الرياض : تركي الطلحي - الخبر
يستعد المستشار القانوني أمين بن طاهر البديوي لمقابلة معالي وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي في مقر وزارته بالرياض في منتصف الشهر الحالي ليصله رسالة يشرح فيها معانات الموطنين السعوديين بسبب تفاقم البطالة الزائدة وتهميش المواطن السعودي لدى الشركات وتفضيل العمالة الأجنبية على أبناء البلد وكثرة الفصل التعسفي وقلة الرواتب والفساد الإداري المنتشر في مكاتب العمل وخاصة بين المفتشين على الشركات وتخاذلهم مع الشركات وعلى حسب الإحصائية الأخيرة .
وأكد المستشار القانوني أمين طاهر البديوي في خطاب أعده لتسليمه الوزير القصيبي ومن الاسباب الحقيقية لزيادة نسبة البطاله بين السعوديين الاستعانة بالعماله الاجنبية وتفضيلها على ابن البلد , واشاعة ان السعودى لا يحب العمل وغير ذلك من الكلام الذي ليس له اي اساس من الصحة , بالاضافه الي تواطوء بعض المفتشين التابعين لمكاتب العمل مع اصحاب الشركات الذين لا يقومون بتنفيذ قوانين العمل , والقيام بعملهم على اكمل وجه , إلا من رحم ربى, كذلك تعمد اعطاء راتب قليل للمواطن السعودي لا يكفي باحتياجاته في مواجهة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار
وفيما يلي نص الخطاب الذي حصلت عليه خبر :
........................................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى وزير العمل / الدكتور غازي القصيبي. حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
لا يخفى على معاليكم ما وصل إليه حال المواطن السعودي من البطاله وعدم إيجاد فرصة عمل مناسبة , فى الوقت نفسه الذي يتمتع الاجنبي بفرص كثيرة للعمل ويجوب البلاد من شرقها لغربها يتنقل بين هذا وذاك , يتقاضي أعلى الاجور يعمل بارقى الوظائف , والسعودي يبحث عن فرصة العمل لا يجدها , الامر الذي زادت معه نسبة البطالة داخل السعودية وتعدت 20% من عدد المواطنين , حتى وصل الحال إلى درجة ا لا يخلو بيت او اسرة من عاطل او اثنين من شباب هذاالبلد , السعودية وهى من اكبر الدول المنتجة للنفط لا تستطيع ان توفر فرصة عمل كريمة لابناءها , فماهوا الحل يا معالي الوزير , والواقع يؤكد ان مشكلة البطالة فى المملكة العربية السعودية كل يوم فى تزايد مستمر .
يا معالي الوزير شباب البلد هم عصب الحياة , ومن هنا تأتي ضرورة بحث وتتبع المشاكل التي تعوق تقدم الشباب ومسيرتهم لأنهم يشكلون الأمل المنشود في تجديد بناء هذا البلد وبعث نهضتها ، ومن المسلّم به أن الشباب السعودي يعاني من أزمات كثيرة ومتعددة وعلى رأس هذه المشاكل مشكلة البطالة وعدم ايجاد فرصة عمل تكفل له حياة طيبة سعيدة ، والعمل المناسب هوا الذي يوصله إلى تحقيق ذلك , ويعطيه الفرصة لتحقيق الغاية المنشودة من تكوين أسرة فالأسرة في الإسلام - هذه المؤسسة المشتركة بين الرجل والمرأة - لا تقوم إلا وَفْق أسس وقواعد تقوِّمها وتدعم بنيانها وتضمن استمرارها، وهذه الأسس مبادئ يجب أن لا تتغير؛ لأنها الحصن الحصين الذي نحتمي به .
وعقد الزواج في الإسلام - الميثاق الغليظ - يرتِّب على الطرفين مسؤوليات متبادلة؛ فالزوج مسؤول عن زوجته والسكن إليها والرحمة بها والنفقة عليها وعلى أولادها , فكيف يقوم رب الاسرة بالمسؤولية الملقاة علي عاتقه وهوا الانفاق علي اسرته واولاده وهوا لايجد فرصة عمل أو لديه عمل براتب قليل وضعيف , بل كيف يكون أسرة من الاساس بدون العمل وهوا عاطل قا ل الله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} النساء اية 43
ومن الملاحظ أن البطالة في السعودية هي بطالة متعلمة فالغالبية العظمى من العاطلين من خريجي الجامعات ومدارس ثانوية، ويلاحظ أن نسبة المتعلمين في كتلة المتعطلين أخذه في الازدياد وهو ما يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية تم استثمارها في العملية التعليمية دون أن ينتج عنها عائد، يتمثل في تشغيل هذه الطاقة البشرية لتصبح منتجة.
ومن المعروف ان هناك من الاضرار الكثيرة التى تقع علي المجتمع ككل نتيجة زيادة نسبة البطاله , فهنا تزيد نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات وذلك لعدم مقدرة الشباب علي تكاليف الزواج وعدم استطاعتهم تحمل مسؤولية الانفاق علي اسرة وهوا بدون عمل او براتب قليل , وكذلك تزداد معدلات نسبة الجريمة لاحساس العاطل بالظلم وعدم ايجاد فرصة للعيش كباقي افراد المجتمع, فضلا عن الاحساس بالاحباط والانهزام .
ومن الاسباب الحقيقية لزيادة نسبة البطاله بين السعوديين الاستعانة بالعماله الاجنبية وتفضيلها على ابن البلد , واشاعة ان السعودى لا يحب العمل وغير ذلك من الكلام الذي ليس له اي اساس من الصحة , بالاضافه الي تواطوء بعض المفتشين التابعين لمكاتب العمل مع اصحاب الشركات الذين لا يقومون بتنفيذ قوانين العمل , والقيام بعملهم على اكمل وجه , إلا من رحم ربى, كذلك تعمد اعطاء راتب قليل للمواطن السعودي لا يكفي باحتياجاته في مواجهة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار .
ويجب على وزارة العمل طبقا للقانون ان توفر العمل المناسب للشباب السعوديين حيث تنص الماده الثانية والعشرون من قانون العمل على توفر الوزارة وحدات للتوظيف دون مقابل فى الأماكن المناسبة لأصحاب العمل والعمال , تقوم بما يأتى :-
1- مساعدة المواطن السعودي في الحصول علي الاعمال المناسبة , ومساعدة أصحاب شركات والأعمال في إيجاد الموطنين السعوديين المناسبين .
2- جمع المعلومات الضرورية عن سوق العمل وتطوره وتحليلها , لكى تكون في متناول مختلف الهيئات والخاصة المعنية بشؤون التخطيط الاقتصادي والاجتماعي .
3- تنفيذ الواجبات الاتيه:-
تسجيل طالبي العمل والحصول علي بيانات بالاعمال الشاغره من اصحاب الاعمال- إحالة طلبات العمال للاعمال الشاغره الملائمة- تقديم النصح والمعونة إلي طالبي العمل فيما يختص بالتأهيل والتدريب المهني , أو بإعادة التدريب اللازم للحصول علي الاعمال الشاغرة- غير ذلك من الامور التى تقررها الوزارة.
وتنص ايضا المادة السادسة والعشرون من نفس القانون:-
1- علي جميع المنشأت في مختلف أنشطتها , وايا كان عدد العاملين فيها , العمل علي استقطاب السعوديين وتوظيفهم وتوفير وسائل استمرارهم في العمل واتاحة الفرصة المناسبة لهم لاثبات صلاحيتهم للعمل , عن طريق تدريبهم وتأهيلهم للأعمال الموكولة إليهم .
2- يجب الا تقل نسبة العمال السعوديين الذين يستخدمهم صاحب العمل عن (75%) من مجموع عماله
ومما سبق يتضح أن قانون العمل السعودي قد نظم بطريقة مثاليه وضمن العمل المناسب للمواطن السعودي وان له الاولوية عن الاجنبي , ولكن ينقصنا التطبيق العملي لنصوص هذا القانون .
معالى الوزير نحن لا ننكر اهتمامك وغيرتك على ابن البلد، والشباب هذا الوطن امانه , ويجب توفير العمل المناسب لهم والعيشه الكريمة , وهذه مسؤولية وزارة العمل , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته).
فيجب العمل على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة حتى لا تتفاقم وتطبيق القوانين ومراقبة الشركات التى لا تنفذ القوانين الخاصة بعمل السعودى ومكافحة السعودية الوهمية وضبط المفتشين الذي وكلوا بمهمة التفتيش على الشركات ومراقبتهم والعمل على ايجاد فرصة عمل مناسبة للمواطن السعودي التي تؤهله للتطور وكسب رزقه وتامين ظروف معيشة حياته .
يا معالي الوزير التمس من معاليكم الاجتهاد وثم الاجتهاد لإيجاد حل لأزمة البطالة وقلة الرواتب قبل أن تتفاقم.
ودمتم برعايته وحفظه
المقدم الخطاب
المستشار القانوني
أمين بن طاهر البديوي
مصدر الخبر:-
http://www.kabar.ws/news-action-show-id-10292.htm