يهودية تنصب شراكها لابتزاز الشباب الباحثين عن المتعة
تحولت بعض مواقع الزواج عبر الإنترنت إلى شراك لاصطياد الشباب من الجنسين وتوريطهم في مشاكل لا حصر لها, ليس أقلها الابتزاز المادي والتشهير. و قد رصدت "الوطن" تعرض عدد من الشباب السعودي والخليجي للاحتيال من فتيات من دولة عربية تعرفن عليهم عن طريق موقع زواج وتعارف على الإنترنت (تحتفظ الوطن باسمه). وكانت النتيجة توريط الشباب في تحويل مبالغ مالية كبيرة بالبريد عبر عدة شركات لتحويل الأموال,حيث تسلم المبالغ للمرسل إليه، على أن يستلمها باليد. وقد رفض عدد من الأشخاص المتضررين كشف أسمائهم
تقول فاطمة كويس إنها مشتركة بالموقع منذ فترة و لديها خبرة طويلة بما يدور فيه و تحفظ ذاكرتها العديد من المواقف التي تعرض لها عدد كبير من صديقاتها ومعارفها مع الموقع المذكور، فضلا عن العدد الكبير من الرجال الذين تم التعرف عليهم من خلاله
وتؤكد أن الموقع المذكور تحول إلى ساحة مفتوحة للشعوذة والتحايل والكذب واستغلال الآخرين بطرق غير أخلاقية وغير قانونية, فهناك عدد كبير من الفتيات (شابات وجميلات) يشكلن عصابة إجرامية تقودها إحدى المشتركات في الموقع باسم "مريم" وهي فتاة يهودية من المغرب تبعث بأرقام هواتف جوال إلى مشتركين بالموقع من الشباب خاصة من السعودية والإمارات
و تضيف أن إدارة الموقع تراقب كل هذه الأعمال وتتجاهلها للحصول على مزيد من الأعضاء وتثبيت الموقع لا أكثر، فالربح كبير وأصحاب الموقع لا يهمهم مصير المخدوعين ,فيما يطلبون بكل صلافة من المشتركين إخبار أصدقائهم ومعارفهم عن الموقع لكسبهم كأعضاء جدد.
ويذكر أحد ضحايا الموقع و يدعى "حسوس" أن الأمر يبدأ بمراسلة على البريد الإلكتروني الذي يتراسل من خلاله الشباب والفتيات بحجة الزواج، حيث يتم تبادل الأرقام الهاتفية, ثم يتطور الأمر إلى علاقة هاتفية تحكي إحداهن من خلالها للشاب الذي تتعرف عليه روايات كاذبة, تدعي فيها أنها شابة صغيرة ويتيمة توفي والدها منذ فترة قصيرة ولا يمكنها العمل، لأنها ما زالت تدرس بالجامعة وبحاجة لمساعدة مادية حيث تطلب منه فيما بعد مكالمة أو عدة مكالمات إرسال مبلغ مالي لها لا يقل عن 150 دولاراً أمريكياً وتعده بأنها ستعيد المبلغ له
و تطالب فاطمة بمقاطعة هذه المواقع المشبوهة وطردها من مجموعة المواقع العربية والإسلامية , و تحذير الآخرين من الوقوع في هذه العصابة التي توزع أجهزة الهاتف الجوال على فتيات يقمن بإدارة الحوارات مع شباب لا يعرفون بالفعل ما يحاك لهم في الواقع
و قد حصلت "الوطن" على مجموعة من الأرقام الهاتفية التي تضرر منها بعض الأشخاص الذين لم يكشفوا عن أسمائهم الحقيقية, وأجرينا اتصالا بالمدعوة "مريم" من المغرب التي رحبت بالاتصال و أكدت أنها انسحبت من هذا الموقع بعد تعرضها لعدة مشاكل
وقالت إنها قررت التسجيل في الموقع بعد توصيلها بوصلة إشهارية عنه، حيث تلقت العديد من رسائل الشباب, منهم من كان جادا ومنهم من يبحث عن المتعة والتسلية فقط وللأسف كثيرون هم من شباب الخليج الذين يتصلون بها من أجل العبث عبر الهاتف
و تضيف مريم وبراءة الأطفال في صوتها : "الذي جعلني أترك الموقع هو تعرفي على شخص ادعى الجدية وهو من جنسية عربية مقيم بألمانيا" و طلب إلي إلغاء إعلاني بسبب رغبته في الزواج بي وفعلا قمت بإلغائه , حيث كان الهدف من معرفتنا علاقة جادة تتوج بالزواج لكن للأسف كان ذلك مجرد خداع هدفه جمع صور الفتيات والعبث بها
وتمضي في حكايتها : شككت في أمره كثيرا لأنه أرسل لي صوره داخل قصور ومكاتب رائعة ادعى ملكيتها, مستعينا بالتقنية الحديثة بإلصاق صورته مع مشاهير العالم وزاد شكي بعدما أرسلت له صورتي
وتضيف عندما أمعنت النظر في صوره اكتشفت أنها مزيفة وممنتجة ,و شعرت بالإهانة عندما اكتشفت حقيقته, حيث قررت قطع علاقتي به. وبعد ذلك صار يرسل لي صورتي في أوضاع إباحية مستغلا وجهي. ولم يكتف بذلك بل أصبح يدخل الموقع مرة أخرى باسمي و يوزع رقمي الهاتفي على من هب ودب حيث فوجئت باتصالات لا أعرف أصحابها, و طلبت من أحدهم أن يعطيني اسم المستخدم الذي وصل رقمي منه وكاتبت إدارة الموقع وطلبت منهم إلغاء الإعلان و ألغوه فعلاَ ,إلا أنه دخل الموقع أكثر من مرة باسمي ولقبي وطلبت من الإدارة إلغاء العضو وفعلوا ولكني مازلت أتلقى اتصالات هاتفية لأني لم أغير رقم هاتفي المحمول بعد ويرجع ذلك لظروف خاصة.
وقد أكدت "مريم" على ضرورة محاربة مثل هؤلاء الشباب المستهترين و كان من الممكن تصديق روايتها التي ظهرت فيها في صورة الضحية ,إلا أن المفاجأة الحقيقية تمثلت في سماع صوت مريم ترد على اتصالنا بكل الأرقام التي حصلنا عليها , و هو ما ينسف روايتها البريئة من جذورها
وبالاتصال على الشركة المشرفة على الموقع قال مصمم المواقع والمشرف الإداري على مجموعة من المواقع من بينها الموقع الذي نحن بصدد الحديث عنه المهندس أحمد التركي أن الشركة لم تتلق أي بلاغات عن هذا النوع من المشاكل مؤكدا عدم مسؤولية الشركة عن الأعضاء المشتركين حيث تقتصر مسؤوليتها عن الموقع على المراقبة العادية , بينما يتحمل صاحب الموقع مسؤولية محتوى موقعه كما يتحمل العقوبات الواقعة عليه من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية
وأضاف أن الموقع المشار إليه يحتفظ بخاصية سرية المعلومات وأنه لابد من مرور المعلومات على مديري الموقع
و يوضح أن الموقع المشار إليه موقع مجاني للزواج ويضم أكثر من 100 ألف مشترك ,ويطبق قوانين صارمة , فحتى تبادل أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني تدار بشكل قانوني.
و أخيرا يقول التركي إن القانون الوحيد الذي يحكم مرتادي المواقع على الإنترنت هو مسألة التمسك بالدين والالتزام بالقيم والبعد عن المواقع المنحلة
حسبي الله عليهم
:26: