
موسم الحُلة البيضاء

عندما تغير الطبيعة كسائها ..
وترتدي حلة الشتاء الأبيض
ينتابني شعور بالنقاء والصفاء..
شعور بالبراءة
أتأمل الأشجار وقد كسا البياض أوراقها
وأغصانها..

أتأمل الأطفال وهم يتقاذون بكرات الثلج
يصنعون رجل الثلج
كل شئ بالثلج الأبيض!!
وفجأة يتحول الشعور الى كآبة
ورثاء لحال إخوة لنا هُجِّروا من
دفئ بيوتهم وأوطانهم!!
فتلك الحلة تحمل الكثير من المعاناة
لبعض البشر !!
منظر من مخيمٍ حلَّ به الشتاء!!
فكساه بياضاً!!
يأسر العين من جماله
ويدمي القلب من قسوته!!

جلست تلك السيدة بالقرب من مدفأة
فاخرة !! رمي بداخلها كوم الخشب
فتصاعدت ألسنة النار!!
وهي بكرسيها الهزاز
وقد تدثرت بالفرو الناعم
وكأس من حليب الشوكولا الدافئ
بيدها وأنغام الموسيقى الهادئة تطربها!!

وهناك في الجهة الأخرى!!
في مكان لا يبعد عنها كثيراً
مخيمات من أشباه بيوت!!
لا تقي ولا تحمي من شئ!!
ألبستها الطبيعة حُلة بيضاء
لا ترغب فيها!! وتمقتها
وبداخل كل بيت متهالك
عوائل تحتضن بعضها
بحثاً عن الدفئ!!

ياشتاءُ رفقاً ..
وكن دفئاً وسلاماً على أهل الشام
كما كانت النار برداً وسلاماً
على سيدنا إبراهيم !!
ياشتاءُ على هونِكَ ..
فإخوةٌ لنا...
لا مأوى لهم !!
ولا كساء لهم !!
إفترشوا العراء!!
وأصبحوا ينظرون برعب الى تلك الحُلة
وكأنها أشواك في جلودهم ...
رغم نقاوة وصفاء وبهجة سقوط التلج
الا اننا تمنينا ان لا يسقط..
ليس بيدنا الا العاء لاهلنا في سوريا
بان يفرج كربهم ويحميهم
بصراحه تعجز الكلمات عن الوصف
سلمت اناملك بانتظار جديدك دوما