وجه إلى الإمام بن باز رحمه الله تعالى سؤالاً هذا نصه..
سماحة الشيخ : هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد ، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة ، فما رأي سماحتكم؟
فأجاب :
بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فقد قال الله عز وجل :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر ، وهم : الأمراء والعلماء ، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة ، وهي فريضة في المعروف .
والنصوص من السنة تبين المعنى ، وتقيد إطلاق الآية بأن المراد : طاعتهم في المعروف ، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي ، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية ، لكن لايجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة )) ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))
وسأله الصحابة رضي الله عنهم - لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرنا؟ قال : ((أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم)) قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله)) وقال ((إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ))
فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ، ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان؛ وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما ، فيختل به الأمن ، وتضيع الحقوق ، ولا يتيسر ردع الظالم ، ولا نصر المظلوم ، وتختل السبل ولا تأمن ، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر كثير ، إلا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان ، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة ، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا ، أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج؛ رعاية للمصالح العامة .
والقاعدة الشرعية المجمع عليها : ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه ) . أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين ، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا عندها قدرة تزيله بها ، وتضع إماما صالحا طيبا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين ، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس ، أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير ، واختلال الأمن ، وظلم الناس ، واغتيال من لا يستحق الاغتيال . . . إلى غير هذا من الفساد العظيم ، فهذا لا يجوز ، بل يجب الصبر ، والسمع والطاعة في المعروف ، ومناصحة ولاة الأمور ، والدعوة لهم بالخير ، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .
هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة ، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير ، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر . نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .
المصدر:نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة
(( مجموع الفتاوى لابن باز ـ رحمه الله ـ 8/202))

همسااااات صاااادقة @hmsaaaaat_saaaadk
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بومزنة
•
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وأود أن أضيف هذه الفائدة :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجميل القيم مفتاح دار السعادة2\177-178:
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم
بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم فإن استقاموا استقامت ملوكهم وإن عدولوا عدلت فيهم
وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم
وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك
وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم ولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها
وإن أخذوا ممن يستضعونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ملا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة
فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم
وليس في الحكمة الإلهية أن يولي على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم
ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شيبت لهم الولاة
فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها
وأود أن أضيف هذه الفائدة :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجميل القيم مفتاح دار السعادة2\177-178:
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم
بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم فإن استقاموا استقامت ملوكهم وإن عدولوا عدلت فيهم
وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم
وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك
وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم ولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها
وإن أخذوا ممن يستضعونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ملا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة
فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم
وليس في الحكمة الإلهية أن يولي على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم
ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شيبت لهم الولاة
فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها

نعم صدق ابن القيم رحمه الله ومصداق >لك قول النبي صلى الله عليه وسلم:" كما تكونوا يولى عليكم" صحيح
جزيتن خيرا على ماسطرته اناملكن الطيبة الصادقة
جزيتن خيرا على ماسطرته اناملكن الطيبة الصادقة

بومزنة
•
أختي الكريمة بارك الله فيك : هل كما تكونوا يول عليكم
حديث صحيح ؟
لأني سمعت أنه ليس بحديث وإنما حكمة تقال
والله أعلم
وفقكم الله وبارك الله فيكم
حديث صحيح ؟
لأني سمعت أنه ليس بحديث وإنما حكمة تقال
والله أعلم
وفقكم الله وبارك الله فيكم

الصفحة الأخيرة
والقاعدة الشرعية المجمع عليها : ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه ) . أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين ، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا عندها قدرة تزيله بها ، وتضع إماما صالحا طيبا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين ، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس ، أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير ، واختلال الأمن ، وظلم الناس ، واغتيال من لا يستحق الاغتيال . . . إلى غير هذا من الفساد العظيم ، فهذا لا يجوز ، بل يجب الصبر ، والسمع والطاعة في المعروف ، ومناصحة ولاة الأمور ، والدعوة لهم بالخير ، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .
هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة ، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير ، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر . نسأل الله للجميع التوفيق والهداية . )))
000000000000000000000000000000000000000000000000
رحم الله العلماء جميعهم 0000 لم يتجرأ هؤلاء التكفيريين اٍلا بعد وفاتهم0
وكم تكلمنا وناقشنا بعض الأخوات في المنتدى عن هذا الأمر ولكن لاحياة لمن تنادي
يقمن بتصفح المواقع التكفيرية والتي يتخفى اصحابها بحب الجهاد 00 فيقمن بنقل كل ما يكتبه هؤلاء التكفيريين في منتدانا بلا فهم0000 واٍذا نصحتيهن وناقشتيهن بالدليل اتهموك بأنك منافقة أو عميلةأو000
وهن لأحكام الشريعة وقواعدها جاهلات
أسأل الله لي ولهن الهداية0000