مواقف نسائيـة خالدة ( لا تفشين له سراً )
استأذنت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها رسول الله
فلما خرج رسول الله بما أفشته من سر غضب، واعتزل نساءه شهراً، حتى أنزل الله تعالى معاتبا رسوله ومخوفاً ومحذرا نساءه قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } التحريم: 1-3·
فكفر رسول الله
(تفسير الطبري 157/28، فتح الباري 503/8)·
لقد عبر الله تعالى عن الحياة الزوجية باللباس، قال تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }
إن كلا من الزوجين ستر للآخر، ستر لأقواله وأفعاله، وحفظ لأسراره، فالمرأة ستر للرجل، ووقاية عندما يوشك أن تغلبه الإرادة، والرجل ستر للمرأة، وصيانة عندما تغلبها العاطفة، ويسيطر عليها ضعف الأنثى·
والله سبحانه وتعالى يصف النساء الصالحات وقيامهن بواجبهن تجاه أزواجهن فيقول تعالى: { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ }
وقد أوصت أعرابية ابنتها ليلة زفافها فقالت: لا تفشين لزوجك سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أو غرت صدره·
ومن جملة ما يجب حفظه ما يكون بين الزوجين عن علاقة خاصة فلا تكون حديثا في المجالس أو سمراً في الندوات
وقد نهى رسول الله رواه مسلم -1437·
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله رواه احمد 456/6·
وبعد هذا التوجيه النبوي الكريم، هل يجوز للمرأة أن تكشف سر زوجها وأن تحدث به الآخرين ؟! إن سراً واحدا تفشيه المرأة قد يهدم بيتها ويؤدي إلى الطلاق، وقد أسر رسول الله أزواجهه شهراً حتى شاع في المدينة أنه طلقهن·
فالمرأة الحكيمة هي التي تحافظ على أسرار بيتها، ولا تحدث بها الآخرين حرصاً على سلامة أسرتها وطلبا لمرضاة ربها وزوجها·
