السلام عليكم
جت في بالي فكره وهي اني ساقوم بجمع جميع المشكلات الي تواجهه الام في يومها
اول مشكله
الشجار بين الابناء
رغم شيوع هذه المشكلة وتكررها في البيوت التي رزقها الله بتلك النعمة الغالية التي نسأل الله سبحانه وتعالى العون على حسن أداء أمانتها من الرعاية، بالتهذيب وبالتربية على قلَّة ما جاءنا من مشكلات تسأل عن هذا الأمر، ولم يَطُل الانتظار فقد ورد إلى الصفحة هذين السؤالين، وإليكم ردِّ الأستاذة أسماء عليهما التي وُجِّهته إلى صاحبتي الرسالتين، وإلى كل أم وأب؛ ولهذا ربما تجدون صيغة الخطاب عامة فهي موجَّهة لكل أب وكل أم، فنرجو المعذرة من زائرتينا، فليس في هذا أي تجاهل، وإنما رغبة في الإسراع بالرد بما يعين على الخلافات الدائرة وراءكم الآن وأنتما تطلعان الرد.
"الآباء والأمهات الأعزاء.. دعونا نتعرف أولاً على "حقيقة الشجار" والذي هو مسألة تقلق الوالدَين بحيث يعتقدا بأنه شرخ في العلاقات الأسرية السعيدة أحيانًا.. ولكن يجب أن نعلم بأن الشجار يمثِّل مرحلة طبيعية في النمو، فمثلاً أطفال السنتين يضربون، ويدفعون، ويخطفون الألعاب والأشياء، بينما يميل الأطفال الأكبر سنًّا إلى أسلوب الإساءة عن طريق اللغة (الإغاظة)، ويزداد الشجار والتنافس والتناحر مع ازدياد العمر، فطفل الثماني سنوات أكثر شجارًا من طفل الأربع سنوات، وهكذا...، والطفل الأكبر غالبًا ما يشعر بأن الطفل الأصغر قد حلَّ محله.
وقد يكون للمشاحنات البسيطة بين الإخوة فوائد تعلمهم كيف يدافعون عن أنفسهم وعن حقوقهم، وكيف يحلُّون صراعاتهم بأنفسهم ويعبِّرون عن شعورهم، وقد تضفي أيضًا الإغاظة غير المؤذية على الإخوة جوًّا من المرح، أما حينما يصبح تنافس الأخوة شديدًا فإن على الأبوين التدخل بسرعة؛ ليمنعا الإغاظة المتكرِّرة الساخرة التي تؤثر على نظرة الطرف الثاني إلى ذاته وتهزُّ ثقته بنفسه..
أما الشجار المؤدي إلى التشابك بالأيدي فيجب على الأبوين منعه بشتى الطرق، وألا يسمحا بإساءة الأطفال المعاملة من قبل بعضهم البعض سواء أكانت الإساءة نفسية (الإغاظة، الإهانة اللفظية..) أو جسمية (الضرب والدفع..).
وأريد أعزائي أن نستعرض معًا الأسباب التي تقف وراء عدوانية الإخوة تجاه بعضهم البعض؛ وذلك لتصبح الحلول أكثر وضوحًا لدينا:
أولاً - الخلافات الطبيعية التي تحدث بسبب الحياة المشتركة بين عدة أشخاص ولفترة طويلة؛ فلا يرغب الأطفال عادة أن يشاركهم أحد في الحصول على المحبة، والانتباه، والإشباع العاطفي.
ثانيًا - عدم العدل في معاملة الأولاد، فقد يفضِّل أحد الأبوين طفلاً على آخر حتى لو لم يظهر ذلك فتحدث الغيرة، ومن ثَم الشجار والذي ربما وصل إلى التناحر.
ثالثًا - عدم مراعاة ما بين الأبناء من فروق، وتمييز المعاملة بينهم على أساس ما منحوا من مميزات لا دخل لهم بها، فالطفل ذو الإمكانات الأقل قد يظهر مشاعر عدوانية تجاه الأكثر تميزًا وإمكانات، خاصة إذا وجد الثاني دعمًا مميزًا من قبل الوالدين والمتعاملين معه في المحيط الذي يعيش فيه، مع إهمال - حتى وإن كان غير مقصود - للطفل الأول، ويزداد الأمر سوءاً إذا قورن الأول كثيرًا بالثاني، فيفقد تميزه وفرديته، فيبدي العدوان تجاه أخيه المتميز، ويعبِّر عن ذلك بحجج واهية، ويخترع أية مشكلة صغيرة لتفريغ شعوره بتدني الذات لديه.
كل هذا يحول الإخوة إلى أسود، كل أسد يتربص بما اصطاده الآخر، ويريد صيدًا مشابهًا كما يقول دكتور سبوك.
والآن أيها الآباء والأمهات الأعزاء سوف نناقش معًا العلاج في أكثر من صورة؛ لنستفيد منها مع تغير الأحوال:
- أولاً: "المحبة الفردية" عامل - عزيزي الأب.. عزيزتي الأم - كل طفل من أطفالك كأنه طفلك الوحيد، واجعله يشعر أنه مهم ومحبوب بذاته بلا شرط ولا قيد، وأظهر تعاطفك الأكبر مع الأقل حظًّا وموهبة، فعندما يتأكد الطفل من مكانته في قلب الأم والأب، فإنه لا يهتم بما يأخذه بقية أخوته من حب والديه.
ولهذا فإن أول قاعدة في الوقاية من هذا الأمر وعلاجه هي: "لا تقارن أي طفل بالآخر، وعامل الجميع بعدالة، وكن واعيًا لإشارات التفضيل التي قد تصدر ودون قصد منا نحن الوالدين"، مثل:
أ - مناداة أحد الأطفال باستخدام مفردات التحبب دون غيره.
ب - الانسجام بشكل أفضل مع طفل معين.
ج - قضاء وقت أطول مع طفل معين.
د - التدليل العلني لأحد الإخوة.
هـ – تقليل أهمية إنجازات أو قدرات أحد أطفالكم أو تجاهلها.
و – إنفاق نقود أكثر على أحد الأطفال (ملابس، دروس خاصة، جامعة أفضل… إلخ)، وهنا فمن الأفضل أن يقوم الأبوان بسؤال أطفالهم بين الحين والآخر ما إذا كان أحدهم يشعر بتفضيل أحد على آخر، وألا يعتمدا على تفسيرهما الخاص للأمور، طبعًا بطريقة لا نعتمد فيها فقط على الأسلوب المباشر في معرفة الأمر في جالسات خاصة بكل طفل، وأفضل الأوقات لمثل هذه الأسئلة كما علَّمنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي: "وقت النزهة، والركوب كما جاء في حديث ابن عباس (رضي الله عنه) قال: ".. كنت خلف رسول الله.."، ووقت الطعام لحديث أنس (رضي الله عنه) "يا بني سمِّ الله، وكل بيمينك.."، ووقت المرض.
- عند استقبال مولود جديد هيئ كل الأطفال لذلك، وليس أصغرهم فقط، أشعرهم أنك ستكون نعم الأب/ الأم للجميع، وقم بشراء الهدايا للجميع.. وإذا ما تصرَّفوا بشكل طفولي فلا تنتقدهم، بل استمع لهم وطمئنهم بأنك تحبهم.
- شجِّع أطفالك على الاستقلالية الفردية، والخصوصية، والحصول على الخبرات المنفصلة، ولا تربط أحدهما بالآخر كأن تلزم الأكبر باصطحاب الأصغر معه للعب، بل شجِّعهم على إيجاد اهتمامات مختلفة، ولكي يتعلموا مواجهة المواقف دون مساعدة أحد.
- اعمل على ترتيب رحلات أسرية، وحفلات، وأنشطة رياضية كالمشي وسواه لكل الأسرة، وهو ما ينشر جوًّا من المرح، وهو ما يكون لدى الأفراد مشاعر إيجابية تخفض المشاعر السلبية تجاه بعضهم البعض.
- شكِّل مجلسًا للأسرة يعبِّر فيه كل فرد عن الشكاوى بشكل صريح ويعامل فيه الجميع بعدالة.
- وزِّع المسؤوليات بشكل لا يصطدم فيه الأطفال بعضهم ببعض، ودوِّر المهمات بحيث لا تبقى بعض المهمات الصعبة على شخص بعينه دائمًا.
- إن رؤية الأطفال لنموذج أبوي سليم في حلِّ المشكلات والتعاطف يشكِّل قدوة مهمة للأبناء.
- لا تسمح بالوشاية أن تحدث بين الإخوة وبينك أو بينهم، ووضِّح لهم بأننا كلنا نخطئ.
- لا تقدم الحماية الزائدة للطفل الأصغر؛ لأن عليه أن يتعلم احترام حقوق وملكية الآخرين.
- لا تجعل من الإخوة الأكبر أوصياء على الأصغر، أو تجعل من الولد الأكبر أبًا بديلاً عنك يجب الاستماع له دائمًا، ولكن وضِّح للجميع أن تصحيح الأطفال وتربيتهم وتوجيههم هو مهمتك أنت أولاً.
- علِّم أبناءك القيم الإيمانية للترابط الأسري، وأنهم كالجسد الواحد، وعلى كل عضو أن يعمل لصالح الجميع؛ وذلك للحصول على الحياة المريحة من أجل الجميع، وكافئ مشاعر التكافل التي تصدر من أحد الأطفال.
هذا أيها الأعزاء بشكل عام، أما بشكل أكثر عملية فإليكم هذه المقترحات التي تعين في حلِّ النزاعات اليومية، حتى يحين الوقت لتطبيق ما سبق ذكره:
- إذا كانت النزاعات بسيطة والأطفال متكافئين، فالأفضل أن نتركهم يحلوا نزاعاتهم بأنفسهم، وأن نتجاهل المشكلات البسيطة؛ لكي يكون تدخلنا فيما بعد في المشكلات الكبيرة أكثر فعالية.
- علينا أن نقوم بدور حكم المباراة العادل الذي يتدخل فقط إذا انتهكت أحد القواعد المتفق عليها، ولكن عن طريق الجلوس مع الأطفال، وتعليمهم مهارات حلِّ المشكلات، وإيجاد بدائل لحل المشكلات بطريقة هادئة متعقلة بدلاً من الطرق العدوانية، مثل:
- علينا أن نعمل على تعليم الأطفال طرق التعبير عن مشاعر الغضب، كالحديث المباشر إلى أخيه، وحذارِ أن تطلب منه أن يصمت، ولا يذكر أنه يكره أخاه أو أخته، بل استمع إليه وإلى مشاعره حتى تتمكن من تهذيبها وتوجيهها، فإن التنافس بين الإخوة يمكن أن يكون عاديًّا، طالما أنهم قادرون على تبادل مشاعر مشتركة بينهم من الرضا والإحباط، ولم يكونوا مشحونين بنزعات العنف أو الحقد.
- اترك الفرصة أولاً لأطفالك ليقوموا بحلِّ مشكلاتهم، ولا تتدخل إلا إذا طلبا هم ذلك أو تطور الأمر إلى إيذاء أحدهما للآخر، فقد يفهمون الأمور أكثر منا، وشجِّعهم على التفكير بحلول متعددة.. وإذا كانوا منفعلين جدًّا فدعهم يجلسون ليهدءوا أولاً.
- علِّم الطفل أن له الخيار في رفض الشجار عندما يدعوه الطرف الآخر لذلك بالإغاظة وغيره.
- استمع إلى كل الأطراف كل على حدة، ودع الأطفال يفهمون لماذا بالضبط تم اتخاذ القرار بهذا الشكل.
- استخدم أسلوب المكافأة الجماعية بوضوح كأن تقول: (لكما هدية مني إذا لم تتشاجرا خلال 3 ساعات)، أو استخدام العقوبة الجماعية عند عدم اتضاح سبب المشكلة، كأن تحكم عليهما بالانفصال تمامًا وعدم اللعب معًا حتى يوقفا الشجار بينهما.
- أفرغ الشعور بالغضب بأن توفر للأطفال كيسًا للملاكمة في الغرفة، يتدلى من السقف يضربه بقوة كلما شعر بالغضب والرغبة بالضرب.
- وضِّح للأطفال وبعبارات مؤكدة وحازمة أنك لا تسمح لأحدهم بإيذاء الآخر سواء بالكلام أو بالضرب، وأنك لن تتسامح أبدًا مع أي شكل من أشكال الإغاظة المهينة.
- شارك أحيانًا الأطفال في لعبهم، فانضمامك هذا يقلِّل من التوتر ويعلمهم اللعب الناجح معًا.
- حاول التعرف بجدِّية إلى الأسباب الكامنة وراء المشاحنات والإغاظة، ولماذا يغار أحد الأطفال من الآخر.
- إذا لم تفلح بعض هذه الطرق السابقة - أو حتى تُفْلح - افصل بين الطفلين، وعدّل برامج نومهما وطعامهما، بحيث ينفصل كل واحد عن الآخر.
واعلموا أيها الآباء الأعزاء أن الأطفال يقدِّرون العدالة، ويحبون النظام والانضباط، وأظهروا ثقتكم بقدرة أطفالكم على حل خلافاتهم بأنفسهم.. أرجو موافاتنا بنتائج محاولاتكم بعد شهر من تجربة ما يناسب أسرتكم من حلول.. مع خالص محبتي.
و لمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الموضوعات التالية:
تبادل الأدوار...التخلي المرفوض
تجاوز الغيرة.. بسلام
فن استثمار المشاكل
طفلي الرضيع والكهرباء
الموقف
لعب الطفل الرضيع بالاشياء الخطره
ابنتي؛
لولا أنك ذكرت أن عمره 11 شهرًا لتصورت أنك تتحدثين عن مراهق يافع قادر على إغاظتك وإخراجك من هدوئك وعدم السيطرة على انفعالاتك.
ابنتي؛
طفلك رضيع.. وكل ما يفعل هو من باب فضول الطفل ليتعرف على الدنيا، وهو لا يعرف أن هذا يؤذي وهذا يقتل، الرضع لا يدركون معنى الخوف، وطبيعي أن كل محاولاتك لوضع فلسفة الخوف من الكهرباء مثلا محل تعامل نظري تتحول في عقله إلى لعبة، وهو لا يعرف غير اللعب، فهو يميل كما أشرت في هذه المرحلة إلى الاستطلاع بصفة عامة، ومعرفة ما يدور حوله، وفهم الخبرات التي يمر بها، وهو ما زال غير قادر على التذكر؛ فتذكره للخبرات يكون آليًا أكثر من اعتماده على الفهم، وانتباهه يكون قصير المدى، ولكن هذا لا يمنع قدرته على الفهم والتعلم الذي يتم عن طريق الخبرة، والمحاولة والخطأ تزداد وهو يميل إلى التقليد.
والآن وقد رأيت خصائصه إلى حد ما؛ فإن أفضل وسيلة للتواصل معه يا ابنتي هي الحب واللعب، العبي معه وابتسمي له دائمًا إلا إذا أقدم على عمل شيء خطأ أو خطر، فتغيير بسيط في ملامح وجهك ونبرة صوتك سيجعله يفهم الفرق، إن ضمك له وحركات يديك وملامحك هي وسيلتك للتواصل معه، وهو أشبه بحيوان أعجم في هذه المرحلة.. كلما فعل شيئاً طيبًا نكافئه، وإن فعل شيئًا سيئًا منعنا عنه المكافأة.
ولكن بدون عقاب.. لا صوت مرتفع.. ولا صريخ وزعيق وطبعا طبعا.. ممنوع الضرب، فهو في شرع الله مازال رضيعا.. تضمينه إلى صدرك وتتركينه يداعب جسدك ويشعر بحنانه ودفئه، ومثل أي أم لديها طفل صغير يجب أن يكون بيتك "children friendly" صديقًا للأطفال؛ فلا تدعي في طريقه أي شيء خطر أو مؤذٍ.. فلا كهربائيات ولا زجاجيات ولا معادن.. يجب جمع هذه الأشياء كلها في أماكن بعيدة جدًا عن متناول يده ويجب الاستغناء حتى عن بعضها، أما ما هو فلا بد من وجوده.. فهناك وسائل أمينة لإغلاق "فيشة الكهرباء" وربط الأسلاك وهذه الأشياء متوفرة في محال الأطفال؛ فابحثي عنها ودعي طفلك يلعب ويكتشف الدنيا حتى لا تحتاري يومًا في دفعه إلى الطموح والابتكار فلا تستطيعي
يتبع
*لمسة حنان* @lms_hnan_4
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فترة الـ " لا " عند الطفل
كتبه : بثينة السيد
يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات وكثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح .
حينها تكثر شكوى الأمهات من شقاوة ابنائهم و عدم طاعتهن و يتساءلن عن الطريقة المثلى للتعامل معهم .
والحقيقة ان كلا الوالدين يجهلان فترات ومراحل نمو الطفل ، خاصة نلك الفترة المحير ، فترة الـ " لا " عند الاطفال .
يقول أحد علماء نفس الاطفال : انه ليس هناك طفل هاديء و مطيع معظم الوقت فكل طفل تمر به فترات يكون فيها شقيا او غير مطيع او غير منظم .
ويمكن معرفة ذلك بالعلامات التالية :
- استمرار ثورات الغضب لفترات طويلة .
- نقليات المزاج .
- صعوبة التكيف مع المواقف و الانشطة الجديدة .
- النشاط الزائد .
- عدم انتظام مواعيد تناول الطعام و النوم .
- الحساسية الزائدة للأصوات .
والشيء المطمئن هو انه نادرا ما تظهر هذه الاعراض مجتمعة عند طفل واحد لأنه لو اجتمعت هذه الأشياء في طفل لأصبح ليس صعبا فقط ولكن غير محتمل .
يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات . وهذا طبيعي لاختلاف الزوايا و لاننا هنا نتحدث عن خبرات مختلفة ومستوى نضج آخر .
ترى ماهو السبب وراء عصبية الابناء تجاه آبائهم ؟ وما هو الدافع الذي يجعل هؤلاء الصغار ينتهزون بعض الفرص لمضايقة من لم يبخل عليهم بشيء و قدم كل مالديه من حب ومال ومجهود لتنشئتهم و تربيتهم ؟
كثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح ولأبسط الاشياء او يتبع أسلوب اللامبالاة الذي يقف أمامه الأهل حائرين .
د . أحمد خيري أستاذ الطب النفسي يقول : يوجد في مرحلة نمو الطفل فترة الـ " لا " فالطفل ينطق " لا " قبل " نعم " وهو يفعل ذلك إظهاراً للذات و ليقول للعالم : انني أصبحت ابن آدم منفرداً بذاتي ، وانني موجود ثم تختفي هذه المرحلة و ترجع مع البلوغ و المرحلة التي يبحث فيها لنفسه عن دور في المجتمع ، وفي هذه المرحلة يعتبر ان " لا " تسمح له بالنمو النفسي و تكوين شخصيتة ، وبعد ذلك يكتشف أن " لا " و " نعم " لا يتعارضان مع النمو و البلوغ النفسي .
وحول هذه المشكله يقول البرفسور جونز تروت أستاذ علم نفس الأطفال و الشباب الألماني : " ان الزمن قد تغير كثيراً ونحن نعد انفسنا الآن اصدقاء و زملاء لأولادنا لا مجرد آباء ، و عندما نعاملهم على أنهم زملاء فإنهم سوف يعاملونا بالمثل فكما يواجه الطفل زميله في المدرسه بصراحة و يؤنبه و يخالفه فإنه سوف يلجأ لنفس الاسلوب في البيت .
ونحن نعيش في عالم يتطور بسرعة و يدلل الطفل و يعطيه كماً هائلاً من المعلومات و الامكانات التي لم تكن متوافرة قبل 15 عاما مثلاً فهناك مجالات كثيرة منها الكمبيوتر على سبيل المثال ، نجد فيه الاطفال أكثر قدرة على التعامل معها من الكبار كما أن التلفاز و الفيديو و شبكة المعلومات " الانترنت " تمدهم بمعلومات لم تكن متوافرة للأجيال التي سبقتهم . انه عالم يجبر الأطفال على ان يكبروا و ينمو بمعدلات أسرع .
ويضيف تروت : إن الأطفال كثيراً ما يستفزون الكبار عندما لا يكفيهم الرد الذي حصلوا عليه من أولياء الأمور و أنه من الخطأ أن يكون رد الفعل بالتأنيب أو الأمر مثل " اذهب الى حجرتك " " لا أريد أن أسمع كلمة أخرى حول هذا الموضوع "" من أين لك هذا الكلام " .
يجب مناقشة الطفل فيما قاله فإنه من الخطأ تجاهل ما قاله و عقابه عليه دون أن يفهم السبب ، ومن المفيد ألا يكون ذلك في نفس لحظة الشجار .
وهناك نقطة أخرى مهمة في العلاقات بين الوالدين و الأطفال ، فيجب أن تكون هناك إجابات على ما يطرحونه من الاسئلة . حتى لو بدا غريباً و محرجاً و إذا لم يكن لدى الوالدين إجابات فإن عليهما أن يبحثا و ينقبا للعثور عليها ، فإن هذا هو الأصح فالطفل لا يسعده إطلاقاً أن يسمع إجابة مثل ( لا نعرف ) أو ( إن هذا ليس هو الوقت المناسب لهذه الأسئلة ) .
ويضيف د . أحمد خيري أنه يجب ان تكون هناك ألفة بين الآباء و أطفالهم و يجب أن يعلم الآباء أن يتقبلوا الأبناء كما هم و ليس كما يرغبون أن يكونوا أو كما الصورة التي شكلوها في أذهانهم فمن الممكن أن ينشأ الطفل على غير ما أراد أو تخيل كل من الأب و الأم .
و بعض أولياء الأمور لا يرون حقيقة أبنائهم و بالتالي فهم يتعاملون معهم على أساس الصورة الراسخة في اذهانهم فمن الضروري أن تعامل الأطفال كما خلقهم الله و يجب السماح لهم بتكوين شخصيتهم لا محاولة تشكيلهم .
وإليك اخي ولي الأمر بعض النقاط التي وضعها الدكتور توروكي لتعامل مع أكثر الأطفال صعوبة :
1 – مشكلة عدم انتظام مواعيد النوم و تناول الطعام :
ضع نظام صارم للطفل على الا تجبره على تناول الطعام أو النوم ، بحيث يدخل الطفل سريره و يجلس يقرأ و يلعب كيفما شاء .
2 – النشاط الزائد :
ان الطفل الذي لا يأخذ كفايته من الراحة و النوم يكون غير منتظم و يحتاج إلى روتين ، فمثلاً يمكنك تعويده على أن يأخذ حماماً دافئاً ثم يغسل أسنانه ثم يقرأ قصته في السرير حتى ينام على أن يكون هذا هو النظام المتبع في كل يوم .
3 – مشكلة التكيف مع المواقف الجديدة :
يجب ان لا نحكم على الطفل من أول وهلة بل نتيح له الفرصة لكي يأخذ وقته مع كل موقف جديد في حياته .
4 – واخيراً ، حاول عدم تقديم اختبارات عديدة للطفل و لا تكثر من الإيضاحات و التفسيرات و حاول دائما أن يكون تعاملك مع التصرف السيء و ليس مع السبب الذي أدى إلى حدوثه .
و الشيء الطريف هو أن معظم هؤلاء الأطفال إذا عرف آباؤهم و أمهاتهم كيف يتعاملون معهم نراهم يتحولون تدريجياً ليصبحوا في غاية الطاعة و النظام و الهدوء في سن دخول المدرسة .
كما انهم يكونون إيجابيين في حياتهم و تظهر عليهم بوادر الإبداع فإذا استطعت التذرع بالصبر و الثبات في السنوات الأولى كان جزاؤك عظيماً فيما بعد .
كيف تتعامل مع غضب الأطفال
كتبه : د. رابية ابراهيم حكيم
نوبات الغضب تتواجد في كثير من الاطفال بين عمر سنتين الى 4 سنوات ..في بعض الاحيان تكون لها خلفية مرضية نرى ان الطفل اذا لم تلبي رغبته يصرخ بقوة و يبكي ويرمي نفسه على الارض واحيانا يدق راسه غضبا . ماذا نفعل في هذه الحالة ؟ بالذات لو حصلت هذه المشكلة امام الناس .. او في مكان عام .. فالطفل يطلب حلوى او ايس كريم في مجمع سوبر ماركت او لعبة في سوق عام .. وعند رفض الاهل يبدا بالصراخ ومنعا للاحراج نرى ان الاهل يلبوا طلبه فقط لاسكاته وابعاد نظرات الناس . كيف نتحكم في هذه النوبات: الابحاث و الدراسات السلوكية على الاطفال تفيد بان تلبية رغبة الطفل عند الصراخ .. و اعطاءه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف يستمر …مرة واحدة يفعلها الطفل و تصبح عنده عادة .. فيعلم ان اسهل طريقة لفعل ما يريد هو الصراخ و الغضب . ماذا نفعل ؟ 1- كن هادئا .. و لا تغضب .. واذا كنت في مكان عام لا تخجل ..وتذكر ان كل الناس عندهم اطفال و قد تحدث لهم مثل هذه الامور. 2- ركز على الرسالة التى تحاول ان توصلها الى طفلك . وهى ان صراخك لا يثير أي اهتمام او غضب بالنسبة لي و لن تحصل على طلبك. 3- تذكر .. لا تغضب و لا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى لو بادرك بالاسئلة. 4- تجاهل الصراخ بصورة تامة .. و حاول ان تريه انك متشاغل في شئ اخر .. و انك لا تسمعه لو قمت بالصراخ في وجهه انت بذلك اعطيته اهتمام لتصرفه ذلك ولو اعطيته ما يريد تعلم ان كل ما عليه فعله هو اعادة التصرف السابق . 5-اذا توقف الطفل عن الصراخ وهداء.. اغتنم الفرصة واعطه اهتمامك واظهر له انك جدا سعيد لانه لا يصرخ.. واشرح له كيف يجب ان يتصرف ليحصل على ما يريد مثلا ان ياكل غذاءه اولا ثم الحلوى او ان السبب الذي منعك من عدم تحقبق طلبه هو ان ما يطلبه خطير لا يصح للاطفال. 6-اذا كنت ضعيفا امام نوبة الغضب امام الناس فتجنب اصطحابه الى السوبر ماركت او السوق او المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدواء . 7- ومن المفيد عندما تشعر ان الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل ان يدخل في البكاء حاول لفت انتباه على شيء مثير في الطريق ... اشارة حمراء .. صورة مضحكة .. او لعبة مفضلة . و اخيرا تذكر .. نقطة هامة دائما مرة واحدة فقط كافية ليتعلم الطفل انه اذا صرخ و بكي و اعطى ما يريد عاودا التصرف ذاك مرة اخرى.
بكاء الطفل مشكلة لا تستدعي القلق
كتبه : سحر الأمير
عويل الطفل عقب ولادته من أشد الأصوات المثيرة للأمهات، إذ سرعان ما يجدن أن صوت بكاء أطفالهن يمس شغاف قلوبهن ويزعج أعصابهن ويثيرها، لاسيما إذا كان زائداً. وفي الفترة الأولى من حياة الأمومة لا يكون هناك شيء تشكو منه الأم يقارن بشعورها بالإحباط والخيبة عند سماع عويل وليدها المستمر.
ويجمع الخبراء أن الصراخ هو الامتحان الأول للرباط الذي بين الطفل وأمه، فإذا ترجمت صراخ طفلك وقمت بتلبية رغباته على الفور فإنك بذلك تعطينه الشعور بالاطمئنان والثقة، وفي نفس الوقت عندما تنجحين في تهدئة طفلك الصغير المتضجر فإن هذا يعطيك قدراً من الثقة التي تحتاجين إليها كثيراً، وبخاصة في الشهور الأولى المليئة بالقلق والتوجس.
بكاء من أجل البكاء
ولكن الطفل إذا كان متقلب المزاج ولا يهدأ بسهولة فقد تجدين نفسك تنقمين على هذا الطفل الذي يبدو وكأنه أكثر طفل متهيج في العالم، أو تشعرين بالاكتئاب لأنك فشلت كأم لهذا الطفل، ولكي تستمر الحياة فلا بد في البداية أن تقبلي أن بعض الأطفال يشتد صراخهم لمجرد أنهم في حاجة إلى هذا الصراخ، ولعل هذا ليس بسبب خطأ من أحدكما، فالبكاء أحياناً يؤدي وظيفة معينة تفيد الطفل وإن كانت لا تفيدك، ففي خلال اللحظات الأولى من الولادة يأخذ الطفل نفساً عميقاً لتتمدد رئتاه أثناء البكاء، ومنذ هذه اللحظة وحتى يبدأ في استخدام الرموز والكلمات كوسيلة للاتصال فإن البكاء يظل هو اللغة الفعالة عند الطفل.
ولكل طفل بكاؤه المميز كبصمات أصابعه تماماً، فبمجرد انقضاء الأسبوع الأول من حياة الطفل تستطيع معظم الأمهات التقاط نبرات الصوت المميزة لأطفالهن من غرفة مليئة بأطفال ينوحون.
وقد أوضحت الأبحاث أن معظم الأطفال في عمر أسبوعين يبكون حوالي ساعتين يومياً، وفي عمر ستة أسابيع يزداد البكاء إلى ثلاث ساعات يومياً، وعند عمر ستة أشهر يقل مرة أخرى إلى ساعة واحدة يومياً، غير أن هذه مجرد متوسطات، وقد يبكي بعض الأطفال أكثر من ذلك أو أقل، وقد لا يعبر بكاؤهم بوضوح عن الألم أو الجوع أو الملل، ومن ثم فإن الأمهات تستغرق وقتاً أطول حتى يدركن ما يضايق أطفالهن.
أوضحت الدراسات أن جزءاً كبيراً من طبيعة المزاج يولد مع الشخص، ولذلك فإن كثيراً من المواليد ذوي المزاج المتقلب يسفرون بعد ذلك عن أطفال أكثر تهيجاً.
ومن ناحية أخرى قد يكون المغص أحد المشاكل الفسيولوجية التي تؤدي إلى الصراخ عند كثير من الأطفال الذين يصبحون أهدأ بكثير بمجرد تخلصهم منه.
وسواء كان الطفل سريع الغضب أو مسترخي البال فإن طبيعة بكائه ستستقر على منوال ثابت خاص به عند بلوغه 6 أسابيع من عمره، غير أنه إذا حدث تغير مفاجئ في طبيعة بكائه أو معدل تكراره فقد يشير هذا إلى وجود مشكلة ما و أنه لا بد من عرضه على الطبيب .
لا تجيبيه دائماً
وتتساءل بعض الأمهات: هل تجيب الطفل على الفور كلما بكى؟
يتفق معظم الخبراء في شؤون نضج الطفل على أن الطفل في السن الصغير جداً لا يمكن أن يفسده الدلال، بل أنه كلما كانت الأم أسرع استجابة لبكاء طفلها، وتوليه العناية والاهتمام في الأشهر الثلاثة الأولى؛ كان الطفل أقل بكاء في نهاية السنة الأولى.
ولكن هذا لا يعني أن تسقطي كل ما في يدك بمجرد انبعاث أول صرخة من بكاء طفلك، فليكن هدفك ـ فضلاً عن أن تكون أماً مثالية ـ أن تعطي طفلك شعوراً بالاطمئنان وأنك قريبة منه وتدركين ما يريد، وذلك بأن تلبي احتياجه قبل أن يغمره البكاء. ولا مانع من أن تتركي طفلك إذا بكى ينتظر بعض الشيء إذا اضطررت لذلك طالما تأكدت أنه في مأمن.
وليس هناك قاعدة تحدد بالضبط ما هي المدة التي يمكن أن تتركي طفلك يبكي خلالها ، فالأمهات يختلفن من حيث مدى تحملهن لسماع صراخ أطفالهن، وبالطبع فإذا كان الطفل يصرخ من الألم فلا بد من إجابته على الفور، أما الطفل الذي يصرخ لا لشيء إلا للتضجر والملل فمن الممكن تركه فترة أطول.
بعض الهدوء
ومن ناحية أخرى فإن صراخ الطفل له جانب إيجابي؛ حيث يعمل على نضج الوالدين، بمعنى أنهما يتقبلان عدم قدرتهما على دفع جميع الآلام عن طفلهما، سواء كانت بسبب المغص، أو لمفارقة أمه عند النوم، أو لأي مشكلة تعترض حياته حتى بعد أن يكبر.
اعلمي أن الطفل أثناء بكائه قد يصبح أكثر تهيجاً إذا شعر بانزعاج أمه وقلقها وتوترها. فإذا شعرت أنك تريدين أن تصرخي من شدة الإجهاد أو الاكتئاب فينبغي حينئذ أن تعطي طفلك لشخص آخر، أو تتركيه بعض الوقت طالما هو في مكان آمن، ففي هذه اللحظة يكون الطفل في أشد الحاجة إلى أم أو أب أهدأ.
المشكلة في بكاء الطفل المستمر ليست فيما يمكن أن يسببه ذلك للطفل، فإنه لا يشكل له أي ضرر، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل فيما يحمله ذلك من عبء على الأمهات، ولا سيما الجدد منهن، خصوصاً مع الأطفال كثيري الشكوى من المغص، فقد تشعر الأم بالخجل لغضبها من طفلها الرضيع، ولذلك فلا ينبغي لأحد أن يلومها إذ غضبت ليشعرها بالذنب إذ يكفيها ما هي فيه، بل إنها في الحقيقة تكون في مسيس الحاجة إلى من يساعدها ويشجعها ويمنحها الإحساس بالتقدير والاحترام .
لكل سبب صرخة مميزة
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم: صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع: نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل: أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر: أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة .
المغص: أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.
كتبه : بثينة السيد
يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات وكثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح .
حينها تكثر شكوى الأمهات من شقاوة ابنائهم و عدم طاعتهن و يتساءلن عن الطريقة المثلى للتعامل معهم .
والحقيقة ان كلا الوالدين يجهلان فترات ومراحل نمو الطفل ، خاصة نلك الفترة المحير ، فترة الـ " لا " عند الاطفال .
يقول أحد علماء نفس الاطفال : انه ليس هناك طفل هاديء و مطيع معظم الوقت فكل طفل تمر به فترات يكون فيها شقيا او غير مطيع او غير منظم .
ويمكن معرفة ذلك بالعلامات التالية :
- استمرار ثورات الغضب لفترات طويلة .
- نقليات المزاج .
- صعوبة التكيف مع المواقف و الانشطة الجديدة .
- النشاط الزائد .
- عدم انتظام مواعيد تناول الطعام و النوم .
- الحساسية الزائدة للأصوات .
والشيء المطمئن هو انه نادرا ما تظهر هذه الاعراض مجتمعة عند طفل واحد لأنه لو اجتمعت هذه الأشياء في طفل لأصبح ليس صعبا فقط ولكن غير محتمل .
يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات . وهذا طبيعي لاختلاف الزوايا و لاننا هنا نتحدث عن خبرات مختلفة ومستوى نضج آخر .
ترى ماهو السبب وراء عصبية الابناء تجاه آبائهم ؟ وما هو الدافع الذي يجعل هؤلاء الصغار ينتهزون بعض الفرص لمضايقة من لم يبخل عليهم بشيء و قدم كل مالديه من حب ومال ومجهود لتنشئتهم و تربيتهم ؟
كثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح ولأبسط الاشياء او يتبع أسلوب اللامبالاة الذي يقف أمامه الأهل حائرين .
د . أحمد خيري أستاذ الطب النفسي يقول : يوجد في مرحلة نمو الطفل فترة الـ " لا " فالطفل ينطق " لا " قبل " نعم " وهو يفعل ذلك إظهاراً للذات و ليقول للعالم : انني أصبحت ابن آدم منفرداً بذاتي ، وانني موجود ثم تختفي هذه المرحلة و ترجع مع البلوغ و المرحلة التي يبحث فيها لنفسه عن دور في المجتمع ، وفي هذه المرحلة يعتبر ان " لا " تسمح له بالنمو النفسي و تكوين شخصيتة ، وبعد ذلك يكتشف أن " لا " و " نعم " لا يتعارضان مع النمو و البلوغ النفسي .
وحول هذه المشكله يقول البرفسور جونز تروت أستاذ علم نفس الأطفال و الشباب الألماني : " ان الزمن قد تغير كثيراً ونحن نعد انفسنا الآن اصدقاء و زملاء لأولادنا لا مجرد آباء ، و عندما نعاملهم على أنهم زملاء فإنهم سوف يعاملونا بالمثل فكما يواجه الطفل زميله في المدرسه بصراحة و يؤنبه و يخالفه فإنه سوف يلجأ لنفس الاسلوب في البيت .
ونحن نعيش في عالم يتطور بسرعة و يدلل الطفل و يعطيه كماً هائلاً من المعلومات و الامكانات التي لم تكن متوافرة قبل 15 عاما مثلاً فهناك مجالات كثيرة منها الكمبيوتر على سبيل المثال ، نجد فيه الاطفال أكثر قدرة على التعامل معها من الكبار كما أن التلفاز و الفيديو و شبكة المعلومات " الانترنت " تمدهم بمعلومات لم تكن متوافرة للأجيال التي سبقتهم . انه عالم يجبر الأطفال على ان يكبروا و ينمو بمعدلات أسرع .
ويضيف تروت : إن الأطفال كثيراً ما يستفزون الكبار عندما لا يكفيهم الرد الذي حصلوا عليه من أولياء الأمور و أنه من الخطأ أن يكون رد الفعل بالتأنيب أو الأمر مثل " اذهب الى حجرتك " " لا أريد أن أسمع كلمة أخرى حول هذا الموضوع "" من أين لك هذا الكلام " .
يجب مناقشة الطفل فيما قاله فإنه من الخطأ تجاهل ما قاله و عقابه عليه دون أن يفهم السبب ، ومن المفيد ألا يكون ذلك في نفس لحظة الشجار .
وهناك نقطة أخرى مهمة في العلاقات بين الوالدين و الأطفال ، فيجب أن تكون هناك إجابات على ما يطرحونه من الاسئلة . حتى لو بدا غريباً و محرجاً و إذا لم يكن لدى الوالدين إجابات فإن عليهما أن يبحثا و ينقبا للعثور عليها ، فإن هذا هو الأصح فالطفل لا يسعده إطلاقاً أن يسمع إجابة مثل ( لا نعرف ) أو ( إن هذا ليس هو الوقت المناسب لهذه الأسئلة ) .
ويضيف د . أحمد خيري أنه يجب ان تكون هناك ألفة بين الآباء و أطفالهم و يجب أن يعلم الآباء أن يتقبلوا الأبناء كما هم و ليس كما يرغبون أن يكونوا أو كما الصورة التي شكلوها في أذهانهم فمن الممكن أن ينشأ الطفل على غير ما أراد أو تخيل كل من الأب و الأم .
و بعض أولياء الأمور لا يرون حقيقة أبنائهم و بالتالي فهم يتعاملون معهم على أساس الصورة الراسخة في اذهانهم فمن الضروري أن تعامل الأطفال كما خلقهم الله و يجب السماح لهم بتكوين شخصيتهم لا محاولة تشكيلهم .
وإليك اخي ولي الأمر بعض النقاط التي وضعها الدكتور توروكي لتعامل مع أكثر الأطفال صعوبة :
1 – مشكلة عدم انتظام مواعيد النوم و تناول الطعام :
ضع نظام صارم للطفل على الا تجبره على تناول الطعام أو النوم ، بحيث يدخل الطفل سريره و يجلس يقرأ و يلعب كيفما شاء .
2 – النشاط الزائد :
ان الطفل الذي لا يأخذ كفايته من الراحة و النوم يكون غير منتظم و يحتاج إلى روتين ، فمثلاً يمكنك تعويده على أن يأخذ حماماً دافئاً ثم يغسل أسنانه ثم يقرأ قصته في السرير حتى ينام على أن يكون هذا هو النظام المتبع في كل يوم .
3 – مشكلة التكيف مع المواقف الجديدة :
يجب ان لا نحكم على الطفل من أول وهلة بل نتيح له الفرصة لكي يأخذ وقته مع كل موقف جديد في حياته .
4 – واخيراً ، حاول عدم تقديم اختبارات عديدة للطفل و لا تكثر من الإيضاحات و التفسيرات و حاول دائما أن يكون تعاملك مع التصرف السيء و ليس مع السبب الذي أدى إلى حدوثه .
و الشيء الطريف هو أن معظم هؤلاء الأطفال إذا عرف آباؤهم و أمهاتهم كيف يتعاملون معهم نراهم يتحولون تدريجياً ليصبحوا في غاية الطاعة و النظام و الهدوء في سن دخول المدرسة .
كما انهم يكونون إيجابيين في حياتهم و تظهر عليهم بوادر الإبداع فإذا استطعت التذرع بالصبر و الثبات في السنوات الأولى كان جزاؤك عظيماً فيما بعد .
كيف تتعامل مع غضب الأطفال
كتبه : د. رابية ابراهيم حكيم
نوبات الغضب تتواجد في كثير من الاطفال بين عمر سنتين الى 4 سنوات ..في بعض الاحيان تكون لها خلفية مرضية نرى ان الطفل اذا لم تلبي رغبته يصرخ بقوة و يبكي ويرمي نفسه على الارض واحيانا يدق راسه غضبا . ماذا نفعل في هذه الحالة ؟ بالذات لو حصلت هذه المشكلة امام الناس .. او في مكان عام .. فالطفل يطلب حلوى او ايس كريم في مجمع سوبر ماركت او لعبة في سوق عام .. وعند رفض الاهل يبدا بالصراخ ومنعا للاحراج نرى ان الاهل يلبوا طلبه فقط لاسكاته وابعاد نظرات الناس . كيف نتحكم في هذه النوبات: الابحاث و الدراسات السلوكية على الاطفال تفيد بان تلبية رغبة الطفل عند الصراخ .. و اعطاءه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف يستمر …مرة واحدة يفعلها الطفل و تصبح عنده عادة .. فيعلم ان اسهل طريقة لفعل ما يريد هو الصراخ و الغضب . ماذا نفعل ؟ 1- كن هادئا .. و لا تغضب .. واذا كنت في مكان عام لا تخجل ..وتذكر ان كل الناس عندهم اطفال و قد تحدث لهم مثل هذه الامور. 2- ركز على الرسالة التى تحاول ان توصلها الى طفلك . وهى ان صراخك لا يثير أي اهتمام او غضب بالنسبة لي و لن تحصل على طلبك. 3- تذكر .. لا تغضب و لا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى لو بادرك بالاسئلة. 4- تجاهل الصراخ بصورة تامة .. و حاول ان تريه انك متشاغل في شئ اخر .. و انك لا تسمعه لو قمت بالصراخ في وجهه انت بذلك اعطيته اهتمام لتصرفه ذلك ولو اعطيته ما يريد تعلم ان كل ما عليه فعله هو اعادة التصرف السابق . 5-اذا توقف الطفل عن الصراخ وهداء.. اغتنم الفرصة واعطه اهتمامك واظهر له انك جدا سعيد لانه لا يصرخ.. واشرح له كيف يجب ان يتصرف ليحصل على ما يريد مثلا ان ياكل غذاءه اولا ثم الحلوى او ان السبب الذي منعك من عدم تحقبق طلبه هو ان ما يطلبه خطير لا يصح للاطفال. 6-اذا كنت ضعيفا امام نوبة الغضب امام الناس فتجنب اصطحابه الى السوبر ماركت او السوق او المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدواء . 7- ومن المفيد عندما تشعر ان الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل ان يدخل في البكاء حاول لفت انتباه على شيء مثير في الطريق ... اشارة حمراء .. صورة مضحكة .. او لعبة مفضلة . و اخيرا تذكر .. نقطة هامة دائما مرة واحدة فقط كافية ليتعلم الطفل انه اذا صرخ و بكي و اعطى ما يريد عاودا التصرف ذاك مرة اخرى.
بكاء الطفل مشكلة لا تستدعي القلق
كتبه : سحر الأمير
عويل الطفل عقب ولادته من أشد الأصوات المثيرة للأمهات، إذ سرعان ما يجدن أن صوت بكاء أطفالهن يمس شغاف قلوبهن ويزعج أعصابهن ويثيرها، لاسيما إذا كان زائداً. وفي الفترة الأولى من حياة الأمومة لا يكون هناك شيء تشكو منه الأم يقارن بشعورها بالإحباط والخيبة عند سماع عويل وليدها المستمر.
ويجمع الخبراء أن الصراخ هو الامتحان الأول للرباط الذي بين الطفل وأمه، فإذا ترجمت صراخ طفلك وقمت بتلبية رغباته على الفور فإنك بذلك تعطينه الشعور بالاطمئنان والثقة، وفي نفس الوقت عندما تنجحين في تهدئة طفلك الصغير المتضجر فإن هذا يعطيك قدراً من الثقة التي تحتاجين إليها كثيراً، وبخاصة في الشهور الأولى المليئة بالقلق والتوجس.
بكاء من أجل البكاء
ولكن الطفل إذا كان متقلب المزاج ولا يهدأ بسهولة فقد تجدين نفسك تنقمين على هذا الطفل الذي يبدو وكأنه أكثر طفل متهيج في العالم، أو تشعرين بالاكتئاب لأنك فشلت كأم لهذا الطفل، ولكي تستمر الحياة فلا بد في البداية أن تقبلي أن بعض الأطفال يشتد صراخهم لمجرد أنهم في حاجة إلى هذا الصراخ، ولعل هذا ليس بسبب خطأ من أحدكما، فالبكاء أحياناً يؤدي وظيفة معينة تفيد الطفل وإن كانت لا تفيدك، ففي خلال اللحظات الأولى من الولادة يأخذ الطفل نفساً عميقاً لتتمدد رئتاه أثناء البكاء، ومنذ هذه اللحظة وحتى يبدأ في استخدام الرموز والكلمات كوسيلة للاتصال فإن البكاء يظل هو اللغة الفعالة عند الطفل.
ولكل طفل بكاؤه المميز كبصمات أصابعه تماماً، فبمجرد انقضاء الأسبوع الأول من حياة الطفل تستطيع معظم الأمهات التقاط نبرات الصوت المميزة لأطفالهن من غرفة مليئة بأطفال ينوحون.
وقد أوضحت الأبحاث أن معظم الأطفال في عمر أسبوعين يبكون حوالي ساعتين يومياً، وفي عمر ستة أسابيع يزداد البكاء إلى ثلاث ساعات يومياً، وعند عمر ستة أشهر يقل مرة أخرى إلى ساعة واحدة يومياً، غير أن هذه مجرد متوسطات، وقد يبكي بعض الأطفال أكثر من ذلك أو أقل، وقد لا يعبر بكاؤهم بوضوح عن الألم أو الجوع أو الملل، ومن ثم فإن الأمهات تستغرق وقتاً أطول حتى يدركن ما يضايق أطفالهن.
أوضحت الدراسات أن جزءاً كبيراً من طبيعة المزاج يولد مع الشخص، ولذلك فإن كثيراً من المواليد ذوي المزاج المتقلب يسفرون بعد ذلك عن أطفال أكثر تهيجاً.
ومن ناحية أخرى قد يكون المغص أحد المشاكل الفسيولوجية التي تؤدي إلى الصراخ عند كثير من الأطفال الذين يصبحون أهدأ بكثير بمجرد تخلصهم منه.
وسواء كان الطفل سريع الغضب أو مسترخي البال فإن طبيعة بكائه ستستقر على منوال ثابت خاص به عند بلوغه 6 أسابيع من عمره، غير أنه إذا حدث تغير مفاجئ في طبيعة بكائه أو معدل تكراره فقد يشير هذا إلى وجود مشكلة ما و أنه لا بد من عرضه على الطبيب .
لا تجيبيه دائماً
وتتساءل بعض الأمهات: هل تجيب الطفل على الفور كلما بكى؟
يتفق معظم الخبراء في شؤون نضج الطفل على أن الطفل في السن الصغير جداً لا يمكن أن يفسده الدلال، بل أنه كلما كانت الأم أسرع استجابة لبكاء طفلها، وتوليه العناية والاهتمام في الأشهر الثلاثة الأولى؛ كان الطفل أقل بكاء في نهاية السنة الأولى.
ولكن هذا لا يعني أن تسقطي كل ما في يدك بمجرد انبعاث أول صرخة من بكاء طفلك، فليكن هدفك ـ فضلاً عن أن تكون أماً مثالية ـ أن تعطي طفلك شعوراً بالاطمئنان وأنك قريبة منه وتدركين ما يريد، وذلك بأن تلبي احتياجه قبل أن يغمره البكاء. ولا مانع من أن تتركي طفلك إذا بكى ينتظر بعض الشيء إذا اضطررت لذلك طالما تأكدت أنه في مأمن.
وليس هناك قاعدة تحدد بالضبط ما هي المدة التي يمكن أن تتركي طفلك يبكي خلالها ، فالأمهات يختلفن من حيث مدى تحملهن لسماع صراخ أطفالهن، وبالطبع فإذا كان الطفل يصرخ من الألم فلا بد من إجابته على الفور، أما الطفل الذي يصرخ لا لشيء إلا للتضجر والملل فمن الممكن تركه فترة أطول.
بعض الهدوء
ومن ناحية أخرى فإن صراخ الطفل له جانب إيجابي؛ حيث يعمل على نضج الوالدين، بمعنى أنهما يتقبلان عدم قدرتهما على دفع جميع الآلام عن طفلهما، سواء كانت بسبب المغص، أو لمفارقة أمه عند النوم، أو لأي مشكلة تعترض حياته حتى بعد أن يكبر.
اعلمي أن الطفل أثناء بكائه قد يصبح أكثر تهيجاً إذا شعر بانزعاج أمه وقلقها وتوترها. فإذا شعرت أنك تريدين أن تصرخي من شدة الإجهاد أو الاكتئاب فينبغي حينئذ أن تعطي طفلك لشخص آخر، أو تتركيه بعض الوقت طالما هو في مكان آمن، ففي هذه اللحظة يكون الطفل في أشد الحاجة إلى أم أو أب أهدأ.
المشكلة في بكاء الطفل المستمر ليست فيما يمكن أن يسببه ذلك للطفل، فإنه لا يشكل له أي ضرر، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل فيما يحمله ذلك من عبء على الأمهات، ولا سيما الجدد منهن، خصوصاً مع الأطفال كثيري الشكوى من المغص، فقد تشعر الأم بالخجل لغضبها من طفلها الرضيع، ولذلك فلا ينبغي لأحد أن يلومها إذ غضبت ليشعرها بالذنب إذ يكفيها ما هي فيه، بل إنها في الحقيقة تكون في مسيس الحاجة إلى من يساعدها ويشجعها ويمنحها الإحساس بالتقدير والاحترام .
لكل سبب صرخة مميزة
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم: صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع: نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل: أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر: أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة .
المغص: أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.
التدليل سوس ينخر في شخصية أبنائنا
كتبه : سلوى يوسف المؤيد
أن نحب أطفالنا، ونريدهم أن يكونوا سعداء ، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب، لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة، ويدفعه إلى التفكير في ذاته فقط، أي أن يصبح أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته عندما يكبر، ويرتفع ثمن ما يرغب فيه من أشياء، ويجد الوالدان صعوبة في الاستجابة لها مادياً.
إذن ، علينا كآباء أن نضع حدوداً لرغبات أطفالنا، أن نعلمهم الفرق بين التصرف الصحيح و السلوك الخاطئ، إلا أننا لا نتوقع أيضاً أن يكون أبناؤنا سعداء بهذه الحدود، لن يبتسم الطفل لوالده ويقول له : شكراً يا أبي لأنك طلبت مني أن أترك اللعب لكي أدرس.
أو يقول له: أشكرك يا والدي لأنك أمرتني أن أجمع ألعابي، وأعيدها إلى مكانها بعد أن أنتهي من اللعب.
كما أن الأب الذي يريد أن يعلم ابنه معنى المشاركة ، فيطلب منه أن يشارك أخته في قطعة الحلوى التي معه، لا يتوقع أن يكون ابنه فرحاً ويقول له: أشكرك يا أبي لأنك طلبت مني أن أقتسم قطعة الحلوى مع أختي.
من الطبيعي أن يتضايق أطفالنا من الحدود التي نضعها لهم، وعلينا أن نتوقع إجاباتهم الغاضبة، أو عبوس وجوههم أو تجاهلهم، لأنهم يكرهون قوانيننا وحدودنا التي نضعها لهم، كما أنهم لا يحبوننا في تلك اللحظات، إذ من الصعب على الأطفال أن يفصلوا بيننا وبين تصرفاتنا، وعندما نصر على أن يفعلوا شيئاً لا يريدون هم أن يفعلوه، أو عندما نرفض أن نستجيب لتوسلاتهم، فإننا كثيراً ما نسمع منهم هذه الجمل الغاضبة ( أنت لئيم ) ، أو ( أنك لا تحبني ) ، أو ( أكرهك ) ، أو ( أنا لن أكون صديقك ) ، أو ( أنا لن أحبك بعد اليوم ) .
إلا أن كراهية الطفل هذه مؤقتة فقط، لأنه لم يحصل على ما يريد، وللمزيد من التوضيح، سأضرب مثالاً عملياً لنرى كيف تعاملت أم سهير بمهارة مع كراهية ابنتها المؤقتة.
مثال عملي ايجابي
كانت الأم في طريقها للخروج من البيت، عندما طلبت منها ابنتها سهير البالغة من العمر أربع سنوات، أن تشتري لها بعض العلكة ، إلا أن الأم رفضت قائلة : لن أشتري لك علكة، لأنها مضرة لأسنانك.
ردت سهير غاضبة: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
علقت الأم بهدوء: تبدين غاضبة.
قالت الابنة: ولن أحبك بعد اليوم، أو أكون صديقتك.
ردت الأم: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
أجابت سهير: لن أحبك، ولا أريد أن أرى وجهك.
قالت الأم: ربما عندما لا تكونين غاضبة جداً، ستشعرين أنك تحبينني مرة أخرى، وستسرك رؤيتي.
وبعد مرور عشر دقائق
عادت سهير إلى أمها قائلة: أنا لست غاضبة الآن، هل تلعبين لعبة معي؟
ردت الأم بترحيب: طبعاً يا حبيبتي.
لقد تعاملت والدة سهير معها بمهارة عالية، لأنها توقعت أن رفضها شراء العلكة لابنتها سوف يضايقها، لذلك لم تهتم شخصياً عندما قالت لها: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
فهي تعلم أن شعور ابنتها مؤقت، وقد عبرت به عن غضبها لأنها لم تستجب لرغبتها، لقد وضعت هذه الأم حدوداً لابنتها، وأشعرتها أنها تدرك شعورها من خلال إجابتها: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
إلا أنها جعلتها ملزمة بقبول تلك الحدود من أجل مصلحتها.
مثال عملي سلبي
والدة محمد لم تفعل ذلك، وإنما استسلمت لابنها لأنه أشعرها بالذنب إذا لم تدعه يشاهد برنامجه، لم تلزم ابنها بالحدود التي وضعتها بطريقة حازمة، مثلما يتضح لنا من عرض هذا المثال:
قال محمد لوالدته: أريد أن أشاهد البرنامج القادم.
أجابت أمه: لكنك لم تتوقف عن مشاهدة التلفزيون منذ أن عدت من المدرسة.
رد محمد: أعلم ذلك، لكن ليس لدي أي واجبات مدرسية اليوم.
قالت الأم: ولو، لقد شاهدت التلفزيون بما فيه الكفاية.
قال محمد: أرجوك يا أمي، إنه استعراض عظيم.
أجابت الأم: لكن عيناك متعبتان من طول مشاهدتك للتلفزيون.
عاد محمد يلح عندما لاحظ أن أمه بدأت تلين لمطلبه: البرنامج لن يتجاوز نصف الساعة، أرجوك يا أمي.
إلا إن أمه عادت تقول: لكني أعتقد أن البرنامج غير مناسب لسنك.
هنا، بدأ الابن يضغط على شعور والدته بقوله: إن أصدقائي يشاهدونه كل أسبوع، سأكون الشخص الوحيد الذي لم يشاهده.
عندئذ، استجابت الأم لإلحاح ابنها وسمحت له بمشاهدة البرنامج، فهي لا تريده أن يكون غير سعيد، ووقعت دون أن تشعر في مصيدة إسعاد الطفل، عندما كسرت الحدود التي وضعتها لابنها.
لكن الأم تخطئ في تربية طفلها إذا فعلت ذلك، إذ كان المفروض أن تعالج هذا الموقف مع ابنها بالأسلوب الذي اتبعته والدة سهير، لكي لا تقع في مصيدة الحرص على إرضاء ابنها بصورة مؤقتة قد يكون لها تأثير سلبي على شخصيته مستقبلاً، عندئذ سيجد الطفل نفسه مضطراً للالتزام بهذه الحدود، حتى لو لم يرض بها ، لأنها تهدف من ورائها إلى مصلحته، وبهذا الأسلوب الحازم المقنع في التربية، ينشأ الطفل بنفس متوازنة تدرك الحدود التي تقف عندها في سبيل تحقيق رغباتها.
انتهى:26:منقول من موقع ناصح
كتبه : سلوى يوسف المؤيد
أن نحب أطفالنا، ونريدهم أن يكونوا سعداء ، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب، لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة، ويدفعه إلى التفكير في ذاته فقط، أي أن يصبح أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته عندما يكبر، ويرتفع ثمن ما يرغب فيه من أشياء، ويجد الوالدان صعوبة في الاستجابة لها مادياً.
إذن ، علينا كآباء أن نضع حدوداً لرغبات أطفالنا، أن نعلمهم الفرق بين التصرف الصحيح و السلوك الخاطئ، إلا أننا لا نتوقع أيضاً أن يكون أبناؤنا سعداء بهذه الحدود، لن يبتسم الطفل لوالده ويقول له : شكراً يا أبي لأنك طلبت مني أن أترك اللعب لكي أدرس.
أو يقول له: أشكرك يا والدي لأنك أمرتني أن أجمع ألعابي، وأعيدها إلى مكانها بعد أن أنتهي من اللعب.
كما أن الأب الذي يريد أن يعلم ابنه معنى المشاركة ، فيطلب منه أن يشارك أخته في قطعة الحلوى التي معه، لا يتوقع أن يكون ابنه فرحاً ويقول له: أشكرك يا أبي لأنك طلبت مني أن أقتسم قطعة الحلوى مع أختي.
من الطبيعي أن يتضايق أطفالنا من الحدود التي نضعها لهم، وعلينا أن نتوقع إجاباتهم الغاضبة، أو عبوس وجوههم أو تجاهلهم، لأنهم يكرهون قوانيننا وحدودنا التي نضعها لهم، كما أنهم لا يحبوننا في تلك اللحظات، إذ من الصعب على الأطفال أن يفصلوا بيننا وبين تصرفاتنا، وعندما نصر على أن يفعلوا شيئاً لا يريدون هم أن يفعلوه، أو عندما نرفض أن نستجيب لتوسلاتهم، فإننا كثيراً ما نسمع منهم هذه الجمل الغاضبة ( أنت لئيم ) ، أو ( أنك لا تحبني ) ، أو ( أكرهك ) ، أو ( أنا لن أكون صديقك ) ، أو ( أنا لن أحبك بعد اليوم ) .
إلا أن كراهية الطفل هذه مؤقتة فقط، لأنه لم يحصل على ما يريد، وللمزيد من التوضيح، سأضرب مثالاً عملياً لنرى كيف تعاملت أم سهير بمهارة مع كراهية ابنتها المؤقتة.
مثال عملي ايجابي
كانت الأم في طريقها للخروج من البيت، عندما طلبت منها ابنتها سهير البالغة من العمر أربع سنوات، أن تشتري لها بعض العلكة ، إلا أن الأم رفضت قائلة : لن أشتري لك علكة، لأنها مضرة لأسنانك.
ردت سهير غاضبة: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
علقت الأم بهدوء: تبدين غاضبة.
قالت الابنة: ولن أحبك بعد اليوم، أو أكون صديقتك.
ردت الأم: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
أجابت سهير: لن أحبك، ولا أريد أن أرى وجهك.
قالت الأم: ربما عندما لا تكونين غاضبة جداً، ستشعرين أنك تحبينني مرة أخرى، وستسرك رؤيتي.
وبعد مرور عشر دقائق
عادت سهير إلى أمها قائلة: أنا لست غاضبة الآن، هل تلعبين لعبة معي؟
ردت الأم بترحيب: طبعاً يا حبيبتي.
لقد تعاملت والدة سهير معها بمهارة عالية، لأنها توقعت أن رفضها شراء العلكة لابنتها سوف يضايقها، لذلك لم تهتم شخصياً عندما قالت لها: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
فهي تعلم أن شعور ابنتها مؤقت، وقد عبرت به عن غضبها لأنها لم تستجب لرغبتها، لقد وضعت هذه الأم حدوداً لابنتها، وأشعرتها أنها تدرك شعورها من خلال إجابتها: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
إلا أنها جعلتها ملزمة بقبول تلك الحدود من أجل مصلحتها.
مثال عملي سلبي
والدة محمد لم تفعل ذلك، وإنما استسلمت لابنها لأنه أشعرها بالذنب إذا لم تدعه يشاهد برنامجه، لم تلزم ابنها بالحدود التي وضعتها بطريقة حازمة، مثلما يتضح لنا من عرض هذا المثال:
قال محمد لوالدته: أريد أن أشاهد البرنامج القادم.
أجابت أمه: لكنك لم تتوقف عن مشاهدة التلفزيون منذ أن عدت من المدرسة.
رد محمد: أعلم ذلك، لكن ليس لدي أي واجبات مدرسية اليوم.
قالت الأم: ولو، لقد شاهدت التلفزيون بما فيه الكفاية.
قال محمد: أرجوك يا أمي، إنه استعراض عظيم.
أجابت الأم: لكن عيناك متعبتان من طول مشاهدتك للتلفزيون.
عاد محمد يلح عندما لاحظ أن أمه بدأت تلين لمطلبه: البرنامج لن يتجاوز نصف الساعة، أرجوك يا أمي.
إلا إن أمه عادت تقول: لكني أعتقد أن البرنامج غير مناسب لسنك.
هنا، بدأ الابن يضغط على شعور والدته بقوله: إن أصدقائي يشاهدونه كل أسبوع، سأكون الشخص الوحيد الذي لم يشاهده.
عندئذ، استجابت الأم لإلحاح ابنها وسمحت له بمشاهدة البرنامج، فهي لا تريده أن يكون غير سعيد، ووقعت دون أن تشعر في مصيدة إسعاد الطفل، عندما كسرت الحدود التي وضعتها لابنها.
لكن الأم تخطئ في تربية طفلها إذا فعلت ذلك، إذ كان المفروض أن تعالج هذا الموقف مع ابنها بالأسلوب الذي اتبعته والدة سهير، لكي لا تقع في مصيدة الحرص على إرضاء ابنها بصورة مؤقتة قد يكون لها تأثير سلبي على شخصيته مستقبلاً، عندئذ سيجد الطفل نفسه مضطراً للالتزام بهذه الحدود، حتى لو لم يرض بها ، لأنها تهدف من ورائها إلى مصلحته، وبهذا الأسلوب الحازم المقنع في التربية، ينشأ الطفل بنفس متوازنة تدرك الحدود التي تقف عندها في سبيل تحقيق رغباتها.
انتهى:26:منقول من موقع ناصح
الصفحة الأخيرة
إعداد : وليد مراد - اختصاصي نفسي إكلينيكي
تشكو كثير من الأمهات بأن أطفالهن لا يستمعوا إلى أوامرهن ، ولا يطيعوهن ، وقد ذكرت إحدى الأمهات بأن :" طفلي كثير العناد ، لا ينفذ ما أقوله له ، ويصر على تصرف ما ، وغالباً ما يكون هذا التصرف خاطئ ".
العناد من اضطرابات السلوك الشائعة عند الأطفال ، وجميع الأطفال يمرون في إحدى مراحل النمو لفترة وجيزة بسلوك العناد ، ومن الممكن أن يبقى هذا السلوك ثابتاً لدى بعض الأطفال ، وعادة يعاند الطفل أمه لأنه يريد أن يلفت انتباهها لتحقيق رغبة معينة مثل أن تشترى له لعبة ما ، أو يصر على أن يرتدى أحد الأثواب عناداً في والدته. وهناك بعض الأطفال يعاند نفسه أيضاً خاصة إذا غضب من أمه ، وخاصة حينما تطلب منه تناول الطعام ، يقوم بالرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعاً ، ولكنه يتنازل عن عناده إذا تجاهلت الأم سلوكه وتركته على راحته.
ما هي أسباب عناد الأطفال ؟
سلوك العناد هو عبارة عن ردود فعل من الطفل إذا أصرت الأم على تنفيذ الطفل لأمر من الأوامر ، كأن تطلب من الطفل أن يلبس ملابس ثقيلة خوفاً عليه من البرد ، وفى الوقت الذي يريد فيه أن يتحرك ويجرى مما يعرقل حركته ، ولذلك يصر على عدم طاعة أوامرها.
وأحياناً يلجأ الطفل إلى الإصرار على لبس ملابس معينة هو الذي يختارها وليس والدته لأنه يريد التشبه بأبيه مثلاً أو أخ أكبر ، أو أنه يريد تأكيد ذاته وأنه شخص مستقل وله رأى مخالف لرأى أمه وأبيه . ويرفض الطفل أي لهجة جافة من قبل والديه وخاصة اللهجة الآمرة ، ويتقبل الأسلوب اللطيف ، والرجاء الحار لتنفيذ ما يطلب منه ، أما إصرار الأم بقوة على تنفيذ الأوامر يجعل الطفل يلجأ إلى العناد والإصرار على ما يريده هو وليس ما يطلب منه.
عزيزتي الأم : وبعد أن عرفتي السبب الذي يجعل الطفل يعاند لابد أن تضعي في اعتبارك أنه بإمكانك التغلب على هذه المشكلة في حال معرفتك لبعض الصفات حتى نعرف إذا كان طفلك تنطبق عليه صفة العناد الشديد ، لذا عليك الإجابة عن هذه التساؤلات أولاً :
هل يفقد طفلك توازنه ويتعكر مزاجه بسهولة ؟
هل هو دائماً يجادل الآخرين بحدة ؟
هل يتعمد مضايقة الآخرين بتصرفاته ؟
هل يتحدى الأوامر في أغلب الأوقات ؟
هل يلوم الآخرين ( أخوته ) فيما وقع هو فيه من أخطاء ؟
هل يصر بشدة على الانتقام ؟
وعند محاولة مساعدة الطفل بأن يكون طفلاً عادياً وغير عنيد يجب عليك أن تتدربي على بعض المهارات في كيفية التعامل مع الطفل العنيد لكي يتخلص من عناده.
عزيزتي الأم : التدريب يتطلب منك أن تقومي بالآتي :
يجب أن تحرصي على جذب انتباه الطفل كأن تقدمي له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى ، ثم تسدى له الأوامر بأسلوب لطيف.
عليك بتقديم الأوامر له بهدوء وبلطف وبدون تشدد أو تسلط ، وقومي بالربت على كتفه أو احتضنيه بحنان ، ثم اطلبي برجاء القيام ببعض الأعمال التي تريدين منه أن يقوم بها.
تجنبي دائماً إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
يجب أن تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد ، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد ذلك.
يجب إعطاء الأوامر لعمل شئ يعود على الطفل بفائدة أي أن يقوم بعمل شئ لنفسه وليس القيام بعمل شئ للآخرين ، أي تجنبي بأن تقولي للطفل أن يعطى كأساً من الماء لأخته مثلاً.
يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
تجنبي اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل.
يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة ، وسؤاله عما إذا نفذ الأمر أم لا ، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
نزعة التخريب لدى الأطفال
كتبه : د.علي القائمي
يعد نزوع الأطفال نحو التخريب من المسائل التي تعاني منها غالبية الأسر، حيث يتسبب في كثير من الأحيان بإيجاد المتاعب والأضرار للأسرة والمجتمع .
ويلاحظ أن مثل هكذا أطفال ما إن يقع نظرهم على شيء، سواء في خلوتهم أو مع الآخرين، حتى يبادروا إلى تخريبه وتحطيمه. ولا يعني هذا أنهم يتصفون بالغباء دائماً، بل قد تكون درجات عالية من الذكاء، لكنهم رغم ذلك يقدمون على مثل هذه الأفعال التي لا يستسيغها عاقل.
ومن صفاتهم أنهم يسعون دائماً إلى تخريب كل ما تقع عليه أعينهم ـ فتراهم أحياناً يمزقون قطعة قماش تكون في متناولهم، أو يحطمون صحناً، أو يمزقون أوراق الجدران، ويعبثون بستائر البيت، وبالكتب وما شابه ذلك.
أشكال التخريب:
لا يقتصر التخريب على صورة محددة ويتلبس بأشكال وصور متنوعة وعديدة، فقد يحصل في بعض الحالات على شكل أفعال وتصرفات تثير غضب وانزعاج الوالدين والآخرين، من قبيل فتح وغلق الأبواب، والعبث بالملابس أو المكواة وخلق الضوضاء بالصياح، أو إيذاء طفل صغير وإبكائه من خلال ضربه أو خطف شيء ما من يده أو العبث بألعابه.
الأسباب والدوافع:
فيما يخص أسباب ودوافع التخريب لدى الأطفال، لا بد من تناولها على النحو الآتي:
أ ـ الأسباب النفسية:
في الواقع أن نزعة التخريب عند الأطفال جذوراً نفسية فالطفل لا يقدم على التخريب عملياً إلا بعد أن يكون قد ورد على ذهنه وخطط له مع نفسه. ومن شأن شعور الطفل بحاجة إلى شيء ما والحرمان من شيء أن يدفعه إلى التخريب ونشير فيما يلي إلى بعض هذه الأسباب:
1 ـ التحري: قلنا أن الطفل يلجأ أحياناً إلى التخريب بسبب حب التحري والتقصي ومعرفة حقيقة الأشياء، دون أن يقصد التخريب لذاته.
2 ـ الحساسية: الطفل بطبيعته حساس إزاء الأشياء التي يراها أمامه، ومن مقتضيات نموه هو سعيه إلى البعث بالأشياء وتجريبها وأحياناً تخريبها.
3 ـ الخيال الطفولي: في بعض الأحيان يعبث الأطفال بشيء ما بهدف إرضاء خيالاتهم الطفولية، لأن الأطفال يتمتعون بقدرة فائقة على التخيل حتى أنهم قد يبنون في خيالهم قصوراً في القمر، ويصنعون أجنحة يطيرون بها في السماء. ومن هنا فإنهم قد يقدمون على التخريب من أجل تحقيق أوهامهم وتخيلاتهم.
4 ـ حب الاستفراد: وقد يلجأ الطفل إلى التخريب أحياناً بسبب رغبته في الاستفراد بتملك شيء معين دون أن يستطيع تحقيق ذلك. وفي الواقع كأنه يقول بذلك: إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر.
5 ـ الاضطراب: وأحياناً قد يمارس الطفل التخريب بسبب نوع من الاضطراب النفسي الذي يخرجه عن توازنه ويفقده السيطرة على إرادته.
6 ـ الأسباب العاطفية: الكثير من الممارسات التخريبية لها أسباب وجذور عاطفية، وبعبارة أخرى يلجأ الطفل أحياناً إلى ممارسة التخريب لأن شيئاً ما يجرح عواطفه ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى مسائل عديدة منها:
- إفراغ الانفعالات:يلجأ الأطفال أحياناً إلى التخريب بهدف إفراغ انفعالاتهم النفسية. وهذه المسألة تعد من وجهة النظر العلمية نوعاً من رد الاعتبار. فمثلاً يلجأ الطفل الغاضب بسبب التأنيب أو التوبيخ أو الضرب إلى التخطيط في عالمه الخيالي للثأر ورد الاعتبار لكنه عندما يعجز عن تنفيذ مخططه في الواقع، يندفع بشكل لا إرادياً إلى ممارسة الشغب والتخريب للتنفيس عن غيضه.
- الحسد: وأحياناً يقدم الطفل على التخريب تعبيراً عن الحسد والاحتجاج على اهتمام الآخرين بطفل آخر أكثر منه.
- اليأس: الطفل يبني عادة آمالاً كبيرة على أبويه ويعتبرهما الملجأ الأول والأخير في حياته، ومن هنا إذا شعر في وقت ما أنهما لا يعيرانه أهمية ويبخلان عليه بالعطف والمحبة، يصاب باليأس والإحباط، ولا يعد يكترث لعواقب أفعاله وتصرفاته.
- إظهار الغضب: كيف يعبر الطفل الغاضب من والديه وذويه عن غضبه؟ في بعض الحالات يكون الطفل غاضباً بشدة ولا تسعفه ألفاظه للتعبير عن غضبه بالكلام، فيلجأ للتعبير عن ذلك إلى ارتكاب أشد الأفعال التخريبية.
ج ـ الأسباب الاجتماعية:
1 ـ العلاقات غير الطبيعية:يدل اندفاع الطفل نحو ممارسة العنف والتخريب أحياناً على عدم سيادة علاقات طبيعية في الأسرة التي يعيش في وسطها. بمعنى عدم انسجام الأبوين وبقية أعضاء الأسرة، وحصول المشاحنات والشجار المستمر بينهم، الأمر الذي يقلق الطفل بشدة، ويدفعه إلى التعبير عن غضبه وعدم رضاه عن ذلك باللجوء إلى أعمال الشغب والتخريب.
2 ـ العقاب الشديد: إن من شأن العقاب الشديد والمفرط أن يوتر أعصاب الطفل ويدفعه إلى البحث عن سبيل ينفس من خلاله عن كبته النفسي ومن هنا فإنه يبادر إلى التخريب والإيذاء تعبيراً عن رفضه لهذه الحالة.
3 ـ الاضطرار: يجد الطفل نفسه أحياناً في وضع حرج لا يعرف سبيلاً للتخلص منه، فيلجأ مضطراً إلى ممارسة الشغب والتخريب. ويمكن ملاحظة هذه الحالة عند الأطفال الذين يجبرون على حضور مجلس ما في الوقت الذي يكونون فيه راغبين في الخلود إلى النوم والراحة، أو عند أولئك الذين يوضعون في المدرسة من دون رغبة منهم في ذلك.
4 ـ التسلية: وأحياناً يحصل التخريب بهدف التسلية وملء الفراغ. فعندما لا يجد الطفل ما يشغل به نفسه. بينما يكون الآخرون منهمكين في أعمالهم، يلجأ إلى التخريب لاشغال نفسه. ومن مظاهر هذه الحالة: التخطيط والكتابة على الجدران، والعبث بالكراسي والمناضد. و ... وهو بالطباع يجيد التخريب لكنه لا يجيد الإصلاح.
5 ـ لفت الأنظار: هذه المسألة نفسية واجتماعية في نفس الوقت فعندما يجد الطفل أبويه وذويه منهمكين في شؤونهم أو يتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم، وليس هناك من يعيره أهمية، يشعر بالحاجة إلى لفت نظرهم بنحو وآخر، فيلجأ إلى العبث و التخريب. ويمكن ملاحظة هذه الحالة عند الأطفال الصغار أكثر من غيرهم.
6 ـ محو آثار الخطأ: يلاحظ أحياناً إن الطفل يرتكب خطأ معيناً فيتصورانه سيعاقب عليه، فيلجأ إلى التخريب عن جهل بهدف محو آثار خطئه.
د ـ الأسباب الشخصية:
وأحياناً يكون لنزوع الأطفال نحو التخريب أسباب شخصية ذات أبعاد واسعة، وإذا شئنا أن نتناولها بالبحث والتحليل فإننا نكون بحاجة إلى إفراد بحث منفصل في هذا المجال. إلا أن ما يمكن الإشارة إليه هنا بإيجاز هو ما يلي:
1 ـ العصبية: أولياء الأمور والمربين الالتفات إلى هذه الحقيقة وهي أن الأمراض العصبية لا تختص بالكبار فقط، بل هناك بعض الأطفال أيضاً يعانون من هذه الحالة بسبب العوامل الوراثية أو بسبب تأثيرات الأجواء المحيطة بهم. وعلى أية حال فمن شأن العيب في شخصية الطفل أياً كان سببه أن يساهم في اندفاعه إلى أعمال التخريب.
2 ـ الثأر: في بعض الأحيان يحاول الطفل القيام بأعمال تخريبية بهدف الثأر من والديه أو أي شخص يزعجه ويؤذيه بنحو وآخر.
من الممكن أن مثل هذا الطفل من والديه فعلاً أو تصرفاً أزعجه وآلمه، ولأنه لا يستطيع التصدي لهما مباشرة، فإنه يثار لنفسه من خلال التخريب الذي يثير أعصابهما.
3 ـ إثبات الذات: هذه المسألة بحد ذاتها قد تكون عاملاً من عوامل إثبات الشخصية فإذا أمر الأب أو الأم الطفل بأمر ما، أو طلباً إليه القيام بعمل معين، وتمرد عليهما ولم يأتمر بأمرهما، وحرماه من بعض الامتيازات، فإنه سيلجأ إلى العناد والتخريب من أجل إثبات ذاته واستنفاد صبر والديه بهدف الرضوخ إليه. وبطبيعة الحال ينجح الوالدان في مثل هذه الحالة في السير قدماً نحو توجيهه وإرشاده متى ما صمدا ولم يستسلما لرأيه وطلبه، وإلا فإن الأمور كلها تسير من بعد ذلك وفقاً لرأي ورغبة الطفل.
4 ـ العداوة: إن الطفل الذي يشعر بأن له موقعاً وشخصية متميزة في البيت، ويأتي شخص آخر فيتدخل في شؤونه، أو يسلب منه اهتمام الآخرين، ينزعج عادة بشدة ويضمر له الحقد والعداء، ويحاول إيذاءه وتخريب أشياءه بنحو وآخر. وكذلك قد يتسبب اهتمام المعلم في المدرسة، بتلميذ ما وامتداحه والإشادة به، بإثارة أحقاد الآخرين عليه ومعاداتهم له واتخاذ مواقف تخريبية ضده.
5 ـ الشغب: وبالتالي يحصل التخريب من قبل الطفل في بعض الحالات بسبب الشغب وسوء الخلق فالميول التخريبية تكون في هذه الحالة متجذرة في ذهن الطفل وما لم يمارس التخريب لا يهدأ له بال.
6 ـ الفشل: قد يلجأ الطفل أحياناً إلى التخريب والمشاغبة بسبب الشعور بالفشل في أمر ما فمثلاً ينزعج إذا ما شاهدان رأيه أو ذوقه لا يؤخذ به، ويحاول مداراة فشله وانزعاجه بالتمرد والتخريب.
و ـ الأسباب العضوية:
وأخيراً فإن القسم الخاص من أسباب وعوامل التخريب لدى الأطفال هو الأسباب العضوية التي تتضارب بشأنها الآراء. فالبعض يعتبر التخريب حالة ذاتية وغريزية ويعتقد انه يرافق الطفل منذ ولادته فيما يرى غيرهم حالة اكتسابية ناشئة من البيئة. أما نحن فسنشير فيما يلي إلى بعض المسائل التي يتفق عليها الجميع دون أن ندخل في نقاش مع هذه الآراء:
1 ـ صرف الطاقة: يمتاز الأطفال بالحركة والسعي والنشاط. وهذه الحالة تدل على نموهم وسلامتهم من جهة، وعلى صرفهم للطاقة من جهة أخرى. وبعبارة أخرى لما كان هؤلاء يتمتعون بالسلامة والصحة البدينة لذا فإن كل ما يدخل إلى أجسامهم من طعام يتحول إلى عناصر مولدة للطاقة إلى درجة يحارون معها في كيفية تصريفها، فيسعون إلى تصريفها بواسطة اللعب والجري والتخريب. وبالطبع أن هذه المسألة لا ضرر فيها إلا إذا لم توجه بشكل صحيح.
2 ـ حالة طبيعية: يعتقد بعض متخصصي علم نفس الأطفال أن تخريب الأشياء والعبث بها ولمسها يعد حالة طبيعية في حياة كل طفل، ويرون هؤلاء أن هذه الحالة ينبغي أن لا تأخذ منحى إيذائياً، ويجب العمل على إيجاد علاج لها في حال حصولها عن عمد وسابق معرفة باعتبارها تدل على الإصابة بنوع من الاضطرابات النفسية.
3 ـ وجود مرض: الذين يعانون من أمراض عضوية غامضة يعجزون عن الاستقرار والهدوء فيندفعون بطبيعة الحال إلى التخريب والإيذاء، أما الذين يعانون من أمراض نفسية فإنهم يميلون كذلك إلى القيام بمثل هذه التصرفات التخريبية والإيذائية من أجل تسكين إضطراباتهم الداخلية.
4 ـ النقص العضوي: لا يؤدي النقص العضوي لوحده إلى حصول الاندفاع نحو التخريب والإيذاء لدى الأطفال. ان سبب لجوء هؤلاء إلى ممارسة الإيذاء والتخريب هو الموقف السلبي للبعض الذي يستقبح النقص العضوي ويسخر منه على الدوام.
ابني واستكشافه الجنسي
يعاني ابني البالغ من العمر 3 سنوات في الأيام القليلة الماضية من حب للاستكشاف الجنسي لنفسه والغير، وهذا حدث بعد ولادتي بشهرين للمولود الجديد (ذكر) الذي يله، وهذا الاستكشاف يتم مع أطفال من العائلة يقاربونه في السن.
حاولت تفهيمه أن هذا الأمر خاطئ وهو يدرك ذلك ولكن دون جدوى!!
أتمنى أن تفيدوني في هذا الموضوع لأن هذا أبني الرابع حيث لدي ابن(10 سنوات ) وبنتين (8 سنوات و5 سنوات) ولم أواجه هذه المشكلة من قبل.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المحتارة تستفسر عن سلوكيات طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات من حب للاستكشاف الجنسي لنفسه وغيره، ولها نقول أن هذا سلوك طبيعي يمر فيه اغلب الأطفال، يجب التعامل معه بحزم بعيدا عن القسوة، مع ضرورة عدم التركيز عليه وإهماله وتكثيف المراقبة على الطفل حتى يشعر انه ليس بمفرده مع إشعاله باللعب الاستكشافي والرسم والتلوين والصلصال وغيرها من أمور لإبعاده عن سلوكياته الخاطئة، وإشغاله بالمفيد.
د. نزار الصالح
جامعة الملك سعود
قسم علم النفس
ابني يقول الفاظ بذيئه فما الحل؟!
كتبه : د/ أماني السيدمدرس
ما أكثر ما يعانيه الآباء والأمهات من تلفظ أبناءهم بألفاظ بذيئة ويحاولون علاجها بشتى الطرق كما أن "لكل داء دواء" فإن معرفة الأسباب الكامنة وراءالداء تمثل نصف الدواء.
فالغضب والشحنة الداخلية الناتجة عنه كما يقولون "ريحتطفئ سراج العقل". ورحم الله الإمام الغزالي حينما دلنا على عدم قدرة البشر لقمعوقهر الغضب بالكلية ولكن يمكن توجيهه بالتعود والتمرين. فالله تعالى قال: "والكاظمين الغيظ" ولم يقل "الفاقدين الغيظ".
وبالتالي فإن المطلوب هو توجيهشحنات الغضب لدى الأطفال حتى يصدر عنها ردود فعل صحيحة، ويعتاد ويتدرب الطفل علىتوجيه سلوكه بصورة سليمة، ويتخلص من ذلك السلوك المرفوض وللوصول إلى هذا لا بد منإتباع الآتي :
أولاً : التغلب على أسباب الغضب:
فالطفل يغضب وينفعل لأسبابقد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم... الخ . وعلينا نحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه . فاللعبة بالنسبة له هي مصدرالمتعة ولا يعرف متعة غيرها (فمثلا: يريد اللعب الآن لأن الطفل يعيش "لحظته" وليسمثلنا يدرك المستقبل ومتطلباته أو الماضي وذكرياته ) .
على الأب أو الأم أنيسمع بعقل القاضي وروح الأب لأسباب انفعال الطفل بعد أن يهدئ من روعه ويذكر له أنهعلى استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوءوالذوق في التعبير من مسببات غضبه .
ثانيًا: إحلال السلوك القويم محل السلوكالمرفوض :
1 - البحث عن مصدر تواجد الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل فالطفل جهاز محاكاة للبيئة المحيطة فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة : ( الأسرة – الجيران – الأقران – الحضانة .... )2 - يعزل الطفل عن مصدر الألفاظ البذيئة كأن تغير الحضانة مثلاً إذا كانت هي المصدر... أو يبعد عن قرناء السوء إن كانوا هم المصدر فالأصل – كما قيل - في "تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء " .
3 - إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا .
4 - الإدراك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية وبالتالي التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر أمر لا مفر منه "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" .5 – مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية .6 - فإن لم يستحببعد 4-5 مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيء يحبه كالنزهة مثلاً .7 - يعودسلوك " الأسف " كلما تلفظ بكلمة بذيئة ولا بد من توقع أن سلوك الأسف سيكون صعبًا في بادئ الأمر على الصغير ، فتتم مقاطعته حتى يعتذر ، ويناول هذا الأمر بنوع من الحزموالثبات والاستمرارية.
الـنـوم بالحب.. لا بالخناق
كتبه : مجلة البلاغ
كل شيء بالخناق إلا النوم عند الأطفال بالاتفاق... هذه حقيقة تثبتها كل يوم الدراسات النفسية الحديثة علي عينات عشوائية من أطفال العالم. المشكلة أننا لا نعرف كيف نعقد اتفاقا محببا مع الأطفال حول النوم مبكرا.. بل نكاد لا نعرف بعض المعلومات الأساسية عن عوالمهم الداخلية.
فالنوم عند الأطفال الصغار( حتى الثالثة) يعني الانفصال عن الوالدين والحضن الدافئ واللعب الممتع.. وعند الأطفال الكبار بعد الثالثة يعني تركهم لصراعات داخلية أو اضطرابات عضوية.. ولوضع هذا الاتفاق المحب تقول الدكتورة هناء عبد الله أستاذ علم النفس بكلية التربية النوعية :
" لابد من الالتزام بوقت محدد ثابت لموعد النوم والاستيقاظ و لاتتغير هذه الأوقات إلا في المناسبات الخاصة, وساعات قبل النوم لابد أن تكون هادئة ومرحة بعد وجبة خفيفة للعشاء.. كما يستحب التمهيد للنوم ليذهب الأطفال بكل حب إليه دون عناء إضافة الى أهمية قراءة قصة للأطفال قبل النوم أو الحديث معهم حديثا شخصيا. و لامانع من أن يأخذ الطفل لعبته المفضلة المحببة معه عند النوم لأنها تعمل علي زيادة إحساسه بالمحبة والأمان"وقراءة الاذكارالنوم عليه وقراءة القران
وتضيف الدكتورة هناء عبد الله: كل حالة من حالات اضطراب النوم لها علاج فمثلا إذا كان الطفل يبكي قبل الذهاب إلي النوم أو إذا استيقظ في منتصف الليل. وهذا قد يحدث غالبا في سن الثالثة فعلينا معرفة المؤشرات التي تدل علي أن بكاء الطفل ليس لشد الانتباه و انما لأنه مريض أو مبتل أو متألم فان كان يريد فقط لفت الأنظار يفضل حملة فترة قصيرة وإعادته إلي السرير ثم الاطمئنان عليه كل نصف ساعة.. فالطفل الذي لديه هذه العادة سوف يبكي في أول ليلة ثم يتوقف بالتدريج لو كان الوالدان حازمين.
أما الطفل الذي يعاني من الخوف من الظلام فلابد من معاملته بلطف واحترام وتفهم لخوفه وتزويد غرفته بضوء خافت وإعطاء الغرفة لمسة من الجمال ويفضل توفير صحبة جيدة للطفل بأن ينام مثلا مع أخوته أو مع لعبته المفضلة. ولابد من الحزم في حالة خروج الطفل من السرير بعد دخوله للنوم بفترة قصيرة, أو إذا أراد أن ينام في سرير الوالدين وذلك بمرافقة الطفل إلي غرفته والحديث إليه والعمل علي راحته والبقاء بجواره إلي أن يبدأ بالنعاس.