الأحد 1435/7/12
الموافق 2014/5/11
الموضوع:موجات الغبار المتتالية
التفصيل:
تشير التحاليل المناخية أن تزحزح الجسد الصيفي على صدر مجلس المنظومة الطقسية سيكون بتعسر ويتمثل ذلك بخلخلة مناخية حادة يتولد عنها غبار وأتربة وأمطار ورطوبة في آن واحد
وتعتبر هذه السنة من السنوات الغبارية لتجاوز عدد الأيام المغبرة عن المعدل الطبيعي حتى هذه اللحظة وهي مماثلة لسنة 1424هـ من تكرار الموجات الغبارية إبان مدخل الصيف الفعلي آنذاك, ومن المتعارف عليه أن الغبار تخف وطأته على جبهة السماء في موسم الكنة إلا أن هذه السنة اشتددت قوته مع دخول الكنة وأصبح قرين السماء وهذا من الشواذ المناخية والتي لم تكن معهودة إلا في السنوات العشر المتأخرة
والغبار ليس له بداية كما أنه ليس لها نهاية وكما يقول العامة ... الغبار منا وبنا.. لكنه في أوقات يزورنا على فترات متباعدة وأخرى يزورنا على فترات متقاربة
ونحن الآن نعيش فتراته المتقاربة وفي السابق كان الغبار المستمر لا يوجد إلا في منطقة جازان فهو يستمر لمدة تتجاوز الثلاثة شهور بشكل دائم وقائم لا يكل ولا يمل في الفترة السابقة لموسم الصيف الفعلي بما يسمى عندهم بموسم الغبيرة
أما في أيامنا المعاشة فالغبار بدأ يتعاطى جل مناطق المملكة على فترات متقاربة جداً كما هو معاش الآن ,, فالغبار يبسط ستاره على الشمالية والوسطى والشرقية وأجزاء من الغربية بتراتيبية متمرحلة زمانياً
ومن المتوقع أن يستمر التتابع الغباري حتى ينتهي موسم الأمطار الطبيعي المقرر له بعد أسبوعين ,, وحينذاك يبدأ الغبار يزورنا على فترات متباعدة ولا يعني هذا انقطاع الغبار بل ستكون زيارة على مدد متباعدة وينقسم الغبار إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي وغبار مستورد والمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالبا أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام والعراق ولونه أبيض كالدقيق وغالبا تكون جزيئاته عالقة مع حرارة الشمس وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي أنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوب بحمرة
وتعتبر المملكة من محطات الغبار العالمية إذ أنها تقع في النطاق الصحراوي المداري الجاف لغرب القارات وتقع أيضا تحت سيطرة منخفض الهند الحار في الصيف ومرتفع سيبيريا في الشتاء مما يجعلها في مهب الرياح القارية الجافة التي تحدث عواصف رملية تحمل في طياتها الغبار والرمال و الأتربة فتؤدي إلى تغير لون السماء من الأزرق إلى الأحمر الباهت أو الأصفر الغامق ومن المتوقع أن الغبار هذه السنة سيأتينا على شكل هجمات مباغته لدخولنا في مرحلة السنة الغبارية
الباحث الفلكي
د.خالد بن صالح الزعاق
مرصد الزعاق للدراسات الفلكية والجيوفيزيائية

ثمة حنين~~ @thm_hnyn_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️