السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن موانع الهداية كثيرة قد تجتمع كلها في الواحد مرة واحدة، وقد يتخلف بعضها، وقد يحول بين العبد والهداية مانع واحد . وعلى كل سوف نذكر جملة منها، وهي عشرة موانع :
- من موانع الهداية : ضعف المعرفة : فإن كمال العبد في أمرين : معرفة الحق من الباطل ، وإيثار الحق على الباطل ، فإن من الناس من يعرف الحق لكن إيثاره على الباطل قد يكون عنده ضعيفا، والجاهل إذا عرف كان قريب الانقياد والاتباع ، وبهذا يكون قد قطع نصف الطريق إلى الحق وما بقي عليه إلا قوة العزيمة على الرشد "(اللهم أسألك العزيمة على الرشد" رواه أحمد (( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)) الكهف : 68 ، وهذا السبب هو الذي حال بين كثير من الكفار وبين الإسلام ، فإنهم لا يعرفون عنه شيئا، ومع ذلك يكرهونه ، وكما قيل :الناس أعداء لما جهلوا.
ومن المؤسف جهل المسلمين في هذه الأيام بحقيقة هذا الدين ، فمنهم من يقول : إذا تبت وأنبت إلى الله وعملت صالحا ضيق علي رزقي ونكد علي معيشتي ، وإذا رجعت إلى المعصية وأعطيت نفسي مرادها جاءني الرزق والعون ، ونحو هذا. هو يعبد الله من أجل بطنه وهواه ، وإذا حصل مثل هذا فالله يختبر صدق العبد وصبره ، فلا إله إلا الله ! كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل ، ومتدين لا بصيرة له ، ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين ، أما قرأت قوله تعالى : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف )) الحج : 11 ، فسبحان الله ! كم صدت هذه الفتنة الكثير عن القيام بحقيقة هذا الدين ، والسبب : الجهل بالدين ، والجهل بحقيقة النعيم الذي يطلبه ويعمل من أجل أن يصل إليه ، كم نسبة نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة؟ أما الأوامر والنواهي فهي رحمة وحمية، ونغص الله الدنيا على المؤمنين حتى لا يطمئنوا إليها ويركنوا إليها ويرغبوا في نعيم الآخرة .
2- ومن موانع الهداية عدم الأهلية : فإنه قد تكون المعرفة تامة لكن يتخلف عنه عدم زكاة المحل وقابليته (( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون )) الأنفال 23 ، مثل : الأرض الصلدة التي يخالطها الماء، فإنه يمتنع النبات فيها لعدم قبولها، فإذا كان القلب قاسيا لم يقبل النصائح ، وأبعد القلوب من الله : القلب القاسي ، وكذا إذا كان القلب مريضا ، فلا قوة فيه ولا عزيمة ، لما يؤثر فيه ا لعلم . ومن صفاتهم كما وصفهم الله : (( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون )) الزمر :45 .
ومن موانع الهداية الحسد والكبر : وقد فسره عليه الصلاة والسلام بأنه ("بطر الحق وغمط الناس " ، وضده التواضع ، وهو قبول الحق مع من كان ، ولين الجانب ، والمتكبر متعصب لقوله وفعله ، وذلك هو الذي حمل إبليس على عدم الانقياد للأمر لما أمر بالسجود ، وهو داء الأولين والآخرين ، إلا من رحم الله ، وبه تخلف اليهود عن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد عرفوه وشاهدوه ، وعرفوا صحة نبوته ((الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)) البقرة : 146 ، فذكر سبحانه أنهم يعرفون صفات الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم ولكنهم قوم بهت . وبهذا الداء امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن الإيمان ، وبه تخلف الإيمان عن أبي جهل ، ولهذا لما سأله رجل عن امتناعه مع أنه يعرف أنه صادق قال : تسابقنا نحن وبنو هاشم على الشرف حتى إذ ا كنا كفرسي رهان قالوا، منا نبي ، فمتى ندركها؟ والله لا نؤمن به ، وكذلك سائر المشركين فإنهم كلهم لم يكونوا يرتابون في صدقه ، وأن الحق معه ، ولكن حملهم الكير والحسد على الكفر والعناد.
بإذن الله سوف اكمل بقية النقاط ولكم شكري
okok @okok
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️