظر إلى الله لطف الله تعالى، كيف يسر لصاحبي اللقاء بهذا الرجل الذي قدم
من الشمال لمدة يومين ثم يعود إلى بلده !، وقد كان اللقاء بين العصر والمغرب،
فسبحان من جمع بينهما.
- -ثم انظر إلى تيسير الله تعالى له بأن بادره بالسؤال، ولم يستحي منه أو يقول:
ماعلاقتي أنا به، فنحن وإياه في بيت الطبيب.
- -ثم انظر توفيق الله تعالى بأن رزق صاحبي هذا الرجل اللطيف الذي عرض
عليه الخدمة، وقال له: سأتصل عليك بمجرد الوصول إلى منزلي وأعطيك
جميع ما يتعلق بالطبيب.
فسبحان الله اللطيف الرحيم الرحمن، لندعوه، ونلح في دعائنا له، ثم (مهوب شغلنا)
كيف يكون الفرج.
الفرج آت بإذن الله، كيف ؟!، (مهوب شغلك).
...
ومن أمثلة هذه القاعدة الجميلة:
دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ففي البخاري عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنه،
قالت: قال عمر رضي الله عنه: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك
صلى الله عليه وسلم. فقلت: أنى يكون هذا؟. قال: يأتيني الله به إذا شاء
...
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إن قامت الساعة وبيد
أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل 1» .
علينا العمل، والبذل حتى في اللحظات التي يُظن أن العمل فيها لن ينفع، فالأمر
ليس إلينا.
...
تدبر قوله تعالى {ٱللَّهُ لَطِيفٌۢ بِعِبَادِهِۦ}. تأمل في حالك ، وكم هي ألطاف الله تعالى
بك وبمن حولك ، سترى ما يزيد إيمانك ويجعلك تقبل أكثر إلى ربك.
...
قال الشيخ / عبدالمحسن الأحمد حفظه الله في كلمة ألقاها على مسامعنا بعد صلاة
التراويح من ليلة 29 / 9/ 1431 ه في الجامع الذي يؤمه الشيخ ياسر الدوسري وفقه
الله، بعد أن أخرج جهازه الجوال أمام الحضور، ثم قال: وصلتني رسالة من أحد الإخوة،
وسأقرأها عليكم بنصها، يقول صاحبها: «السلام عليكم يا شيخ عبد المحسن، موضوعي
هو: أنا شاب متخرج من الجامعة من 3 سنوات، بحثت عن عمل ما لقيت شيء أبد » هكذا.
كل هذه السنوات ما لقيت أي عمل يسد حاجتي ومطالب الدنيا، إلا راتب قليل
( 2500 ) ريال، تركت العمل وأنا في حاجة، متزوج وعندي ولد، واللي يصرف عليّ
جدي وأمي، استحيت من الناس وكلامهم علي، وضاقت عليّ الدنيا بما رحبت.
قال جدي: وأنا أبوك؛ أنا ما نيب دايم لك (لن أكون دائما بجوارك)، فأثرت فيّ
الكلمة مرة (جدا ).
وفي ( 1رمضان)، صليت في جامع الصفيان، وبعد الصلاة ألقيتَ أنت (د.عبدالمحسن
الأحمد) عن أن العبد فقير إلى الله، وأن الله يستجيب الدعاء، وقلتَ: أي أحد له في نفسه
حاجة يسأل الله، وقلتَ: (لا يرفع أحد رأسه من السجود وفي نفسه حاجة)، وذكرتَ
قصة الرجل الذي قضى الله حاجته في أسبوع.
أنا خرجت أبكي من بعد الكلمة، أحسست بشيء غريب بعدها، تذكرت قرب
الله، وأني عبد وهو المالك، فدعوت الله، وألحيتُ بأربع دعوات أنا في حاجتها: الثبات،
والوظيفة، والشفاء، وأن أكون من الدعاة في سبيله.
في كل سجود أدعو ، وأدعو ، وأدعو ..
أمس في الليل ذهبت أقدم في شركة بعيدة عن تخصصي في الجامعة، لكن قلت أرحم من
الجلوس بلا عمل، وجدتُ استقبالا جميلا، مباشرة قابلوني، وقالوا: اجلس يريدك المدير،
قابلته؛ وقال: أنت فيك طموح وصبر، وأنا عندي مدرسة أهلية أريدك أن تكون مشرفا
ومسؤولا عنها من جميع النواحي، ومتابعة الارتقاء بها.
ثم قال: أنت متزوج؟.
قلت: نعم؛ وزوجتي جامعية.
فقال: وأيضا نوظفها معك في القسم النسائي.
يقول الرجل: فرحتُ جدا بهذا الخبر، وحمدت الله، طلبت وظيفة واحدة،
فأعطاني الله وظيفتين.
الآن أحسست أن أي شيء أطلبه، ربي يعطيني إياه.
أهم شيء لا أحد يرفع من سجوده وفي نفسه شيء، اطلب الغني وهو يعطيك.
راتبي بفضل الله ( 8000 ) ريال، وزوجتي ( 3000 ) ريال ..
أي شيء أريده أدعو الله، أحسست بقرب عجيب، ولله الحمد . انتهت الرسالة 1.
................
|طلبت الرسالة من الشيخ فأرسلها لي، ثم نقلتها لكم بتعديل يسير لبعض الكلمات العامية التي قد يُشكل معناها|
................
ولعل هذه القصة التي سمعتها من الشيخ/ محمد حسان من أفضل التطبيقات على
هذه القاعدة: عائلة بسيطة لا تجد ما يسد رمقها، مكونة من أم وطفلة لم تتجاوز الست
السنوات، أما الأب فيعمل بعيدا في إحدى قرى الصعيد ولا يأتي إلا في الأسبوع مرة،
في إحدى ليالي الليل البهيم يتساقط المطر بغزاره في الخارج، بينما تتساقط الدموع بغزارة
على خدود الأم الثكلى في الداخل؛ شفقة على ابنتها التي ارتفعت حرارتها جدا، ولا تجد
هذه المسكينة ثمن الدواء لابنتها، وانقطعت بها السبل، فلم تجد إلا سبيل اللجوء إلى
الله، فتوجهت إليه بكليتها وجعلت تدعو وتدعو، اللهم لا رب لي سواك فأدعوه، ولا
إله لي سواك فأرجوه.
وفجأة إذا بالباب يطرق؛ فتفتح الأم متلهفة، وإذا برجل حسن السمت يلف سماعته
الطبية حول رقبته وثيابه تقطر بللا، إنه الطبيب جاء من أقصى المدينة يسعى: أين الطفلة؟
في الداخل.
خذيني إليها بسرعة.
أخذته الأم وهي في حيرتها ودهشتها.
فأخذ الطبيب يخرج ما في حقيبته من أدوات ويفحص الطفلة، ولما فرغ أعطاها
بعض الأدوية وبدأت الطفلة تستعيد عافيتها.
الطبيب: 500 جنيه؟ .
الأم: والله بابني ما معيش مليم.
الطبيب وقد اشتط غضبا: إذن لماذا اتصلتم بي في هذه الساعة المتأخرة من الليل وفي
هذا الجو العاصف.
الأم مندهشة: والله يا ابني ما اتصلنا بحد، أصلا إحنا ما عندناش تلفون.
الطبيب: أليست هذه دار فلان؟.
الأم: لا، إنهم جيراننا .
الطبيب وقد وصلت إليه الرسالة: إذن؛ إنه الله الذي أرسلني إليك .
ثم التزم بصرف راتب شهري لهذه الأسرة.
فسبحان الحيي الكريم، لا يرد من وقف على بابه، يستحيي أن يرد يداً امتدت إليه
بالدعاء صفرا خائبتين.
...
يقول الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا(2)'وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ}.
أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجا ويرزقه من
حيث لا يحتسب، أي من جهة لا تخطر بباله .
...
لا أدري لماذا تذكرت هذه القاعدة .. عندما تأملت قوله تعالى:
{أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِى ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِى ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ
عَدُوٌّ لِّى وَعَدُوٌّ لَّهُۥ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِىٓ(39)}
تدبرها أكثر .. لتتجلى لك قدرته تعالى . فسبحانه .. ما أعظمه .
...
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «ثلاثة حقٌّ على الله عونهم :المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء،
والناكح الذي يريد العفاف 1» .
ما أكثر ما نسمع من الفضلاء بأنه خطب وعقد وهو لا يملك شيئا من مهر الزوجة،
ثم تتيسر أموره وتتهيأ لوازمه وهو لا يشعر، بل قد يحلف بأنه لا يعلم كيف تيسرت .
هو وعد الله .. اعزم وأكثر من الدعاء، والباقي (مهوب شغلك).
...
وذكر عمر بن عمران بن صدقة البلالي أن شيخ الإسلام ابن تيمية تعالى أنشده
وهما في الاعتقال 2:
لا تفكرن وثق بالله إن له ألطاف دقت عن الأذهان والفطن
يأتيك من لطفه ما ليس تعرفه حتى تظن الذي قد كان لم يكن
...
كتب أحد الفضلاء :
حدثني ابن عمي بقصة له جميلة ومؤثرة يقول فيها :
كنت في طريقي للمنزل بسيارتي وكان في جيبي مائة ( 100 ) ريال فقط، هي رصيدي
كله، وكنا في منتصف الشهر، فجعلت أفكر ماذا عساي أن أفعل بالمائة؟.
هل أزود بها وقود سيارتي الذي يؤشر لي بانتهائه والباقي أغسل به ملابسي؟، أو هل
اشتري بها عشاء ؟، وهل سيسعفني الباقي إلى نهاية الشهر حتى أقبض راتبي؟.
وبينما أنا أفكر وأفكر كيف تكفيني هذه المائة إلى نهاية الشهر؛ وأنا واقف عند إشارة
المرور فإذا بعجوز تطرق زجاج سيارتي وتقول: مسكينة، أعطني حق عيالي الجوعى.
فما كان مني إلا أن مددت يدي لها بالمائة !.
فذهب كل التفكير، إلا بكرم الله وفضله، وقلت يا رب إن كنت كريما في هذه
الساعة فأنت أكرم مني.
فذهبت للبيت وأنا أردد: ربي كريم، ربي كريم.
فدخلت البيت وما إن سقطت على فراشي إلا والباب يطرق !.
فقلت: من هذا ؟، ماذا يريد الآن ؟، ليس لدي ما أضيفه به.
فخرجت منزعجا، وفتحت الباب، فإذا بصديق لي قديم، مضى علينا فراق طويل،
فسلم علي، وقال إني أدعوك لزواجي وهذه بطاقة دعوة لك فأرجو منك الحضور.
فدعوته للدخول والضيافة، فأبى إلا الذهاب والانصراف ليقضي بعض أشغاله.
فذهب ودخلت البيت وبيدي بطاقة زواجه.
ثم ذهبت أستلقي، فدعاني الفضول إلى فتح البطاقة، ففتحها فإذا بها بطاقة جميلة ثم
رأيت ورقة بيضاء فأخذتها وإذا مكتوب عليها :
أخي الفاضل: أرجو أن تسامحني، فلقد تأخرت عليك كثيرا، فهذه 4000 ألاف
ريال التي تسلفتها منك قديما!. أ.ه
سبحان الله !.
ينفق البعض، فيبقى معهم ما يسرهم في آخر الشهر.
ونمسك، فنبقى صفر اليدين في آخر الشهر.
وهذه فضائل ربانية ليس لنا كيفيتها .. (مهوب شغلنا) كيف حصل ذلك .
تنفق .. يبقى !.
ونمسك .. يذهب !.
وذلك يزيدنا يقينا بوعد الله تعالى:
{وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍۢ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥ ۖ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ}.
...
قال الشيخ محمد المهنا وفقه الله: في لقاء صحفي مع أحد رجال الأعمال المعروفين
في الإمارات سألوه عن موقف مرّ به فقال: في إحدى الليالي شعرت بشيء من القلق
فقررت أن أتمشى في الهواء الطلق، فبينما أنا أمشي في الحيّ مررتُ بمسجد مفتوح فقلت:
لم لا أدخل لأصلي فيه ركعتين؟.
قال: فدخلت، فإذا بالمسجد رجل قد استقبل القبلة، ورفع يديه يدعو ربه ويلحّ
عليه في الدعاء فعرفت من طريقته أنه مكروب.
قال: فانتظرتُ حتى فرغ الرجل من دعائه، فقلت له: رأيتك تدعو وتلحّ في الدعاء
كأنك مكروب، فما خبرك ؟.
قال عليّ دين أرّقني وأقلقني، فقلت: كم هو ؟.
قال: أربعة آلاف.
قال: فأخرجت أربعة آلاف وأعطيتها إياه ففرح بها وشكرني ودعا لي.
ثم أخذت بطاقة فيها رقم هاتفي وعنوان مكتبي وقلت له: خذ هذه البطاقة وإذا
كان لك حاجة فلا تتردد في زيارتي أو الاتصال بي، وظننت أنه سيفرح بهذا العرض،
لكني فوجئت بجوابه ..
أتدرون ما هو جواب الرجل ؟!.
قال: لا يا أخي؛ جزاك الله خيراً لا أحتاج إلى هذه البطاقة، كلما احتجت حاجة
سأصلي لله وأرفع يدي إليه وأطلب منه حاجتي وسييسر الله قضاءها كما يسّها هذه
المرة .. انتهت القصة.
قلت: هذه القصة أذكرتني ذلك الحديث الصحيح: «لو أنكم تتوكلون على الله حق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا و تروح بطانا 1» .
أي تبدأ يومها جائعة ولا ترجع آخر يومها إلا وقد شبعت.
اللهم ارزقنا التوكل عليك والتفويض إليك.
...
قريبي وفقه الله كان همه الذي يأكل معه ويشرب .. هو شراء منزل يكفيه مع أسرته
وأولاده.
لم يكن في حسابه إلا ( 70.000 ريال) سبعون ألف ريال فقط.
في كل فترة يذهب إلى بعض أحياء الرياض، ويتأمل في مساكنها وأراضيها، ثم يمنّي
نفسه ويعود .. فقط.
يقول في يوم من الأيام وقفت عند إشارة المرور في أحد الأحياء، وأنا أتأمل في حالي،
وكيف ذهب العمر دون شراء منزل.
يقول: فرفعت يدي وأنا عند الإشارة، ونظرت إلى السماء؛ وقلت: يا رب، يا رب،
يا رب .. ارزقني بيتا، يا رب ارزقني بيتا، يا رب ارزقني بيتا ..
وأكثرت من الدعاء حتى نزلت دمعة أظنها خرجت من قلب صادق مضطر.
يقول لي: والله كأني أرى الإجابة نزلت من السماء؛ وأنا أدعوا ..
أحسست بشيء غريب في قلبي ونفسي ..
كل هذا وأنا عند الإشارة.
فتحت الإشارة، وانطلقت، وكأن قائدا يقودني ..
يمين، يسار، يمين، يسار .. حتى وقفت على بيت عليه لوحة (المنزل للبيع).
يقول: وقفت عنده، ونزلت، وأخذت جولة سريعة فيه، وزعت الغرف .. هذه
غرفة فلان، وهذه غرفة فلانة، وهذه غرفة النوم .. إلخ.
كل هذا وهو لا يملك إلا السبعين ألف ريال فقط.
يقول: ذهبت إلى زوجتي في بيتنا المستَأجر، وأخذتها، ثم عدت إلى المنزل المعروض للبيع.
نزلنا، وأخذنا الجولة نفسها، وقامت الزوجة توزع وتعيد ترتيب الأولاد في غرفهم،
وكأننا تملّكنا المنزل.
هاتفت أخي، وقلت له: يا فلان أبشرك وجدت منزلا، ومواصفاته كذا وكذا،
وموقعه كذا .. إلخ.
فقال أخي: اعزم، وتوكل على الله، وهذه سلفة مني: 100.000 ريال، فدعوت
له وودعته.
ثم هاتفت أخي الآخر، وقلت له مثل ما قلت لمن قبله، فقال: اعزم، وهذه
100.000 ريال سلفة مني، تردها متى ما تيسرت لك.
ثم هاتفت زوج أختي وأثنى على الموقع، وقال: وهذه 150.000 ريال سلفة مني،
تردها متى ما تيسرت لك.
فهاتفت المكتب، وقال: أكلم صاحب المنزل على أن هذه دفعة أولى .. كي تسكن.
وفعلا كلمه، ووافق على أن يتم تدبير باقي المبلغ خلال الشهرين القادمين.
والحمد لله .. نقلت أثاث المنزل، وسكنت فيه خلال أسبوع.
وتوالت الهدايا .. في تجهيز المنزل.
ثم ذكرت موضوعي لقريب لنا من الأثرياء، فسدد الباقي كسلفة .. والحمد لله.
وخلال سنوات يسيرة سددت لهم حسب التيسير .
فسكنت وزال عني هم الإيجارات والأقساط .. وأنا الحمد لله في منزلي.
سأل الله، فجاءه الفرج من حيث لا يحتسب، ولو وَكَل نفسه لنفسه لكان على حاله
إلى الآن .
اسأل الله .. (ومهوب شغلك) كيف تُقضى حاجتك.
...
يقول الشيخ الأديب علي الطنطاوي : كنت حينها قاض في الشام، وحدث أن
كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد الأصدقاء، فشعرت بضيق نفس واختناق شديد،
فاستأذنت أصدقائي للرحيل؛ فأصروا أن أتم السهرة معهم، ولكني لم أستطع، وقلت
لهم: أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا.
خرجت منهم مشيا وحدي في الظلام، وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت
من خلف التلة!.. نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة
وتدعو الله ..
اقتربت منها وقلت لها: ما الذي يبكيك يا أختي ؟!.
قالت: إن زوجي رجل قاس وظالم، طردني من البيت، وأخذ أبنائي، وأقسم أني لن
أراهم يوما، وأنا ليس لي أحد ولا مكان أذهب له.
فقلت لها: ولماذا لا ترفعين أمرك للقاضي ؟!.
بكت كثيرا وقالت: كيف لامرأة مثلي أن تصل للقاضي ؟!.
(يكمل الشيخ .. وقد أمطرت عيناه، يقول: تقول هذا وهي لا تعلم أن الله قد جرَّ
القاضي من رقبته ليحضره إليها).
فيا من تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت، فقط ارفع يديك للسماء ولا
تقل: كيف ستحل، بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة وهو سيجيبك، أليس هو القائل:
{ 'وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ}
. انتهى
...
(مهما قام فيك من موانع الدعاء .. فلا شيء يمنع الله أن يعطيك)..
د.عبدالله بلقاسم
...
يقول لي بنفسه: كنت أكثر من الدعاء (اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب)..
وكنت أطالب أحد الإخوة بدين لي يقارب (مائة ألف ريال)، وكأني انشغلت عنها.
فزرت أحد الأقارب من المحتاجين فأعطيته هدية ( 1000 ) ريال .. ثم انصرفت.
وبعد يومين تفاجأت برسالة جوال من البنك بتحويل مبلغ الدين كاملا ..
فحمدت الله.
ولم يخطر في بالي إلا الدعاء ثم الألف ريال.
فقلت له: سبحان الله .. ما أعظم الله.
...
ما أروع هذا البيت من الشعر للأستاذ زين بن الشيخ عبدالله وفقه الله:
سيَفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ من شدة اليأس لم يُلق بمفتاحِ
...
أخيرا..
توكل على الله، وأقبل عليه، واطرح جميع حاجاتك بين يديه، أكثر من السجود،
وأكثر من الدعاء، واستمتع بالرجاء، ولن يخيبك الله تعالى.
رواق عناداً @roak_aanada
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خير الموضوع طويل يمكن قريت نصه
لكن الأهم اني استفدت منه والمعلومة وصلت بارك الله فيك
لكن الأهم اني استفدت منه والمعلومة وصلت بارك الله فيك
جزاك الله خير
المعلومات في الموضوع دسمة لو قسمتيها أجزاء برأيي كان أفضل لنا في القراءة
جزاك الله خير موضوع جميل
المعلومات في الموضوع دسمة لو قسمتيها أجزاء برأيي كان أفضل لنا في القراءة
جزاك الله خير موضوع جميل
@امواج هادئه@ :جزاك الله خير الموضوع طويل يمكن قريت نصه لكن الأهم اني استفدت منه والمعلومة وصلت بارك الله فيكجزاك الله خير الموضوع طويل يمكن قريت نصه لكن الأهم اني استفدت منه والمعلومة وصلت بارك الله فيك
زادكِ الله علما ورفعة يا غالية^_^
المهم فهمتي الموضوع يا قلبي
المهم فهمتي الموضوع يا قلبي
الصفحة الأخيرة
الله يهديك بس
عن نفسي قرأت اول ٥ اسطر ويوم شفته خطاب لو اطبعه بيطلع ١٠ صفحات ماكملت