بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبيينا محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الى قيام يوم الدين.
ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وما زلنا في تتبع موقع الامام الحسن عليه السلام في آيات الله تعالى ولا نزعم اننا سنحصي ذلك كله لكننا نأخذ عينات ذات طابع دلالي بابعاد مختلفة فكما تحدثنا في الحلقة الماضية عن آية المباهلة نأتي اليوم لنرى موقع الامام الحسن(ع) في آيات بسورة الانسان وعلى الاخص آية ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً واسيراً، انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً. فقد اورد صاحب الدر المنثور قال: اخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال:نزلت سورة الانسان بالمدينة كما اخرج ايضا ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه قال: نزلت هذه الاية في علي بن ابي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص) وفي الكشاف عن ابن عباس ايضا ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) في ناس معه فقالوا يا ابا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برءا مما بهما ان يصوموا ثلاثة ايام فشفيا وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري ثلاث اصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة اقراص على عددهم فوضعوها بين ايديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال:السلام عليكم اهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صائمين فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ووقف عليهم اسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك فلما اصبحوا اخذ علي بيد الحسن والحسين واقبلوا الى رسول الله (ص) فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوء في ما ارى بكم فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها وقد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرائيل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في اهل بيتك فأقرأه السورة. والرواية مروية بعدة طرق فقد نقلها البحراني في غاية المرام عن ابي المؤيد الموفق بن احمد في كتاب فضائل امير المؤمنين باسناده عن مجاهد ابن عباس وكذلك الحمويني في كتاب فرائد السمطين ونقلها الثعلبي باسناده عن ابي صالح عن ابن عباس كما رواه صاحب مجمع البيان عن الواحدي في تفسيره. وفي تفسير القمي عن ابيه عن عبد الله بن ميمون عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام: قال كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين فقال: مسكين رحمكم الله فقام علي (ع) فاعطاه ثلثا فلم يلبث ان جاء يتيم فقال: اليتيم رحمكم الله فقام علي فاعطاه الثلث ثم جاء اسير فقال: الاسير رحكمكم الله فاعطاه علي (ع) الثلث وماذاقوها فانزل الله سبحانه الآيات فيهم وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل.وهي كما يرى الاخوة المشاهدون رواية ملخصه عن الاولى التي نقلناها. والاية كما هي عامة في صيغة الجمع اي تشمل الابوين علياً وفاطمة والحسنين عليهم السلام فهم جميعهم المعنيون بالخطاب فهم الابرار الذين يشربون من الكأس الممزوجة بالكافور وهم الذين يوفون بالنذر وهم الذين اطعموا الطعام على حبه وهم الذين يقيهم الله شر ما يحذرون ويخافون وهم الذين يجزيهم ربهم بما صبروا جنة وحريراً وهم الذين يرى الخلق نعيمهم يوم القيامة وملكهم الكبير وهم اصحاب السعي المشكور. ومع كل هذه الاوصاف لا نجد ذكراً للحور العين في الجنة وهو ما التفت اليه بعض المفسرين فيما استخرجه من مرويات اهل البيت (ع) ان الله تعالى لم يأت على ذكرهن احتراماً لوجود فاطمة عليها السلام ضمن المجموعة التي نزلت فيها الايات. وايضا نجد ان الحسنين (ع) كانا آنذاك دون العشر سنوات حتماً فكيف يجزون هذه الجزاءات وهم غير مكلفين على وفق قاعدة ان الصبي قبل البلوغ غير مكلف؟؟ والجواب ان القضية تكمن هنا لان الله اراد ان يدلنا على خصوصية الحسن والحسن عليهما السلام وان سنهما ليست ما نعة من التكليف لانهما امامان والامام امام من ولادته الى وفاته وبهذه الايات وشبهها نعرف عمق المغزى الذي اراده رسول الله (ص) بقوله الحسن والحسين امامان قاما او قعدا، وفي رواية اخرى انتما الامامان ولامكما الشفاعة. فهما حجتان لله تعالى على الخلق على مستوى تقدمهما لامامة الخلق قاما او قعدا حكما ام لم يحكما، لان الامام يعني دوما ان يكون قطب رحى هذه الامامة ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير. ولقائل ان يقول نريد مزيداً من الادلة على ما تقول ونحن بدورنا نجيب انه فضلا عن كثير من الايات في هذا الشان وفضلا عن اجماع الامة على ان الحسنين اختصا بآيات من كتاب الله ولا اختلاف في ذلك فان السنة النبوية الشريفة لم تترك مفصلا الا واشارت الى ذلك فمثلا نجد ان الحسنين (ع) هما الوحيدان اللذان قبل رسول الله (ص) بيعتهما في بيعة الرضوان دلالة منه (ص) على ان تكليفهما مختلف عن كل من يجايلهما من اطفال المسلمين فقد قال الشيخ المفيد رحمه الله وكان من برهان كما لهما عليها السلام وحجة اختصاص الله تعالى لهما بعد الذي ذكرناه من مباهلة النبي (ص) بهما بيعة رسول الله (ص) ولم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما ونزول القران بايجاب ثواب الجنة لهما على عملهما مع ظاهر الطفولية فيهما ولم ينزل بذلك في مثلهما قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً يتيماً واسيراً. وقال المأمون العباسي في ضمن احتجاجه على اهل بيته فيما يتعلق بالامام الجواد (ع) بعد اعتراضهم على صغر سنه ما نصه: ويحكم إن اهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل وأن صغر السن لا يمنعهم من الكمال اما علمتم ان رسول الله (ص) افتتح دعوته بدعاء امير المؤمنين (ع) علي بن ابي طالب عليه السلام وهو ابن عشر سنين وقبل منه الاسلام وحكم له به ولم يدع احداً في سنه غيره؟ وبايع الحسن والحسين عليهما السلام وهما دون الست سنين ولم يبايع صبيا غيرهما اولا تعلمون الان ما اختص الله به هؤلاء القوم وانهم ذرية بعضها من بعض يجري لاخرهم ما يجري لاولهم. ومن الواضح الذي لا مراء فيه ان البيعة التي قبلها رسول الله (ص) من الحسنين (ع) تعني انه قبل منهما الالتزام والتعهد بشروط تلك البيعة التي هي من اعظم الامانات على الاطلاق دلالة منه علىالاشارة الى شخصهما لتحمل مسؤولية الامامة الدينية لهذه الامة. فان القادر علىالايفاء بمستلزمات البيعة وهو طفل دون غيره هو الاجدر بتحمل المسؤولية وهو كبير. ومن الادلة على ذلك ايضاً من السنة النبوية ايضا ان رسول الله (ص) اشهد الحسن والحسين(ع) على كتاب عهد جرى بينه وبين وفد ثقيف الذين قدموا الى المدينة وكانت الوثيقة مؤلفة من اثني عشر بنداً مع العلم ان الوفد كانوا نزلاء المسجد قد ضربت لهم قبة منه مما يعني وجود شهود كثيرين من صحابة النبي (ص) فلماذا يصر رسول الله (ص) على اشهاد الحسنين على صغر سنهما مع ان الكاتب كان خالد بن سعيد بن العاص كما يروى ابن سعد في طبقاته الجزء الاول صفحة 285 وقبول الشهادة له خصوصية ايضا فهو يدل على ان النبي ارتضى الدرجة العالية من التمييز التي تشترط فضلا عن التعقل التام وهي شهادة على معاهدة سياسية خطيرة ترتبط بها دماء الناس واموالهم واعراضهم. ومعلوم ان قبول الشهادة يعني قبول عدالة الشاهد وتكاد الامة تجمع على ان البلوغ من شرط العدالة وهي قاعدة منخرمة في حق الحسن والحسين (ع)، اذا ان شهادتهما المقبولة لدى النبي (ص) جعلت من عدالتهما وخصوصية تلك العدالة واقعا قائما لا محيص من الاعتراف به. ايها الاخوة المشاهدون ونجد الامام الحسن واخاه الحسين (ع) حاضرين في عقل رسول الله وفي لبه كما شهد بذلك بعض من عادى ذريتهما واعمل فيها السيف والقتل اقصد هارون العباسي الذي حدث هو نفسه عن المهدي العباسي عن ابي جعفر المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال: اي ابن عباس بينما نحن عند رسول الله (ص) اذا اقبلت فاطمة (ع) تبكي فقال لها النبي (ص) ما يبكيك؟ قالت يا رسول الله ان الحسن والحسين خرجا فوالله ما ادري اين سلكا فقال النبي (ص): لا تبكي فداك ابوك فان الله عز وجل خلقهما وهو ارحم بهما اللهم ان كانا اخذا في برٍ فاحفظهما وان كانا اخذا في بحر فسلمهما فهبط جبرائيل (ع) فقال يا احمد لا تغتم ولا تحزن هما فاضلان في الدنيا فاضلان في الاخرة. وابوهما خير منهما قال ابن عباس فقام رسول الله (ص) وقمنا معه حتى اتينا حظيرة بني النجار فاذا الحسن معانق الحسين واذا الملك قد غطاهما بأحد جناحيه فحمل النبي (ص) الحسن واخذ الحسين الملك والناس يرون انه حاملهما فقال ابو بكر وابو ايوب الانصاري يا رسول الله الا نخفف عنك بأحد الصبيين فقال: دعاهما فانهما فاضلان في الدنيا والاخرة وابوهما خير منهما ثم قال: والله لأشرفنهما اليوم بما شرفهما الله فخطب فقال: ايها الناس الا اخبركم بخير الناس جداً وجدة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد، الا اخبركم ايها الناس بخير الناس اماً واباً قالوا: بلى يارسول الله قال: الحسن والحسين ابوهما علي بن ابي طالب وامهما فاطمة بنت محمد . الا اخبركم ايها الناس بخير الناس عماً وعمة قالوا بلى يا رسول الله قال الحسن والحسين عمهما جفعر بن ابي طالب وعمتهما ام هانئ بنت ابي طالب. الا ايها الناس الا اخبركم بخير الناس خالا وخالة قالوا: بلى يا رسول قال: الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول وخالتهما زينب بنت رسول الله (ص) الا ان اباهما في الجنة وامهما في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة ومن احبهما في الجنة ومن احب من احبهما في الجنة. وفي كتاب الال عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (ص) قالت الجنة يا رب أليس قد وعدتني ان تسكنني ركناً من اركانك؟ قال فأوحى الله اليها اما ترضين اني زينتك بالحسن والحسين فأقبلت تميس كما تميس العروس اخوة الايمان نستكمل واياكم في الحلقة المقبلة بعضا من مناقب الامام الحسن عليه السلام ان شاء الله تعالى.
ماتعليقكم على هذا الموضوع لاني شفته في احد المنتديات

سحابه خير @shabh_khyr_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اكيد الموقع ده شيعى
وبصراحة فار دمى لما قريت الكلام ومش قادرة اكمّل
حسبى الله ونعم الوكيل