موضوع غير حياتي100٪ ( الجزء الثاني ... الروايه كامله ) الزوج الجنوبي

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هنا باذن الله سأنزل الروايه كامله وأجزاء ...! مع معاناة النت المتقطع..!


وطامعه في اسعادكم وفي دعواتكم ........



موضوع غير حياتي 100 / عرفت ماكنت اجهله في زوجي100٪ نصيحه ذهبيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بنات ماادري كيف ابدا وكيف اخبركم
اغلبكم صار يعرفني
وصار الاغلب يتعاطف معي كثيرا بمواضيعي ...
ومشاكلي الكثيره ..
والحمدلله ربي هداني وصرت اتنقل بقوقل بين قصه واخرى ..! لاني احب القصص واكثر شي استفيد منه القصص .. تكسبني خبره وتعطيني دوافع في بعض الامور فضلاً عن انها
تسليني ،، وتصبرني بوجود قصص مشابهه لحياتي ..!!
المهم طحت على قصه بأنامل انسانه ليست بالعاديه ..! بل دكتوره
واستشاريه اسريه ..!!
ونصائحها من خلال قصه تروي تفاصيلها ......!! فرحت
وزاد فرحي واشتد سروري وماكدت اصدق انها تتكلم عن زوجي بالذات .....!! يالله💔
سبحانك ماااكرمك ..! سالت دموعي.😭
روايه تحكي عن مشاكلي بشل دقيق ،..! والدكتوره تنصح وتبرر وتعطي حلول 😭😭
يالله ماشاكلي اللتي طالما طرحتها هنا ... كنت اظن ان ليس لي شبيه !! طلعت طبيعيه ولها حل !

بنات القصه تتكلم عن (((((( الرجل الجنوبي ...))))))
واسمها
رواية برود ومطر د. ناعمه الهاشمي ..
ربي يجزاها خير
اشكرها من كل قلبي ❤️

وفيه لها روايه عن الرجل الشمالي باسم ام باسمه
كلها روووووعه
انتي شوفي وين زوجك فيهم
انا كنت اعرف انه جنوبي قرات قصه برود ومطر
رووووووووووووووووووووووووووووو ووعه رووووعه
👍👍👍👍👍👍👍
لاتفوتكم بنات خصوصا اللي يخونها زوجها .
فعلااا قلبت حياتي مع زوجي
صرت اررررحمه
كم كنت قاسيه عليه وماافهمه😔😔😞

بالتوفيق .
ودعواتكم ... ربي يسخره لي ..
ويسعدنا
ويرزقنا من واسع فضله .







---------------👇👇-------


.
يارب تستفدون من هالقصة الرائعة كتبتها لاستاذةناعمة الهاشمي والله نصائح حلوة وموضوع اكتر من رائع بالنسبة لرجل غربي شمالي جنوبي تتعرفون عليه من موضوع بوصلة شخصية هنا بالمنتدي


.........((( ___ الروااااـيه كامله __ ))) .........


👇👇👇👇👇

>> الـ رــوــاـيـه <<

نسمات العصر المنعشة، وضوء شمس العصرية الجميل، ورقرقات الماءفي حوض السباحة للأطفال أمامي، كان كل ما أبحث عنه ذاك المساء، فبعد أسبوع طويل من العمل الجاد احتجت للهدوء والاسترخاء، بصحبة صغاري، وبينما كنت مسترخية إذ بأنامل ابنتي على كتفي تنبهني، : ماما، شوفي هناك، المرأة اللي في البوفيه، تطالعك من ساعة يمكن،اتعرفينها،...؟؟
نظرت حيثأشارت ابنتي لأرى إمرأة تجلس هناك ، وتحدق بي بابتسامة، امرأة اظن اني اعرفها، حاولت أن أتذكرها، ترى من هذه وجهها ليس غريبا، يكاد يكون مألوفا، لكني لم اجد لها معرفا بعد...!!!، …….. فقلت قد تكون عميلة قديمة، نسيت وجهها، أو متدربة، في إحدىدوراتي، ….. وعندما أردت أن أرفع عيني عنها، وجدتها تلوح لي بيديها، ثم قامت منكرسيها، وخرجت من البوفيه، متجهة نحوي، وبينما كانت تقترب،

كانت صفحات الذكرى تتقلب سريعا في فكري، صفحات انبثقت من خزانة الذكريات الجميلة، والأيام الحالمة، تلك هي ، تلك هي صديقتي القديمة....!!!!


كانت برود حديث الجامعة قبل سنوات طويلة عندما كنا زميلتينندرس في ذات الكلية، اكتسبت ألقابا عديدة ولأسباب متعددة،كانت تسمى بذات الوشاح المخملي، لفرط أناقتها، وعلوذوقها،وسميت بالقطة السيامية، لروعة هيئتها، ورقةسلوكياتها، وجاذبية طلتها،
وكنت شخصياأسميها العاصفة، لأنها لا توجد في مكان إلا وتثير عواصفالإعجاب، ...!!! أهلا يا برود قلت في نفسي قبل أن تدنوا مني... وشعرت بشيء من الحنين إلى الماضي اللطيف، ...







كانت برود إحدى صديقاتي المقربات، ألتقيتها في الجامعة تعرفت عليها في مساق جمعنا، فوجدت فيها انسانة تستحق التقدير، والثقة، وكانت مجتهدة ومتفوقة، وكنت أحب التعامل مع هذا النوع من الطالبات، فهن يشعن في النفس المزيد من الحماس للدراسة والعمل، اليس الصديق قبل الطريق،

الحياة في الجامعة لم تكن لتمضي بلا صديقة صدوقة، ورغم وجودالكثير من الصديقات حولي، بقيت هي أكثرهن قربا مني،والغريب، أنه رغم تلك العلاقة الوطيدة والصادقة التي جمعتني بها، إلا أننا افترقنا بعد التخرج، فراقا مفاجئا، ولست أذكر كيف، ولاأذكر من منا توقفت فجأة عن الإتصال بالأخرى،



شريط الذكريات مر أمام عيني سريعا كومضات لحظية خاطفة، وأنا أنظرإليها تقترب نحوي، وابتسامتها الدامعة تسبقها، وذراعيها يهمان بالإحتضان، …………: بَرود..!!! قلت بصوت مخنوق: لا أصدق ……


دعوتها لتجلس: كيف حالك،………..؟ ياه بعد كل تلك السنوات، …….

- كنت أراقبك منذ زمن، وترددت في الحضور للسلام عليك، ثم ما إنرأيتني حتى شعرت بقدمي تسبقاني إليك….

- ولم ترددت..... لا تعلمين كم من السنوات وأنا أبحث عنك، لمأجد لك رقما، حتى هاتف بيتكم تغير....

- تجاملينني، أم حاولتفعلا،

- بل حاولت، ...... وقد سألت عنك بعض الصديقات، ولكنهن جميعالا يعلمن عنك شيئا،

نظرت بعد سماعها هذه العبارة باتجاه الحوض، وقالت: طيب، .... كيف حالك أنت.....؟ هؤلاء أولادك......؟

- نعم، وأنت أليس لديك أولاد....؟؟

- بلى.... هناك،

فنظرت للبعيد، فرأيت طفلتين تلعبان، وطفل صغير تحمله الخادمة،

- ماشاء الله، ربي يخليهم، ......

ثم نظرت إلي من جديد، تلك النظرةالتي لم تتغير،عندما تكون زعلانة، وحزينة، وتريد أن تقول شيئا، وعندما بادلتها النظرة، ابتسمت: أشعر أننا لم نفترق يوما، كأني كنت البارحة معك، نتسلى بمنطقة الأشياء، فضحكت وقلت لها: إذا لا زلت تذكرين،

- طبعا أذكر، وهل هناك شيء آخر يستحق الذكرى أكثر من تلكالأيام، أجمل أيام حياتي، ....
- أتذكرين..........
وصرنا نستعيد الذكريات الجميلة ونضحكعليها، ....... كانت منسجمة معي، وكأن الدنيا هاهنا، وكأن العالم من حولها لم يعديعنيها، لا اعرف لما شعرت بأن برود التي تجلس أمامي شخصية مختلفة، لديها نزعة غريبة نحو الضحك والاستخفاف بكل شيء، كذلك فثمة حزن عميق يغتصب ضحكاتها،

كنت اراقبها عن كثب، كنت اتفرس في وجهها، بلا تخطيط مني، جرني شعوري إلى ذلك...

بَرود تلك الفتاة التي أثارت جنون الفتيات، وأشعلت غيرتهن في كل المناسبات، تجلس أمامي اليوم، بوجه ذابل، متعب، حزين متألم، لا مساحيق، وثوب تقليدي عادي، ....... لغتها الجسدية، تخبرني كم يؤلمها الجرح، ويداها الساقطتان على حجرها، تنمانعن عمق المأساة، وشفتاها الباردتان، تكتمان صرخة الكرامة، وأنين الهجر، عيناها اللتين كانتا تشعان بالحياة والشقاوة، أصبحتا راقدتين ساكنتين سكون القلق، والإحباطمعا،

وجهها يحتج على الألم، والألم يحتج على التعبير، والسعادة التيتبديها بلقائي، كفرحة طفل يتيم بطيف والدته في المنام، لعلي في هذه اللحظة بالنسبةلها لست أكثر من رائحة الذكريات الجميلة، ولست أجمل من أسطورة مضت ولا سبيل لعودتهااسمها السعادة.........

انتبهت أني أراقبها، وهي تتحدث فصمتت، ثمابتسمت: كدت أنسى أنك تتفرسين الوجوه، ......!!
ثم نظرت باعتراض مفتعل: لا أسمح لك.........،فابتسمت وقلت بترقب: ومتى كنت تسمحين،...... !!!!
قالت من جديد: أنا جادة لن أسمح لك بتحليلي ليس من جديد......!!!

فاسرعت لأسألها باهتمام: كيف حالك هل أنت سعيدة......؟؟

أجابت بتردد، نعم إلى حد ما، تعلمين للسعادة معاني كثيرة، فعن أي سعادة تسألين...

- اقصد السعادة، التي لا تحتمل التأويل، فهل أنت سعيدة يا برود، ...

- ما رأيك أنت..... هل ابدوا لك سعيدة....؟؟

- ما يبدوا لي يا برود لا يغني عن الحقيقة بشيء، فلعلك متعبة، ..

- تقصدين هذا الوجه المتعب، .. نعم صدقت أنا متعبة.. ولست سعيدة أيضا، .. والآن كفي عن تفرس وجهي، ... بالله عليك لم تتغيري، لازلت تقرئين الوجوه حتى اليوم.... (( ثم صمتت، فيما ألقيت نظرة على اطفالي لأطمأن عليهم ... فقالت من جديد: إذا فقد فعلتها وحققت حلمك، وأضحيت استشارية، وانبريت في حل المشاكل، سمعتك الطيبة وصلتنا، وسمعت عنك كل خير...

- وكيف سمعت،...؟؟؟

- قد لا تصدقين، لكن إحدى عميلاتك هي أمي، ......جاءتك إمرأة من فترة تشكو ابنها، تلك أمي، .....

- أمرأة تشكو ابنها، صحيح، ...... لكنها جاءت منذ فترة طويلة،

- نعم، وقد أخبرتني عن نصائحك، ولم تكن تعلم أنك صديقة قديمة،عرفتك من اسمك، ووصفها لك، فقلت هذه أكيد ناعمةصديقتي،....

- والدتك تبدو أصغر سنامنك،

- تلمحين، لا تلمحي، انا أعرفك، فلا تستخدمي معي هذه الخدعة،قولي لي مباشرة أني أضحيت بشعة وعجوزا، عادي، لن أزعل، فهذه حقيقة، كبرت، ......... تعرفين الأولاد يشيبون شعر الرأس،

- ابتسمت لها بلا تعليق، فقالت بتهكم: ماذا لا تصدقين .؟........ نعم إنهم الأطفال، وتضحك،فلولاهم، لطلبت الطلاق من والدهم الأناني ...... وتنهدت بعمق ٍ، ........... إنه سر تعاستي، ... اعتذر ان استخدمت كلمات تخدش سمعك، ...و أعتذر لأني اضحيت مختلفة، بت حاقدة....
تقول تلك الكلمات، وتلتفت نحو اطفالها لتطمأن عليهم، ... (( أنظري لهم، .... إنهم ابرياء لا يستحقون أن اغدر بهم، لأنجو بنفسي )) ثم تصرخ عاليا: ريتا خذي بالك الطفل سيسقط، ..... ثم تنظر لي مجددا، إنه نشيط جدا، أكثر من أخوته، أشعر به ينموا قبل أوانه، ...
فقلت موافقة: ما شاء الله، حفظه الله لك من كل شر.... ماذا تشربين يا برود، .....
- شاي، ....... كنت قد اشرت إلى النادلة في تلك اللحظات، ..... لتقترب بدورها وطلبت منها الشاي، .... ثم التفت إلى برود من جديد وقلت :لا أراك حاقدة يابرود، بل مجروحة ربما، ، رفعت عينيها نحوي بنظرة ذات مغزى، فابتسمت لها مطمأنة وتابعت الحديث (( لا زالوجهكصادقا كما كان، ولا زلت المس قيمك الجميلة في محياك، أنت لم تتغيري، إنما محبطة فقط، )) فردت بنظرة متسائلة تطلب المزيد، وكأنها تبحث فيني عن اثبات يعيد لها الثقة في نفسها، فتابعت قائلة (( أنت بخير، .... )) ثمة راحة كست وجهها، وروح علت وجنتيها فردت بهدوء وخجل (( كنت متأكدة أنك ستفهمين، وأني سأجد عندك اجابات لأسألتي، أردت زيارتك في مكتبك منذ زمن، لكني ترددت كثيرا، دائما كنت اتردد، كل مرة اضع لنفسي سببا لعدم زيارتك....... لا أعرف فلر بما خجلت من لقائك وأنا بهذا الشكل، انظري كيف أصبحت، كنت اتابع اخباركن من بعيد، وأعلم أن كل واحدة تزوجت واعتلت منصبا، وتتابع حياتها بنجاح، بينما أنا تعثرت حياتي كثيرا، .... لم أنجح عبر أي جهة فيها...... انجازي الوحيد في دنياي، أطفالي...
- كنت قوية جدا، كنت متفائلة دوما، .. أكثر ما جعلني أحترمك هو اصرارك الدائم على نيل الامتياز، مع ان من يراك لا يصدق ان لديك وقت للمذاكرة، فكنت رغم كل شيء د الأنيقة والجميلة، والمنظمة، ....
- كنت، نعم ذكريني بتلك الأيام الجميلة، تصدقين، على مدى سنوات زواجي المؤلمة، كانت ذكريات الجامعةكالمرطب، وكالتفريج عن همي، كانت اخر اجمل ايام حياتي حتىاليوم،...
- ألهذه الدرجة، ترى ماذا حل بك، لا أعتقدك من النوع الذي ينهار بسهولة، .. هل ثمة امراة في حياته، .. هل هو عاشق...
أومأت برأسها، بحزن ويأس، ثم رفعت عيون انبأت بهطول الدمع، فوددت حقن الجرح، وقلت مسرعة: إذا متى سنضع خطةالهجوم، ....
ابتسمت بأمل وحماس، ورفعت كتفيها للأعلى وهي تناظرني باقتناع: اليوم إن شئت، يمكنني أن أبدأ الآن في سرد حكايتي، يمكنني أيضا ان أريك صورته، لتقرئيها، كما يمكنني أن أسمعك مكالمة سجلتها له مع عشيقته، ولدي صور لها، كل ما تحتاجين إليه لتحللي شخصيته بحوزتي....
فقلت وقد علا وجهي الأستغراب- أوه، ما كل هذا، انت مستعدة إذا، ... نظرت لها مستنكرة وتابعت (( هل هناك من أخبرك بأني أقضي يوم إجازتي هنا، هل خططت لرؤيتي))... فأجابت بسرعة (( لا لا، أقسم لك أنها مصادفة، ومن سيخبرني، ...... لكني كنت أنوي زيارتك كما قلت، وأتردد، ولهذا في كل مرة أعد لزيارتك شيئا، هذا كل شيء)).
فقلت بهدوء : طيب، أعدك ان نبدأ العمل قريبا، تعالي نتحدث على العشاء،
فردت صديقتي بسعادة: توكلنا على الله،



قالتها بشخصية برود التي عهدتها طوال سنوات الجامعة،



برود ليست مجرد أمرأة، إنها أجمل امرأة تعرفت إليها يوما، حكاية امرأة تشبه في جمالها الحلم، وفي نقائها الثلج، وفي عنادها الصقيع،
برود حكاية امرأة ستجتاح الاحاسيس، وستذيب الحواجز، وتحطم المستحيل، وتشرق كشمس الربيع اليانعة على بساتين الحياة،
برود حكاية امرأة ستغمر كل بيت بالتفاهم والمحبة، وكل زوجين بالحب والسعادة، وستغزو القلوب، وتثري العقول، بالنور والسرور، إنها برود التي أحبت مطر.

أدعوكم قرائي الكرام، إلى احداث حكايتها، التي ستغير حياتكم، وتجدد مشاعركم، وتلهم حواسكم، وتثري عقولكم،

حكاية، لكل زوجة تبحث عن الحب الدافئ المفعم، .... ولكل زوج يجتاحه الحنين، إلى الشغف،

أهديكم برود ومطر....


رواية تشبهكم، منكم ولكم
حكاية امرأة

أحبت زوجا أحب سواها
فكيف السبيل إلى استعادته،
ستعيشون حتما حكايتها،
وتغرقون في تفاصيلمعاناتها
وستفرحون حيثستفرح
وستنجحون حيثستنجح
وستنبهرون، وتذهلون،وتسعدون
إنها حكاية برود،
سأرويها لكم كقصيدة، بأسلوب يناسب قلبها الماسي
وبقلم يكتب على سطور حساسيتها
كلمات تشبهها، فيرقتها
فأهلا بكن في روايتي الجديدة بَرودالمطر.
كيان امرأة يتحدث عبر السطور، ويعبر عن روح تتهادى في انسجام، كخطوات الزمن الماضي، وكوقع المطر على صفحات الزجاج،



امرأة تدرك نكهة الحياة، وتفسر طلاسم الأحداث، وإشارات الدرب المبهمة، بعينين جريحتين تتحدى المصير، سلاحها القلب، ودرعها اليقين،


تتوارى في صمت، خلف زوايا المسافات المظلمة لكن النور الذي يسكنها يغمر أرجاء الكون، ويلون المساحات بريشة أنثى، لا تعرف المستحيل،


كلماتها كانت تتساقط في قلبي كقطرات المطر الهادر، تتلو قصتها كخطيب الجمعة، تهدر كالبحر الغاضب، ........








ظلموني يا ناعمة، قيدوني بالسلاسل، ........... وعندما غرقت، رموني................ لآخر شحاذ طرق الباب،....... وسالت دمعاتها الثكلى، ........
وغامت عيناها، لكن نظرتها الحرة بقيت صامدة قاهرة للألم،



-بعد أن تخرجنا، وكل واحدة منا مضت في طريقها، عينت في وظيفة مرموقة، ....... وكما تعلمين كنت المميزة في الوظيفة، ........ وكان لي حظا وافرا من الخطاب، ..... دق بابنا القريب والبعيد، وإخوتي يا ناعمة لا يقبلون، فكل خاطب في نظرهم طامع، في ورثي من أبي، أو راتبي الكبير، وبقيت أنتظر الرجل الذي سيقتنعون به، انتظرت طويلا، حتى قلت فرصي، وصارت الناس تتحاشى طرق بابنا، ...... مرت الأيام، والسنوات، وبات حظي نزرا يسيرا، وبات أهلي يتذمرون...... وكأنني السبب في عنوستي، ..... صار همي يكبر مع زواج فتيات العائلة الأصغر مني سنا،
وأنا أنظر، ووالدتي تتحسر علي، ...... ولتساعدني صارت تلمح للنساء من أقاربنا ومعارفنا بأننا بتنا مستعدون لقبول أي عريس ولن نعجزهم كما فعلنا سابقا،



لكن أحدا لم يحرك ساكنا، لم يتجرأ رجل على خطبتي، بعد كل المسرحيات الهزلية التي خاضها إخوتي في تشنيع الخطاب، وبعد كل الحكايات الملفقة التي نسبوها لهم، ليشوهوا سمعتهم في نظري، .........









كان إخوتي مستفيدون من راتبي، ومسيطرون على ميراثي، أكلوني حية ولم يبقوا مني شيئا، وعندما أفلست، تذمروا من وجودي وسموني العانس، الحاقدة التي تجلب النحس، تخيلي.......


فعندما يشب شجار بين أحدهم وزوجته، يعني أني حسدتهم، لأني أغار منهم، كوني لم أتزوج، وإن طلبت رفقتهم في السفر فلا محرم لي غيرهم، فهذا يعني أني متطفلة وغراب البين، وإن حاولت تسلية نفسي برفقة أبنائهم فيعني رغبتي في سرقتهم من أمهاتهم،


أصبحت شماعة الأخطاء، وخشخيشة الأطفال، ومتجر الأعذار، .......... فكل مشكلة هي لي ومني،


وأمي، وحدها أمي، كانت ملاذي، والتي تشعر بي وبعذابي، والتي حاولت بكل طاقتها إنقاذي، بطريقتها التي قد لا تعجبك، لكنها لم تكن تعرف دربا آخر،


بدأت يا صديقتي تدلل بي على الأسر، وتخطب لي الرجال، ....... تصوري،............
لا تعاتبيني،








إن كنت لا زلت تذكرين، عندما قلت لك ذات مرة: بأن الزواج ليس كل شي، وأني لن أتزوج إلا شخصا أحبه، عندما تحدثنا كثيرا عن طموحاتنا في الرجل، عندما قلت لك أني لن أتزوج إلا من رجل يعرف قيمتي، ويتوجني ملكة على عرش قلبه، ......... وأني سأبقى دائما ذات التاج،


سرقوه، سرقوا التاج، ....... وجعلوني خادمة في بيت أبي، ...... قد لا تصدقين، لكن بَرود ذات الوشاح المخملي، مرت بالغابة، وفقدت حذاءها الأنيق، وتمزق ثوبها الغالي، أما وشاحها فلا تذكر عند أي منعطف سرقته الأشجار الشائكة، ....... لم تعد أحلامي مغرورة كما كانت، تنازلت مع الأيام، وأصبح الفارس الذي حلمت به ذات يوم في سيارته الفخمة، لا مانع عندي لو مر على بيتنا حافيا، المهم أن أتزوج، .........


لم أكن أعلم بأن الزواج مهم للمرأة هكذا ...... لو علمت لكنت فعلت المستحيل لأتزوج من أحد خطابي السابقين ولتنازلت عن كل ميراثي طواعية لإخوتي ليتركوني في حالي،









المرأة تحتاج لرجل، ......... ليشبع لديها هاجس الحب، ويملئ فراغ القلب،
نتزوج، لنصبح حبيبات رجل ما، في هذا الوجود، وما أن نتزوج حتى نكتشف أن الرجل الوحيد الذي يحق لنا أن نحبه، لن يحبنا أبدا.......






وبعد أن يئست كل محاولات والدتي في العثور على زوج لي، بدأت أبحث لنفسي، ..... وصرت أتصيد الرجال، ياااااااااااه، بَرود تتصيد الرجال، أي ذل ذقته، ........


أصبحت أنتقل من تجربة عاطفية إلى أخرى بهدف الزواج، لكني لم أسمح لأي علاقة بأن تتمادى، فأنت تعرفينني جيدا، فقط كنت أسمح لهم بمحادثتي لمرة، وأخبرهم أني أبحث عن زوج، ...... لكن كل من يحادث لا يرغب في الزواج، ........


وجاءني بعد سنوات الجدب والعطش الطويلة، مطر، ....... زوجي الحالي، وأب أبنائي،



كان مطر ابن حارتنا، سافر منذ سنوات طويلة للخارج، ليدرس، لكن العالم الخارجي سلب لبه، فترك الدراسة وانصرف إلى اللهو، وبات يستدعي المال من أهله، حتى قضى على كل ما يملكون، وعندما عاد إليهم، عاد وبصحبته امرأة شقراء ادعى أنها زوجته، .......


فمرض والده مرضا شديدا، وأقسمت والدته بأن تتبرى من دمه إن لم يطلقها، ويتزوج إحدى نساء البلد، ....... فطلقها، كما قال للجميع، وهمت والدته بالبحث له عن عروس تليق بهم، واحدة منهم وفيهم، لكن أحدا لم يقبل به زوجا لابنته، بقيت تحاول كثيرا، حتى يئست، وكنت أنا خيارها الأخير، وجاءت تخطبني على مضض، فأنا أكبر من ابنها، والعانس بلا مال، ودينها البنكي يكاد يرافقها مدى العمر، .......
لكن قدومها أحدث فرحة كبيرة في كل أرجاء البيت، الجميع دونما استثناء استبشروا ورحبوا بها، وحملوها على أكف الراحة، أشعروها بالكرم الكبير الذي تكرمت به علينا بتلك الزيارة، وكادوا أن يقبلوا قدميها شكرا وعرفانا، وبلا مقدمات ولا شكليات، وافق الجميع، واقترحوا تعجيل الدخلة، .....


فالكل يرغب في الإحتفال..... حتى أنا يا صديقتي، كنت مستعجلة، لم أكن أفكر في أي شيء، سوى أن أصبح عروسا ليوم واحد، ثم فلتنهار الدنيا بأسرها فوق رأسي لا مشكلة، المهم أن أنجو من ذل العنوسة، ........... منطق غريب، لم تعتاديه مني، لكنه الواقع، ولهذا ابتعدت عنك وعن كل صديقاتي فحين تزوجتن جميعا الواحدة تلو الأخرى، ....... أحسست بالنقص .....



وشخصيتي الشامخة التي طالما تعودت عليها تقوضت، وتقهقرت مع الأيام، وصرت شحاتة، ......أتسول خيال رجل في ثوب أخي المعلق على الشماعة، ........






كنت سعيدة، وأتخيل كيف سأقضي أول يوم معه، وأنا لأول مرة سأكون بصحبة رجل غريب وحدنا، وأفكر ماذا سأقول له، وكيف سأتصرف، ......... وفي غمرة أحلامي وانفعالاتي، رن جرس الهاتف في البيت، وصدف أن أرد بنفسي،



-ألو....
-ألو، السلام عليكم، ممكن أكلم بَرود
-أنا بَرود، من معي،
-مطر، كيف حالك،.....؟؟
-بخير، كيف حالك أنت ( وفرحت ورفرف قلبي من السعادة، تراه اتصل ليسمع صوتي، ويحدثني عن اجراءات الزواج، كم هذا ممتع)


-بخير، أريد أن أتحدث إليك بصراحة، أتمنى أن تتفهمي موقفي، أولا أشكر موافقتك على الإقتران بي، فهذا يسعدني، لكني وللأسف مرتبط عاطفيا بزوجتي السابقة، وقد أعدتها في السر، ولا أنوي الزواج من أخرى، ستقدمين لي خدمة كبيرة لو رفضتي الزواج بي، رجاء، فأنت تعلمين بأن والدتي عنيدة، ولا أستطيع رفض طلبها، أسعى لأن أجعلها يائسة، لتقبل أخيرا بزوجتي، حبيبة قلبي جوليا، هل تساعديني رجاء، أنا لا أحب سواها.








نزلت كلماته على رأسي كالصاعقة، حطمتني بعنف، وجعلتني كهشيم الخبز، ........ كبرادة الحديد، ...... كرمل الجبال الحالي، ...........


قتلتني كلماته، ودمرت آخر ما تبقى لي من كرامة، مزقتني ياصديقتي، بقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول، لا يمكن أن يكون الظرف قاسيا هكذا، لايمكن أن أحتمل كل هذا العذاب في وقت واحد، يا ناعمة أذلتني الظروف حتى فقدت هويتي، ولم أعد أعرف من أنا.....



أغلقت سماعة الهاتف، بعد أن ودعت فرصة السعادة الوحيدة التي لا حت أمامي منذ سنوات، ومضيت نحو غرفة المعيشة حيث تجلس أمي مع زوجات إخوتي، يتحدثون عن ليلة الزفاف، ويعدون الإجراءات، اقتربت من أمي، وقلت لها أريد أن أتحدث إليك، ........
-خير فديتج تكلمي،
-على انفراد يا أمي .....
-إن شاء الله سيري حجرتج وياية وراج.......


دخلت والدتي الغرفة، وكانت لأول مرة تبدو بصحة جيدة، كنت أرمقها بانكسار، كيف سأشرح لها سبب رفضي، أظنها ستموت بين يدي،


حبيبتي، غاليتي أمي، قد أحتمل أن أبقى عانسا طوال العمر، وأعيش وأتأقلم، لكن كيف أجعلك لا تقلقين بشأني، قلت لها: هل أنت مرتاحة لهذا الخاطب،...؟؟؟
نظرت لي بهلع: (( عيوني فديت عمرج، لا تترددين أريد أطمن الغالية عليج، دخيلج دخيل روحج، تراني ما بتم لج دوم، أريد أطمن عليج، في بيت زوجك، لا تحرميني، الرياييل كلهم واحد، وأنت وشطارتج بتعدلينه، حبيبتي، اسم الله عليج، حسد وعين وصابتج، تعالي الغالية برقيج، ايلسي خلني اقرا عليج المعوذات........))







تتوقعين أني بالقسوة التي تدفعني لتحطيم حلمها...
تعتقدين أني أتجرأ على فطر فؤادها، لم أستطع،
وانسحبت نحو غرفتي متصنعة الفرح، ......... واختبأت هناك أنعي حظي، وتذكرت وجه والدي، وبكيت حتى الصباح،
وعندما بزغ ضوء الشمس، كنت قد تحولت، ........ من فراشة جميلة، إلى بزاقة مزارع لزجة، تتقن الإلتصاق، .....!!!!
وقررت أن أمتهن البلادة، وألبس ثوب الغبيات الثقيلات، ..........وعندما اتصل في مساء اليوم التالي:
ـ هل أخبرتهم،......؟؟
-لم أتجرأ..... فظرفي أصعب من ظرفك، أمي قد تموت، فأنت كما ترى فرصة ...... لعانس مثلي.
-هل تتزوجين من شخص يقول لك بأنه يحب امرأة أخرى،
-لا خيار،
-أي النساء أنت، قلت لك أحب زوجتي السابقة، وسأعيدها حالما تحين الفرصة، وهذا الزواج لن يتم، وسأتركك في يوم الزفاف وحيدة على الكوشة،
-إفعل ما شئت، .......... أنت الرجل حدث والدتك .......
-هل يعقل، لا أصدق ما أسمع، هل بلغ بك اليأس لتتزوجي من رجل يعلن لك رفضه لهذا الزواج، وحبه لامرأة أخرى، .........
- أمي يا مطر لن أقتلها.............







وتم الزواج وهو حاقد علي كل الحقد، ويتوعدني بالذل والهوان، ................... لماذا تحدقين في وجهي، هل بقي في وجهي ماء تتفرسين فيه، لقد سال كل الماء، وانسلخت من جلدي، وأضعت كرامتي في متاهات، ....... لا أعرف من أدخلني فيها، فأنت تعرفين أني لا أحب المتاهات، وحدك تدركين، كم كنت أتحاشى اللعب في متاهات الحدائق، تذكرين كيف كنت أمنطقها،
المتاهة حجرة نضيع فيها الأوقات، والأوقات أعجوبة، تتباطأ في المتاهات.






- ما الذي جرك لكل هذا اليأس، في أي سن تزوجت......؟؟
- في التاسعة والعشرين، .............. لم يكن السن هو السبب، بل الأجواء التعيسة التي أحاطت بي، هي التي دفعتني لكل ذلك اليأس، لي قرينات لم يتزوجن حتى الآن، لكنهن لازلن يحلمن بالزوج المثالي، أنا فقط عانيت ظروفا دفعتني لتسول الزوج.
راودني أمل عنيد، وحلم جميل بأن أجعله بعد الزواج يكتشف الفتاة الحلوة التي تسكنني، وأن يساعدني قربي منه على كشف مواطن الجاذبية في شخصيتي، كنت رغم كل الظروف أثق في ذاتي، وقدرتي على إثارة إعجاب الآخرين بي، وعللت لنفسي عذاب كرامتي، بأني سأستعيد كبريائي قريبا، عندما أجعله أسير حبي، ورهين الشوق في فلكي،








اعتقدت أن الأمر أسهل بكثير من سلق البطاطا، .......
وسألتني بخبث: هل لازلت تسلقين البطاطا قبل أن تعدي طبق المحشي، ........ ونظرت لي بنصف عين، ...... مبتسمة، فقلت لها: أيتها الشريرة، حتى و أنت تشكين معاناتك لا يفوتك تذكيري بذلك، اطمأني فقد تعلمت كيف أعد محشي البطاطا دون سلقها، هلا أكملت الرواية،


- هل لا زلت تعانين الفضول نحو الأحداث، ....... بعد كل تلك السنوات؟



- لا ......... ، تعرفين أني مهتمة بالتحليل، ...... أكملي وإلا تركتك، وذهبت ألعب السلة مع تلك النسوة،


- من المؤكد أنك تمزحين، طوال حياتك تخشين نساء السلة، أجسادهن الضخمة تخيفك، لكنهن يمتلكن ميزة جميلة،....... إنهن قادرات على ارتداء الأحذية الصحية بلا كعب، ويبدون بها طويلات أيضا، .... لذلك أعلم لما تمنيت ذات يوم أن تكوني لاعبة سلة،


- أيتها المجنونة، ...... كم مرة قلت لك بأني قادرة على لبس هذا النوع من الأحذية، وأني أحببت أن أكون من نساء السلة بسبب قدرتهن على القفز عاليا، مما يسهل علي التقاط بعض ثمار المانجا النامية في فناء دارنا، كيف أصبحت تنسين الوقائع، بالفعل أصبحت عجوزا تخرف،


- هل لازلت تلعبين الطائرة،......؟؟؟


- ليس حتى اليوم، وأنت .....؟؟


- تصوري هذا الشيء الوحيد الذي لازلت أزاوله، لذلك أنتظم في زيارة النادي،


- جيد، يبدو جسدك مشدودا رغم ذبول وجهك، .... والآن أكملي الأحداث،


- أين توقفنا؟ ......... نعم تزوجنا وفي ليلة الزفاف، أدخلته والدته بعد أن حلقوا له وحمموه رغما عنه، وعندما رمقني أجلس على الكوشة وكانت تلك أول مرة يراني فيها، لاحظت نظرة دهشته الطويلة، إذ لم يتصور أن أكون جميلة، لربما تصور أن قلة جمالي هي السبب في عنوستي،..... بدا معجباً ولا تعلمين كيف استعدت في تلك اللحظات بعض كرامتي، وارتفعت معنوياتي، وبشكل خاص عندما مال برأسه علي،


وبدأ يحدثني: لم تقولي لي بأنك جميلة،
فقلت: لم تعطني فرصة لأخبرك،
قال: جيد، فبعض الوصف لا يغني كثيرا عن الواقع، ...... ألست أكبر مني بسنتين، أراك أصغر سنا،......
قلت: لأنك شاحب، فقلبك أسود كوجهك،
ضحك: وتعرفين كيف تنتقمين، ......
قلت: نعم، أعرف، سأريك الليلة، ........
ضحك: سنرى من سيري من ؟؟



ثم جلس بقربي، ومد يده بجرأة ليمسك يدي، ولا يمكنني أن أصف لك نظرة الفخر التي علت وجهه، تناقض غريب وعجيب، بدا سعيدا،


- حجزوا لنا في الفندق، لكني سأبيت بك في بيت أهلي، لأجعل ليلتك ليلكي.


- لا بأس، فجل ما يسعدني الليلة أن أنام بعيدا عن وجهك.


- وجهي الذي تحبين، متأكد أنك مغرمة بي، لذلك تتزوجينني، لأول مرة في حياتي أعرف أن الرجال يرغمون على الزواج ... مثلك طرفة يجب كتابتها في موسوعة الطرف العالمية،


- شكرا، ( واغتمت نفسي، وكدت أبكي، فكلامه جرحني، وخوفي على الكحل أنقذ دموعي من السقوط)


- مابال يداك ترتجفان، ..... هل بدأت أثيرك،


نظرت للأسفل، فقد خدش حيائي، كلامه مباشر ولم اعتد ذلك شعرت بالخجل الشديد،


- بل أشعر بالخجل والتوتر بسبب تحديق الناس.


- حلوة، أنت حلوة، فليحدقوا كيفما شاؤوا.










وعندما أصبحنا وحدنا لم يتردد، ولم ينتظر، ......... بدأ مباشرة في مداعبتي، وكأنه ليس ذلك الرجل، الذي أقسم أنه يحب جوليا، ولا يعشق سواها، وتخيلي بدلا من أن أتعايش مع لحظات الجماع، صرت أفكر في حديثه عن حبه لجوليا، وكيف يجامع بكل هذه الرغبة، إن كان لا يحب سواها، ........... الرجل كائن غريب،
وأصبحت عروسا بشكل رسمي، وجاءنا المهنؤون من كل مكان، وعند الظهيرة عاود الكرة، وبعد المساء أيضا، .......... وفي الليل، كنت متعبة، وبدأت أشعر بالحرقان الشديد، واتصلت بوالدتي أسألها كيف أتصرف،



ـ أمي لا أعرف ماذا أقول، أخجل منك، لكني أعاني من حرقان،


ردت والدتي بفرح كبير: الحمد لله، إذاً فقد حصل الحمد لله، عادي هذا الألم عادي سيختفي بعد عدة أيام، ....... إن لاحظت سقوط دم غزير زوري الطبيبة، فيما عدا ذلك كل شي طبيعي، نامي على الجنب، وأغلقي قدميك، ومبروك الغالية الله يستر عليج يابنتي، في أمان الله،










وعندما دخل الغرفة في تلك الليلة، نظر لي برغبة، فقلت صارخة: لا أرجوك، قد أموت بين يديك لا تنس أني عروس جديدة ارحمني، كل هذا وأنت تحب جوليا، ....... ماذا كنت ستفعل لو لم تكن تحبها..........


نظر لي باستغراب وقال: وما دخل الحب فيما نفعل، أنت زوجتي.......... حلالي، سواء أحببتك أم لا.
أيها الماكر، قلت في قلبي، بل إنك لا تستطيع مقاومة جاذبيتي الجسدية، ولن أتركك حتى تغرم بي، أجلاً أم عاجلاً، ..........


- ماذا تقصد.........؟؟


- أقصد أن الحب شيء، والجماع شيء آخر، وما دمت قد قبلت بهذا المصير ( مجرد زوجة) فلك ذلك، بصراحة أنا لا أحب هذا النوع من الزيجات، فالزواج في نظري علاقة تتوج الحب، وليس حبا يتوج الزواج......
- إذا أنت ممن ينادون بالإنفتاح ......


- أي انفتاح تقصدين، ......... وعلى قصدك تعتمد إجابتي، فأنا بالفعل أشجع انفتاح........ ( ثم أشار إلى قدمي، ففهمت قصده، وجريت من أمامه) .....










قضيت معه أسبوعا رائعا، لم يشعرني في أية لحظة منها بنفوره، أو رفضه، كما لم أره يحدثها، وكأنه لي وحدي، لاحظت أنه منجذب نحوي، ويعاملني كأميرة حقيقية، حتى أني أحببته، من كل قلبي، وتمنيت لو أنه غير متزوج، شعرت في ذلك الأسبوع بالأمل في حياة كريمة حياة عاطفية، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن،
بعد أسبوع وجدته يعد حقيبة صغيرة، ويضع فيها ملابسه، وبجوار الحقيبة تذكرة سفر، فصعقت، اقتربت منه وسألته: إلى أين،


- مسافر.


- كيف....؟؟،
ولم...؟؟،
نحن لازلنا في شهر العسل.


- أي شهر عسل، هل وعدتك به، هل تقررين كما تشائين، ....؟؟


- ماذا تقصد، إن ماتفعله عيب، كيف تتركني بعد أسبوع من زواجنا، ماذا سيقول الناس..؟؟


- أي ناس، لا أحب هذا الأسلوب، إن كنت تمانعين سفري قولي لي ذلك، لا تضعي كلام الناس في الموضوع، لأني لا أبالي بكلام الناس....... تخلف ورجعية..... أيتها الرجعية.


جررت نفسا طويلا، وأخرجت آخر ثائرا، ثم اندفعت إلى حقيبته وبدأت أخرج الملابس وألقي بها بعيدا، فأسرع نحوي وأمسك بيدي بقوة: مالذي تفعلينه......؟؟


- لن أسمح لك بالسفر، هل ترغب في إهانتي أمام الآخرين، كيف تجرؤ، ماذا فعلت لك، ماذا جنيت في حقك لتهينني بهذا الشكل.....؟؟


- تزوجتِ بي رغما عني، لترضي نفسك، وتنقذي نفسك من كلام الناس، والآن ترغبين في منعي من السفر بسبب كلام الناس، أنت عبدة للناس، ..........!!!!


- بل هي العادات، لا يحق لك أن تتركني بعد أسبوع من زواجي........


لكنه تركني وبدأ بإعادة ملابسه للشنطة، وأنا أنظر له بحسرة، وضربات فؤادي تتسارع من شدة الخوف، كيف سأشرح لوالدتي الظرف، وماذا سأقول للناس، .... اقتربت منه من جديد، وبصوت متوسل هذه المرة:


ـ أرجوك، انتظر أسبوعا آخر، لا تعرضني لهذه المهانة، أرجوك.


- الآن اتبعي معي أسلوباً جديداً، ...... وفري ألاعيبك، سأسافر حتى لو أدى ذلك إلى قتلك، سأسافر، لأرضي زوجتي التي تسببت في زعلها، سافرت ليلة زفافنا، وسأذهب لأعيدها فهي أهم عندي منك، ويكفي أني جاملتك أسبوعا كاملا، يكفيك، ...... أسبوعا لم تحلمي به.....


وجر شنطته وخرج وسط ذهولي، .....
...












انهرت على السرير أفكر، ماذا سأفعل، .....؟؟ ....... لكني وجدت نفسي أفكر في أمر ٍ آخر، في شعور مختلف، بالغيرة، والحزن ..... وجدتني أتساءل كيف سأحتمل فراقه هذه الليلة، أحببته، ومن تلك القادرة على معرفة هذا الرجل ولا تحبه، إنه لبق، يعرف كيف يثير أحاسيس المرأة، يغازلني مطولا قبل الجماع، ويداعبني بطرق ٍ مختلفة، وعندما نتناول الطعام، يضع أمامي ألذ الأصناف، ويقطع لي اللحم ليسهل علي تناوله بالشوكة، ......
استغربت يا صديقتي كل هذا التناقض في شخصيته، فعلى الرغم من رفضه لي، عاملني برقي وشهامة، وجعلني أعتقد أنه فارس أحلامي المنتظر، وبأسلوب جعلني أعتقد أنه أحبني، ..... لكني لم أفهم، كيف يعاملني هكذا ثم يتركني ليسافر لأخرى، ......كيف، فسري لي ما فعله ......؟؟ اشرحي لي لم فعل ذلك..........؟؟
أحل الله للرجل الزواج من اثنتين وثلاث وأربع، وهيأه نفسيا وبدنيا وعقليا أيضا للقيام بهذه المهمة، لذلك فهو قادر على التعامل معهن جميعا بنفس المقدار من الحب والإهتمام في وقت واحد، دون أن يشعر بالتشتت أو العصاب، أو ينتابه القلق إزاء الأمر، فيما تصاب المرأة بالأمراض النفسية لو فعلت ذلك، ......... والحكمة في قوله تعالى:



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ))
تعود من باب خبرتي إلى حالة أخرى، وهي العشق، أو الإحترام المصحوب بالهيام، فالرجل الذي يتزوج من عدة نساء يحبهن جميعا في وقت واحد إما بتساو ٍ أو بتفاوت، لكنه إن عشق إحداهن، أصبح من الصعب عليه أن يعطي الأخريات حقهن العاطفي أو الجنسي، ..... ولهذا حذر القرآن في (( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ))







إقبال مطر الجنسي عليك يشير إلى أنه لا يعشق امرأة في ذلك الوقت، وقلبه لازال حرا طليقا، في انتظارك، إن كنت تتقنين فن التعامل مع قلوب الجنوبيين.


- الجنوبيين، وهل زوجي جنوبي،...؟؟
- أعتقد ذلك، بنسبة ثمانين بالمئة، والله أعلم، ويبقى الجزء الآخر قيد الصورة، ما فئته الدموية؟


- أو موجب.....!!!


- جيد، رجل كريم معطاء، جنوبي غربي.


- وما هي صفات الجنوبي الغربي....؟؟


- أبرز صفاته المشهورة الرومانسية، وحبه للبقاء فارس النساء، .....!!


- ماذا تقصدين بفارس النساء؟


- يحب أن يبقى مصدر إعجاب للنساء من حوله طالما لا يعشق إحداهن، ويكون ثقته بنفسه في هذه الفترة على عدد النساء من حوله.


- هذه مصيبة، ...... إن ما سأخبرك به لاحقا سيؤكد ما تقولين، آآآآآآآه لو تعلمين..


- كان بإمكانك الحصول على قلبه، قدم لك أكثر من فرصة لم تشعري بها،...


- كيف........؟؟


- عندما اتصل بك أول مرة وأخبرك أنه لا يرغب في إتمام الزواج، أخبرته ببساطة أن ظروفك الإجتماعية تمنعك من الإنسحاب،


- وهذه هي الحقيقة،


- لكنها جارحة.....


- جارحة له أم لي.


- بل له أولا، فعندما تشعرينه أنك قبلت الزواج به فقط للهرب من العنوسة فهذه إهانة كبيرة له، وأعتقد والله أعلم أن هناك من أخبره بذلك، فهل تحدثت أمام أي أحد عن الأمر؟


- لا أذكر، ......... ربما، جارتنا أم عبيد، كانت تحقد علي بعد أن رفضت ابنها، قبل سنوات، وكان قد تزوج عندما قبلت الزواج من مطر، زارتنا ذلك اليوم، وبدأت تعاتب والدتي بشي من الغيظ، إذ كيف قبلنا بمطر الذي تراه أقل شأنا بكثير من ابنها بينما لم نقبل بهم، وردت عليها والدتي بأن البنت كبرت وصار عليها أن تتزوج، وعندما انتقل الحديث إلي قلت لها رجل والسلام، أنا غير مقتنعة به، فهو لم يكمل تعليمه، ومتزوج من كافرة، ولا أعتقد أنه يليق بي، لكن ماذا أفعل يا خالة هي الفرصة الوحيدة،


- هل تعتقدين بقدرتها على نقل الكلام،


- لم لا، إنها مشهورة بذلك .... كما أذكر ........... قلت نفس الكلام في حضور زوجة أخي الأوسط، وهي أيضا تحقد علي بسبب شجار قديم،


- قد تكون إحداهن نقلت الأمر لأهله، ......... أو حتى له شخصيا، فلا يمكنك تصور خبث النساء،


- معقول........!!!


- كل شيء معقول، لو أخبرتك كيف تفعل الأخت بأختها أسوأ من ذلك، للزمت الصمت في قضاء أمور حياتك،
- هل تعتقدين أن كلامي السبب ....... لذلك طلب مني رفضه علانية،


- الجنوبي على وجه التحديد، لا يحب الزواج من امرأة لا تقدره، ولا ترغب به، مهما كان شأنه بسيطا، يحب أن يتزوج من امرأة مغرمة، أو على الأقل لديها بعض التقدير، أو حتى القبول،.....


- لكني أفسدت الأمر، عندما أخبرته أني أتزوج به للحفاظ على صورتي الاجتماعية،


- بل كنت قليلة التهذيب للأسف، فنحن نتعلم كيف نتعامل باحترام وذوق مع الغرباء، لكننا نهمل الذوق مع أهم الأشخاص في حياتنا، أولئك الذين سيعاشروننا سنوات طويلة، وقد تكون للأبد.


- لم يكن لدي خيار، ماذا كنت سأقول له، رفضه لي جرح كرامتي، ولم يخطر ببالي أن أسأله عن الأسباب، أو أتوقع وجود وشاية في الأمر،







- في كل الأحوال المرأة الذكية لا تعلق مشاعرها على شماعة المجتمع، كان بإمكانك أن تخبريه بأنك كنت سعيدة بتقدمه لك، ووافقت عليه لأنك صليت استخارة، ....... إن كنت قد فعلت، فهذا يرفع المعنويات ولا يحط من قدرك،
- وإلى أي مدى يؤثر ما حدث في حياتنا الحالية.....؟؟


- إلى المدى الذي يجعله يعاشر العديد من النساء، ويتعرف على الكثيرات ليذلك.......


- مستحيل، .......... إن ما تقولينه هو ما يحدث اليوم، لو تعلمين، فقط لو تعلمين،


- أكاد أجزم أنه يتعرف على النساء ........ بينما يتركك تتفرجين، ويحرص على جعلك مفتوحة العينين لكل ما يقوم به، ليثبت لك ما لم يستطع اثباته بالمعاملة الحميمة.


- ماذا تقصدين..........؟


- بعد الزواج، حاول التقرب منك، لكن وجودك في إطار التجربة السابقة تجربة رفضه لك حالت بينك وبين رؤية الواقع آنذاك.








- كيف..... أحيانا أشعر أنك تتحدثين في ألغاز.


- ليست ألغازا، هي معادلة بسيطة، عندما تأخر زواجك، وجاءت أمه تخطبك، كان بالنسبة لك الذليل الذي لم يجد امرأة تقبل به، وبناء على ذلك تصرفت، والأسوأ عزة نفسك، أو لنقل غرورك، الذي أصابه بمقتل عندما علم الناس قبولك به، أنت التي كان أهلك يفاخرون بك، ويتشدقون، لذلك بدأت تتحدثين عنه بالصورة التي تخفف من إحساسك بالذل،
هذه حيلة تتبعها الكثيرات، بل الكثير من الناس، فعندما نضطر ذات يوم لارتداء ثوب بال ٍ، نقول كنت على عجلة من أمري، ولم أجد غيره أمامي، بدلا من أن أقول، هذا الاستايل يعجبني، والواقع أن العبارة الثانية أفضل بكثير من الأولى لأنها ترفع معنوياتنا شخصيا، وتقنع الآخرين بما نقول غالبا،
ومن هنا كان الأجدى بك أن تقولي للجميع، إنه تجربة أحب أن أخوضها، أو هذا الرجل يعتبر بالنسبة لي تحديا، فقد عاصر الحياة في مكان مليء بالتحديات، الكثير من العبارات التي لا تضر إحساسه، ولا تجرحه كرجل، كما لا تحط من قدرك كامرأة.










- وماذا فعل هو ليشعرني برغبته بي، هو أيضا جرح إحساسي،


- بل تقدم لخطبتك، في وقت كنت فيه تعانين، إن خطبته لك في حد ذاتها تقدير، ولا يقدم رجل على خطبة امرأة لا يريدها، حتى و إن كانت أمه من قامت بذلك،


- خطبني بعد سلسلة من المحاولات،


- لكنه تقدم لك، سواء بعد سلسلة من المحاولات أو لا، ولو فكرت قليلا، لوجدت أن غيرك من الفتيات كن بانتظاره، فكم من فتاة في حارتكم كانت ترغب في الزواج،


- كان هناك كثيرات، وسمعت أن ثمة فتاة كانت ترغب به، لكنه لم يرغب بها،


- أرأيت،...... تخدعنا أحاسيسنا والمظاهر الخادعة، بينما يمكننا أن نفعل الكثير ونجني الأفضل لو فكرنا بحكمة، بقليل من الحكمة، عندما اتصل بك وطلب إنهاء الخطبة، أكدت له كم أنت متوحشة، .....


- متوحشة؟


- نعم، الرجل الجنوبي، يعتقد أن المرأة التي لا تعبر عن مشاعر الحب أو الإعجاب، متوحشة، وعندما أخبرك أنه يريد إنهاء الخطبة، ذهبت لإخباره بأنك مضطرة للإستمرار من أجل الحفاظ على موقفك الإجتماعي، وهذا رد قاتل فيه مهانة لكيانه كرجل جنوبي، فلو أخبرته بأنك ترغبين في إتمام هذا الزواج لما لديك من مشاعر له، ولأنك تعتقدين أنك قادرة على اختراق قلبه لكان رداً أكرم بكثير،


- سبحان الله، اعتقدت أن ردي هو الصح، لأنقذ كرامتي وأمنعه من السخرية مني،








- يحترم الرجل الجنوبي كثيرا المرأة التي تعبر عن مشاعرها وإعجابها نحوه، يحبها وإن كانت قبيحة، أو ذات مستوى اجتماعي متدن، أو مهما كانت عيوبها، يقدرها لأنها أحبته ذات يوم، على عكس ما تتصورين،.......... إنه لا يقدرك اليوم، ويشعر نحوك بالإشمئزاز، فأنت في نظره إنسانة مجردة من المشاعر، ويراك كغولة تلتف من حوله لتسرق سنوات شبابه، وأعز لحظات حياته، لتنجو بنفسها من كلام الناس،


- كأنك تصفين ما أراه في عينيه كلما رآني،


- كلام الناس، الذي جعلته شماعة لتضعي عليها كل احباطاتك، كانت كارثة أخرى، فرجل عاش سنوات طويلة في الخارج، لا يول ِ أية أهمية لكلام الناس، ولهذا وصفك بالرجعية، إنه لا يحترمك أيضا،
- كل هذا حدث في الأسبوع الأول،


- بل قبل الأسبوع الأول، استهانتنا باللحظات الصغيرة في الحياة غير صحي، فاللحظة مقياس نغفل عنه، ونستهتر به، بينما هي التي تحدد مدى نجاح علاقتنا، فلحظة صغيرة تتصرفين فيها بعشوائية وقلة تقدير كفيلة بتحطيم حياتك وعلاقتك الزوجية، عليك أن تكوني حكيمة، ولن أقول دقيقة، فقط تعلمي كيف تفكرين فيما تقولين، أو أصمتي،


- أخطأت كثيرا دون أن أعلم.......








- عندما فكرت أن ردودك ستحمي ماء وجهك، وأن إعلامه بأنك لم تتزوجي منه حبا فيه، بل هربا من وضع مؤلم، عندما اعتقدت أن هذا سيحمي كرامتك، كنت في الواقع تذلين نفسك أكثر، فالحب عذر جيد للإرتباط، بينما الظروف تعد في كل المجتمعات سببا مقلقا وأحيانا مهينا كسبب للزواج، بيد أننا نستصغر النساء اللاتي يتزوجن هربا من الفقر، وأنت هنا لم تختلفي عنهن هربت بالزواج من العنوسة،


- كل هذا ..... أكاد أعيد حساباتي،


- والرجل الجنوبي يا صديقتي على وجه التحديد لا يحترم المرأة التي تتزوج به لهذه الأسباب، يريدها مغرمة به، عاشقة له، لتكون كافية لمشاعره عن غيرها، بينما يتفهم الرجل الشمالي الكثير من الظروف التي تدفع المرأة للزواج، وفي كل الأحوال يحترمها، ولهذا تجدينه يتزوج بطريقة تقليدية غالبا، كما يمكنه أن يغرم بامرأة تجبر على العيش معه، ويعتبرها فرصة جيدة ليتحدى قلبها ويدفعها للوقوع في حبه، ...... بينما يرغب الرجل الجنوبي في امرأة تعجب به منذ النظرة الأولى، وتحبه وتعبر عن ذلك بكل السبل،........... معظم الرجال متعددي العلاقات من الجنوبيين إنهم يسافرون بحثا عن نساء ترضي الغرور الداخلي لهم، أو تشعرهم بالقبول،


- أولا يجد....؟


- بل يجد، الكثير من النساء مستعدات لتقديم الحب، والإعجاب له، لكنهن كالماء المالح لا يطفئن العطش، لهذا يبقى يتنقل بين العلاقات، ..... بحثا عن حب امرأة لم يحصل عليه،


- ومن هذه المرأة؟
- قد لا تكون امرأة معينة، لكنها بمواصفات معروفة تقريبا،


- ماهي.....؟؟


- يحب الرجل الجنوبي الزواج ممن تدعى بسيدة عصرها، تلك صفة بارزة لديه، لأنها مميزة وعلى المرأة التي سيحبها أن تكون مميزة،


- وكيف أصبح سيدة عصري،


- سأخبرك لاحقا،.........



والآن أكملي ما حدث بعد ذلك ........









وبينما كنت منهارة أنظر في لاشيء دخلت علي والدته مسرعة بلا استئذان: حبيبتي، الغالية ماعليج منه، خليه، دخيلج فديت عمرج، ما تخبرين أحد، بيردونه أخوانه، بيردونه، هذا الريال مسواي له عمل، جوليه حسبنا الله عليها ساحرتله، .......................))


بينما كانت تتحدث وتتعذر عما فعله ولدها دخلت شقيقته، كانت في الثامنة عشر آنذاك، وبعد أن خرجت والدتها اقتربت مني وقالت: أخي غير مسحور، إنه مغرم، ..... أو هكذا أراه، ....... .!!!


- أعلم هو أخبرني أنه مغرم بجوليا، زوجته السابقة،


- فضحكت، ....زوجته السابقة، أية زوجة!! جوليا لم تكن زوجته، كانت عشيقته فقط،









- غير معقول، وماذا عن حديث الناس، ..... وهو قال لي بأنها زوجته،


- بل هي عشيقته، ولهذا مرض والدي عندما تجرأ على إحضارها في بيتنا ليمارس معها الزنا، وعندما مرض الوالد أخرجها في شقة منفردة، بينما أخبرنا والدي أنه تاب، وسفرها بلادها، ...... لقد تحدثت معها وعلمت منها أنه متعدد العلاقات، ... وأنها واحدة من صديقاته العديدات،....هل ترغبين في الحديث إليها......


- لم أتحدث إليها.........؟؟


- لتعرفينه عن قرب، جوليا صديقته المقربة وقد تنصحك بالكثير، إنها متفهمة، تحدثت معها، ووجدت أنها متعاونه وستساعدك على فهمه، ......


- ولم أتعب نفسي، لأفهم رجلا بهذا الشكل،


- لأنه زوجك،...... وستعيشين معه طوال عمرك، أم تفكرين بالطلاق؟


نظرت لها باستغراب، هل هي جادة في مساعدتي، هذه المراهقة الصغيرة، تريد مساعدتي أم السخرية مني، قالت: هل أحضر الرقم، ......؟؟


فوجدتني أقول بلهفة: نعم، أحضريه، ............


- تعالي إلى غرفتي لنحدثها على راحتنا، ...... حتى لا تطب علينا أمي، أو مطر....


- مطر سيسافر، أو ربما سافر،


- لن يسافر، لن يسمحوا له بذلك، سيعيدونه ككل مرة، حتى جوازه تم مصادرته ...... ( وابتسمت بطريقة أثارت القشعريرة في جسدي، كأنها تنتظر ابتسامتي، ......... فرحت عندما تأكدت أني أرغب في بقائه)


- هل حاول السفر من قبل؟


- كل أسبوع يحاول، ........ لا يطيق البقاء في البلد، يقول إنه يختنق هنا، تعود على شم الزهور والعيش في الهواء الطلق، .......


- أها.....


- تعالي غرفتي بسرعة فالوقت من ذهب، .......


- نعم.









وذهبت معها إلى غرفتها، ولم أدرك ماهذه القوة التي حركتني، وهذه الحماسة التي دفعتني للقيام بهذه الخطوة،
قالت مي شقيقة مطر: ألو كيف حالك يا جوليا، اعتذر لأني لم أرد عليك البارحة، معي مفاجأة زوجة مطر إلى جواري، ستتحدث معك،


قلت: ألو...... كيف حالك يا جوليا .


- بخير، كيف حالك أنت، .........


- بخير، ( وبقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول)


- مبروك زواجك من مطر، مطر رجل ممتاز، سيسعدك، لا تملك امرأة إلا أن تعجب به،


- شكرا.


- كنت أريد التحدث معك عنه قليلا، فسعادة مطر تهمني، وأتمنى أن تسعديه، لقد أحببت مطر كثيرا، وعشت معه كزوجين لمدة طويلة 10 سنوات ربما، أو أكثر،


- هل تزوجتما..؟؟


- لا لم نتزوج، كنت أرغب به زوجا، فرفضني في أكثر من مرة، يقول بأنه لن يتزوج إلا من امرأة مسلمة، وعندما فكرت في أن أسلم، قال بأنه سيساعدني لكنه أيضا لن يتزوجني، لأني عاشرت غيره من الرجال، مع أني لم أعاشر سواه بعد أن تعرفت عليه،


- هل أحبك،......؟؟


- لا أعتقد، أنا أحببته، مطر لم يحب أحدا من النساء، كان يتجول بينهن، وكم من مرة خانني، إنه على علاقة بالعديد من النساء حول العالم، فاحذري، يمكنك أن تتخلصي منهن إن استطعت،


- كيف..؟؟


- لا أعرف، لكن مطر يشعر بالضياع، ولديه فراغ في قلبه، ..... أشعر أنه يبحث عن شيء ما، لا أفهم ماهو، صدقيني، مطر رجل رائع، لكنه يعاني من مشاكل،


- مثل ماذا.......؟؟


- يبحث عن التقدير لا يثق في نفسه كفاية،.... دلليله إنه يحب التدليل، .....!!



وفجأة دخلت والدته علينا: (( ميوه، حسبنا الله عليج، ما توبين، كم مرة قلت لج لا تكلمين هالساحرة، حسيبج الله، يايبة مرت أخوج تكلمها، أنت مينونه جيه))










فأغلقت السماعة في وجهها، وأنا أرى أم مطر تشد مي نحوها، وتأخذها خارج الغرفه، ثم تقترب مني وتقول: يا بنتي يا حبيبتي، أنت كاملة مكملة، لا ينقصك شي، ماشاء الله عليك، تستطيعين بأسلوبك أن تخطفي قلبه، وأنصحك بأن لا تخبري أحدا بما حدث، فالناس ليس لها إلا الشماتة، وقد بت واحدة منا، فلا تشمتي الناس بنا.........!!!
اختلطت مشاعري فى تلك اللحظة، ووجدتني أفكر في كلامها، حدثتني بصوت يصرخ بحبه، كم تحبه هذه الجوليا، أحبته ولم يحبها، وهي تعلم ذلك، .... انتظرت خروج عمتي بفارغ الصبر ففي حلقي سؤال أريد أن أطرحه عليها، علي أفهم، بت أرغب في فهم دوافعها أكثر من رغبتي في فهم مطر،








- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،



- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،









ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.









_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......


أكملي



مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،








مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،


عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،








- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.








نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،



- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................










استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،



ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟










قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.


وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟؟









- إن ما حدث طبيعي، ويثبت نظريتي حول كونه جنوبي، غربي، لأن هذا النوع من الرجال يشعر بالتردد على الدوام، ولا يستطيع أن يحدد ما يريده غالبا، كما لا يستطيع أن يتخذ لك قرارا أبدا، عليك عندما تطلبين منه أي نوع من الخدمات، أن تحددي بالضبط ما تريدين، الكثير من النساء يعانين من الرجل الجنوبي بسبب هذه النقطة، عندما سألك أين آخذك، فهمت أنه يرفض اصطحابك للخارج، بينما كان في الواقع يسأل ليعرف، فهو بالفعل لا يستطيع تحديد هدف الخروج،



تعاني النساء يا بَرود من هذه المشكلة لدى الرجل الجنوبي، فهو قادر على التوقف عن الخروج معك إن لم تحددي وجهتك بشكل واضح، بينما بمجرد أن تصفي وجهتك يصبح مستعدا لأخذك حيث تريدين، ووالدته كانت أكثر حكمة منك عندما أعطته مكانا.



يحاول الجنوبي قدر الإمكان أن يبدو لطيفا مع كل أنواع النساء، إنه رجل يعرف كيف يكسب قلب النساء، فهو يعطيهن الحق في التعبير عن أنفسهن، ويدعم آراءهن، ويضايقه وجود امرأة لا تعرف ماذا تريد، فعلى الرغم من تردده في الحياة يبحث عن امرأة ثابتة الخطى، لتعوض ما يعانيه من نقص، وتدعم حياته من تلك الناحية.



عندما تقررين أمرا وتطلبي منه المساعدة تجدينه متعاونا، لكن إن لمس منك ترددا، تقاعس، بل وربما لا يعود يثق في قراراتك لاحقا.





- فهمت الآن، علي في كل مرة أن أحدد ما أريد عندما أطلب، لاحظت كثيرا ذلك، فعندما يسألني ماذا أشرب، و أقول أي شي، يقول لا يوجد في المطعم ما يسمى أي شي، عليك الإختيار، قرري ما تشربين.....
- نعم هذا ما أقصد، قرري ما تريدين بكل دقة في كل مرة، والآن أكملي ما حدث.




- أنزلنا عمتي، ............ وما أن نزلت حتى شعرت بتوتر الأجواء، ورغبت لو أنه يتحدث، لكنه لم يفعل، كنت في داخلي أشعر بشوق قاتل إلى لمسات أنامله، أو ابتسامة وجهه الجميلة، ......... فنظرت إليه أكثر من مرة وكأني غير قاصدة، لكنه لم يفهم، أو لم يرغب في التجاوب، وعندما وضعت خدي على طرف الباب من جهتي، وبدوت يائسة التفت نحوي وسألني: تعبانة؟




- قليلا،


- تريدين العودة للمنزل.


- لا أرجوك، لم أعد أطيق المنزل، أختنق هناك.


- أعرف هذه الأعراض قرأت عنها.


- جيد، يعني أنك تدرك ما أنا عليه .....


- تفضلي.


وكنا قد وصلنا
اخترنا زاوية خاصة جدا، وبدأ في تأمل المكان، الذي يزوره لأول مرة،
- جميل هذا المطعم، ديكوره رائع، يشعرك بأنك في مكان دافيء، كأننا بالفعل في الخارج، بين أشجار الليمون.
- كلفهم الكثير حسب علمي.
- لابد أن يكون كذلك، ...........



ثم صمت وعاد يتأمل المكان،
- سأذهب للحمام ، هل ترغبين في غسل يديك.
- لا، لست في حاجة إلى ذلك.
ذهب للحمام، ونسي هاتفه النقال على الطاولة، لتصله رسالة نصية قصيرة، فدفعني الفضول إلى فتحها: شيري، أنا في البلد، وصلت قبل ساعة، أين أنت...؟؟ الرسالة كانت من جوليا.


إذا لهذا كان مستعجلا، ولهذا بدا متوترا.
بدأت يداي ترتجفان من شدة الغضب، وفقدت السيطرة على أعصابي، حاولت أن أبدو هادئة، بصعوبة حاولت، انفجر كياني حنقا وغضبا عليهما، كيف تجرؤ على القدوم إليه، كيف يتجاهلان حقي ووجودي بهذه الطريقة، كيف أتصرف الآن ماذا علي أن أفعل، ..........


قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،







وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟


- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.


- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،



وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........







- هي أيضا زوجتي.....


- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.


- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.


- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.


- تحدثت إليها،



- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.


- جوليا لا تفعل ذلك،



- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.


وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،



- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.


- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.








نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،







- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.


- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......


- هل تغارين...........


- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.


- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.



صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،









- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،


لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................









- مابالك، ألم تنسي الأمر.


- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟


- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟


- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟


- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........


- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،


- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،


- والآن بعد أن علمت،


- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.


- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.


- ليس الآن، غدا نتصل بها،


- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،


- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.


- نعم، أرى ذلك،


- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......


- إتصل بها الآن،


- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....
مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟



فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،


كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...


- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.


وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،







كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،



لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.





أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية،



- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،








وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.


فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟








الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،



تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،


لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،



يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.








لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،



ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،


كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،



يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط.
كنت قلقة طوال الليل، خائفة من اليوم القادم، لن أسمح له بالخروج من المنزل، لأمنعه من رؤيتها، وفي نفس الوقت، أتحاشى جرح كرامتي.
استيقظنا صباح اليوم التالي، لأجده يستعد للخروج إلى عمله، فاقتربت منه وسألته: هل ستراها....؟؟


- من..؟؟


- جوليا....!!!


- ولماذا أراها...؟؟


- لأنها جاءت لتراك.....


- من قال لك...؟؟ جوليا لديها أصدقاؤها هنا، هي تزورهم باستمرار....


- بل جاءت من أجلك، ولهذا راسلتك.....


- راستلني لتعلمني بقدومها لكن هذا لا يعني أني سأراها....؟؟


- هل تقسم أنك لن تراها.....


- أقسم، والآن هل تتركيني فقد تأخرت على العمل..


لا أعرف لماذا أحسست بشيء من المراوغة في صوته ، كان يكذب علي، فقد خرج لها، ولا أستبعد أن يكون قد عاشرها، لا تعرفين شعوري نحو هذه المصيبة آن ذاك........


- وكيف عرفت أنه ذهب إليها......


- عندما عاد من العمل، قمت بتفتيش جيوبه، وملابسه، لأجد بقع الروج، ورائحة العطر عالقة في ثيابه، كما وجدت ورقة صغيرة خاصة بالبنك، باسمها، مما يعني أنه أخذها لينهي لها معاملات بنكية.









- وماذا فعلت....؟؟


- واجهته بما وجدت، ...... وكنت منهارة وأبكي، فنظر لي بغضب في البداية وسحب الورقة من يدي، وهو يقول توقفي عن التدخل في حياتي، لا أسمح لك، ولا تضطريني للمبيت خارج البيت، تصرفاتك ستجعلني أسكن في بيت منفرد، وأزورك متى شئت، لا تستمري في التدخل في حياتي، ........
فنظرت له بصدمة غير مصدقة، إذ كان كلامه تهديد علني، بأنه سيستمر في علاقته معها، دون أي اعتبار لي ولحياتي.... وعندما رآى ما حل بوجهي من الكآبة، اقترب مني، وكنت قد انطويت في فراشي حزنا،



- اسمعي يا بَرود، علاقتي بك جيدة، طالما توقفتي عن التدخل في حياتي، أنا رجل لست طفلا، وما بيني وبين جوليا انتهى، إن كنت أزورها فذلك لأنها تطلب المساعدة....


لم أرد عليه، وكنت في تلك اللحظة لا أصدق أي كلمة من كلماته، فقط كنت أفكر كيف تجرأ على تهديدي بتلك الصورة، وأي واقع مؤلم ينتظرني، إنه يقولها بكل صراحة، إما أن أقبل بنزواته، أو يتركني على هامش حياته، وفي كل الأحوال لست في حياته سوى الهامش، ....... اعتراني هم عظيم، وصارت أفكاري تتضارب، فبينما عقلي يأمرني بالتخلي عنه، كان قلبي يأملني فيه خيرا،


أسوأ ما تمر به امرأة أن تحب رجلا، لا يحبها، أو أن يكون مغرما بامرأة غيرها، .......!!!


لكني اكتشفت فيما بعد أن جوليا لم تكن هي المشكلة الحقيقية، وأني لم أعاصر المشاكل بعد، إذ رأيت فيما بعد كيف يصبح زوجي، حينما يعشق أمرأة فعلا.....!!!







آثرت الصمت،...... بينما خرج من عندي ولم يعد حتى منتصف الليل، لا أعرف كيف احتملت، فالواحدة منا قد تحارب في البداية لكن عندما تعلم أن الحرب ستنقلب عليها قد تتهاون، وتتنازل، ربما، .......
مرت الأيام ثقيلة وأنا صامتة، كنت أفكر أكثر من مرة في رؤيتها والحديث معها لتتركني في حالي بصحبة زوجي، لكنني أتراجع في آخر لحظة، .........


وبقيت جوليا في حياة زوجي العشيقة السرية التي أعرف كل تحركاتها، اصطحبها معه أكثر من مرة في رحلات خارج الدولة، أخذها أسبانيا، البلد الذي كنت أحدثه دائما عن رغبتي بزيارته،


رأيتها، في صور وجدتها عند أخته، وأذهلني ما رأيت، فهي كبيرة في السن، جميلة، وتبدو من الصور أنها ذات شخصية قيادية، .......... هل ترغبين في رؤية صورتها.......؟؟


- نعم .. هل لديك واحدة.....؟؟


- أحضرتها معي توقعت أن تطلبيها.........


- دعينا نقترب من تلك الأضواء، أحتاج إلى نور أبيض لأرى الصورة بوضوح......


- هاه، ماذا رأيت...؟؟


- من النظرة الأولى أقول لك، أن منافستك هذه ضعيفة........ لا تساوي قرشا واحدا......


- أعلم..... لقد فهمت ذلك مؤخرا، ...... على كل حال أريد أن أفهم لماذا كان متمسكا بها...؟؟؟


- لأنها كبيرة في السن، وذات شخصية قيادية......


- ماذا قلت........ هل أنت جادة....؟؟


- نعم أنا جادة، فالرجل الجنوبي، يحب البقاء بصحبة امرأة حاسمة، تنظم حياته المبعثرة، ولهذا يميل للإعجاب بالنساء الأكبر منه سنا، والشماليات على وجه الخصوص، ولايعني ذلك أنه يوفق معهن لكنه يحب لديهن الثقة التي يتمتعن بها،


وبشكل خاص لو أفتقد والدته في سن مبكر، قد تجدينه يميل للزواج بمن تكبره سنا بأعوام،


- وهل يحبها، أم يحتاج إليها فقط....؟؟؟





- تظهر العلاقة في البداية بصورة حاجة، لكن المرأة الذكية تجعل من الإحتياج حب، والرجل الجنوبي يقع في حب من هي أكبر منه سنا، أكثر بكثير، وأسرع من الوقوع في حب صغيرات السن، لكن، واحذري من هذه الـ لكن، فالمرأة التي تتزوج الجنوبي، وتمثل معه دور الأم، لا تستبعد أن يأتي الجنوبي ليخبرها برغبته في الزواج من زميلته الصغيرة في العمل، أو زميلته في الدراسة،..!!!


لأنك حينما تمثلين دور الأم، لا يبقى أمامه، إلا أن يعيش دور الإبن المدلل الذي يحب أن يحياه، وبالتالي يبحث عن العروس التي سيقدمها لأمه، المطلوب من أمه التي تحبه أن تخطب له حبيبة قلبه، ..!!


- يا إلهي، هذا الرجل معقد، ........ كيف أتعامل معه بحكمة، وفي نفس الوقت أن لا أكون أمه، ...؟؟ هذه معجزة.



- ليست كذلك، فالأمر يتبسط، بالإعتياد، فعندما أصف لك طبخة معينة قد تستغرق منك ثلاث ساعات حتى تنجزيها في البداية، وبالتعود، تصبح سهلة، الرجل، أيضا يبدو معقدا في البداية و مع السنوات وبالإعتياد على سلوكياته يصبح أسهل.........


- بل هي عقد، كيف أفهم طريقة تفكيره، لو لم ألتقيك، لبقيت طوال الوقت أفكر ما سر ارتباطه بتلك المطربة ، .......
.
- أية مطربة...؟؟


- المطربة التي وقع في غرامها لا حقا، ......... والتي هدت كياني، وجعلتني المرأة الهامشية بالفعل.......!!!
لا يرهق الإنسان في هذه الدنيا سوى المتاعب النفسية، والضغط العصبي،


تنال من صحته وأعصابه، ومن راحة باله، لكن الشخصيات المتحدية، العنيدة، تبقى متشبثة بالحياة على الرغم من كل التحديات، وتصر على البقاء،



إذ لا خيار في هذه الأرض سوى البقاء، الموت ليس خيارا، الموت مصير، ...!!!


وبما أنك باقية، فلتستمري في البقاء كما ينبغي أن تكوني،


بَرود، التي كانت محط الأنظار، وذات الشخصية المميزة، وصاحبة المنصب المرموق في عملها، وقعت ضحية ظروف، عصفت بكل مميزاتها،


يقدم الإنسان بعض التنازلات في كثير من الأحيان، لتمضي به الحياة على ما يرام،


وبعد حين يعتاد على التنازل، ودونما يدرك، يجد نفسه قد تنازل عن كل شيء،


لهذا يقال من يتنازل مرة قد يتنازل ألف مرة،


التنازل عن الحق، كالعدوى، تتفشى في القلب، وتخلق السلبية،


العمر الذي تتنازلين لتجعلينه يمر بسلام، يمر فيما بعد بمنتهى الصعوبة،


والحلم الذي تنازلت من أجل أن يكتمل، يموت، ..


الحقيقة أن التنازلات لا تحل الأزمات، والعلاج هو خير سبيل،


صديقتي التي اعتقدت أنها بذلك تقود حياتها العاصفة إلى بر الأمان، أخطأت التقدير،


تنازلها عن حقها في نهره عن لقاء عشيقته جوليا، كان سببا لتماديه في علاقة أخرى،


اعتقادها أن تنازلها عن نهره سيحافظ على زواجها الشكلي على أقل تقدير، كان سببا مباشرا لإنهائه شكليا أيضا،
في مساء ذلك اليوم، اتصلت بي، وفي صوتها بحة بكاء، ..


- خرج معها هذا المساء، تطيب، واهتم بنفسه، ... وعندما سألته عن وجهته نشأ عراك كبير بيننا، دفعني بقوة بعيدا عنه لأقع على الأرض، وقال لي (( لا أحبك، افهمي))....
- خرج مع من...؟؟
- مع المطربة، (ليزا)...!!!
- اهدئي، هل ترغبين في الخروج...؟؟
- لا أستطيع أشعر بالحزن الشديد، وأرغب في البكاء، ... إني..
- تعالي إلي بيتي، هل تعرفين الطريق،...؟؟









كانت ملامحها الحزينة، شاهد على انكسار صديقتي القديمة، التي لم يتبقى منها سوى تلك الملامح، تحت الرماد،
بَرود، لم تعد بَرود، وكنت أفكر إن كانت ستعود ذات يوم أم لا،
أعددت لك عصير الليمون، جيد لترتاحي،
- أريد التحدث، .... والفضفضة، لا أريد شرب أي شيء،
- كيف تعرف بالمطربة،...؟؟
- إنها صديقته منذ فترة طويلة ولا أذكر متى تعرف عليها، تكبره بخمسة أعوام، ..
استمرت علاقته بجوليا لوقت طويل، وفجأة بدأ يهمل رسائلها واتصالاتها، وبدا مشغولا عنها، ثم تشاجر معها لأسباب تافهة، ولم تعد تزوره بعد ذلك نهائيا، وفي نفس الوقت توقعت أن يعود لي، لكنه أصبح أكثر بعدا عني،
عندما كان على علاقة بجوليا، كان يحبني، كنت أشعر بذلك، وكانت علاقتنا جيدة جدا قياسا بما حدث بيننا بعد علاقته بليزا، ..
علمت كيف يصبح زوجي عندما يعشق امرأة، لا يستطيع أن يجامل أخرى، يصبح مهموما في غيابها، مندفعا لها، وهائما، لا يتحمل لمساتي، ولا القرب مني، ..
لا أعرف ماذا أقول، هل أخبرك بالحقيقة، هل أخبرك أنه يقرف مني، ...!!!!
نعم أظن ذلك، فلا يطيق أية لمسة من يدي..؟؟ يتفادى النظر في عيوني، ...


صديقتي أخشى على نفسي من الإنهيار، ...


في بيتي إنسانة بلا معنى، امرأة غير مهمة، في عملي، عيون الرجال تلاحقني في كل مكان، والإعجاب ينصب علي من الجميع،


أحتار، إن كنت جذابة كالسابق، ما الذي يعمي عيني زوجي، ..


هل ستتفهمين .. عندما أقول لك، إني أصبحت أفرح كثيرا عندما يعبر لي أي زميل عن إعجابه بي، .. فالحرمان، أساء إلى أخلاقي، إنني أحلم كالمراهقين، أحلام يقظة غبية، ..


تعبت، تجاهله يجرحني، وعمى عينيه عني، يصيبني بالجنون، ولا أفهم ماذا علي أن أفعل، لأعيده لي،


بصراحة لم أعد أرغب به، أرغب في قتله، لأنه مجرد تافه، هل تعلمين لماذا لا يراني، لأنه تافه، لا يرى سوى من على شاكلته، في تفاهته، وحمقه وغبائه، رجل عبيط، غبي، يعتقد، أن العالم لم يخلق إلا للاستهتار، يقضي كل وقته متسكعا بين المقاهي، باحثا عن المتعة واللهو، لا طموحات له، اهتمامه الوحيد في هذه الحياة الجنس، الطعام، والنساء، لا شيء آخر،


هذا الرجل لم ينضج، غبي، غبي،


تخيلي، أنا لا أحترمه، في الواقع، لا أحبه، أتمنى لو تزوجت برجل مثقف، رجل أعمال مميز، يتحدث قليلا، لكنه يعمل كثيرا، رجل يشاكلني في مستواي الفكري، أشعر معه بذاتي،


لا يمكنني التواصل مع زوجي لأنه لا يفهم،


إنه سطحي، يركز على المظاهر، يهمه كثيرا كيف يلبس، وماذا يركب من سيارات، ويدخل في تحديات غبية مع صحبه، ويفتخر بما ليس فيه، ويوهم الآخرين بتميزه، في ماذا ..؟؟ لست أفهم، ...


هذا التافه، يصر على أنه أعلى مني شأنا....!!!


- اهدئي...... هل فكرت يوما ترى كيف ينظر إليك ..؟؟ ولما لا يقدرك...؟؟
لماذا تسأليني كيف يراني...؟؟


- لأنه من المؤكد أن يكون لديه فكرة ما عنك، زوجك ليس طفلا ولا غبيا كما تعتقدين، إنه رجل بالغ، أعجبك ذلك، أم لم تقتنعي تلك الحقيقة، ومثلما تحملين تصورا عنه، لا بد أن لديه واحدا عنك..


- دائما يراني نكدية، ودائما في نظره العصبية، التي لا أفكر سوى في المال، ......!!


- وبعد، ........


- لا أعرف، .....قد يراني معقدة، يراني أيضا غبية ربما، من وجهة نظره،


- وبعد،


- ماذا تقصدين، عمَ تبحثين ...؟؟؟


- عن كلمة يرددها باستمرار، تشعرين معها بالنقص،


- ............. كلمة، ........ مثل ماذا؟؟.......... مثل أني لست أنثى كفاية........ يقول أني لست امرأة ........ نعم هذه الكلمة تجرحني، ....... لا أفهم لماذا يدعي أني لست امرأة.


- هذا على الرغم من أنك تتزينين، كثيرا،


- نعم، صدقت، أتزين، وأهتم بنفسي في السابق لكنه يصر على أني لست امرأة،


- الجنوبي، يرى الشمالية باستمرار، في صورة غير أنثوية، لأنه رجل لا يبادر كثيرا في القيام بالأعمال أو تحقيق الإنجازات، وبالتالي، فعلى المرأة أن تكون أقل منه مبادرة بكثير، وكونك شخصية ناجحة على الصعيد العملي، ومبادرة في حياتك الشخصية، ومنجزة، فأنت من وجهة نظره تفتقدين سمة مهمة من سمات الأنوثة، وفي الوقت ذاته يحب لديك قوة الشخصية، التي قمت بالتخلص منها لاحقا،


- لا أفهم ما تقصدين، .......


- الجنوبي، رجل رقيق، في كل شي، والشمالية تحتاج إلى رجل قوي ونافذ، لكن حكمة الله في الخلق هذا التكامل في العلاقات الزوجية، فزواج الجنوبي من شمالية، مفيد لتعلم الشمالية الجنوبي كيف ينجز، ويعلم الجنوبي الشمالية كيف تسترخي وتستمع في حياتها،







لو سألت زوجك كيف يراك....؟؟


قد يقول م
11
47K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هدوء وسط الزحاااام
الجزء 14



للحياة شجون، وللقلب عيون، تدمع عندما يحل الليل، تتساقط الدمعات على جمرة الفؤاد، فتلتهب نيران الألم والغيرة،



تـــقــول:
لماذا هذا الرجل لا يرى عيني، لماذا لا يشعر بوجودي،

وقفت قرب نافذة غرفتي المطلة على البعيد، أتأمل عينيك، الغائبة خلف الغيوب..
(أنت أيه) أغنية نانسي عجرم تتسرب إلى غرفتي، من تلفزيون الصالون ... أستشعر الألم في أجزاء من جسدي، وقطرات دمعي تتساقط غزيرا على ثوبي، ..........

أمسكت طرف النافذة خوفا من السقوط من شدة الإعياء، كنت قد قضيت ساعتين متواصلتين أبكي بلا انقطاع، وكأنك يا صديقتي قد أعطيتني تصريحا بالبكاء، وكأن البكاء كان يختبئ في قلبي حبيسا في انتظار من يطلق سراحه،

كان يندفع خارجا، كشلال من التعب، ذلك الألم المتراكم لسنوات، كنت دائما أخاف البكاء، فلا يجوز أن يعلم أني أبكي لأجله، ......... (أنت أيه)، ...... ليتها تكف عن الغناء هذه اللحظات، فكلماتها تنتزع المزيد من الألم في داخلي، وكأن الألم خلايا تتوالد لا تتوقف عن التكاثر، ........

اختبأت مشاعري خوفا من غضبي، وانهالت دمعات جديدة، والقلب الغائم، يهوي كورقة الخوف في شتاء مر حزين، ....... سنوات الألم متى ستنتهي،





وجدتك قربي، عينيك، كلماتك، وكأنك تمدين يديك إلي فتمسحين على رأسي بحب وحنان، وكأنك أمي تضميني إلى صدرك فأغفو كطفلة صغيرة، وجدتك قربي .... ولم تكوني قربي، عيناي تسافران خلف الربوة هناك، حيث قمر الليلة يراقبني بدهشه، وحيث النجمات تلاشت، ......

الذنب، أي ذنب ذلك الذي اقترفته، لأعاني حبك الجارح..................



لم أسمع صوت سيارته تتوقف في المرآب، لكني رأيت أضواء اشتعلت هناك ثم انطفأت، وكنت أنظر بسرعة إلى وجهي الباكي في صفحة النافذة الزجاجية، لأمسح دموعي، لكني تذكرتك، لم لا يعلم أني أعاني، لم لا يعلم كم أتألم،
كان شعري ينساب باكيا معي، نائما في حزن على كتفي، ولأول مرة أرى شفتي بهذا الجمال، ربما لأني أخيرا تمكنت من استعادة ذاتي، معك، صديقتي،

كنت أتابع خطواته على درجات السلم، .... يصعد إلى أعلى، ولازالت نانسي تغني (أنت أيه)، .... وفاض المزيد من الدمع مع شعوري بقربه، دخل الغرفة واتجه إلى الشماعة علق ثيابه، كما يعلق حياتي طوال تلك السنوات، وهم بالخرج من غرفتي، لكن شهقات الألم ودموعي اللامعة عبر الزجاج، استوقفته، ولأول مرة كان يرى ......... انهياري منذ سنوات زواجنا الأولى،
- ما بك........
واقترب مني بخوف، ورفع يده إلى كتفي، وأمسك بي برفق.. : لم كل هذه الدموع..؟
- لا شيء.....
- إن كان على ماحدث، فلم أقصد أن أدفعك، قمت باستفزازي، وحدث ما حدث.....
فنظرت له في عينيه، ..... وكنت لا أراه جيدا، نظراتي غارقة حتى الثمالة في بحر من الدموع الساخنة، نظرت له بصدق، لأول مرة أنظر في عينيه منذ سنوات طويلة، وقلت بصوت بمحوح: إلى متى .......؟؟
- إلى متى ماذا.......؟؟
- إلى متى ستعلقني في حياتك، وإلى متى سأبقى على الرف، إلى متى ستستمر في تجاهل مشاعري، وإلى متى ستستمر في قتلي........
- عدنا للحديث ..
- نعم عدنا، لكن هذه المرة أهددك، بأني ما عدت أحتمل، وسأبحث لي عن حبيب يعوضني الحب الذي حرمتني منه.....
- ما هذا الكلام الذي تقولينه، ألا تستحين، ..
- لا أستحي، لم أعد أستحي، وهل أستحي من قول ما علمتني إياه ينفسك،
- ماذا علمتك أنا ، ..... الصياعة،
- بل الحرمان الذي يدفعني رغما عني إلى الإنحراف، إني محتاجة إليك، .....
- وهل قصرت معك في شي.
- تحب غيري.......
- لا أحب أحدا








-بل تحبها،.................................... تعبت، تعبت كثيرا ( وانهرت على الكرسي) لم أعد أحتمل، ..... كل هذا لماذا ..؟؟، هل لأني قبلت الزواج بك، وأنت لا تريدني، .... ألم تحبني حتى اليوم، ألن تحبني مطلقا ...؟؟؟، ماذا ينقصني، ..... تعبت، فقدت كل أمل في أن أكسب قلبك، وكلما أخفقت كلما يأست، .... وفقدت أجمل حلم في حياتي، حب الرجل الوحيد الذي أحببته، ....... وليتني لم أحبك.......

توقف ينظر إلي وكأنه رجل من عالم آخر:........ أحببتني، أنت لم تحبينني يوما، تزوجت بي لظروف تخصك،
-بل أحببتك، وأنت تعلم، فإن كنت لا تعلم، فأنت أعمى، لا شيء يجبرني على احتمال كل نزواتك، لا شي، لا شيء يدفعني إلى الإنجاب منك، لا شيء، إلا لأني أحببتك، لا شيء يدفعني إلى تحمل قسوة قلبك علي.......... سوى أني أحبك، ........








ولأول مرة أشعر أن مشاعري تنساب بحرية، لأني أخذت تصريحا بأن انسياب المشاعر والتعبير عنها بحرية لا ينقص الإنسان بل يزيد من مكانته وبشكل خاص لدى الجنوبي، .......

وليتك كنت هناك، لتري تلك النظرة التي ارتسمت على وجهه، وذلك الشعور الغريب الذي انتابني، بدأت أرجف من شدة التأثر، ثم كورت نفسي، واحتضنت ركبتي، وأخفيت وجهي في حجري، وبكيت بصوت عالي، لم أستطع التحكم في نفسي، وشعرت به وهو يقترب مني، ويحتضن رأسي، فرفعت وجهي وطوقت رأسه بيدي، وبدأت أبكي وأتحدث إليه كطفلة: إني أحتاجك، تلك هي الحقيقة، طوال الوقت أخفيت مشاعري لكي لا تجرحني، اعتقدت أن من العيب أن أخبرك بحبي، وأنك وحدك ستفهم، أحبك كثيرا، وأشعر أن لا حياة لي بدونك، أنت كل أهلي، ولا أهل لي سواك، ........ لا تتركني، ولا تعذبني بهجرك، فأنا لا أطيق بعدك، إني وحيدة بدونك، ساعدني، لا تتخلى عني، لم تقسو علي وأنت كل ما لدي............. أأأأأأأأأأأأه،


وصرت أبكي وهو يربت على كتفي ويقول لي: لا بأس أنا آسف، اهدئي حبيبتي، ..... آسف، يكفي، اهدئي............ وبقيت أبكي بين يديه، حتى شعرت بالإنهاك، وكان يحملني إلى السرير، بينما أصبت بحالة من الخدر في أعضائي، .......






ومر وقت، عندما فتحت عيني لأراه يحدق بي شارد الذهن يفكر، ..... رن هاتفه النقال، فنظر إلي بحرج، وأمسك بالهاتف وأغلقه، ..... ، ثم اقترب مني، وبدأ يمسح على رأسي: هل أنت بخير........؟؟

لكني لم أستطع الكلام، حيث أصابتني نوبة بكاء جديدة: ............ أه، لست بخير، إني أتعس امرأة في الوجود، لست بخير إني وحيدة ومتعبة، .....

- غير صحيح، أنا قربك، ..... ولن أتخلى عنك.......
طوقته من جديد بذراعي، وحاولت التعلق به، وبكيت على صدره من جديد..........!!!!

((يتبع الجزء15))


ورده مخمل :
10-05-2010


الجزء 15


كان يوما عصيبا،





مر بكل ما فيه من تساؤلات ملأت عقل مطر، وبكل ما فيه من ألم سال دمعا من عيني برود،

- أتعلمين، لم أتصور أن تؤثر فيه كلماتي إلى هذا الحد، فقد قضى وقتا طويلا معي ذلك اليوم، وأصر على الترويح عني مشيا على الأقدام في الحديقة العامة، كذلك دعاني للعشاء ومضى وقت طويل على آخر مرة فعل فيها ذلك، أعتقد أن الأمر لم يكن صعبا لكنه بحاجة لدراسة وضع، لو علمت أن تصرفا بسيطا كهذا سيغير موقفه تجاهي لقمت به منذ زمن بعيد.
- يمكنك تدارك الأمر على كل حال.
- أتمنى ذلك، بات الأمر بالنسبة لي كتحدي، بدأت أشعر أني أغامر في رحلة غامضة، لا أعرف أين ذهبت مشاعر الإحباط التي كانت تسيطر علي، حتى الغيرة تغير مذاقها.
- علينا أن ندرس أمر محبوبته جيدا، لنبدأ العمل.
- ما رأيك أي الخطط نتبع..؟؟
- بعد أن نحدد طبيعة العلاقة،
- أعتقد أنها علاقة عميقة، إنهما يتعاشران كالأزواج، إنه لا يتركها أبدا، هو معها دائما.
- هناك أعراض يمر بها الرجل، تشير إلى معدن المرأة التي يعاشرها، ولذلك سأسألك بعض الأسئلة لنرى أية أحاديث تدور بينهما.
- تفضلي، وسأجيب قدر استطاعتي .
وبدأت في توجيه الأسئلة إلى برود....




- نعم تماما، دائما يتذمر، ويبدي تقززا إزاء أمور من هذا النوع، فماذا يعني ذلك..؟
- إنها الحرب الكلامية، التي تشنها الأخرى عليك، ..!!
- كيف..؟؟








- تميل بعض النساء إلى تحطيم المرأة الأخرى في حياة الرجل، وذلك عبر إيحاءات تحرص على بثها، كالسم، تشعره أن المرأة التي معه في البيت، لا تساوي شيء، وأنها لا تعلم ولا تفقه أي أمر، وأنها غير مطلعة، بينما تظهر نفسها في صورة أفضل، ....... لا حظي معي، عشيقات النت، هن الأخطر في هذه المهمة، فيمكنها أن تصف للزوج غرفة نومها بصورة كاذبة، فتقول أنها عطرة بهية، بفراش قرمزي حريري، وأنها تجلس على سريرها بثوب أحمر براق، وشعرها المنسدل على ....... إلخ، بينما هي في الواقع، تجلس على أرض لا فراش عليها، في ردهة قذرة من البيت، وترتدي ربما ملابس لم تغيرها منذ خمسة أيام، يعني تكذب عليه، وبعض الرجال السفهاء يصدقون ذلك، وعندما يعودون لزوجاتهم، فيرون الحياة المختلفة، يبدؤون في الاشمئزاز من الزوجات....






- لكني جميلة ونظيفة، ومنظمة،...
- نعم، أنت كذلك، لكن ماذا لو هاجمتك من منطلق آخر، ...
- مثل ماذا...؟؟
- ماذا لو كانت تقول له، أنت الأروع، وأنت كنز لا تستطيع أية امرأة تجاهله، ثم يأتي عندك ليرى أنك تزدرينه، وتعاملينه بسوء، ...!!
- نعم، .. يمكن أن يحدث ذلك.
- لهذا أرى أن علينا معرف ما الذي يدور بينهما من أحاديث، لكن عندما أتأكد من قدرتك التامة على التكيف مع ما ستسمعين، ومن جلدك وصبرك وقوة التحمل لديك.
- صدقيني، لم يعد هناك ما يجرحني أكثر، أصبحت أتحمل كل شي.
- في الواقع، أنه مهما قلت يبقى ما ستسمعين جارح، ومؤلم، مهما تخيلت أو توقعت من كلمات جارحة، ومواقف مؤلمة، إلا أن ما ستسمعين، سيصيبك بالمزيد من الألم.




*************************************


كانت تقول له في مكالمتها الأخيرة ( بأنها تحب استخدام المياه المعطرة لغسل المنطقة الحساسة لديها) وأنا لا أفعل ذلك، ما رأيك، هل أفعل كما تفعل..؟؟
- نعم يمكنك فعل ذلك إن كانت المادة صحية ومخصصة للمناطق الحساسة، لكن ليس قبل أن تحطمي موقفها، ...؟؟
- كيف...؟؟
- وكأنك تدردشين قولي له مثلا: هناك نساء يغسلن فروجهن بمياه معطرة، إنهن مجنونات، لأنهن بذلك يسببن لأنفسهن الإلتهابات، ويعدين الأزواج، وبالتالي قد يفقد الزوج قدرته الجنسية وخصوبته مع الأيام، تخيل، كم هن مجنونات، إنهن أميات في نظري لا يعلمن عن الثقافة الجنسية أي شيء، ... حولي موقفها الذي أرادت أن تتفوق به عليك، إلى نقطة ضعف لديها، انسفيها....





- رائع، لم يخطر في بالي أمر كهذا، هل أفعل ذلك مع كل ما تقوله، ...
- نعم، بشرط أن لا تشعرينه بأنك على علم بما تقوله له، لكي يبدو الأمر مجرد صدفة....
- أكيد، سأفعل، أشعر أن هذه الخطة رائعة، لم أكن أعلم أن لجمع المعلومات كل هذه الفوائد،
- وهناك أمور أخرى، في لقائي القادم معك سأخبرك كيف تحطمين نفسيتها، وتدمرين ثقتها في نفسها، عبر استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن، ....
- أرجوك لا أطيق صبرا، علميني الآن اشرحي لي بعضها....
- لا وقت لدي اليوم، لكن كنصيحة سريعة، اتركي ربطة شعرك الجميلة هذه بعد تعطيرها، اتركيها في سيارة زوجك في باب المقعد الأمامي حيث ستركب هي معه بعدك، لعلها تراها، فتعلم أنك كنت معه، فتصيبها الغيرة، .. اقلبي الموقف ضدها........
- رائع، فكرة جيدة، هل هناك أفكارا أخرى....
- نعم، لكن سنحكيها في الداخل، تعالي معي،





فهي أسرار مهمة لن نكتبها على صفحات المنتدى العام، لا يمكن ذلك، ستقرؤها كل النساء، وقد تكون بينهن عشيقات والله أعلم، دعيها سر نناقشه في دورة استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن.





يتأثر الرجل الجنوبي بكل ما يسمع، وهو شخص متردد غالبا، لهذا يميل حيثما تميل الصلاحيات، لهذا كلما أعلنت عن نفسك جيدا، كلما مال نحوك، وكلما عبت في العشيقة كلما ابتعد عنها، لكن كوني ذكية، فلا تعيبي فيها صراحة، لأنه سينفر منك، ويلجأ لها، إذ ستبدو أمامه المسكينة الطيبة، بينما تبدين أنت الشريرة،
عيبي فيها بطريقة غير مباشرة، وسترين أفضل النتائج، ..........




يتبع الجز 16










الجز16


تعلمين، لم أتصور يوما بأن أتعامل مع مشكلتي بهكذا أسلوب، كنت دائما انفعالية، كنت دائما عصبية، أو أبكي في صمت،

الواقع أني تعاملت مع حياتي كقصة فيلم حزين، وأنا الضحية فيه، لكني معك تعلمت كيف أكون فعالة وإيجابية، لم أعد أقف بعيدة ً متفرجة بينما يسلبني الآخرون حقي، بل صرت اليوم أخطط لاستعادته، وأدبر نفسي بطرق لم تخطر لي على بال،

الحياة بالفعل بحاجة لاستراتيجية عمل من هذا النوع، والإنسان يتطور ويتبدل وفق خبرات معينة، لكن الجهل كفيل بجعل النتائج سيئة، إن ما تعلمته عن فن الحوار مع الرجال، أو التعامل مع الجنوبي جعل النجاح حليفي،

لكني أتهور بين وقت وآخر وأصب جام ضغطي وغضبي على من حولي، إني لا أصدق حتى اليوم كيف كان يستغفلني ويجرح شعوري،




هل من علاج من هذه الحالة.........؟؟

- نعم هناك علاج جيد، لكني أجد أنها حالة صحية يجب أن تبقى، لتذكرك بين وقت وآخر أن عليك أن تحذري كثيرا وأن لا تنامي في العسل، لكن أيضا لا تصبي جام غضبك على أحد، حولي هذا الغضب لطاقة بناء المزيد من صرح حياتك معه.........
- لقد فعلت كل شيء، اشتريت تلك الملابس التي يحبها، وصرت أتعلق بساعده كل مساء وأطلب منه أن يرفه عن قلبي لأني متمللة، صرت أقولها بدلع، لدرجة أن الرجل بدأ يصدق..!!!
- ولم لا يصدق أنت في الواقع ترغبين في الترفيه عن نفسك...
- صحيح، لكنها لازالت موجودة، إنها تحوم حوله، وبدأت تشعر باهتمامه بي، وصارت تعاتبه، إني أسمعها وهي تعاتبه كل يوم على تقصيره، وقالت ذات مرة إن تركها ستنتحر..
- مشكلة، فالرجل الجنوبي حساس،
- وكيف الحل... لقدر قرأت رسائلها عبر النقال وجميعها حب وغزل، وفي آخر رسالة كانت صورة، لها معه، تخيلي كيف مسكت أعصابي لحظتها، قامت بتصويره وهو معها، نائمين في السرير، ثم أرسلت الرسالة له بعد ذلك وكتبت عليها أحلى لحظات حياتي، ......
- التصوير، قيمة أخرى من قيم زوجك، حسب قراءتي لصورته، إنه يحب التصوير، ويحب أن يصور نفسه كثيرا، يشعر بالفخر ومعجب بشكله، هل تصورينه عادة...
- لا، لا أحب التصوير،
- صوريه بين وقت وآخر، ليشعر أنك معجبة به.
- طيب سأفعل... ( ورمقتني بتذمر) أليس أمرا سخيفا، ما الذي يعجبه في التصوير.؟؟
- تلك شخصيته لا تغيريها اليوم، بل تقبليها وتعلمي كيفية التعامل معها.
- جيد، ماذا أيضا.....
- ما رأيك بأن نرسم خطة جيدة للقضاء عليها.....
- نعم أريد ذلك بفارغ الصبر...
- بما أن زوجك جنوبي، فأنت تتعاملين مع الرجل الذي تناسبه الاستراتيجية ( 13) استراتيجية ( أحلبيه حتى ينشف ) هل سمعت عنها مسبقا.....؟؟
- لا، لكني تقريبا فهمت معناها........ لكني كما تعلمين لا أتقن فن الإثارة والإغراء.....
- سأعلمك، المهم أن تتبعي معه هذه الاستراتيجية خلال هذه الفترة، لأن الرجل الجنوبي، يتوقف عن الخيانة عندما يحلب.........!!!!!
- رائع، وماذا عن رغبتي فهي بسيطة جدا،
- هناك تدريبات جيدة ورائعة تجعلك ترغبين دائما وبشكل مستمر، وبنشاط أكبر......
- بسرعة ساعديني.........
- ثم سنستخدم أيضا استراتيجية الكود بوي، وهي الاسترايتجية رقم خمسة، ومفيدة معه بل رائعة، نستخدمها بعد الحلب مباشرة، لتعزيز قيمة الحلب في حياته.
- كيف..؟؟
- لنبرمجه على حب الحلال، والنفور من الحرام،
- معقول..
- طبعا، لكن عليك أن تنفذيها متزامنه، أي أن تكون وفق عملية سأرسمها لك.
- والأهم من كل هذا هي الاستراتيجية 12 من استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن، وهي بعنوان ( اقتلي عشيقته ببطئ) وتقول الاستراتيجية...................
- أووووه، كل هذا أروع من الرائع، وتحمست بجنون، سأفعل كل ما قلت، اليوم سأبدأ في التنفيذ....

وكانت الاستراتيجية رقم 12 من أفضل الاستراتيجيات التي يمكن أن تمزقي بها قلب عشيقة زوجك، بل وتتخلصين منها بلا رجعة، وقد كتبت في مقدمتها:


(((وهذه الاستراتيجية، يمكنك استخدامها على حسب ذوقك، مزمزي أعصاب العشيقة ، براحتك،

واشويها على نار هادية

واستمتعي برائحة الشياط

ومتعي عينيك بإحمرار عينينها من وهج النار المحرقة

اسقيها من ذات الكأس التي سقتك منها



كيف تعمل هذه الاستراتيجية..............؟؟

لا حظت من خلال عملي أن الزوجة وهي تتجسس على الزوج، ....... تستمع لمواعيد لقاءاته بعشيقته الفاجرة، فتغتاظ وتحترق، وتنهار وتبكي، وهذا غلط.......... الصحيح أن تراقبي بقوة ، وأن تبعثري كل أوارقها، وأن تدمري كل مخططاتها، وأن تدحضي كل مواعيدها معه



نكد في نكد،

(كيف...............؟؟

العشيقات على العموم، لهن مواعيد ثابتة، إما لأنها تعمل بدوامين، أو أنها بنت في بيت أهلها،..... المهم أن لها مواعيد محددة للخروج واللقاء وحتى الأحاديث الهاتفية،

لذلك وأنت تتجسسين عليه، ستكتشفين تلك المواعيد، ............. ولأنك زوجة لا تعلم أي شيء أمامه، ستقومين بابتداع الخطط الفتاكة، واقرئي معي هذه الخطط والأفكارJ)
جزء من استراتيجيات التعامل مع الزوج الخائن استراتيجية 12 اقتليها ببطئ.)




ومرت الأيام، وبرود تتصل بي وتخبرني عن التطورات،

- لدي شريحة موبايل كانت لخادمة في بيت أهلي، تركتها بعد أن سافرت، منذ مدة بسيطة، قمت بإرسال رسائل حب وغزل لزوجي منها، وأسميت نفسي الحلوة هيا
- وبعد،
- لن تصدقي، راسلني وسألني من أكون،
فقلت معجبة بك،
فرد علي وقال، اتصلي
لكني لن أتصل، وسأعاود مراسلته عند المساء، عندما أتأكد أنه معها،
- وبعد،
- طبعا قبل أن يخرج سأنفذاستراتيجية رقم 11 استرتيجية الحلب.
- ممتاز

انتظر النتائج،



وعند المساء، خرجنا أنا وبرود معا للشاطئ مع الأطفال، وفي الطريق تحدثنا،
- أصبح وجهك بشوشا، وتغيرت صحتك إنك أفضل بكثير،
- إنها المعنويات ياناعمة، ففي الماضي كنت محطمة، محبطة، وأعاني، لكن انظري لي اليوم، لدي أمل، وأشعر بالقوة، لا تعلمين كيف علت همتي وأنا أرى نجاحي، أصبح كل همي أن أنجح في استعادته وكأنه جائزتي، فكما قلت علي أن لا أتخلى عن زوجي أبدا، وأقاتل وأحارب من أجله، إنه أب أطفالي، أصبح الأمر بالنسبة لي مختلفا، وبشكل خاص عندما علمت كل شيء عن حياة الرجل الجنوبي، وفهمت أننا مخلتفان فقط، لكننا متكاملان، واكتشفت أني أحبه، رغم أني أقنعت نفسي على مدى سنوات أن زواجي لايمكن أن يخلق حبا، زوجي يا أختي حبيب للقلب، لم أكن أراه مسبقا لأني لا أرى إلا عيوبه، أما اليوم بدأت أفهم لما يثير النساء إعجابا، وفهمت لما هو جذاب....
- ما شاء الله، وكيف سير الخطة
- رائع حتى الآن، تخيلي ما فعلت به، استدرجته بأسلوب لم يعهده في حياته مني، وثارت رغبته وتجاوب بشغف، ثم قبلته حتى تركت علامات عديدة على جسده، لتراها عشيقته فتموت،
- وبعد،
- نفذت خطة الجود بوي، وأخبرته أنه فحل من الفحول القوية، وأن قوة الرجل الجنسية........................................... ...........!!!!سري جدا.



- عندما خرجنا صباح اليوم للعيادة معا، تركت علبة عطر كتبت عليها إلى غاليتي جانيت، ....... لأنه مغرم بالأجانب وهي تعلم، وتركتها في جيب باب الكرسي الأمامي
- وكيف ستتصرفين إن سألك
- سأقول، بأني اشتريتها لموظفة في العمل، وبالفعل موظفة الخدمات المطبخية في المكتب اسمها جانيت، واخترتها بالذات لأن اسمها جميل، وسأقول إنها مكافأة على عملها، لكني نسيت الهدية في باب السيارة، بينما كنت أرغب في أخذ رأيه بها،
- كل هذا التخطيط محكم وجميل، ....
- وستأتي النتائج أجمل، بعد أن أرسل الرسالة، أعتقد أنه الآن معها في أحضانها وأنها تحاول أن تحلبه، ولكنها لن تجد فيه ما يستحق الحلب، أظنه يقول لها....... أي ظهري، تعبان، اليوم عندي ألم في الظهر، الدكتور مانعني من...هههه- هههههه،



وبعد أن جلسنا على الشاطئ اتصلت برود بمطر من هاتفها السري، لكنه لم يرد لخوفه من العشيقة،
ثم أرسلت برود رسالة إلى زوجها أيضا من هاتفها السري، تقول: وحشتني يا مطوري أشوفك الليلة بفندق ......

وما هي إلى دقائق حتى اتصلت الأستاذة عشيقته،

- هل أرد.........؟؟
- قد يكون هو المتصل،......
- بل هي ...... متأكده أنها هي، هذا رقهما، وهي تغار عليه حد الموت،
-
وبعد عدة دقائق اتصل هو من رقمه الخاص

- هذا رقمه الآن...
- سيجن وستجن
- دعيها تحترق، ولنشرب الشاي، احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.....!!!






يمكننا أن نرسم أحداث تلك الليلة عبر التخمين، فيكون مطر على موعد مع عشيقته، والتي يقلها بسيارته، فترى زجاجة العطر فتسأله، فيستغرب، ويقول لا أعلم، لكنها تتضايق وتشك ولو قليلا، وبشكل خاص عندما ترى أنها مرسلة لامرأة أخرى، وزجاجة عطر غالية الثمن.
ثم تتجاهل الأمر، وتحاول أن تكمل أمسيتها بهدوء، لكنه يماطل، ويحاول الهرب منها، لأنه يخشى أن ترى تلك القبلات البنفسجية اللون على جسده، كما أنه لا يغازلها كعادته، لأنه مشبع جنسيا حتى الكفاية، فتشك في أمره، وتتضايق،
ثم ترده مكالمة لا يرد عليها فتشك، ثم يرده مسج، يحمل عبارات غزل، وموعد في فندق فتموت................!!!!!

وهكذا قلبت برود اللعبة، على صاحبتها، وبدلا من الوقوف بحسرة، انتقلت إلى مركز القوة، إنه الهجوم بلا رحمة أو هوادة،

تاركة العشيقة تغرق في الهواجس والظنون، وتنكد على مطر لياليه لينفر ويقرف......






يتبع الجزء 17
هدوء وسط الزحاااام
(((الجزء 17)))



أمضينا وقتا طيبا على الشاطيء،


- جاء دور الجزء الثاني من الخطة، استراتيجية رقم 18، وهي استراتيجية رائعة بعنوان ( إحتلي دورها )...
- بالتأكيد، لذلك علي أن أعود بسرعة للمنزل لأبدأ العمل.
- ماذا ستفعلين بالضبط....؟؟

- سأنظم الغرفة لتصبح مناسبة لجلسة مساج، وسأدلكه بالزيوت العطرية المثيرة جنسيا، ولكني لن ألمح له بطلب الجنس أبدا، بل سأتركه يشعر أني لا أريد، ...
- صحيح، لكن لا تنسي الحمام الدافئ ثم...............سري جدا............ لأن هذا النوع من الحمامات ينشط الدورة الدموية في جسم الرجل ويساعده على النشاط الجنسي لفترة ساعتين متتاليتين، ..
- نعم تذكرت، سأفعل ولن أنسى...وسأردد عليه تلك الكلمات التي علمتني إياها ..ثم سأترك بطاقة الدعوة التي استلفتها من صديقتي لعرس إحدى الأسر المهمة في البلد على طاولة السرير، ليراها ويكوّن فكرة على أن معارفي وصديقاتي مهمات، لكن سأدون عليها اسمي وكأنها وصلتني أنا وموجهة لي شخصيا.
- رائع..... وبعد كيف ستتزينين..؟؟
- سألبس طقما ناعما عبارة عن بنطال جينز قصير، مع خاتم فضي لامع بفص في أصبع قدمي الصغير، مع شبشب بإصبع، وتيشيرت قصير، وشعري سأرفعه شينيون غير منتظم، مع بقاء الخصلات متناثرة حول رأسي وكأني لم أقصد تصفيفه ولممته بسرعه، وسأرتدي قرطا من المعدن الدائري ليغريه، كما قلت....
- وماذا عن المكياج...؟؟
- سأضع رموشا صناعية وروج لتكبير الشفتين فقط، لا شيء آخر...
- ممتاز، لا تضعي ظل العيون لا يناسب التخطيط لليلة كهذه...
- هل نسيت شيئا...
- ما الذي ستفعلينه عند تدليكه، وتلييفه
أركز في عدة أماكن حساسة ( سري جدا) وأقوم بعمل حركات تحرك الدورة الدومية في تلك المنطقة، ادعي لي بالتوفيق
- من كل قلبي غاليتي...








وفي المساء، كانت صديقتي برود قد أعدت الغرفة لتبدو كجناح في فندق، ونظمت البانيو ليفوح بعطر الورد، مع زخات من ورق الورد، واستعدت كما اتفقنا....
دخل مطر إلى الغرفة، محبطا، ورمى بنفسه على السرير بثقل شديد، ولم يلحظ برود التي كانت عند ردهة غرفة الملابس تطل على زينتها، فاستوعب تلك اللحظات، أن ثمت رائحة زكية في الغرفة، رائحة تبث النشاط والحيوية، وأضواء الغرفة رومانسية، ولأنه رجل رومانسي، شعر بحاجته إلى تبديل مزاجه النكد، بعد ذلك الموعد المزعج مع تلك النكدة، فحدث نفسه ربما يستمتع بوقته، فهو غالبا ما ينسى مشاكله عبر الانغماس في الاستمتاع،


تحركت برود أمامه بتعمد، وعن بعد ولم تقترب، فقد أصبحت تعلم السر في هذه الحركة،

ثم لوحت بمؤخرتها في حركة غير مقصودة، محاولة إحضار علبة من رف علوي أمامها، فبدا جمال جسدها وتناسقه، وأناقتها وحيويتها،
شعر مطر الجنوبي بحاجته لحمام دافئ، فلا يمكن لأي جنوبي أن يغازل ما لم يستحم، غالبا، وهذه الأجواء تدفع الجنوبيين دفعا للحمام، استقام جالسا: برود...
إلتفتت برود بتقنية ساحرة خاصة، علمتها سرها،
وقالت: هلا والله متى دخلت...
مطر: ما حسيتي فيني، ...
- كنت مشغولة أفكر ...
- في شو..
- في الخاتم، شو رايك فيه
ورفعت قدمها النظيفة الجميلة أمامه، أنظر، يعجبني لونه، لكني أفكر إن كان سيعجبك، أم أرتدي هذا القرمزي...
حدق مطر في خاتمها، وبدأ ينتبه إلى نظافة قدميها،


فتحت شهيته نوعا ما، وقال: اختاري ما يعجبك فكلها جميلة عليك...



وتذكرت أني حذرتها وقلت: إن شعرت أنه متضايق فلا تسأليه عن السبب، لأن سؤالك سيزيده نكدا، ونحن نرغب في إعادة برمجته لصالحك، عندما يحل عندك يجب أن ينسى العالم الخارجي بما فيه...!!!



- أحب حديثك هذا، أنت غاية في الذوق ( حبيبي أنت ذويق)


حمل جسده المتعب، وعقله المتخم بالتفكير، وسار نحو الحمام، فتفاجأ بالبانيو المليء بالماء، وسألها:


هل تنوين الاستحمام، ...؟



- لا أعددته لك، ...


- هل لازال ساخنا


- نعم، جربه، ويمكنك إضافة الماء الساخن دفعة واحدة من خلال الطشت قرب البانيو.


- ما الحكاية ما كل هذا الدلال..


- لا شيء، طوال عمري أحبك وأدللك، فأنت تستحق


- مزاجك رايق


- صحيح، طلعنا كلنا على البحر، واتعشينا، ولعبنا في الماي...


- ياسلام، على المزاج الرايق على طول يارب


- تعال حبيبي أليفك.....سري جدا جدا



يتبع الجز18


ورده مخمل :
10-05-2010

الجزء 18




الألم



والألم، جزء لا يتجزأ من الحياة، فلا حياة بلا ألم، .......... تتساقط دمعاتها الساخنة على وجنتيها، تجر كحل عينيها، وهدبها الطويل بات كثيفا، أنفها المحمر ووجنتيها الملتهبتين من البكاء عبرتا بجرأة عن شدة الألم..........







- هل انتهيت، ( سألتها باهتمام).....؟؟
فعادت تبكي وهي تحدق في الصور الواحدة تلو الأخرى، ثم تقرأ في الرسائل، وتعود لتبكي.............
- كل هذا...؟؟ من تلك التي تحتمل كل هذا...؟؟ هل رأيت الصور، هل قرأت الرسائل، ألا تشعرين بي، كيف علي ان أرى كل هذا وأسكت، أكاد اجن، أكاد أجن......... تخيلي كيف يكون حال امرأة مثلي، ترسل لها عشيقة زوجها صورا ورسائل كهذه تقتلني، انظري ( وتتناول أحدى الصور) انظري هنا كيف يقبلها على فمها، وفي هذه الصورة انظري كيف يطوقها بذراعيه، وكأنه يخشى عليها، ويكاد يجن بها حبا، .... هل تتوقعين أن ما أقوم به من ألاعيب يمكن ان يتفوق على علاقتهما، ........ هذا مستحيل يا ناعمة، نحن نضحك على انفسنا.
- بل حقيقة، لقد تفوقت عليها، وبات زوجك يهملها، ولأنها شعرت بتفوق عليها ارادت ان تحطمك، لهذا ارسلت لك بكل هذه الصور، هذا دليل كبير، على أنها انهارت اخيرا، صدقيني ما فعلت ذلك إلا لأنها اخيرا أدركت انك تفوقت، .........
تنظر لي وقد ابتلعت دموعها، وهدأت، ....... وتساءلت غير مصدقة: أحقا ما تقولين، أم ترغبين في تهدئتي،
- بل حقا ما أقول، وسينصرك الله بعد حين، بإذنه تعالى، فلا تتهوري، ودعينا ندرس الأمر ونحلل موقفها،
بات في يدنا يا برود صورة لها، نحلل من خلالها شخصيتها، لنتعرف على نقاط ضعفها، فنزداد قوة ونهزمها، .....
- نعم، نعم، لم أنتبه للأمر،
- كما أصبح لديك سلاح لتدميرها، يكفي ان يعلم زوجك انها راسلتك بهذه الصور، ليكرهها، ويكشف حقيقتها القذرة.
- صحيح، تخيلي شعوره حينما يعلم انها أرسلت لي هذه الصور، تخيلي كيف سيشعر نحوها.........
- إن الله مع الصابرين، ولتعلمي يا برود، أني حينما انوي علاج اية مشكلة لأي عميلة، أتوكل على الله، وأعدها أن الأمور ستكون بخير، وأحيانا، لا أجد خطة سريعة، لكني اعلم ان الله سييسر لنا السبيل، فنحن أصحاب حق، .... وسبحان الله، انظري كيف يسر امرك، فما ترينه شر وتبكين عليه، هو خير عظيم لك، ...





- هل اتصل الآن به، لأخبره بما فعلت، هل أريه الصور، ما رأيك..........؟؟



- لا غاليتي، يجب ان ندرس الأمر جيدا، نحن نرغب في أن يعلم انها راسلتك لتفسد حياتك، لكننا في المقابل لا نريده أن يعلم انك علمت...



- ولم........؟؟



- لأنه ببساطة، ليس من العقل ان تكوني قد رأيت كل هذه الصور وتبقين صامته في احضانه، لا بد من اتخاذ موقف ذا قوة، كأن تهجريه، او تهدديه بالإنفصال، شيء ما يشعره بالخوف، لكنك الآن في وقت لا يسمح لك بهذا، انت في وضع تحتاجين فيه إلى البقاء بقربه، فهو الوقت الذي بدأت علاقته بالساقطة تنهار، وهي كانت تهدف إلى ذلك، كانت تريدك ان تنزعجي فتتركي البيت، ليخلوا لها الجو، كانت تريدك ان تهجري زوجك لتستفرد به وحدها، فتغيره عليك وربما اقنعته بالزواج منها، وانفصاله عنك، ....... فكري قليلا، واحدة مثلها لماذا سترسل لك هذه الصور......؟؟



- ربما لتكيدني، وتحطمني، وأجل لتخلق مشكلة كبيرة بيني وبينه، ......



- صحيح، هي ترغب في جعل المشاكل تتفاقم بينكما، بينما ليس من مصلحتك ان تحققي رغبتها، ....... أعلم ان مشاعرك قوية، وجرحك غائر، لكن الإنسان الحق، الراغب في النجاح، يضع المشاعر جانبا، ريثما يحقق مبتغاه، عليك ان تتحملي، وان تتماسكي، وركزي في هدفك، ما الجديد في الصور، كنت تعلمين انه على علاقة بها ويعاشرها، كنت تعلمين ذلك، فما هو الجديد........؟؟؟



- لا أعلم، كنت اشك، في ذلك، بل كنت متأكدة، لكن حينما رأيت الصور شعرت بشي غريب، وكأني لأول مره اعلم، كأني لأول مرة أراهما، لكن معك حق، علي أن أتماسك، وسأتماسك، ساعديني، .........




- لملمي مشاعرك، وجففي دمعك، وتوقفي عن النظر للصور، فهي مجرد ماضي، لا سبيل لعودته، كل الصور تحمل تواريخ قديمة، ... تحمل ذكرياتها التي لم تعد قادرة على استعادتها، ولهذا استخدمتها كسلاح اخير في حربها ضدك، وقد علمتني خبرتي في الاستشارات، ان أحول الأزمة إلى منحة، ..... انظري إلى الصور، إنها سلاحك الآن، لم تعد سلاحها،



- كيف اتصرف اشرحي لي.......



- ستعيدينها إلى الظرف الذي وضعت فيه، وستغلقينها وكأنك لم تفتحيها بعد، ثم ستأخذينها للبيت، وضعيها في وسط جريدة، وضعي الجريدة بشكل عفوي على السرير، وأتوقع انه سيفتحها، لأن كل الرجال يحبون تصفح الصحف، ....



- ربما تصفح الجريدة في العمل، ......!!!



- لا بأس لا مشكلة، سيتصفحها أيضا في البيت، .. المهم أن تكون قريبة منه، ...



- لدي فكرة افضل، ......



- ماهي، ..؟؟



- ما رأيك أن اضعها على مساحات سيارتي، وعندما يخرج عصرا يراها، ما رأيك......؟؟



- فكرة جيدة....... المهم ان لا يعلم انك اطلعت عليها، ولا تجعليه يشعر بشيء...!!!




نظرت إلي ...... كانت هناك ابتسامة اشرقت من خلف غيوم الدموع، وهب النسيم، فتلاعب بخصلات شعرها الفارة من مشبكها، ثم هزت المرجيحة التي كنا نجلس عليها، فتأرجحت من جديد، وانطلقت إلى الأعلى، بسعادة وأمل عتيد،


- حديقتكم جميلة يا برود، .....
- ينسقها لنا بستاني بكساتني، كان يعمل سابقا في بيت عمي ( اب زوجي)، وحاليا أصبح لديه شركته الخاصة، سأعطيك رقم الشركة إن أحببت.
- لا توجد لدي حديقة في الوقت الحالي، لا يوجد متسع لها في بيتي كما تعلمين، ....
- يمكنك تنسيق حديقة داخلية، ينسقها لك في الصالون أو المجلس،
- فكرة جيدة، احب الحدائق الداخلية، لكن ايضا ليس الآن، ربما في المستقبل...... اتركك الآن فقد تأخر الوقت، ...... تصبحين على خير.

يتبع الجزء19


ورده مخمل :
10-05-2010

(((((الجزء 19))))

ليس بالأمر السهل أن تترك المرأة بيتها لأي سبب كان، وأنا شخصيا لا أشجع المرأة على ذلك، كما أني أحرص على تجنيبها الأسباب التي تدفها لفعل أمر كهذا، فالمرأة المجروحة بخنجر الخيانة، لا تملك أن تبقى أمام زوجها غالبا، فهي بحاجة إلى الإنزواء بجرحها بعيدا،



برود التي أصبحت تلميذة رائعة، بدأت تفهم سياستي في حل المشاكل، وأصبحت واعية بما يكفي لتبلور سلوكياتها بما يخدم هدفها السامي، ألا وهو استعادة زوجها من براثن امرأة لعوب،

جاءني هاتفها في وقت متأخر من الليل، هامسة: ألو...... ناعمة، أبشرج الأمور بخير، ..... بكلمج باجر، بس حبيت أطمنج....
وفي صباح ذلك اليوم، كانت برود بنشاط أكثر من المعتاد، وبدى وجهها أكثر إشراقا، نم عن سعادة غامرة، وراحة نفسية، واستقرار أمني مستتب،
ابتسمت من بعيد وهي ترمقني من انفراج الباب، بينما كانت إحدى عميلاتي تجلس أمامي، ...... انتظرت برود بهدوء، وهمت بصنع الشاي لنفسها، ثم أرسلت لي بكوب إلى المكتب، ........


فهمت من هذه الحركة أن مزاجها رايق، وأنها ستنتظر بدون تململ، وبالفعل، انتظرت برود ما يقارب الخمس وأربعين دقيقة، قبل أن تجلس إلي، ومع هذا دخلت بابتسامة عريضة، وعيون تزقزق فرحا،
- لقد فعلتها، ولقنتها درسا لا أكادها تنساه.........
- بشري، كيف صارت الأمور، .......؟؟
- لا ليس بهذه السهولة، أولا أخبريني ، كم من الوقت أمامي، لأعرف إن كنت سأحكي لك التفاصيل، أم باختصار......... فالأمر يحتاج إلى قعدة طويلة، سأستشيرك في أمور جديدة، فزوجي العزيز، كشف عن وجه آخر........!!!
- إذا هاتي من النهاية، ما هو الوجهة الآخر.........؟؟
- ماذا تقصدين...؟؟ هل يعني هذا أنه لا وقت لدي..؟؟ تريدين من الآخر، وأنا أريد أن أحكي لك بالتفصيل...!!!
- ماذا أفعل يا برود، أنت بلا موعد، وهناك عميلة قد حجزت هذه الساعة، لكن انتظري، سأرى إن كانت هناك فرصة...... فرفعت سماعة الهاتف، واتصلت بالسكرتيرة: ألو، ..... ماذا عن العميلة التالية، .......؟؟ أوه جيد، لا لابأس، سأنتظرها، دعيها تقود على راحتها، لا تستعجل، .. الله يوصلها بالسلامة.
- ها يابرود حظك جيد، عميلتي من العين، ويبدو أنها خرجت متأخرة، وستصل متأخرة، نصف ساعة على الأقل، خذي راحتك، وهاتي ما عندك........
- البارحة ياصديقتي، نفذت ما اتفقنا عليه، وقمت بوضع الظرف بالصور، على مساحة سيارتي، بعد عودتي من العمل، ثم دخلت إلى البيت بشكل طبيعي، ثم جاء هو بعدي من عمله بنصف ساعة تقريبا كالعادة، وكنت أراقبه من النافذة، لأتأكد إن كان قد لمح الظرف أم لا،
- وبعد،
- بالطبع لا حظ الظرف، ........ فنزل من سيارته وتناول الظرف، ويبدو أنه فتحه في سيارته، .....
- وبعد...
- لم يدخل سيارته إلى الكراج كالمعتاد، وإنما هم بالصعود إلى غرفتي، وكنت في هذه الأثناء ألاعب أطفالي، ليشعر أني على مايرام، وأني لا أعلم عن الأمر شيء، تنهد بارتياح، وبدا عليه القلق، فسألته: حبيبي أجهز الغداء ريثما تبدل ملابسك،...... فرد مسرعا: لا تذكرت أمرا وعلي العودة للمكتب لأجلب بعض الأوراق....... تغدي ولا تنتظريني.......
- وبعد........
- لم يتأخر كثيرا، ........... بعد أقل من ساعة عاد وهيأته تنم عن عراك، وكان ثمة خدش في رقبته، ثم نام حتى العشاء، ........ عندما دخلت إليه، لأوقظه، وجدته صاحيا، يبحلق في السقف، ثم طلب مني أن أدنو منه، وسألني: هل تحبينني حقا.......؟؟ فأجبته: أكثر من أي إنسان في هذه الدنيا، ...... وقد كنت أتحدث من قلبي، رغم ما فعله بي...... فنظر لي بعطف، واعتدل في مقامه، حتى جلس، وفتح ذراعيه لي، فأسرعت نحوه، وجلست قربه، وخدي على صدره، شعرت بالرغبة في البكاء، فقد كان موقفا غريبا، ثم سألني: هل يمكن أن يتغير حبك نحوي، لأي سبب.........؟؟ فأجبته : لا، لا أفعل ذلك، لا أتخلى عنك إلا إن تخليت عني.........
فقال: برود......... سامحيني، فقد ظلمتك كثيرا، وأرجو أن لا تسأليني عن أي شيء فعلته قبل هذا اليوم، صدقيني، لم أشعر بقيمتك في حياتي كما أحسست به اليوم، أعتقد أني سأجن إن خسرتك، .......
تذكرت كلامك ياناعمة عندما قلت لي بأن لا أستفسر كثيرا، وأدعه يتحدث، ...... باسترسال، ........ فغمرت وجهي في صدره بأمان،.......
ثم دعاني للخروج وحدنا، ورغم صعوبة الأمر بسبب الأطفال، إلا أني تصرفت، .......
كان سارحا طوال الوقت، يتصرف كالذي يعيش فترة نقاهة، تمشينا على الكرنيش، واشترى لي الآيسكريم، وأمسك بيدي وهو يتأمل البحر، واحتضنني، وشعرت به حقيقة مجروح، فقد كان سارحا، هادئا، ومتألما.......
- هل تحدثتما حول أي شيء........؟؟
- لا شيء مهم، كنت أنتظر منه أن يتحدث، كان أغلب الوقت صامتا يفكر، ويتأمل، بحزن شديد، وإن حاول التقرب مني، ورغم لمساته، إلا أني شعرت بأنه مجروح، .......... فما تفسيرك للأمر.....؟؟

- يبدو أنه قسى عليها كثيرا، ........ ورغم أن هذا سيؤلمك، لكن قطع علاقته بها، يحزنه، فالجنوبي، أكثر الناس ندما على العلاقات التي تنتهي وتولي، إنه لا ينسى بسرعة، ويبقى يتذكر الحبيبة بنوع من الألم، ...... وليس الجنوبي فقط بل كل الرجال، وحتى النساء، فتلك علاقة طويلة، احتلت مكانة ما في عقله وقلبه، وحياته، وليس من السهل أن يقطها هكذا ثم يمضي في حياته وكأن شيئا لم يكن...!!!

- أرجوك لا تقولي ذلك، هذا يولمني، هل يحزن عليها، ولا يشعر بي، كم عانيت منه، كيف له أن يشعر بالحزن لأجلها........ هل يعني ذلك أنه سيعود لها مرة أخرى، أنا حتى غير متأكدة من أنه قطع علاقته بها فعلا، أم لا ....

- موقفه معك، ينم عن أمر كهذا، فعلى ما يبدو أنه اتخذ معها إجراء، كقطع العلاقة، فما فعله معك، هو تأكيد لقراره، عندما يسألك عن حبك له، ويأتي ليأخذك معه، ويحاول التقرب إليك، إنما هي ردة فعل طبيعية، لإنسان قضى على علاقة، من أجل أن ينجو بعلاقة أخرى يرى أنها أهم بالنسبة إليه.
- هل يعني أنه فضلني عليها لأنه يحبني، ......

- إن شاء الله، لما لا، لكن هناك اعتبارات أخرى، عليك أن تنظري لها، فأنت أم أولاده، وهذه الإنسانة حاولت أن تدمر علاقته بك عن طريق تلك الصور، وهذا شكل تهديدا مرا بالنسبة له، وكما سبق أن قلت لك فالجنوبي، لا يحب المرأة المتسلطة، كما لا يحب المتآمرة، أنه يكره المرأة التي تتصرف على هذه الشاكلة، وإرسالها للصور إليك، حطم مكانتها لديه، وجعله يرى منها القبح الذي لم يكن يراه، ..... غيرتها أو هدفها في الحفاظ عليه لا يبرر لها مافعلت، لقد كادت أن تسيء إلى سمعته قبل أن تدمر علاقته بك.

- إذا لا سبيل إلى عودتها، مرة أخرى، هل خرجت نهائيا من حياتنا............؟؟؟

- غير صحيح، ....... عزيزتي برود، نحن نتعامل مع بشر، هذا ليس بالكمبيوتر، لا يمكنه أن يضغط على زر ديليت، فيتخلص من الذكرى، الأمر أعمق من ذلك، ...... للأمر علاقة بالهرمونات، ...... والعادات، والميول، كما أن له علاقة بإنسانية الشخص، فهو سيبقى حزينا عليها ويذكرها لفترة طويلة،

- يارب، يجرحني كلامك، أرجوك، بدأت أيأس، ........ علي أن أرحل الآن، أنا بحاجة إلى الجلوس وحدي...

- لما، ........ أنا لم أنهي كلامي بعد، برود عزيزتي، لن أجاملك، لأني لا أستطيع مجاملتك على حساب مصلحتك، إني أريك الواقع، عليك أن تنظري بعمق للمسألة، لكي تكوني على استعداد لكل ما سيواجهك لاحقا، ....... إن كل المشوار الذي قضيناه سابقا، لا يساوي شيء فيما سيقبل علينا من تحديات، الأمر ليس بالسهولة التي تتصورين، لدينا مشوار طويل وعلينا أن ننظر له بوعي كبير، لكي لا نخسر كل ما قمنا به، حتى الآن......

- نعم، أفهمك، لكني أيضا أتألم، أحبه، ويؤلمني أن يحب غيري ويتألم لتركها، .......

- هو أيضا يحبك، ولتعلمي أن الرجل قادر على حب أكثر من امرأة في وقت واحد، فالإنسان يحب بعدة حواس، كما يحب لعدة أسباب، وقد يكون حبه لها لأسباب جنسية، ....... بينما يحبك لأسباب نفسية، أو مغناطيسية،
- كيف، ما المغناطيسية هذه، ......... كيف يحبني بمغناطيسية، ....؟؟
- الحب الجنسي، هو أن تقدم له جنسا، يحقق لديه إشباعا لا يجده في علاقته معك، أما الحب النفسي، فهي الحب لأجل احتياج نفسي عند الإنسان، ينبع من ميول نفسي خاص عادة، أو من عقدة ما، والحب المغناطيسي، أي يحبك لأجل ما يشعر به ناحيتك من جاذبية شخصية، ..... وستجدينه جليا في حياة الخطيبين عامة
- ما رأيك أنت ما هو نوع حبه لي يا ترى، ........؟؟؟

- أعتقد والله أعلم، أنه الحب النفسي، فبعد أن كان زوجك باحثا عن ذاته، في نساء مشهورات، أصبح يحقق ذاته من خلال حبك وتقديرك له، كما وجد في حبك له علاجا لمشكلة النقص التي لا زمته لفترة طويلة، ........

- وماذا عن الحب الجنسي والمغناطيسي، هل سيبقى شاغرا في انتظار نزيلة جديدة.....؟؟

- بل سنسرع في شغل الحيز، وسأخبرك لا حقا كيف، وسأدربك على الأمر، ......

- أخبريني الآن عن أي شيء مهما كان بسيطا، لا تتركيني هكذا، أشعر بالخوف، وكأني أتدرب على المشي، وأخاف السقوط، لقد أدمنت على نصائحك، لم أعد أخطو خطوة واحدة بدونك، فلا تتخلي عني.

- إن كلامك هذا يقلقني، عليك أن تثقي في ذاتك، أنت أيضا قادرة على إيجاد الحلول، عليك أن تفعلي ذلك،

- ليس الآن، لا زلت بحاجة إلى إشارات ضوئية في دربي الطويل، كلامك الآن، جعلني أشعر بأني جاهلة، أسير في درب مظلم بلا شعلة تنيره، ........ أضيئي دربي، لأشعر بالإطمئنان،
- لن أتخلى عنك، وسأساعدك، ..... وتأكدي أنك لست بجاهلة، وإنما هناك أمورا تخفى عليك، سأشرحها لك بالتفصيل لا حقا.

يتبع(((الجزء الــ20))))
الطيف الموااادع
جزاك الله خير قريتها البارحه كامله وفادتني كثير
هدوء وسط الزحاااام




الجزء الـــ20

غادرت برود وأعلم أن ثمة شعور حزين يغمرها، أعلم أن حديثي أصابها بالقلق، لكني أعلم أيضا أن القلق صديق النجاح، لا أريدها أن تندفع إليه، لا أريدها أن تتهاوى بين يديه بسرعة، كي لا يقرف، ....... أمر غريب أليس كذلك.... إن الأمر ببساطة يحدث بهذه الطريقة

تخيلي ما يحدث، أو ضعي نفسك مكانه، فكيف تتصرفين، كان يحب ليزا، ثم اكتشف أنه يريد برود أيضا، ثم بدأ يميل إلى برود أكثر، وعندما لزمه أن يختار اختار برود، بينما في قلبه بعض الود القديم لليزا، ثم ينظر فيرى برود بخير، تضحك وفرحة جدا به، تتطاير حوله كالفراشة، فتعيد لقلبه الإطمئنان، وينسى خوفه من فقدها، فهي له بكل جوارحها، ولا يمكن لامرأة أن تحبه بكل هذا القدر أن تتركه ذات يوم لأجل أي شيء، فيصبح مطمئنا نحوها، فيعاوده الشوق القديم، ويفكر في امرأة حزينة تركها خلفه، ويرى أن بإمكانه اسعاد اثنتين في وقت واحد، فلم لا يغفر لليزا، ويعود إليها، لقد تعلمت درسا، ولن تعيد الكرة، ليزا أيضا ستصبح أكثر تعقلا الآن،


هكذا سيفكر غالبا، وعندما يجره الشوق الكبير، سيعود بلا تفكير....!!!!

لكن أنظرن كيف يعالج الأمر، كيف عليكن التصرف في حالة أن زوجك قطع علاقته بعشيقة ما، لأجلك كيف تتصرفين، لا تفرحي فالله لا يحب الفرحين، بل اهدئي، واحمدي الله، ثم فكري في الخطوات التالية، لأن المهمة لم تنتهي بعد، ......!!!!!

- كنت أنتظر زيارتك بفارغ الصبر، خشيت أن تغيري رأيك... لم يعد بإمكاني السكوت على ما يحدث، زوجي صامت طوال الوقت يفكر، ويطالع موبايله في كل لحظة، ولا يأكل، تصوري، لماذا هو هكذا... هذا يحبها، ولربما يعشقها يا ناعمة...
- صحيح، إنه يعشقها بينما قد لا يحبها، ...
-وهل هناك فرق بين العشق والحب، ...
-نعم، فالعشق هرمون رخيص، أقصد أنه مؤقت يفسد على الإنسان الرؤية، ويفقده وعيه، ألم تسألي نفسك لما يحب زوجك مطربة، لمَ لا يرى مثلا أنها لا تناسبه اجتماعيا، ..... لأن الحب أعمى، وهذا الهرمون مسؤول عن ذلك العمى...
- إذا فالحب أعمى بالفعل، ......
- بكل تأكيد غاليتي، إنه أعمى بشدة أيضا، ..... إن المحب لا يستطيع أن يرى عيوب حبيبه، لا يستطيع أن يقف على نواقصه، يراه كاملا، لأسباب علمية،)
- كلام غريب، لكنه يشبه الواقع إلى حد بعيد،
- هل تذكرين كيف كنت ترين عيوب زوجك في بداية زواجكما، لأنك لم تكوني تحبينه، كفاية، واليوم، أصبحت ترينه وسيما، ومحبوبا، وبدأت ترين فيه ما يغري النساء ويجذبهم إليه، هو أيضا في بداية الزواج لم يكن يحبك، كان ينتقدك كثيرا، لكن بعد أن أحبك، أصبحت في مكانة عالية في دماغه، مكانة لا يستطيع معها انتقادك، إنه المركز المحظور،
- شيء غريب، أنت تقولين أمورا غريبة، لكنها تؤكد كل ما كنا نسمع عنه، .. أكملي علميني أريد أن أعرف المزيد عن هذه الحياة، ....

-إن زوجك الصامت الكئيب الحزين، يعاني من نقص عالي في هرمون العشق، المعروف بالفينيل أثيل أمين، وهو نوع من الأمينات التي تعطي الإنسان شعور بالنشوة وارتفاع في المعنويات، ... كيف أشرحه لك، .... أها نعم، كشرب القهوة، نوعا ما ألا يشعرك بالنشاط والحيوية، أيضا هذا الهرمون يشعرك بالفرح والسعادة، بلا أسباب، فقط مجرد تواجدك مع الحبيب يعطيك هذا القدر من الفينيل، ....
- وهل هذا يعني أن غياب ليزا أفقد زوجي هذا الهرمون، وهل هو مهم لحياتنا، ...
- نعم، غياب ليزا جعل هذا الهرمون يقل نسبيا، ... مما يسبب اكتئابه، .....
- ماذا تقصدين، لست أفهم، ...... أرجوك اشرحي لي بالتفصيل الدقيق، فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الأمور إنها علمية، .... ياربي، بدأت أغرق......
(( لاحظت حماسها للمعرفة وخوفها من أن لا تفهم، أو أن تصدمها الحقيقة...))
- سأخبرك أمرا يا برود، هذا الهرمون صديق وعدو في وقت واحد، فهو بحاجة إلى شيفرة خاصة لتحصلي عليه، أي لكي يكون صديقك أنت ويفرز في دماغ زوجك عندما يراك أنت لا غيرك عليك أن تعرفي المفتاح الصحيح إليه، ألا يقال بأن ثمة مفتاح للقلب، هذا ما أعنيه،
- ناعمة، لمرات عديدة، اعتقدت أنك قادمة من قصص أسطورية، .. أنت تؤكدين كل ماكنا نقرؤه في كتب ألف ليلة وليلة، ...... إذا فقد كانت كل المعتقدات صحيحة، ...
- إلى حد كبير، .... للقلب أو بالأصح للدماغ مفتاح خاص بجزيرة الكنز، كنز الحب، لكل رجل وامرأة في هذه الدنيا فتاحا خاصا، يختلف عن الآخر، لا يتشابه اثنان، كبصمة اليد، ...
-إذا هل هذا يعني أن ليزا كانت تمتلك مفتاح الحب الخاص بزوجي..... هل هذا ما تقصدينه،.........
نظرت إليها وقد أشفقت عليها عندما رأيت على وجهها تلك النظرة المحبطة المفجعة، فقلت بهدوء: ليس تماما، ..... قد تكون تمتلك شيفرة واحدة فقط من شيفرات الحب الأربعة، بينما يمكنك أن تكوني أقوى مفعولا،........ عندما تتعلمين كيف تتعاملين مع الشيفرات المتبقية، ......
-أنت جادة أليس كذلك، لا تجامليني، ولا تحاولين تهدئتي...
-جادة جدا، ...... قبل أن نفك شيفرات الحب الخاصة بزوجك، علينا أن نخلصه من اكتئابه، الحاصل من غياب ليزا، لكي لا يتسبب في عودته إليها مجددا،
-كيف ...... ؟؟ لم يعد لدي صبر أشعر أنه قد يعود في أية لحظة....
-الحياة لعبة جميلة، أجمل ما فيها التشويق، أعتقد أنك في المستقبل ستحنين لهذه اللحظات، والمغامرات، .. ستتذكرينها بشوق،
-بل هي لحظات مرعبة، هيا هلمي أخبريني...
-انظري يا صديقتي، أولا هذا الهرمون سر كبير، لا يعمل كيفما نريد، لكن ثمة خطط للتلاعب به، وسأخبرك عنها لاحقا أما الآن فسأخبرك كيف تتعاملين مع زوجك في هذه المرحلة، لاجتياج الألم الذي يعانيه، وحالة العوز التي ألمت به، ... انظري أولا عليك أن تتعاملي معه بكل حب لكن بلا مبالغة، ... ولنتخيل أنكما تجلسان معا على الطعام، ثم شعرت أنه لا يأكل جيدا، تظاهري بأنك أنت أيضا نفسك مسدودة، وأنك حزينة، واستأذني منه، وقومي إلى حالك، اذهبي مثلا إلى غرفة النوم، واجلسي حزينة، فإذا لحق بك، وسألك عن السبب، قولي له لا شيء، ... ولا تخبريه سوى ذلك، ..... في هذه الأثناء، سينصرف عن التفكير بها إلى التفكير بك، والرجل الذي يحب فك الألغاز والتعامل مع الرموز، سيشعر بالنشاط، وسيبدأ عقله في التجاوب معك، وثمة نواقل عصبية ستعمل لصالحك في هذه الفترة، (( هذه النصيحة لا تناسب كل الزوجات، فلكل حالة نصيحة خاصة))،

- جيد، أنا دائما أفعل العكس فعندما أجده حزينا أهرع إلى مواساته، لذلك يملني ويهرب..
-الرجل بشكل عام يحب أن يحل مشاكله وحده، لا يحب المواساة غالبا، فهو يريد أن يبقى في عينيك الرجل الذي يهب للنجدة، وليس الملهوف، ...... فكفي عن لعب دور المغيث ما لم يطلب منك ذلك، ... كذلك فإن حرصك على أن تكوني على مايرام دائما أمر سيء، عندما يبدأ في التفكير في أمر ما كمشكلة في عمله، لا بأس بأن تسانديه بكوب شاي، وجو هادئ، لكن لاتعرضي المساعدة إلا إن طلبها منك، بينما إن كان حزنه لأجل امرأة أخرى فاحزني أنت أيضا، لكي تشغليه عن التفكير في محبوبته الآثمة.....


- نعم، بدأت أفهم، ...... وماذا عن الأغاني، أصبح يستمع كثيرا لأغاني الهجر...
- هذا هم وبلاء آخر، ..... أعلم أنكما تستمعان كثيرا للأغاني، وأنصحك بالتوقف عن ذلك، ويبقى هذا شأنك وحدك، لكن بخصوص نوع الأغنيات فلها علاقة مباشرة بشيوع الزنى والعياذ بالله، فالأغاني في الوطن العربي بالذات لا تتحدث سوى عن الحب والعلاقات المحرمة، فكل يصف محبوبة لم يحصل عليها، أو محبوبة غربية، ولا يتحدث عن علاقته بزوجته، لا يتحدث عن الفضائل، في الدول الغربية المتقدمة، ثمة أغنيات تتحدث عن الصدق، وعن التضحية، وعن المساكين وعن الجياع، وعن الأمل، وعن كل شي يمكن أن يعالج الحياة، ... أقرأ بعض الكلمات المترجمة تأتي بها بعض المجلات، كلماتهم فيها عبرة، .. في الدول العربية لا يشغل بعض مطربينا سوى العشق والجري خلف المحبوب، نحن شعوب منصرفة للهوى على ما أظن....
- رأيك في محله، .... بدأت أرى أمورا مهمة، .... هل أبدأ في تخليص زوجي من الأشرطة من هذا النوع،
-إن كان ولا بد من سماعه للأغنيات، فقومي بإهدائه واحدا يحمل كلمات مفرحة، تناسب حالكما، وتخلصي من كل الأغنيات التي تركز على الفراق، ..... مع أني أجد أن ثمة أناشيد جميلة، تزرع في الروح السمو حقيقة، ... وتتحدث عن الزوجة، والسعادة، إنها قليلة لكنها تفي بالغرض،
- أعطيني أسماء، وأنا سأبحث عنها، وسأحاول تعويده عليها......
- جيد، سأخبرك بأسماء الأناشيد، ...... كذلك في هذه الفترة، أدعوك للتوقف عن تقديم العاطفة المباشرة واستخدمي عواطفك الغير مباشرة للتأثير على زوجك، .....
- ماذا تقصدين بالعواطف الغير مباشرة، .......
- أقصد أن تكتفي بالنظرات الحانية، واللمسات الحساسة، والإتكاء عليه لحظة الإسترخاء بحنان، وكفي في هذه الفترة عن التعبير المباشر، كأن تقولي أحبك، حبيبي، وغير ذلك، ففي هذه الفترة بالذات لا ينفع هذا الكلام، بل يضر غالبا،
-لماذا......؟؟ ما هو السبب....؟؟
-أمر يطول شرحه، سأخبرك لا حقا، أما الآن فسأستأذنك لقد تأخرت كثيرا، ...


**************************


كيف حالك، ...؟؟


- يخير ولله الحمد، أتصل بك لأبشرك بأن الأمور تطورت لصالحي، فبعد أن تفهمت وضعه، اختلفت معاملتي له، وبالتالي استعدته وقربته مني أكثر، البارحة على سبيل المثال، كان يتصل بي كل نصف ساعة من عمله، ليطمئن علي، ويستمع لصوتي، ويشعرني بحبه، وحرصه على إرضائي.

- الحمد لله تستحقين كل الخير، ..

- لكن، ثمة أمر أردت أن أخبرك به، منذ يومين، سمعته يتحدث بعصبية عبر النقال، وعندما راجعت الرقم، اكتشفت أنه رقم هاتفها، ثم البارحة عند التاسعة رن هاتف غرفة النوم، ورد عليه بنفسه، فتغير وجهه، ثم أغلق السماعة، وكانت على وجهه نظرة غريبة، وكأن المتصل قال شيء أثار خوفه، وعندما سألته من كان على الهاتف قال لي لا أحد،

- وما رأيك أنت في الأمر..

- أعتقد أنها لازالت تلاحقه، ما رأيك..؟؟

- هذا أيضا ما خطر في بالي، إنها تلاحقه، وربما تهدده، وهو متعب من الأمر،

- تراه يستجيب لها، ..

- إن شاء الله، لن يفعل، لكني أجدك هادئة ماشاء الله، ما السر..؟؟

- لا أعرف، فمنذ أن بدأ يهتم بي، اكتسبت ثقة كبيرة به، ومتفائلة بأن كل الأحداث ستكون لصالحي،

- إن شاء الله، عسى أن يرزقك الله على حسب نيتك، ..

- إن كانت تهدده فهل الأمر في صالحي أم لا،

- لا نستطيع أن نتكهن بالأمر، لكن من دراسة، فإن تهديدها قد يعيده إليها إن شعر أنه تهديد ضعيف ونابع من حب وشوق، وقد يجعله ينسفها من حياته إلى الأبد، إن شعر أنه نابع من حقد وغيظ،

- وكيف سيعرف، ...
- أسلوبها، سيقول له كل شيء...
ومرت عدة أيام قبل أن تعيد برود الإتصال بي،

- لن تتخيلي وقاحتها، لقد اتصلت بي على هاتف الغرفة، وحدثتني، عن علاقتها بزوجي، تصوري، ماذا عساي أفعل الأن...؟؟؟ هل أخبره بما فعلت، أم أتصرف كأنها لم تتصل،

- ماذا قالت لك بالضبط..

- وماذا عساها تقول، طبعا حكت لي تاريخ علاقتها بزوجي، وبالتفصيل الوقح، ولولا أنني أغلقت السماعة في وجهها لكانت تمادت أكثر، اسمعي هاهي تتصل إنها تلح في الإتصال، ..

- ردي عليها،

- لا أريد، كلامها يمزقني،

- لا بأس ردي، وضعيها على المتحدث الجهوري، لأسمع ما تقول، وليتك تسرعين أولا بإحضار مسجلة لتسجيل المحادثة،
- سأسجلها عبر الموبايل، ..

- هل يتسع،

- نعم،

- جيد، ردي بسرعة،


ردت برود بعصبية عليها: ألو..

- كيف حالك برود، أعرف أن مكالمتي أزعجتك، لكني أردت أن أطلعك على المسخ الذي غشنا نحن الأثنتين،
- لا أسمح لك بنعت زوجي بالمسخ،
- ألازلت تحبينه، بعد أن خانك،
- أنا لا أصدق ما تقولين، أنت مدسوسة لإفساد سعادتي،
- لا بأس إن لم تصدقي، لكني أحمل الأدلة كما أني أعرف كل شيء عن حياتكما، أعرف كل شيء،
- مثل ماذا، ...
- أعرف عدد أبناءك، وأسماءهم، ولدي صور عديدة لهم، كذلك أعرف أنك عانيت نزيفا رحميا مدة ستة شهور بعد طفلتك الثانية، ...!!!
- وماذا في ذلك كل صديقاتي وقريباتي يعلمن ذلك....!!
- نعم لكنهن بالطبع لا يعرفن أنك لا تنامين قبل أن .. وأنك تحبين ....، وأن لديك شامة حمراء في ....

- من أخبرك كل هذا، هذا غير صحيح، ...
- لا بأس إن كان غير صحيح، لكنه إن كان صحيحا، فلا بد أن زوجك الوحيد الذي أخبرني بذلك، أم أن كل صديقاتك أيضا يعلمن أمورا خاصة عن علاقتك الحميمة بزوجك، ..
- أيا كان ما تقولينه، أنا لا أصدق أن زوجي يخونني، ..
- لأنك غبية، ومثلك تستحق الخيانة، عندما أخبرني كم أنت غبية ومادية، وباردة، لم أصدق، لكن يبدو لي الآن أنه كان على حق،
- ماذا تريدين ...؟؟
- أريد أن أريك الحقيقة التي غابت عن عينيك، زوجك ليس سوى خائن، ولست أنا الوحيدة التي في حياته، كان يعرف امرأة أخرى اسمها جوليا،
- وهل تعرفين جوليا..
- نعم، أعرفها تمام المعرفة، إننا نقيم علاقات مشتركة مع مطر،
- ماذا تقصدين
- أقصد ما فهمت، مطر شاذ، إنه يقيم علاقات جماعية، أي نحن الإثنتين على فراش واحد،
- كاذبة، فجوليا خرجت من حياته منذ زمن،
- وصدقت، إذن راجعي فندق ( ) حيث كانت تقيم الشهر الماضي، .....!!!
- بأي حق تتصلين بي، ولماذا ترغبين في إفساد حياتي، ألا تخافين الله، ألا تخافين الله، كلامك هذا فيه قذف خطير لزوجي، ولن أسامحك عليه،
- وماذا فعلت بك، هل خطأي، أني أشرح لك الحقيقة، ......
- خطأك الكذب، زوجي وإن أقام علاقات، لكنه لا يمكن أن يكون شاذا بهذه الصورة، أنت مقرفة، وكلامك ينم عن إنسانة دنيئة، حسبي الله عليك،
أغلقت برود الهاتف بعصبية، وانهارت تبكي،
- هل سمعت، هل سمعت ما قالت، زوجي شاذ، لا أصدق هذا الكلام، لا بد أنها كاذبة، وتريد الإيقاع بيننا، إن صدق كلامها، ستكون القاضية، إن صدقت سينتهي كل شيء، لا أتخيل أني كنت أعيش طوال تلك السنوات مع رجل بهذا الغموض لا أعرف عنه أي شيء،
- اهدئي، يا برود لا تقسي على نفسك، في النهاية هذا كلام مغرض، ولا دليل عليه، ومجرد تفكيرك بأنه قد يكون صدقا، يعتبر ظنا، وإثما،
- ماذا أفعل، إنها تحطم ثقتي فيه، كلامها يزعزعني، ... هل أتصل بالفندق الذي قالت عنه، وأسأل إن كانت جوليا فعلا قدمت الشهر الماضي،
- لا ... لا تفعلي، لأنه حتى لو كان كلامها حقيقة، فهذا لا يدل على أن ما قالته بشأن العلاقة الشاذة، حقيقة، فجوليا لها أعمالها هنا وأنت تعلمين،
- إذا .. كيف أتأكد، وماذا أفعل بالتسجيل، هل أطلع زوجي على ما تدعيه، بصراحة لم يعد بإمكاني التجاهل، الأمر أخطر من مجرد شعور، كل جسدي مستفز، إني أنتفض، حسبي الله ونعم الوكيل، ما السبيل يا ربي، ما السبيل، ...؟؟؟ - يا الله، كيف بني آدم ضعيف، كلمة تهده، هكذا يابرود، مجرد كلام، من تلك الساقطة، جعلك تنهارين، إنها تتهمه بلا وجه حق، ولا دليل، ... ولعلها كاذبة، فقط ترغب في تحطيم ثقتك فيه، ترغب في دس السم في قلبك عليه، فلا تسمحي لهأ،
- أخشى أن يكون كلامها حقيقة،..
- وماذا لو لم يكن حقيقة، ماذا لو كان مجرد كذب في كذب، ستكون ساعتها قد انتصرت عليك، وفعلت بك ما أرادت، تكون سممت حياتك، وانتصرت ..
- هاهي تتصل من جديد، ..
- ردي عليها،
- لا أريد أن أرد، صرت أخشى أن تقول لي شيئا آخر يميتني، بت أخاف منها...
- بل ردي مبتسمة، وكلما سردت لك واقعة اضحكي باستهزاء الواثقة، دمريها بهدوئك وثقتك، ولا تهتزي، وسجلي المكالمة أيضا،
ردت برود بهدوء مفتعل: ألو..
- لماذا أقفلت السماعة، ..
- مشغولة، ..
- وأنا لن أعطلك ، فقط سأعطيك رقم جوليا اتصلي بها، وهي ستخبرك الحقيقة، طبعا هي لن تتحدث عن العلاقة الشاذة، فهي متكتمة، لكن اسأليها إن كانت لازالت على علاقة بمطر أم لا،
- لا أريد رقم جوليا، ولن أتصل بأحد، وسواء كنت صادقة أم لا، فكل هذا لا يهمني، المهم أن زوجي اليوم معي، ...
- معك إلى متى، حتى يجد لعبة جديدة يلهو بها، .. البارحة كان سهران في ال( )، وكان يرقص مع شقراء، اسأليه إن كان سينكر،
- في أية ساعة.....
- بعد الثانية عشرة تقريبا، ....
- كذبت فقد كان نائما قربي هنا في البيت، .....
- تتسترين عليه،
- بل أقول الصدق، حتى وإن لم تصدقي، والآن أجدك كاذبة في كل ماقلت، وعلى فكرة، لا تتخيلي أن الأمر سيمر ببساطة، فسوف أريك..
- نعم، كحادثة الصور، تظنين أني لم أفهم، فقد أرسلت لك الصور، ولم أضعها على مساحة السيارة، فكيف وصلت إلى هناك، أنت اطلعت على الصور ثم وضعتها على المساحة، .. أنت ماكرة، كان يجب أن أعرف أنك لست سوى حية رقطاء، سلبتني حبيبي،
- حبيبك هذا زوجي،
- أنت لا تستحقينه، ماذا لديك لتقدميه له، لا شيء، مجرد آنية فخارية قديمة ومشروخة، تثير الغبرة أينما حلت،
- يبدو أنك لم تريني، ولربما نقلت لك أخبار خاطئة عني، .. على كل حال، لا يهمني رأيك بي، المهم أن زوجي مقتنع، ويحبني، .. ويبدو أني سأطلب منه تغيير أرقام هواتفنا، لأننا في سنوات عسل طويلة، ولا نريد إزعاجا.. مع السلامة..
أغلقت برود الهاتف، وقالت لي: هل سمعت، بدأت أشك في كلامها، قد تكون كاذبة بالفعل، فلا أصدق أن زوجي شاذ، بهذه الصورة..!!
- بإذن الله، إنه ليس كذلك، ..
- ماذا أفعل بالتسجيل، هل أسمعه الشريط، ...
- دعينا نفكر، علينا أن نحسب الخطوات القادمة بدقة، هناك كلام مهم علينا حذفه أولا، بشأن الصور، احذفي هذا الجزء، لكي لا يشك في الأمر،
- نعم فكرت في ذلك، ..وبعد،
- دعيني أفكر وسأرد عليك، حالما أجد حلا مناسبا، .. وأنت أيضا فكري، لعلك تهتدين لحل أمثل،
- نعم سأفعل،
- وحتى ذلك الحين، أوصيك بالصبر، ولا تتهوري، ولا تسمحي للشك بالسيطرة عليك،
- إن شاء الله، سأحاول، شكرا لك.

يتبع الجزء 21



هدوء وسط الزحاااام









الجزء الـ21



أغلقت الهاتف، واتصلت مباشرة بالفندق، وسألت إن كانت جوليا قد أقامت به مؤخرا، وتأكدت أنها بالفعل كانت هناك، .......!!!

بينما أغلقت برود الهاتف، وهي تحدق نحو الأرض، و تتساءل هل يمكن أن تكون ليزا صادقة، هل يمكن أن يكون زوجها شاذا..!!! شعور مخيف، مرعب، فكل شيء يمكن للمرأة أن تجتازه، إلا أمرا كهذا، فأن يعشق الرجل ويخون، لا بأس، لكن أن يكون على تلك الشاكلة، فهذا أمر مفزع،
حتى المشاعر تتغير، فأن تنظر لإنسان باحترام وحب، ثم ترى عدم استحقاقه للإحترام، وبل تجره دناءته إلى امتهان ذاته بتلك الصورة،

كانت برود تفكر نحو الأمر وكأنه قاطعا، ثم تعود لتفكر وكأنه لا يمكن أن يكون صدقا، باتت تصارع الرأيين، وفي الحالتين بات الأمر مرهقا، ومفزعا،
الكثير من تلك الحكايات، مرت أمامي، فعندما تستعيد الزوجة زوجها، لا تستلم بعض العشيقات، بل يقاتلن بكل شراسة، فمنهن من يصل بها الأمر إلى محاولة إيذائه جسديا، وهناك من تفعل كما فعلت ليزا، حيث حاولت تدمير حياة مطر وتشويه سمعته، بل وكادت تقتل والدته كما سترون لاحقا،
وإني عندما أسمع عن الجرائم التي تقترفها العشيقات، في سبيل استعادة الرجل أو الإنتقام منه، لا أكاد أصدق، فثمة قصص أغرب من الخيال، وفي الوقت نفسه، أستغرب، كيف تكون المرأة بهذه الشراسة في سبيل استعادة رجل لا يخصها، بينما الأخرى التي هي زوجته وحلاله، تتنازل عنه بطيب خاطر،

طبعا رأي علم النفس في الأمر، أن الزوجة غالبا ما تكون من بيئة اجتماعية ترفض هكذا تصرف، فيما العشيقة غالبا تتيح لها تربيتها أو معطياتها النفسية القيام بذلك،

لكن تفسيري الخاص لهذه السلوكيات من قبل بعض العشيقات،

أولا: هو إحساسهن المرادف لكونهن عشيقات، فهي تتخيل أنها القادرة دائما على جلب الرجال، فما أن يتركها رجل ما، لا تكاد تستلم للشعور بالهزيمة، فتحارب لتستعيد ثقتها في ذاتها،
العشيقة، لديها صورة داخلية جميلة عن قدرتها على إغواء الرجال، وياويل الرجل الذي سيفكر في تحطيم تلك الصورة،
ثانيا: لكن لديها أيضا صورة أخلاقية قبيحة عن ذاتها، وهي تحمل المجتمع مسؤولية ماهي عليه، وتكره ذلك المجتمع الذي يستنقصها وينظر إليها بدونية، فما أن يحبها الرجل، حتى تشعر معه بالأمان، وترى أنه أعاد إليها بعض الكرامة، فإن تخلى عنها، عاودها الشعور بالظلم، فهاهو حبيب آخر يعاملها بتكبر، يستعملها ثم يرمي بها، ناسيا كل العهود، إنها تعلم أنها غير صالحة للزواج في نظره، وهذا يزيدها ألما، فتقرر أن تنتقم من المجتمع الذي يرفض إعطاءها الفرصة لتحيا، حياة طيبة،


على كل حال، مطر شأنه شأن كل الرجال، لم يكن يطمح بالزواج منها، كانت في حياته كجوليا، وكغيرها، لكنها كانت حبا جديدا، فقد بريقه مع الأيام، ...
فوجئت باتصال من برود: ألو
- لن تصدقي، تلك الماكرة، اتصلت بأم زوجي، وأخبرتها بأنها وزوجي متزوجان سرا، وأن لديها منه طفلين، وأم زوجي في المستشفى، ارتفع لديها الضغط، وأنا في الطريق إلى هناك،
- يالها من شر مصور،
- مجنونة، طبعا سأخبرك بكل جديد، حالما أطمئن على عمتي، الله يشفيها.



عندما وصلت برود إلى المستشفى، كان زوجها هناك، يتناقش مع أخيه الأكبر، وكان ثمة حوار ساخن واضح بينهما، ..
- كيف حال عمتي،
- بخير، ماذا جاء بك..
- جئت أطمئن عليها،.. هل من مشكلة،
- عودي للبيت وأنا سأطمئنك عليها،



لكن شقيقته خرجت من الغرفة،
- أهلا برود، تعالي، أمي تريدك على انفراد،
قال مطر متوترا: تريدها لأي شيء،
ردت شقيقته: أصمت أنت، يكفي حتى الآن،
دخلت برود الغرفة، لتجد أم مطر في حالة حرجة ، وتكاد تجر أنفاسها بصعوبة: تعالي يا بنتي، اقتربي،
اقتربت برود من العمة، وقبلت جبينها، وسالت دموعها: الله يشفيك يا عمتي،
فجأة دخل مطر: أمي، أقسم لك أن كل ما سمعته كذب، أقسم لك أنه كذب،
قالت شقيقته: زوجتك يا مطر تعلم كل شيء، أنا أخبرتها على الهاتف،
قالت العمة: اسمعي يا برود، أوصيك، ثم أوصيك، مهما حدث بينك وبين مطر، ومهما صار، لا تتخلي عن أبنائك وبيتك، .........ثم بكت،
لم يتحمل مطر الموقف وخرج، .........
قالت برود: لا تقلقي يا عمتي، ما سمعته غير صحيح، أنا متأكدة أن مطر ليس له أبناء من امرأة غيري، وتأكدي أني أعرف كل شيء،
نظرت العمة لبرود بقلق وقالت: تعرفين كل شيء، هل هناك ما تخفينه،
- ليس الكثير، كانت تعرف مطر، لكنه تركها منذ مدة، وعاد إلي، ومنذ ذلك الحين وهي تتصل بي وتسمعني الأكاذيب، وقد تأكدت بنفسي أن لا أبناء له من امرأة غيري، فاطمئني،
امتلأ وجه أم مطر بالبشر، وقالت: الله يسمع منك، شبعنا فضائح، مللنا، نريد أن نرتاح،...


عندما خرجت برود من غرفة عمتها، سمعت صوت مطر وهو يتحدث عبر الهاتف، خلف الستائر، مع أحد أشقائه، ويقول: أقسم لك أنها كاذبة، لم أتزوجها، وليس لدي أبناء سوى من برود، والله إني قطعت علاقتي بها منذ زمن، يا أخي صدقني، هذه تحاول الإنتقام مني، إذ تركتها منذ فترة،
أقسم لك أني صادق، إن كان لي أبناء منها فأين هم، قف معي، وساعدني، اقنع أمي أني صادق، أخبرها،
يا أخي عندما تعرفت إليها كانت هادئة كالملاك، لم أتصور أنها تحمل وجها كريها كهذا،
وما أدراني، كلكم تمرون بعلاقات وتمر على خير، ما أدراني أنا أن حظي سيكون مع هذه المريضة، منذ عرفتها لم أرى منها إلا اللطف والضعف ويوم تركتها توحشت،
كيف أتصرف معها، تعبت، فهي تلاحقني في كل مكان، حاولت أن تسمم علاقتي بزوجتي، تصور حتى في أعمالي تلاحقني، وتتصل بكل من تربطني بهم علاقة عمل، سممت حياتي، .. تعبت، لا أعرف حتى أين باتت تسكن، فعندما زرت شقتها قالوا لي أنها انتقلت، ..
والله، ثم والله، لم أفعل، .. كيف أقنعك، أني لم أتزوج بها،
نعم ثق وآمن، لم أتزوج بها، وليس لي منها أولاد،
نعم، فعلت، لكني لم أجد لها عنوانا،
كيف أبلغ عليها، هل أعرض سمعتي للفضائح أكثر مما أنا فيه،
أعرف مكان عملها، لكنها في إجازة من أسبوعين، ....

مرت برود بهدوء، وهي لا زالت تستمع لصوت زوجها المخنوق، وهو يعتذر بكل الأشكال لشقيقه، ويرجوه المساعدة،

كانت برود تفكر، هل ما أصاب زوجها اليوم، هو وبال ظلمه لها، هل ما هو فيه من هم، يعادل الهم الذي ألقمت يداه فمها، ... وبغير تفكير، رفعت يديها للسماء وقالت: "" ربي أنجي زوجي، واصرف عنه الهم والغم، فإني قد سامحته، فأغفر له، وانصره على من ظلمه، ويسر له أمره، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا""
وبينما كانت برود في طريقها للبيت، رن هاتفها الجوال: ألو،
- أين أنت، ....؟؟
- في طريقي للبيت،
- لم تخبريني، هل صدقت أنت الأخرى ما يقال، ....
- لا داعي للنقاش في الأمر الآن، اطمئن على والدتك، وأنا سأغدي الأولاد، وأعود للمستشفى...



****************************

عندما عادت برود إلى المستشفى كان الجميع هناك، وكان القلق باديا على وجوههن، سألت برود : كيف حال عمتي،
- نقلت إلى العناية المركزة،
- ماذا حدث، ...؟؟
لا جواب كل ينظر للآخر، بلا جواب،
كانت برود تشعر بأنها الوحيدة التي تقف في المكان الخطأ، وكأن الجميع يستغربون بقاءها بهذا البرود، بعد كل ما سمعته عن زوجها، البعض يقدر لها الموقف، والبعض الآخر يستغرب، لكنها لا تستطيع أن تخفي شعور بالإحراج بدا ينتابها،


وبعد أن تجاوزت العمة مرحلة الخطر، واطمأن الجميع عليها، عرضت برود أن تبقى بصحبتها حتى الصباح، لكن عرضها لم يكن مناسبا، فثمة أطفال صغار في بيتها، بينما نامت شقيقة مطر بصحبة العمة،
وعادت برود مع مطر إلى البيت، .. كانت صامتة طوال الوقت، وكان مطر يقود إلى جوارها، بهيئة تثير الشفقة، لأول مرة يكون بهكذا مظهر، ملابسه متسخة، ورأسه بلا غتره، شعره منكش، ووجهه قاتم، .. لم يتحدث معها في أي شيء، لكن عيونه الحمراء والشفاه المزمومة تكتم قهرا عميقا، ...
عندما أنهت برود العناية بأطفالها وعادت لغرفة النوم، وجدت زوجها قد نام على السرير بثيابه المتسخة، وقد أطفأ الأنوار، فأحست أنه يبكي بصمت، فدخلت بهدوء، وتحركت في الظلام صوب السرير، واستلقت، .........
كانت تمني نفسها بنهاية على الأقل لهذا اليوم المؤلم، لكن جرس الباب الذي بدأ يرن بجنون، دفعهما للنهوض سريعا، بدأ قلب مطر يخفق بشدة، وبرود أمسكت أنفاسها، هل يعني هذا أن العمة قد........
عندما فتح مطر الباب، كانت شقيقته الصغرى تقف هناك، وتمسك بيديها صورة، وقالت بقرف: خذ......
أخذ مطر الصورة، وما أن رآها حتى صرخ بعنف: لا لا...
فقالت شقيقته: كل أفراد العائلة لديهم نسخة منها الآن، ...و جدتها على مسّاحة سيارتي، عندما غادرت المستشفى،
أصيب مطر بانهيار شديد، وبدأ يحدق في أخته، ومد يده وأزاحها من طريقه وخرج،



فيما همت برود بسؤال الشقيقة: ماذا أعطيته، .....؟؟
قالت الشقيقة باكية: صورة له، إنها صورته وهو عار مع امرأة أخرى، ...... ستعرفين على كل حال، فالصورة نسخت ووزعت علينا، أحدهم فعل ذلك،
- ومن هي المرأة التي معه..
- وجهها محذوف، ... لا أعرف من تكون،
- ولماذا أريته،
- ليعلم أي فضيحة مستنا من أفعاله، كيف سأري وجهي لزوجي بعد اليوم، وأهل زوجي، كلهم شاهدوا الصورة، كلهم بلا استثناء، كانوا معنا، رأيتهم في المستشفى، ثم وجدوا النسخ على سياراتهم، ولعلها موزعة على كل السيارات هناك بلا استثناء، ....
وبكت بنحيب: يا ويلينا من الناس، ..
صمتت برود، وكأن شاحنة بسرعة 300 متر في الساعة صدمتها، فتفرقت أشلاءا في الفضاء.....
- توقعنا أن زواجك منه سيغيره، ظننا أنه سيعقل، لكن يبدو أنك كنت مشغولة بنفسك عنه، كنت طوال الوقت تجرين خلف نجاحاتك الشخصية، مهملة له، أنت تتحملين المسؤولية، أنت زوجة فاشلة.
- لا أسمح لك، أنا بذلت كل ما أستطيع لأجله، وقد عانيت منه كفاية، ولا يحق لك أن تأتي اليوم لتلوميني على أخطائه، أخوك أراد أن يعيش بطريقته، وإن كنت قد غيرته مؤخرا فهذا لأني عالجت أمراضه النفسية،
- ما الفائدة بعد ماذا، أين كنت قبل ذلك، إن كنت عانيت مع أخي، فأنا تزوجت سكيرا، زوجي كان يدخل علي كل ليلة ورطله في يده، يوسخ الفرش، ويحيل لي البيت حماما، ومع هذا صبرت، وعانيت وغيرته، .. المرأة الواعية تستطيع، لكنك كنت أنانية، كنت لا تفكرين سوى في نفسك، تركته لبنات الليل، تركته وتجاهلت، كنت أسألك مرارا عنه وكنت تقولين لا تعرفين عنه شيء، أي امرأة تهمل زوجها إلى هذا الحد، فرحة بعودته الآن، بعد ماذا بعد أن خسرنا كل شيء، ....
ردت برود بغضب: أخرجي من بيتي فورا، .... ماعدت أطيق كلامك،
- لماذا ألأنه صادق، ...... على كل حال خارجة أنا وأتمنى أن أسمع خبر موت مطر، لعله بعد ما فعل ينتحر ويريحنا.....
- كيف تتحدثين عن أخيك هكذا..
- منذ اليوم لم يعد أخي..

*************************

لا أعرف بأي كلمة أصف لك مشاعري التي تضاربت تلك اللحظة، فبمجرد أن سمعت عن الصورة من شقيقته، انتابتني خيبة الأمل الكبيرة، فقد شعرت أنها نجحت وبجدارة، اختطفت مني ثمرة تعبي، ودهستها، كأنها تقول لي بي أو بدوني لن تهنئي معه، كأنها تسخر مني، فجأة وجدتني خسرت كل شيء، كل شيء )) كانت برود تتحدث معي، في حديقة منزلها، مندهشة، عيونها حائرة، بلا قرار، وبين وقت وآخر، تثبت عينيها بعيني وتسأل: (( هل كان ذنبي استعادته، هل أخطأت عندما فعلت ذلك..؟؟ ..

أمر آخر عصف بي، كلمات شقيقته، على الرغم من أني لا أجد لها عذرا في تهجمها علي، لكني للحظات شعرت أنها كانت تروي حقيقة أمري، لأول مرة أجد امرأة ضخمة، تقف أمامي تقذف في وجهي الشتائم واللوم، بدت لي شقيقته كجنية كانت تراقبني، كأنها تعلم كل ما كان يدور بيني وبين أخيها، وكأنها عرفته أكثر مني، كنت أقول لنفسي ما تقوله غير حقيقي، فأنا في الواقع حاولت، لكنها كانت مصرة، كان كلامها عين الحقيقة الذي أصاب المصاب، هل فعلا أنا الملامة، هل تخليت عنه، .. وجدت أني فعلت بإصرار، كنت أتخلى عنه خطوة بخطوة، كنت أتركه وأتجاهل، حماية لكبرياء زائف، كان يمكنني، أن أفعل معه ما أفعله الآن، أنا كنت أعرف كيف أستعيد حبه، حتى بدون نصائحك كنت قادرة، كنت أعرف كيف أستميله، كان جزء مني يعرف يا ناعمة، لكني كنت أعاند، حتى عندما استشرتك لأول مرة، اعتقدت أنك ستجدين لي وسيلة لإذلاله والإنتقام منه، لكن بعد أن تعرفت إلى نمطه، شعرت أنه علي أن أستسلم، وأن أعيش معه بمودة، ........))




(( لا أعرف ماذا عساي أن أفعل ... أأشرح أم أقول، فكلام أخته الجمني، كيف علمت عني كل هذا، كيف عرفت أني تركت حبيبي، وسنوات عمري تتسرب من بين يدي كالماء، ومن ذا الذي سيعوضنا عما مضى من سنوات عمرنا، من سيعيد لنا كل تلك السنوات، ها أنا اليوم أجني ما زرعنا معا، .. لقد بكيت طوال الليل، ولم أسمح لنفسي بالإتصال بك، لا أريد مواساة أحد، ولا أريد أن يخبرني أحد بأني مظلومة،



أردت أن أرى حقيقة ذاتي في ذاتي، أن أراها كما يريدني الله أن أراها، فكم من مرة أغضبت زوجي وكان الله يعلم، وكم من مرة تركته بلا مبالة وكان الله يعلم، وكم من مرة استسلمت لوقع الظلم وكان الله يعلم، ......!!! لكن ما حز في خاطري أن كل من حولي كانوا يرون ويعلمون، شقيقته هذه بالذات ما كنت أراها كثيرا، بسبب سكنها في إمارة أخرى، ما كنت أراها إلا كل فترة وفترة، ومع هذا فهمت وعلمت، أني لم أكن زوجة بالمعنى الحقيقي، كنت خيال زوجة، لم يكن لدي تلك القوة التي تمتلكها الزوجات الحقيقيات، ...))



( طوال الوقت كنت أعيش بأنانية، فقد تزوجت هذا الرجل لأنقذ نفسي من بئر العوانس، ولأرضي أمي، وأهرب من بيت أهلي، وفكرت أني قد أربح أكثر بكثير لو جعلته يحبني، فعندما لم أفلح، قررت أن أكتفي بالأرباح المضمونة، ولا أخاطر بها، فتركته يلهو ويلعب بشرط أن يبقيني في عصمته، تركته وأنا أعلم أن بعض المخاطرة لن تضر، كان بإمكاني على كل حال أن أنسى وجع الكرامة الشيطانية جانبا، وأبادر، وأتنازل، وإن صدني ريتني لبست أحلى ما عندي واقتربت بحب، ليتني في كل مرة كان يهرب فيها مني، كنت أبتسم له عندما يعود، ليتني أخبرته يوما عن المشاعر الطيبة التي أكنها له، ليتك تعلمين كم فرصة مرت أمام عيني ورفضتها، كنت أبخل على نفسي بالمحاولة، خوفا من الرفض، فماذا لو رفض، ما كانت الدنيا ستنتهي، ما كان الكون سيأفل، سيبقى كل شيء على حالة وكان الله غفر بها لي أو أحسن بها إلي،

ماذا لو حاولت آلاف المرات وفشلت، ...... ماذا كنت سأخسر، ..... كرامتي، التي خسرتها فعلا...

وفعلا اليوم بالذات، ........!!!! لم يعد لي وجه أواجه به الناس، كل الناس ستنظر لي اليوم على أني المرأة الناقصة التي خانها زوجها، ولن يقولوا ذلك الزوج الخائن، بل المسكين الذي لم تكن زوجته عاقلة بحيث تكفي حاجته، هاهو اليوم قد خانها، هي المسؤولة، ..... أليس هذا ما يقوله الناس دائما.....!!!!! )


( أذكر أني حاولت ذات مرة، حاولت أن أقترب، فصدني، فكرهته، وقررت أن أهجره بدوري لأنتقم لكرامتي،..........!!!! كم بت أكره هذه الكلمة، التي ضج الإعلام بها، وجعلنا عبيد لها، .. لا كرامة اليوم، ......... ياااااه.. !!!!!)


( عندما يكسر عقد ( من الذهب) عزيز علي، أحاول البحث عن صائغ جيد، ليصلحه لي، فأنا لا أنوي بيعه، وعندما يفسد زوجي أب أبنائي، أبيعه، ..... كيف يحدث هذا، كيف يصبح الأمر بهذا الشكل، .. ماذا كان سيحدث لو أغدقت عليه الحب، وودته كما أود أخي، ....... فأخي لو أخطأ في حق زوجته سأتمنى لو أنها تسامحه، سأتمنى لو أنها تعطف عليه وتحتضنه، ولن أقبل أن تهينه أو تقسو عليه، فهو أخي قطعة من دمي، فلماذا إذا لا نعطف على أولاد الناس، هم أيضا لهم ظروفهم، هم أيضا مساكين، لعل ما هم فيه من بلاء لأسباب خارجة عن إرادتهم، ..

بعد أن سمعت كلامك، بعد أن غيرت أفكاري وأهدافي، بعد أن أحببت استعادته، وسامحته، أصبح الرجل الذي أريد، أصبح الفارس الذي حلمت به، وكأنه كان مختبئا قريبا خلف جلده في انتظار دعوتي الصادقة ليظهر، عندما أصبحت المرأة التي يحلم بها، بات رجلي، .. والآن لا أريد أن أخسر هذا الحلم الجميل، وجاءت تلك الوقحة لتهدم كل شيء، لكني لازلت أرغب في العيش معه، لم يعد يهمني الناس، يمكنني أن أحيا وأطفالي سعداء عندما نتجنبهم جميعا، المهم هو، ....... تخيلي كيف بت أفكر، وماذا كنت أفكر، كنت أنظر له كعدو مبين، كنت أبحث عن فرصة تلو الفرصة لأنتقم منه، كنت أدعو الله أن يبتليه لأهزأ به، واليوم، كم أشفق عليه، أشعر بفؤادي فارغا إشفاقا عليه، ..... ليته يعود للبيت لأواسيه، وأخبره أنها ليست نهاية الدنيا، وأن بإمكانه أن ينسى والناس ستنسى، أريده أن يعود لعلي أستطيع أن أهون عليه.....

هل تعتقدين أن مكروها أصابه، منذ ليلة أمس لم يره أحد، فبعد أن خرجت شقيقته، اتصلت بشقيقه، الذي كان قد رأى نسخة أخرى من الصورة، وطلبت منه أن يبحث عنه، .. أخاف أن يقتلها، فيدخل بها السجن، ونحرم أنا وأبنائي منه طوال العمر، .. )



ثم صمتت، واسترخت على الكرسي للوراء، وأغمضت عينيها، وكانت يداها تخفقان برجفة، فلمستها فإذا هي باردة كالثلج، ........ وناديتها : برود........ !! فلم تسمعني، فقلت من جديد: برود، هل أنت بخير.....
لكنها آثرت الصمت، وأغمضت عينيها بشدة، فسالت دموعها متلاحقة، ......... فقلت لها: سيعود بإذن الله.. وسيعود الوضع أفضل من ذي قبل، فقط آمني بالله، وتأكدي بأنه حب وابتلاء..... ما رأيك لو تتصلين بشقيقه فتسألين لعله وجده الآن......!!!
-بت أخشى الإتصال، .... اتصلت اليوم عشرات المرات، حتى بات لا يرد علي...!!!
-لا بأس اتصلي من جديد، لعلهم وجدوه.....
-لو وجدوه لكانوا اتصلوا بي، متأكده بأنهم سيتصلون، ..... ماذا تتوقعينه فعل طوال هذا الوقت، هل ذهب بحثا عنها، أم سافر هربا من الناس..... أم فعل بنفسه شيء...!!!
-بل ربما ذهب بحثا عنها،........ هكذا يتصرف الجنوبيون إنهم لا يهربون، إنهم أقوى من ذلك، ..!!
-حقا، أمتأكدة من كلامك،
-الله أعلم، وأظن أن ما أقوله صحيح، هم لا يهربون ولا ينتحرون، لديهم مناعة كبيرة ضد هذه الأشياء، الجنوبي يهرب من الضغوط والصدمات بالإدمان، غالبا، لكنه لا ينتحر،... لذلك فهم إما يدمنون النساء أو المخدرات أو المسكرات، أو الإسراف، ....... أي شيء يمكن الإدمان عليه.....
-تعتقدين أنه زار ملها ليليا ليشرب،.. هل هذا ما تلمحين له..
-قد يكون كذلك، ..........
-لكنه ترك الشرب منذ فترة طويلة،.......... فهل تعيده الصدمة للشرب....!!!



-أعتقد ذلك والله أعلم، وأظن أن ثمة مرحلة لا زالت أمامك إن حدث ما نخشاه...
-كيف تعرفين ذلك........ أرجو أن لا يكون الأمر كما تقولين.......
-يا برود، ليس كل ما أقوله حقيقة، إنما هي استنتاجات أبنيها على معطيات فقط، فلا تنظري لي هكذا، أنظري غاليتي، زوجك شخصية جنوبية، وهؤلاء يولدون وفي أجسادهم استعداد جيني للإدمان، جهازهم العصبي مؤهل للأمر أكثر من غيرهم من الشخصيات، رغما عنهم، كما أن أجهزة الشماليين العصبية تكون مجهزة أكثر للتسلط، هل فهمت، لكن هذا لا يبرر أفعالهم بالطبع، لكنه يبرر اتجاههم الغير سوي لعلاج أمور حياتهم، مثلا الشمالي كان بإمكانه أن لا يتسلط، ويصبح إنسانا بهدي الله أفضل ، وكذلك الجنوبي بإمكانه بدلا من التعويض بالإدمان، أن يواجه الأمر، ويثبت....؟؟؟
-وهل من علاج، ..؟؟
-نعم ، فما أنزل الله من داء إلا وله دواء، ........ لكن دعينا نأمل أن لا يكون شيئا من هذا قد حصل، وأن يعود أفضل مما كان.......
-أنت تعلمين، أنه رقيق القلب ولا يحتمل الصدمات، أشعر كثيرا أني أقوى منه، لكني أحببت قلبه الطيب، وسماحته، ...... تعلمين لم أكن أرى تلك الشهامة التي في نفسه، عندما أتذكر يوم أدخل السيارة المرآب إذ كنت حاملا، وأطعمني طبق الرز، وأفكر كيف لم أفكر يومها بأن في داخل هذا الرجل خصال طيبة، كيف لم ألاحظ.....!!!
-لا بأس الإنسان غير معصوم من الخطأ، ..... وها أنت لا زلت بخير، وسيعود بإذن الله.....
-أصدقيني القول، هل يمكن أن يكون شاذا......
-لا يمكن، ذلك احتمال 1% فقط، أي نارد الحدوث، فالجنوبي الجنوبي، به خصال خاصة جدا، لا يمكنه معها أن يعاشر اثنتين على فراش واحد، وهو عاطفي، وجنسانيته العالية هي ثمرة عاطفته الجياشة، والمعاشرة الجماعية، تكون من نصيب الرجال المتخصصين في ذلك لأجل الدعارة، أو رجال لديهم مشاكل جنسية، وزوجك لا يحمل أيا منها.
-متأكدة....... ( وتنظر في وجهي)
-لا أجاملك، أقول الصدق، فإن وددت مجاملتك، صارحتك لكن برفق، .....
-جيد، أعرف ذلك، فقط أحببت التأكد، .. وماذا عن الصورة، كيف يتصور معها عاريا..
-أعتقد أنها صورت له خلسة، دون أن يعرف، لربما كانت تصور (فيديو)، في الخفاء، وانتقت هذه الصورة بالذات ليبدو فيها واضحا بينما لا يتضح وجهها، .....
-نعم، لعلها كذلك، ....... طلبت من السائق إحضار الصورة، فقد حصل على واحدة، تصوري، السائق على علم بالأمر..
-لا بأس، السائق مصيره الرحيل، ولن يذكركم.......
-هل سترين الصورة، ....
-لا بالطبع لا، .... فهو عار فيها، تعلمين حكم الأمر، لكن يمكنك النظر فيها وتصفين لي الزاوية التي صور منها، لأتأكد إن كان صور في الخفاء أم لا... ثم إن زوجك لو كان يعلم بهذه الصور لكان أخذها منها قبل قطع العلاقة، فالرجال بارعين في هذا الأمر.....
-تعتقدين، ..........

وبينما نحن نتحدث رن جوالها، تلك أخته التي شتمتني البارحة، هل أرد عليها، ..... فقلت لها: ردي ولم لا،
-ألو......، نعم، لا بأس، حصل خير، .... نعم، لم يعد يهمني الآن سوى أن أطمئن عليه، لا أعلم أي شيء، حاولت لا أحد يرد، ........ بإذن الله.
ثم أغلقت الخط وقالت: تلك أخته تعتذر مني، تعلمين سامحتها منذ البارحة، ...!!
ثم رن هاتفها من جديد: إنه شقيقه، لعله وجده،
-ألو......... نعم، .........الحمد لله، وأين أنت الآن.. جيد، .......

ونظرت إلي فرحة مبتسمة: لقد وجدوه، وهم في الطريق إلى البيت، ....... الحمد لله، .....
-الحمد لله، إذا دعيني أستأذن الآن، وطمنيني عليه،
-ابقي معي .. فأنا بحاجة لك..
-لدي عمل كثير، وستكوني مشغولة معهم، بيننا اتصال...
-إن شاء الله، .... لا أعرف كيف أشكرك، ..


يتبع الجزء22


ورده مخمل :
10-06-2010

الجز 22

منذ أن تركت برود، وأنا أفكر، كيف يمكنني مساعدتها، لو كنا فقط نعلم أين تقيم ليزا، لنتمكن من إنهاء هذا الكابوس، ففي قرارة نفسي أعلم كيف تتصرف مثل هذه الشخصيات، إنها لا تتوقف حتى تأتي النار على كل ما حولها، إنها لا تملك اليوم ما تخسره، عندما ينفجر بركان الغضب في داخلها، فهي لا تعود تسمع أو ترى، إرادة الإنتقام وحدها التي تعمل وتحركها، .. إذا فلا بد أنها تخطط لأمر ما، ولا يمكننا الوقوف صامتين، نتلقى ضرباتها الواحدة تلو الأخرى لا نحرك ساكنا، ...... فكرت في أن أبدأ في طلب المساعدة من أحد المختصين في الأمر، ...... فلي علاقات طيبة في كل مكان، ... ولله الحمد والمنة ، رفعت السماعة واتصلت بصديقة تشغل منصبا طيبا في الشرطة، لأستشيرها في الأمر، وأرى إن كان بإمكانها المساعدة، وهذا كان ردها،
-نعم بكل تأكيد سأفعل ما بوسعي لأساعد، لكن في نهاية الأمر لا يمكن اتخاذ أية إجراءات عملية بدون بلاغ رسمي، كما تعلمين،........
-لا بأس يكفي أن نعرف بعض المعلومات بداية، ثم سنرى إن كان من الأفضل رفع بلاغ رسمي أم لا.
كانت برود في هذه الأثناء تستعد للقاء زوجها، الذي أدخل محمولا على كتف شقيقيه، وقد غادر أحدهما البيت بصمت بمجرد أن أصبح مطر في سريره، دون أن يسلم حتى على برود، وكأنه يخاصم كل من له علاقة بمطر، .. بينما بقي الشقيق الآخر، ليتحدث إليها: كما ترين، إنه سكران، ... وكأن السكر سيحل المشكلة، .. لا تدخلي إليه في هذه الفترة، فقد بدا عنيفا جدا هذا الصباح، .... انتظري حتى يفيق من سكره، ...
أومأت برود بالموافقة، ثم تابع حديثه: لعلك تعرفين أي شيء عن هذه الليزا، أي شيء قد يساعدنا في التوصل إليها، ..
-لست أعرف أكثر مما تعرفون، ......
-قلت لوالدتي أنك مطلعة على بعض التفاصيل،
-القليل فقط، ولكني لا أعرف أكثر، .....
-طيب إن تذكرت أي شيء هاتفيني، .....
-نعم، إن كان الأمر مهما، فقد اتصلت بي صباح البارحة، وأخبرتني كلاما سيئا عن مطر، لكن الرقم الذي ظهر على الكاشف، كان عموميا، على ما أظن،
-أين الهاتف،
-هناك،
-هل يمكنني إلقاء نظرة،
-بالطبع تفضل،
بدأ الشقيق يسجل الرقم قائلا: على الأقل سنعرف المنطقة التي اتصلت منها، ..... لعل وعسى....
-هل تفكرون في الشكوى ضدها.
-نخشى أن تتطور الأمور أكثر، ثم إننا حتى الآن لا نملك دليلا على أنها الفاعلة، ....
-لا بد ستجدون، ثم لا مصلحة لأي أحد غيرها أن يفعل ذلك، وسبق أن هددت مطر، ....
-هددته، ..... هل تقولين أنها هددته، كيف علمت....؟؟
-سمعتهما مرة كان يحدثها بصوت عالي، وسمعت...
-أمممممممم، نعم، ..... طيب كما أوصيتك لا تحاولي الحديث معه الآن، وإن حصل شيء اتصلي بي فورا، ......
-إن شاء الله......



وبينما كان يغادر دخلت شقيقة مطر: السلام عليكم، ... كيف حالكما..... أين مطر،
-في الأعلى، لا يستطيع الكلام، وهو نائم الآن،
-أردت الإطمئنان عليه، شغلني أمره، زوجي في السيارة، ووالدته، جاءا للإطمئنان عليه، .. هل يمكنهما الدخول يا برود،
قالت برود: نعم، ثم وجهت الحديث للشقيق: ليتك تبقى لتستقبل زوج شقيقتك ،
قال متعبا: نعم سأبقى، ... اتصلي بزوجتي لتأتي، لعلها تساعدك، يبدو أن الكثير من الزوار سيتوافدون اليوم.
- سأفعل..


وهمت برود بالإستعداد لاستقبال عمة شقيقة مطر، وهي تحدث نفسها، بأن الناس لا تزال بخير، إنهم قلقون بشأن مطر، فيما كانت تعتقد أنهم سيشمتون، يبدو أن الشقيقة أيضا، أصبحت أكثر هدوءا عندما اطمأنت إلى أن زوجها وأهلها تعاطفوا معها في النهاية بدلا من السخرية منها....!!!
خلال دقائق قليلة، كان البيت يعج بالزائرين، شقيقة مطر، وأم زوجها، وزوجات أشقاء مطر جميعا، واثنتين من أقربائه كبار السن ( عمته وخالته) وأم برود،
الجميع يسأل عن مطر، وله عمة حنونة، تحبه كثيرا: أين ابن أخي الحبيب، أكثر إخوانه طيبة، وصلة للرحم، ذلك الذي يسميني أمي الكبيرة، أين هو، قالوا بأنه اختفى طوال الليل، فقمت أصلي وأدعو له عسى أن يرأف الله بحالة، لا يستحق ما ألم به، هذا أطيب الناس، يا عسى الله يفرج عنه، دعوني أصعد إليه، أريد أن أراه، وأطمئن عليه بنفسي، أريد أن تقر عيني به، ....

لكن شقيقة مطر قالت: لا ياعمتي، ليس الآن، إنه متعب، ونائم، تأكدي أنه بخير، اتركيه يرتاح، وعندما يفيق سنصعد له جميعا، ونسلم عليه، .....
قالت خالته: لماذا فعل بنفسه هذا، كيف يعرض نفسه وسمعته وسمعة أهله لهذا الهلاك، أريد أن أراه لأقتلع عينيه، طوال عمره مدلل، ولا يبالي، دائما هو هكذا، .. لديه زوجة كالشهد، وأطفال كالملائكة، فماذا يريد بعد، فيما يرغب أكثر، .. طوال عمره طماع، ويريد أن يجرب من هذا وذاك، لا يقنع ولا يشبع، ....

-ادعوا له بالهداية، ثم إني لست متأكدة من هذا الكلام، لعلها تلك الفاسقة تدعي عليه، لعلها صورت شخصا آخر واتهمته، أبنائي يقولون إن الصور مزورة، يعني أنها لعبت بها،
-لا مزورة ولا غيره، الصورة كانت واضحة، وعرضها ابني على مصور محترف وقال الصورة حقيقية، ....
-يا أختي الرجل في حال لا يعلمها إلا الله، فادعي له بالهداية، ثم إنها فعلت ذلك به لأنه تاب، فاستغفري الله، أنت امرأة مصلية، فلا تتكلمي في أعراض الناس، ...

-من قهري وغصتي، أختي هناك في المستشفى بين الحياة والموت، بسبب أفعاله، دائما يفعل ما يجلب الشقاء، شقي منذ كان صغيرا، واتعبها كبيرا، ماذا يريد، ماذا ينقصها برود، دنيء طوال عمره دنيء.

دخلت برود إلى المطبخ صامتة، وتبعتها والدتها، ....... وضعت أمها يديها الحانيتين على كتف برود، فما أن أحست بها برود حتى ارتمت في حضنها، وبكت، .........
قالت الأم: لماذا لم تخبريني بالأمر مسبقا، ....؟؟
-لم أشأ أن أزعجك، ثم إنه تاب، أقسم لك أنه تركها...
-نعم، لكن بعد ماذا...؟؟ فضحنا،.. وأحرجنا أمام من يسوى ومن لا يسوى، وأخوانك يرغبون في تطليقك منه،
-لا يا أمي إلا هذا، أرجوك، أنا أحبه، ولا زلت أريده، هذا أب أبنائي، لا أستطيع تركه أبدا.
-وأنا أقول أيضا، لا تتطلقي، لكن أخوك الأكبر بالذات، مصر، وأرسلني لأعود بك، قلت أجلس عندك هنا كم يوم، ريثما يهدأ، أحضرت حقيبتي في السيارة، ما رأيك، ...؟؟
-لا أعرف كيف أشكرك يا أمي، نعم أنا في أشد الحاجة إليك الآن، ابقي معي ما شئت، وجودك سيريحني، ولعله يريح مطر أيضا، فأنت تعلمين أنه يحبك....
-مطر، ...... بت أكره اسمه إن صدقتني، كنت أحبه كثيرا، لأنك تحرصين على مدحه أمامي، اعتقدت أنه يوفر لك كل سبل السعادة، والآن بعد أن اكتشفت الأمر، بت أراه نتنا، وما عدت أرغب في رؤيته، بقائي هنا لأجلك يا نظر عيني، كلما فكرت في وضعك أبكي على حظك، .. حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب...
-أمي، صدقيني، رغم كل ما فعله مطر، أنا سعيدة معه، وأحبه حبا كبيرا، وأرغب في العيش معه، مطر رغم خيانته لي لم يجرح شعوري يوما، ولم أكن أشعر بها، صدقيني، قد يكون مر بنزوة معها، لأني كنت أعاني من نزيف، تذكرين ذلك النزيف، وهو رجل، لربما هذا ما حدث، لكنه عاد إلي، ولهذا تحاربه، .....
-وماذا ستقولين للناس، هل ستخبرين الناس كل الناس هذا الكلام، و من تراه يتفهم..؟؟، الناس عليها بالظاهر، ...
-ماذا عساي أفعل، هل أتخلى عنه، لدي أطفال منه، ..
-أنا معك، أي اختيار تختارينه، سأكون معك فيه، .. لكن ماذا أقول لإخوتك...
-إخوتي، ليسوا أفضل حالا منه، الفرق الوحيد أن مطر افتضح أمره، بينما هم لا زال الله حليم عليهم، ...........
-لا تقولي هذا أمامي، إخوتك لا يفعلون أمورا كهذه، لا تجعلي غضبك يجرك إلى ظلمهم، ......
دخلت مريم زوجة أحد أشقاء مطر: برود، هل يمكنك تقديم إبريق شاي أخر، فقد انتهى الأول.
-نعم، سأخبر الخادمة لتعد واحدا آخر، لحظات،
ثم قالت لأمها: هيا بنا، لا يجوز أن نترك الناس تنتظر في الخارج.....


*********************


قالت أم برود هامسة: هيا، هل أطلب من السائق إنزال الحقائب، هل أنت متأكدة أنك تريدين بقائي،
- نعم يا أمي، بل أرجوك، والآن، دعيني أدخل للضيوف، واجعلي الخادمة تجلب الحقائب من الباب الخلفي، هناك، ...
- طيب،



عند دخول برود ، سمعت عمة مطر تقول: كيف لا ينحرف الرجال، والنساء لم يعدن كالسابق، كل واحدة منهن حملت شنطتها على كتفها وخرجت تركض على وظيفتها، متناسية بيتها وأولادها، وزوجها...؟؟؟ هذه المرأة التي تعمل ليل نهار، في الوظيفة ثم في البيت، وآخر النهار تدور في السوق، كأنه دوام رسمي آخر، هذه المرأة ماذا يتبقى لزوجها منها، مهما كان الإنسان في النهاية طاقة، يعني ماذا سيحصل لو أنها تجلس في البيت ( تجابل) أولادها وزوجها، .. (ماكان أخير لها، فلوس وعندهم ما ناقصهم شي).

ردت خالته: رياييل ( رجال) اليوم لا يريدون ربة المنزل، يريدون الموظفة، يريدونها متعلمة ومثقفة.
- لم نقل أن لا تتثقف لكن تنهي جامعتها وتلزم بيتها،
- وما فايدة الشهادة إذا..
- (علشان تقنع، وتعلم اعيالها، ... بالذمة اللحين اللي تشتغل مرتاحة في حياتها...)

نظرت مريم إلى العمة، ولأول مرة أرادت الدخول في هذا النقاش، قائلة: شوفي يا عمتي، الرجل العايب، شو ماتسويلة بنت الناس ما يعجبه، واللي عجز أهله يربونه، بنت الناس مب ملزومة تربيه، ......
ردت العمة غاضبة: ولد أخوية مرباي، وأحسن من مليون ريال غيرة، .. لكن الحرمة إذا ما دايرة بالها على بيتها، لازم الريال بطالع برا، ......... ( ثم تنهنهت) إهي، إهي، منفطر قلبي عليه، الله يشلع قلبج من مكانه يا ليزوه، ...... يوم هو مب مرتاح ويا برود، وما قايمة بواجبه، ليته ياني، وقالي عمتي شوفي لي حرمة ثانية، الحريم مكودات ( كثيرات) .. وكل وحدة أحلى من الثانية، بس ما أقول غير حسبي الله على اللي كانت السبب....!!!

نظرت لها برود غير مبالية وقالت: كيف حال ابنتك فلانه، هل لازالت في بيتكم، منذ أن تركت بيتها قبل عامين، .........!!!
فهمت العمة المقصد، فقالت: بنتي الله يفرج كربتها، زوجها مب ريال، بعدها عذرا الله يسلمج، ولا راضي يطلق، والمحاكم ما لنا فيها، ...... وشوفت عينج، هذا حنا مكتفين، ما نقدر نسوي شي، .....
قالت مريم متهكمة: وليش ما تحاول بنتج تصلح الريال، يمكن عنده حالة نفسية، ليش ما تعالجه، .. ولا هيه غير...!!

فقامت العمة من مجلسها قائلة: أنا سايرة الميلس عند ولد أخوي، اليلسة وياكن غثة، ...
قالت برود: المجلس مزدحم بالشباب، أصدقاء مطر كلهم هنا......
- هيه، يا حليلهم، جي ( هكذا ) الربع ( الأصدقاء )، عيل يوم هم ربعة، جيه ما يزخون هاليزوه........... حسبي الله عليها.......


* ملاحظة : مريم هي إحدى الحاضرات في ذلك اليوم في بيت برود ومطر وهي إحدى أفراد العائلة ....

**************************


تأخر مطر في النهوض، وربما قصد ذلك عندما شعر بوجود كل هؤلاء الناس في المنزل...... وبعد الظهر اتجه الجميع للإطمئنان على أم مطر المقيمة مذ ذاك الحين في المستشفى، ..... وبقيت برود، التي وجدتها فرصة لتتحدث إلى مطر، حيث أفاق، وبقي في غرفته صامتا لا يتحدث، ......

دخلت برود بهدوء، وسألته بشكل عادي: هل ترغب في تناول الطعام في الغرفة، هل أحضره لك...
لكن مطر لم يرد، فقط غادر السرير إلى الحمام، بلا أية كلمة، ......
بقيت برود قلقة، ..... حتى إذا خرج، ارتدى ملابسه ليخرج، ....لكنها استوقفته، وقالت : إلى أين، لن أسمح لك بالخروج، ..... حتى تخبرني إلى أين......

نظر إليها مطر بغضب، ثم شد ملابسه من بين يديها، .. لكنها أصرت وأمسكت بها: لا، لا تعذبني معك أكثر، لقد قلقت عليك طوال الليل، لن أتركك تخرج ... أو أخرج معك،...

ترك الملابس من بين يديها ثم جلس على طرف السرير وهو ينفخ بغضب، ... اقتربت منه قليلا وقالت: ما رأيك أن نذهب لزيارة والدتك، .... لابد أنها تسأل عنك، لعلك برضاها عليك يفرج الله عنك .. هيا نذهب، عليك أن تثبت لها أن كل ما سمعته من كلام غير صحيح، .. هيا استحم، واحلق، وتعطر ودعنا نخرج لزيارتها، ....



فسقط مطر على جانبه الأيمن فوق السرير، وكأنه ورقة هزيلة، ودس وجهه بين ذراعية، فاقتربت منه: هروبك سيؤكد الأمر، بينما خروجك للناس، سيثبت العكس، .. على كل حال، بقاؤك هنا لن يعالج المشكلة، .. أتعلم من زارنا اليوم، كل أصحابك، وأقرابائنا، كلهم، أمي أيضا جاءت، وإخوتي، كل من علم بالأمر جاؤوا ليخبروك أن ما حدث لن يغير مكانتك في قلوبهم، فأنت بشخصيتك الإجتماعية وطيبة قلبك، جعلت لك مكانة خاصة في قلوبهم، لا يحطمها أي شيء، ثم أصبح الكل يعلم أنها نزوة، وعندما تبت وحسمتها، كان جزاؤك انقامها، .. أصبحت أفضل منهم، فمنهم من يخون ولا يتوب، توبتك كانت السبب في ما أنت فيه، عليك أن تفتخر، بذلك..

بقي مطر صامتا للحظات، ....... ثم هم بارتداء ملابسه من جديد، ..... سألت برود: وأنا أيضا، ..؟؟ فأشار لها بالموافقة، .... فسألت من جديد: أليس من الأفضل لو أنك تستحم، .... فنظر لنفسه، ثم ابتسم، ودخل من فوره إلى الحمام، .....

هكذا تعالج الأمور، أن نبسطها، نجعلها أقل جللا أقل وطئا، نبتعد عن كل من يبالغ، ويصعب الحياة، ..... نحن من نقيم الأمور ونصنفها، نحن من نقول هذه مصيبة، أو عارض، ..... نحن من نضع الأمور في نصابها، .....
نحن نكيل، ونقيس، نحن من اخترعنا المكاييل والمقاييس، .....

في السيارة تقول برود كان يقود وهو في عالم آخر، ....... ثم مد يديه، وأمسك بيديها، ..... حتى إذا وصلا إلى هناك، ووجد الأحبة من أصحاب وأقرباء مجتمعون، كش قليلا، لكن ترحيبهم به، شجعه على الوقوف بقوة، جر نفسا عميقا، وسلم ............

في غرفة والدته كان كل شيء على ما يرام، فوالدته لا تعلم عن أمر الصورة أي شيء، لكن عجوزا كبيرة، صديقة لأمه، عندما هم بالمغادرة مع زوجته، لحقت به خارج الغرفة وقالت له: لا يغرك ضحك الناس في وجهك، الناس تلوك سيرتك وراءك ، العاقل يمشي بخط مستقيم لكي لا يسمح لعدوه بالضحك عليه، ....!!! ثم نظرت إلى برود، وواصلت كلامها لمطر: العمى عمى البصيرة، وإلا بنت الناس زوجتك ماذا يعيبها، لتجري خلف الفاسدة، أم أنكم صرتم تحبون الخبائث والمضرة لأنفسكم، العدو الوحيد لك يا مطر نفسك، من يوم كنت صغير وأنت غرورك مضيعنك....


صعدت برود إلى زوجها، الذي كان مستلقيا على الصوفا في غرفة النوم، سارحا، وكأنه طفل صغير ضائع، .. كانت في تلك اللحظات تفكر في كلامي، وشعرت بالتردد، كم تود لو أنها تخفف عنه في الوقت الحالي، وكم تخشى أن يؤثر ذلك على اعتباراته لها...

نظرت إليه، ثم انصرفت نحو زاوية الغرفة، فسمعته يقول: أستغرب هدوءك يا برود، وكأنك كنت على علم بكل شيء، .......... ثم اعتدل في جلسته، وواصل الكلام: كنت أخفي عنك قدر استطاعتي، لكي لا أخسرك، تخيلت أنك ستقيمين الدنيا لو علمت، تخيلت أنك ستتركينني وتتخلين عني........ هل كنت تعلمين بأمرها من قبل.....؟؟

صمتت برود، واكتفت بنظرة ذات معنى، فواصل الكلام: قالت لي بأنها أرسلت الصور إليك، ولم تضعها على السيارة، ........ هل كنت تعلمين بشأن الصور...... هل أنت من وضعها على مسّاحة السيارة...؟؟

لكن برود واصلت الصمت ، وبقيت عينيها تعترفان بكبرياء........
- إذا فقد كنت تعلمين، ....... ومع هذا......... لكن كيف، كيف أمكنك فعل هذا.... كيف أمكنك اللعب بهذا البرود، والهدوء....
- لم أكن أعلم الكثير، كل ما رأيته هو الصور، فقط الصور.....
- هل أنت متأكدة، ألست أنت من كانت تراسلني..
- أية رسائل....
- ثمة امرأة كانت تراسلني، هل كنت أنت...
- لا لست أنا، ولا أعرف عن الأمر شيء،
- فقط الصور، رأيتها، .... وتألمت، ........ لكني أحببتك، فآثرت الصمت، لأنك تغيرت .......كنت قد تغيرت كثيرا، حتى أني سامحتك على كل ما بدر منك قبل ذلك.....
- لا أصدق، ...... رأيت الصور...... وبقيت هادئة......
- نعم وما الجديد، فقد كنت أعلم عن كل علاقاتك ونزواتك، ... كنت بقصد أو بدون قصد، تترك هاتفك يرن ويرن، وأسماءهن تظهر على الشاشة أمامي، ..... وقد قررت أخيرا تركك للأبد، لكني، أردت أن أعطيك فرصة أخيرة، عندما بدأنا نغير مسار علاقتنا، فبمجرد أن استجبت وعدت لي، كنت قد فزت بالفرصة الأخيرة......
- أية فرصة، ........
- عندما علمت بأمر ليزا، بالمصادفة،....بعدها قررت تركك نهائيا، أقسم أني كنت أنوي الطلاق، بلا رجعة، لكني قررت أن أعطيك فرصة أخيرة، وبدأت بزيارة استشارية أسرية، ساعدتني في الحقيقة على فهمك، ووجدت أنك استجبت، أحببت الأمر، وأحببتك أكثر من ذي قبل، وقررت أن أنسى كل ما حدث منك سابقا، لقد نصحتني بأن أسامحك لوجه الله، تسامحا عميقا، .. فسامحتك، وعندما أرسلت ليزا الصور في ذلك اليوم، وجدت أن كل التواريخ قديمة، فأيقنت أنك لي، وأن موقفها ينم عن ضعف، فقررت أن أنسى أمر الصور، وكأني لم أرها.......
- إذا لما لم تتخلصي منها، لماذا تركتها على مساحة السيارة، .......
- لأنها كانت قد أرسلتها، ..... وكنت ستعلم أنها أرسلتها، وكنت لا أريدك أن تعلم أني رأيتها، أردتك أن تعتقد بأن صورتك الجميلة لازالت في قلبي، ... و....
- وكنت أمامك كالمغفل.......
- لا ... لم أرك كذلك أبدا، كنت أنظر إلى زوجي وحبيبي، الذي علي أن أنجو به، من براثنها........
قطع حديثهما جرس هاتف المنزل الداخلي، ...... ردت برود: نعم ريتا، ... متى، .......أين هو....؟؟ نعم، قادمة.......
قال مطر بقلق: ماذا حدث......؟؟
- هذه ريتا، تقول بأن أخي الأكبر هنا، .. يريدني، ..... ولعله يريد مقابلتك.......
- ماذا يريد، ألم تقولي أنه كان هنا هذا الصباح، ...
- لا لم يكن موجودا، فقط أخوي الأصغرين جاءا.......
- نعم، لكني لا أرغب في رؤية أحد الآن.......
- مطر.... أخي ينوي أخذي من البيت، ينوي تطليقي منك.... أجد أنك لو نزلت للحديث معه، قد يصرف النظر..
- ماذا....... ماهذا الكلام، أي طلاق،....... ومن يظن نفسه ليفعل ذلك..... ليس من حقه..... وإن كان الأمر كذلك فلينتظر...... أو أخرج وأطرده من المنزل.......
- لماذا تطرده، تحدث معه، افهم وجهة نظره، ...ضع نفسك مكانه، .......
جزء مني يا صديقتي، أراد أن يتعرض مطر للسب والشتائم على يدي أخي فأنا أعرف كيف هو، تمنيت لو يمزقه، ... أحيانا أستغرب نفسي، فأنا لم أطق ما أصابه على يدي ليزا، لكني أتمنى لو يقوم أخي بضربه، كما نضرب أولادنا خوفا عليهم، أو جزاء لهم على شقاوتهم...... أردت أن يضربه، ليأدبه، أحيانا لا أعرف كيف أفكر....... لكني تمنيت ذلك......ّ!!!!
كانت والدتي في الطابق السفلي تحاول تهدئة أخي، ... وفهمت لماذا أصرت أمي على الإقامة عندي، فهي كانت تعرف أنه سيأتي، وأحبت أن تكون هنا لتتجنب الألم قدر استطاعتها....

نزلت أنا أولا، وكان أخي يجلس هناك في الصالون، مضى وقت طويل منذ أن رأيته آخر مره، فهو دائما مسافر، ... كان وجهه مختلفا، بدا أبوياً أكثر من ذي قبل، بل في عينيه نظرة خاصة نحوي، أحاطتني بالحنان والعناية وهو يرقبني وأنا أنزل السلالم، ........

- كيف حالك يا برود.........
- بخير، كيف حالك أنت........
- هل تفسرين لي سبب بقائك هنا حتى هذه اللحظة....
- ولما لا أبقى، وأين أذهب...
- تعودين لبيت والدك، حتى نتفاهم معه، والآن احملي حقائبك، وتعالي معي أنت وأبنائك...
- ماهذا الكلام يا أخي، زوجي في وضع صعب، لا أستطيع تركه.......
- أي وضع صعب، هذا الوضع هو من اختاره لنفسه، ... وأنت غير مسؤولة عنه، عليه أن يتحمل نتائج أفعاله وحده، ما ذنبك أنت فيما حدث، لماذا تتحملين نظرات الناس وإهاناتهم، لمي ملابسك والحقي بي إلى السيارة.......
- لكن يا أخي، لا أستطيع فعل ذلك، الأمر جد حساس، أرجوك تفهم وضعي، ......
- قلت لك وبلا نقاش، لمي ملابسك وهيا بنا........
- لن أفعل....... لن تتحكم في حياتي وقراراتي، ليس من جديد....... ( وبكت برود)
لاحظ الأخ انفعالها، وأدرك حالها...... وقال: أعلم أنك لا زلت غاضبة علينا، ...... وأرى لومك المر لي أنا بالذات في كل مرة أقابلك فيها، حتى بت أتحاشى النظر في عينيك، ..... كنا شبابا، وكانت لنا أفكارا لا أعرف كيف، أو من أي نوع، ......... أعترف أنا ظلمناك وأسأنا إليك، .... وليتك تسامحيننا، وأنا بالذات، كنت أعتقد أني أفعل ذلك لصالحك...... والله لا أعرف كيف كنت، ..... لكن اليوم، وأنا أرى ابنتي البكر قد باتت امرأة، .. وأرى خوفي عليها، وعطفي وحبي لها، أتذكرك، وأتحسر على مافعلته بك، يكويني الندم على كل كلمة جرحتك بها، وأشعر أني قد خنت الأمانة التي حملني والدي، فقد أسأت إلى ابنته، وأفكر ماذا يحدث بابنتي لو توفيت، هل سيسيء إخوتها إليها، أشعر بالرعب، وأفكر في الإعتذار لك، لكن كبري يمنعني، .... أريد أن تسامحيني يا برود، وقد تكلمت مع إخوتك جميعا، لنحتسب لك نصيبا من مشروعنا، ... نصيبا موثقا، عوضا عن كل ما أخذناه سابقا منك، لعل ذلك يغفر لنا ...
( نظرت برود إليه غير مصدقة، وكانت تزم شفتيها بقوة متحاشية البكاء، .. وتلم عضلات صدرها، وتشد على قبضة يدها، وكأنها تمسك أعصابها من الفلتان، إذ أن الموقف أكبر بكثير من المحتمل) فاقترب منها شقيقها، وأحاطها بذراعيه، ومسح برفق على ظهرها، وهمس لها:

اليوم يا أختي أريد أن أوفي وعدي لأبي، أريد أن أقف معك، وكأنك ابنتي، وأن أدافع عنك، اسمحي لي أن أفعل ذلك..... أنا لا أنوي حرمانك من زوجك، وأبنائك، لكن زوجك يحتاج إلى تأديب، وصدقيني، وقفتك معه في هذا الموقف، بقدر ماتبدو ايجابية، إلا أن الرجل بشكل عام لا يقدرها كثيرا، إن للرجل فكر مختلف، ...... اسأليني، أنا أعلم بهم منك...... دعينا نتصرف، وابقي أنت خارج الموضوع، لكي لا يحقد عليك، لا توافقينا الرأي ولا تعاندينا، فقط اكتفي بالصمت، وأشعريه أنك معه، فيما سنضغط عليه نحن بطريقتنا، ليشعر بالخوف، لعله بذلك يعرف قيمتك...
كانت برود ترتجف بين يدي أخيها، وكانت تيارات من المشاعر، وسيول من البكاء، وفيضانات من الدموع، ترغب أن ينفك سدها فتغرق برود، فضمها شقيقها أكثر، حتى انهارت حصونها، فطوقته بذراعيها، وبدأت تبكي بشدة، ....... وأبكت معها الخادمة التي كانت تقف بعيدا تتجسس كعادتها......!!!!

وأخيرا أصبح لبرود اليتيمة، أب .......... أخيرا، حدث أمر مشرق، بزغ من بين تلك الغيوم السوداء الحالكة.......!!!!


يتبع الجزء 23


ورده مخمل :
10-06-2010

الجز23


كان مطر ينزل السلالم، وكان وجهه ممتقع اللون، فمن طبع الجنوبي الخوف، ... والقلق بشأن المواقف الصعبة، لكنه في قرارة نفسه، يعد كلاما ما، يقنع به شقيق برود أنه مظلوم...

- السلام عليكم، ........ كيف حالك يا أبا حمد...
- بخير يا مطر، .. كثر الله خيرك، على سواد الويه... كثر الله خيرك، على الأمانة...
- إن كنت ستبدأ في السب والشتم، فسأتركك، إما أن تحترم نفسك، أو ترحل...
- ومن قال لك أني هنا لأتفاهم أو لأجلس، جئت لأخذ أختي وأخرج....
- ليس من حقك، أختك لا زالت زوجتي وفي عصمتي...
- ليس بعد أن تطلق، ستطلق شئت أم أبيت، الحق معنا، أنت لا تستحقها، ...
- بدون كلام فاضي، قلت لك لن تخرج، برود اصعدي لغرفتك...
- نعم اصعدي لجمع ملابسك أو بلا ملابس، في بيت أبيك خير، بعباءتك يا الغالية اركبي سيارتي، واتركي هذا النجس لعل نجاسته تطويه...
- تطول لسانك علي في بيتي، .....
- وجعك، ... لساني لازال أنظف مما يقال عليك في الخارج، ... يقولون بأنك شاذ تعاشر النساء جمعا على فراش واحد، ... أي دنيء أنت...
- هذا غير صحيح، ... مستحيل أن أفعل ذلك، ... كانت مجرد نزوة، مع واحدة..
- أي نزوة، ... شوف شخص ثاني تكذب عليه غيري، أنا أعلم عنك الكثير، فكم من مرة رأيتك سيارتك تقف أمام أماكن مشبوهة......
أحتد مطر، وبات مغتاظا، فقال بقوة: أخرج من بيتي......
- لن أخرج بدون شقيقتي....
وهم أبو حمد بشد برود من ذراعها، وهو يقصد الخروج بها، ... لكن مطر شدها هو الآخر... وقال : إن خرجت فهي طالق...
فألجمت برود من هول الصدمة، لكن شقيقها قال له: نعم هكذا، هذا ما كنا نريده، وفرت علينا الدرب يا الغالي، جزاك الله خير، ...
ثم التفت لبرود بنظرة حازمة وقال: والآن أخرجي معي ليقع ذلك الطلاق فنرتاح منه......

لكن والدة برود التي كانت تستمع على مقربة، همت سريعا، وقالت لابنها: لا يا ابني، ... الطلاق ليس حل، .... استهدوا بالله، ...
لكن أبو حمد شد برود من يديها، وهم بها نحو الباب، وبرود التي كانت ترتدي وشاح الصلاة، كانت مستسلمة، بينما تلتفت صوب مطر، الذي كان يقف كالتمثال مذهولا، مبحلقا فيهما، ...
ما كان يعتقد أن الأمر سيمضي هكذا، ما كان يظن أن أبو حمد جاد،... وشعر بالندم، كان يظن أنه لو هددهما بالطلاق، فإن برود ستخاف وتعود، وأبو حمد سيتركها ويرحل، لكنهما يتقدمان نحو الباب، وعظ على لسانه، ( ماهكذا تعالج الأمور يا مطر، ليس بالعناد، وليس بالتهديد ) قال في نفسه، ثم صرخ عاليا: أبو حمد رفجة عليك ما تطلع، .......... ثم أطبق شفتيه، عندما التفت أبو حمد نحوه قائلا: بشروط......
قال مطر يائسا: بشروط.... كل ما تامر فيه...

فدبت رياحين السعادة في قلب برود، واعتمر صدرها بالنشوة، وهي تنظر صوب ذلك الرجل المتحول، من أسد زاجر إلى قطة وديعة...

عاد أبو حمد أدراجة إلى وسط الصالة، وطلب من برود أن تصعد إلى غرفتها، ...

طلب مطر من أبو حمد الجلوس، وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...

فأسرعت الأم بإحضار الماء البارد، بينما مرت برود في طريقها للسلم، وبينما هي تسير، باغتتها رغبة في رفع سماعة الهاتف الداخلي في الصالة، وبحركة سريعة رفعت السماعة، كانت برود قد اعتادت على التنصت، أصبحت ترغب في معرفة كل شيء، حتى بات الأمر بالنسبة لها اعتياديا......

عندما صعدت إلى الغرفة، همت سريعا برفع السماعة بدا لها الصوت واضحا، ...... أكثر مما كانت تتمنى، ... وهذا بعض ما سمعت...

- بدون تجريح، .... أريد برود.. وعليك تفهم الأمر، هذه زوجتي، لست أول ولا آخر رجل يمر بنزوة... أسألك بالله عليك ألم تفعل ذلك يوما..
- شوف يا مطر، إذا بتبدأ في مهاجمتي، وتجري إلى مقارنات، سأخرج، جلست معك، لأخبرك كيف عليك أن تعامل شقيقتي، هذا كل شيء...
- نعم... ماذا تريدني أن أفعل...
- تترك البيت، ...
- ماذا....؟؟
- عليك أن تترك البيت، والآن، حتى تكشف طبيا، ويثت لنا أنك لا تحمل أمرضا خبيثة...
- هل أنت صاحي، ماهذا الكلام.. كيف أترك بيتي، ..ثم إني أأوكد لك أني بخير...
- لا يهمني كلامك أريد شهادة طبية......
- هل أنت جاد....؟؟ أي كلام هذا.....؟؟
- هل اعتقدت أنك ستفعل ما تفعل، ونبقى نتفرج عليك، وأنت تقود شقيقتنا للهلاك...... إما أن تفعل، أو ينتهي كل ما بينك وبينها..
- ماذا تعتقد أنك فاعل، ...... يبدو أنك شخص متسلط كما يصفك الناس..... إنك تحب تضخيم المشاكل.
- يبدو أننا لن نتفق أبدا.....
- كيف نتفق وأنت تطردني من بيتي......
- لم أطردك، أريد أن أطمئن على سلامة أختي..... ماذنبها لتدفع ثمن شهواتك، وعلاتك، حسبي الله عليك، طمرت وجوهنا في الوحل، وجعلتنا نكره الذهاب لوظائفنا، فعلتك أفقدتني هيبتي كمدير، ...
- وما شأن موظفيك بالأمر......
- ألا تعلم يا فطين، صورتك يتناقلها الناس عبر البريد الإلكتروني..... ألم تعلم بعد... فضحتنا وطمست رؤوسنا، حسبي الله عليك.....
- ماذا تقول......
شعر مطر، بنفسه كمن يهوي في بئر، لا قرار له،... وكأن الدنيا تلف به، ... فتناسى غضبه وصار يسأل: هل حقا ما تقول... من أخبرك بهذا......؟؟
- الجميع يعلم، ... إذا كيف علمت أنا، ... علمت من صورة جاءت على بريدي الإلكتروني في العمل، من موظف كنت قد فصلته قبل زمن.... أرأيت أي ذل ألم بنا........!!!
- معقول.......
- ماذا تعتقد يا مطر، الناس أجناس، ناس شافت الصورة وشقتها ورمتها، وناس شافت الصورة وضحكت وأرتها لغيرها، وناس تكرهك، نسخت الصورة ووزعتها عبر الإيميلات، ... وكل ينشر الصورة لهدفه الخاص،.. ولا أستبعد أن يقوم كل من يكرهني بنشر الصورة لإذلالي والنيل مني شخصيا، أصبح منصبي الذي أفنيت عمري عليه مهددا بسببك، أصبحت صورتك أداة كل شخص يرغب في الثأر من فرد من أبناء عائلتنا.....
- يال الهول....... إن كان ما تقوله صحيح، ..... لعلي أموت..... يال الهول...

ارتجفت برود من هول الكلام، وتساءلت هل يكون زملاؤها في العمل على اطلاع بالأمر، هل يمكن أن تكون الصورة وصلتهم أيضا، ...... يا إلهي إنه لأمر فظيع...


- تدري يا مطر، من يوم كنت صغير، كنت أراقب برود، وكنت أشوف كيف بدت تكبر وتلبس وتهتم بنفسها، كنت أقول يا حظ إللي بياخذها، ... أختي برود كانت أجمل من هالبنات اللي نشوفهم في التلفزيون، ... غريب أنك ما حافظت عليها.. غريب...
- الجمال مب كل شيء، ... كان فيه شيء ناقصني مع برود، ... كنت أحس إنها فعلا اسم على مسمى، برود قبل غير، باردة، .. خلاص ما أريد أتكلم في اللي فات، برود الحين غير، والله إني كنت أحبها من أول .. من أول حتى قبل أخطبها، ... كنت أراقبها يوم تسير الدوام، .. مرات كثيرة تصدف إنها تمر وأكون واقف عند الإشارة، مرات كانت توقف مقابل سيارتي عند الإشارة، ... أعجبت فيها، وفي شخصيتها من الأول، وكم من مرة سرت شغلها وشفتها من بعيد، ... بس بعد الزواج، حسيت إنها غير، شكلها برى شي، وشخصيتها شي ثاني...
- كيف يعني.. شفت منها قصور،
- لا، ما قصرت في شيء، بس شكلها رومانسي، وبعد الزواج لقيتها شكل بس، قلبها جامد، عقلها يشتغل أكثر من مشاعرها، حسيتها الريال وجني المرة، ... بصراحة برود كانت غير، .. والله ما أعرف شو أقول لك... بس اللحين تغيرت، تقول زارت استشارية، ... ما أدري وش هي، بس تغيرت برود بجد... صارت أحلى مما تمنيت، ويوم تغيرت رديت لها، بس ما تخيلت إني بدفع الثمن غالي، ما تخيلت...
- يعني أنت ما تدري من تكون الليزا.....
- لا .. يعني وش تكون....
- الليزا، بنت بنكو...
- من هي بنكو.....
- بسم الله الرحمن الرحيم... أنت اللحين وياها من سنتين ويمكن أكثر، ما تعرف من هي أمها...
- قالت أن أمها طبيبة، .....
- عشتوا، طبيبة شو.. طبيبة ( ...) متهكما... أمها يا الغالي بنكو، أكبر (ق....وا...دة) في بلادها، وكل الشباب كانوا يسافرون لها علشان تدبر لهم بنات، ...... وكانت تصور للشباب وتبتزهم، وقام واحد منهم اشتكى عليها وحبسوها يمكن من كم سنة، يعني بعد هذا جات ليزا البلاد، جابها واحد ينقال له ( ) عاشرها كم من يوم ثم تركها، وليزا كانت تشتغل عن أمها تقدمها للشباب المريشين الهاي هاي، ..
- أنت شو تقول، ليزا جاءت مع فرقة للغناء.... كانت تغني....
- هاي هيه، أنت وين، وين لايث، ...... أخوي، شكلك مولي، ...؟؟ يالغالي، ليزا كانت مرموطة في الفنادق، تدق باب الغرف، تبيع جسدها للمقيمين في الفنادق، وأنت مكرم، .. ويوم تعبت، حاولت تترقى وتغني في الفندق، ويقولون مدير الفندق، اتفق وياها يقدمها للهاي هاي، وياخذ نص الأتعاب، وسوا لها إقامة باسم الفندق، عاد مالقا ( لم يجد ) شو يوظفها قام حطها برتبة مغنية، هها هها، ...


ذهل مطر، وبات يعلق عينيه بأبو حمد، .. غير مصدق، لكنه يستعيد الأحداث، ويطابقها بكلامه، ويجد أنه يقول الصدق...تابع أبو حمد الحديث: وأنت تقيم علاقة مع امرأة لا تعرف عنها أي شيء، .. ما هذا العبط...؟؟
- وكيف لي أن أعلم، كانت تقيم في الفندق، تغني في المساء، ولديها إقامة سارية المفعول، وفرقة تعزف، وفي الليل لا رفيق لها سواي....
- عاد شو رايك، ...في الليل معك، والصبح مع ألف رجل غيرك...

- كيف، إنها لا تغادر الفندق...
- ومن قال أنها تحتاج مغادرة الفندق عملها يا عزيزي في الفندق، ... ما بالك لا تفهم، .. ألم تزر فنادق من قبل، ألم تمر بتجربة من هذا النوع ألم ترى بنفسك ما يحدث كل دقيقة، ألم تر كيف تدق النساء العاريات أبواب الغرف التي يسكنها رجل بمفرده، ما بالك لا تستوعب...
شريط من الأحداث، والمواقف تمر أمام مطر، ...... كان يتصل بها صباحا كل يوم فلا ترد، دائما مشغولة، ودائما مرهقة في الليل، ... ....... أمور كثيرة تساقطت من ذاكرته الواحدة تلو الأخرى.... صمت مطبق خيم على المكان....
وفجأة دخل شقيق مطر، مفشيا السلام .. فقام أبو حمد لتحيته: وعلكيم السلام ورحمة الله، كيف حالك يا أبو إبراهيم،
- بخير .. الحمد لله على كل حال، كيف حالك أنت...
- كما ترى، ولله الحمد والمنة، ..... كنت أخبر مطر عن ليزا أشياء يبدو أنه لا يعرفها....
- هل تعرف عنها أنت أي شيء...
- نعم الكثير..
- وكيف ذلك...؟؟
- عملنا يا أبو إبراهيم، أم أنك نسيت أي منصب أشغل....
- نعم صحيح، لعلك إذا قادر على مساعدتنا، .. كدت أنسى أنك تعمل في هذا، ليتك تساعدنا، ..
- إني على اطلاع بالأمر، ... ونحن نحاول، كذلك ثمة شخص آخر تدخل، لا أعرف من، هناك جهة أخرى بدأت تهتم بالأمر.... هل كلمتم أحدا...
- من جهتي لم أفعل بعد..
- ماذا عنك يامطر...
- لا،.. لم أتصل بأي أحد بعد.
- لعلهم رفاقك إذا.. فقد وصلنا أن جهة رسمية أخرى تبحث عنها...
- يا الله، سخر لنا الناس، الحمد لله، إن شاء الله يصلون إليها، فقد بت لا أنام يا أبو حمد، طوال الوقت أفكر ماذا ستفعل لا حقا بنا...
في هذه الأثناء كنت في طريقي للبيت بعد يوم طويل وشاق من الإستشارات المتتالية، عندما اتصلت بي صديقتي من الشرطة: لدي أخبار مهمة، ...
قلت بسرعة: هاتي ماعندك..
قالت: المرأة التي تبحثون عنها تقيم في شقة في الشارع الفلاني، مع موظف كان سابقا يعمل في الفندق الذي تعمل فيه، .. ولدي معلومات تقول بأنها قضت ساعات يومها الأولى في استديو ( ) .. وبعد أن تحرينا الأمر، علمنا أنها تزور هذا الأستديو من أسبوع تقريبا، حيث بدأت معه في طمس صورتها في فيلم فيديو مخل يجمعها برجل مواطن، يبدو أنه الرجل زوج عميلتك، يبدو أنها تخطط لنشره.........!!!

قلت بخوف: لا ....... يا إلهي، تتحرك هذه المرأة بسرعة أكبر مما نعتقد... علينا فعل شيء ما.. هل يمكنكم إيقافها.........
- بالطبع يمكننا، لكن ليس بدون بلاغ رسمي، إن فتح البلاغ فورا سيتم إيقافها... وبدون البلاغ، لا يمكننا عمل شيء، فقد جمعت لك المعلومات بطريقة شخصية، ساعدني زملائي في ذلك، ... كما تعلمين، هذه أمور غاية في الحساسية...
- نعم فهمت...... سأتصرف، وأرد عليك..
- اسمعي، إن رغبتم في فتح بلاغ، فالآن هو أفضل وقت، كما أني أنصحك بفتحه لدى فلان، إنه أكثرهم تكتما، أوصيته بنفسي عليهم، كما أصبح على اطلاع بالحكاية كاملة، .....
- هل بدأت التحرك...
- نعم، كان علي فعل ذلك...لم يعد أمامكم وقت، إنه في انتظاركم..
- أشكرك من أعماق قلبي

***********************


الحب يا صديقتي، هو الشيء الوحيد الذي جعلني اصمد، الحب هو الشيء الوحيد الذي جرفني نحو الصمت، والهدوء وقوة العزيمة،

كنت اتأمل مطر من كل جهاته، كنت انظر للفارس الجذاب الذي كان يسكن معي كل هذه الفترة ولم أكن أشعر به، ...






أفكر إن كنت قد عملت لي سحرا جعلني احبه هكذا، احبه حتى أكاد أغرق معه في بحر من المتاعب، أحبه حتى أكاد اقف معه لأنقذه، وهو الذي طعنني بسكين الغدر سابقا،

واستغرب كم من الأيام والليالي مرت قبل أن أشعر بتلك الجنة الجميلة التي تسكن تحت أقدامنا، كان الحب قريبا، وشيكا، كان الحب عذبا صافيا، لولا أني أضعته، سنوات وسنوات،

أتأمل يا أخيتي، كيف أن اللحظات الجميلة التي كانت تزورني في أحلام يقضتي القديمة، كان بأمكانها ان تحقق مع مطر، لولا اني اسأت التصرف، ولولا أني لم أفهمه،

أنظر أليه اليوم، أنظر إلى سعادتي التي تقبع في حياتي معه، انظر إلى الحب الكبير الذي ينتظرني في قلبه، أشعر أني ملكة، لكن .......... أه من كلمة لكن، ... فبعد ان اكتشفت كنز الحب، ... بات حبيبي مزجورا عني بالسلاسل.........!!!!

وأسأل نفسي لماذا لا تكتمل الأفراح، ولماذا يأتي الحب متأخرا، ولماذا تأتي السعادة ناقصة، ........فقط لو يتركنا العالم، ..... لو نهرب إلى جزيرة بعيدة، ليوم واحد واحد فقط، تصفوا فيها اجواءنا، لنعيش الحب الذي حرمنا منه طويلا، .....

أبعد ان استعدته، أبعد أن تأكدت من حبه لي، ابعد أن احببته، يضيع مني هكذا... سبحان الله في تصريفه للأقدار، ...... وأظن أن في ذلك حكمة، فلعل في ذلك حكمة....!!!!



كنت قد اتصلت ببرود، وأنا لا زلت في طريقي إلى البيت، .. اتصلت بها لأخبرها بالمعلومات التي حصلت عليها، ....... لكني فوجئت باسترسالها، في بث مشاعرها، وهمها الذي يباغتها كل حين.......

-برود، يمكنني سماعك لوقت اطول بعد ان نقوم باللازم، دعيني اخبرك بما عندي فلم يعد امامنا متسع من الوقت، .......... بعد ذلك سأسمعك، اعدك...



-ماذا هناك........؟؟

-حصلت على عنوانها، ... ولا بد من أن نتحرك، .. فليزا تدبر امرا أسوأ يا برود.......


-كيف علمت، ........ وما هو الأسوا...؟؟

-علمت بطريقتي، ... ليزا تخطط لتنشر افلاما خاصة تجمعها بزوجك، ......

ذهلت برود، وكأني سمعت هيجان قلبها الذي بدأ يطرق كالطبول، ...

-ماذا قلت....... هل هذا صحيح، لا يمكن، لالا لايمكن، ماذا تريد أن تفعل بي اكثر، سأمت، ... لم أعد احتمل... لا تقولي أن الأمر جاد... كيف علمت..

-لم يعد امامنا وقت، ...... عليك أن تسرعي باخبار زوجك، بأن يفتح بلاغا ضدها باسرع وقت، وسأعطيك اسم الشخص المناوب الان، وهو على علم بالامر، ......

-بلاغ، يال الفضيحة........

-بل الفضيحة لم تأتي بعد، الفضيحة ستأتي لو أن زوجك لم يتفح البلاغ...

-لن يقبل، إنه خجل...
-عليه ان يقبل، لم يعد امامه خيار........

وبدأت اشرح لها كل شيء..............



عندما يقف الانسان أمام الطوفان، يصبح شخص بقوى خارقة، يصبح انسانا حديديا، وهكذا باتت برود بمجرد ان سمعت ماقلت، اغلقت السماعة، وجرت كالريح نحو الصالون، تصرخ وهي تنزل السلالم،

-مطر، اسرع يامطر، ليزا، إنها تخطط لنشر فيلم مسجل يخصك، اسرع..

نظر الجميع نحو برود، فسارع مطر للسؤال مستغربا: وكيف علمت....؟؟

-لا يهم، المهم، ان تسارع حالا لفتح بلاغ، الأمر في غاية الخطورة المعلومات التي بحوزتي، كلها دقيقة، هل تذكر الاستشارية التي اخبرتك عنها.....؟؟

-نعم...... ما بها...؟؟

-هي اخبرتني....... صدقني معلوماتي صحيحة، اسرع هيا اسرع..

-وكيف لي أن اتأكد، ثم ماعلاقتها بالأمر......

-إنها تعمل مع الشرطة ... لديها علاقاتها، اسرع يامطر اسرع ارجوك، قبل أن يقع ما تكره........

وبدأت برود تشرح للجميع، كيف عليهم أن يعملوا في رفع بلاغهم،

سأل شقيق مطر أبو حمد: هل تأتي معنا يا ابو حمد، لعلك تنفعنا .. فنصفهم هناك يعرفونك.......

-بالطبع، أتي، ... لكني استغرب كيف علمت استشارية برود بكل هذه المعلومات، ......؟؟ غريب ..
نحن حتى الأن لم نستدل على مكان اقامة ليزا، وهي كيف علمت ، هل اخبرتك بمكانها..؟؟

-لا، لقد رفضت، قالت أنها لو اخبرتني لعلي اخبركم، فتحاولون الثار من ليزا أو قتلها، وبالتالي تلحقون الأذى بأنفسكم... هي تعلم مكان اقامتها، والشرطة ايضا على علم، ... هذا اسم الشخص الذي ستقابلونه هناك.....

-غريب.........

قال شقيق مطر مستعجلا: ليس وقت الكلام، يا ابو حمد علينا ان نسرع، فلا تعلم في أية لحظة ستباغتنا تلك الأفعى، تحرى لا حقا حول الأمر...

-نعم، نعم اعذرني... هيا بنا.......




تمر الأحداث سريعا، حينما تبدأ عقد الحياة في الانفراط، تنفرط دفعة واحدة، .. هذا موقف، جمع القلوب، هذا موقف هدأ الصدور الثائرة، ثم قضى على افعى كانت تبث سمها بخبث ودهاء...... سقطت ليزا، ... ومعاونيها، الأربعة، الذين كانوا يوزعون لها الصور في كل مكان، والذين عملوا على نسخ الصور وبثها إلى اقرباء ومعارف مطر عبر الإيميل... بينما سمحت الشرطة لمطر بالاطلاع على الأفلام، ليتأكد من أنها كلها تخصه، ثم اتلفتها، فيما صادرت الشرطة افلاما اخرى، صورتها ليزا، لرجال مختلفين، من كل مكان، تم ايضا اتلافها لا حقا، ...

واعترفت ليزا، انها كانت تصور العلاقات التي تقوم بها، عبر كاميرا صغيرة دستها في غرفتها في الفندق، إذا انها كانت تصر على جر ضحيتها إلى غرفتها الخاصة، حيث كانت الكاميرا، اشبه بحساس الحرائق، مما لم يجعل الرجال يشكون بها، ........!!!!



عولجت قضية مطر وليزا، بمنتهى السرية، والتكتم،

وهكذا تعالج قضايا الشرف في وطني، إنهم حريصون على سمعة الناس، وعلى ستر خطاياهم، فلعل الله يتوب عليهم، ويغفر لهم، من قبل ومن بعد.....

قال عليه الصلاة والسلام

( من ستر على مسلم ستر الله عليه فيالدنيا والآخر)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه".

وأصرح من ذلك وأقوى في الاستدلال ما ورد من فعل المصطفى – عليه الصلاة والسلام – فقد جاء في حديث أبي أمامة المخرَّج في الصحيحين قال: "بينما رسول الله في المسجد ونحن قعود معه إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، ثم أعاد فقال: يا رسول الله: إني أصبت حداً فأقمه علي، فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف نبي الله قال أبو أمامة: فاتبع الرجل رسول الله حين انصرف، واتبعت رسول الله أنظر ما يرد على الرجل، فلحق الرجل رسول الله فقال: يا رسول الله، إني أصبت حداً فأقمه علي، قال أبو أمامة: فقال له رسول الله: "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال بلى يا رسول الله. قال: فقال له رسول الله: فإن الله قد غفر لك حدك، أو قال: ذنبك".

والمتأمل في الحديث يتجلى له بوضوح عدم رغبة النبي – صلى الله عليه وسلم – مفاتحة الرجل في ذنبه الذي ارتكبه بل إنه أعرض عنه، ولما انقضت الصلاة لم يبحث عنه وإنما انصرف ولحق به الرجل، وكل ذلك يدل على التأكيد على أهمية الستر وفضله.


يتبع ((الجزء الاخير))


ورده مخمل :
10-06-2010

(((الجزء الاخير)))


هل لي أن اسألك سؤالا........ هل حقا تسببت في حبس شرطي بلا محاكمة........؟؟


- من قال لك ذلك.....؟؟

- إنه أخي، بقي ملحا يريد أن يعرف من الاستشارية التي استطاعت الوصول إلى كل تلك المعلومات، ولم يتركني حتى اخبرته، ... ولم يفاجأ، بل قال لي توقعت ذلك، لكني لم أتخيل انك تعرفينها... هو لم يصدق اننا صديقتين، ... لكنه قال عنك بأنك مدربة في الشرطة المجتمعية، فهل هذا صحيح........؟؟

- نعم منذ فترة، ...... ادرب الشرطة النسائية فقط، لا أدرب الرجال مطلقا، فكيف عرف عني...؟؟

- من زميلته، التي تعمل معهم تتحدث عنك كثيرا على ما يبدوا، لكن ما قصة ذلك الشرطي.... ماذا فعل.......؟؟

- لا أعرف من تقصدين .. لكني لم أبلغ في حياتي سوى ضد شرطي واحد فقط...، كل ما في الامر، أن إحدى عميلاتي، كانت ابنة رجل ثري، ووالدها كثير السفر، وقد تركها في رعاية المربيات، فهي يتيمة الأم، حضرت لي محاضرة في قوة الشخصية، ثم بدأت تتردد علي للاستشارات، وكانت تعاني من الوحدة القاتلة، والحاجة للأم، كانت تدردش عن أحلامها معظم الوقت، ثم أسرت لي بأنها على علاقة بشاب، وعندما وصفت لي ذلك الشاب، علمت انه يخدعها، فلا تكافئ يجمعهما، ويبدوا انه يتسلى، فخشيت عليها منه، وطلبت منها قطع علاقتها به، ... وعدتني بأن تفعل، لكنها قالت ستتدرج في قطع العلاقة لحاجتها له في حياتها، ...!!!
بعد مدة قصيرة عادت وقد استولى عليها الرعب، وصارحتني، بأنها بقيت تقابله في الخفاء، رغم نصيحتي لها، وأن احد الأشخاص العاملين في مجال الشرطة، كان يراقبهما، وأنه باغتهما، وهدد الشاب الذي فر هاربا، بينما اخذ الشرطي المتدرب رقمها، وبدأ يهددها بانه سيخبر والدها بما كانت تفعل، إذا لم تعقد علاقة معه هو، أي انه بدأ يبتزها، ...

كان هذا الشرطي، صغير السن، متدرب على ما أذكر، أي قليل الخبرة في الحياة، ومندفع، ويبدوا انه سيء، فطلبت منها أن تعطيني اسمه كاملا،

ثم اتصلت مباشرة بشخصية كبيرة في الشرطة، واخبرته بكل ما حدث، ثم طلبت منه أن يتأكد من صحة كلامي بنفسه، ...

طلب مني رسالة خطية فقط، ليتم مراقبة الشرطي الصغير، وبالفعل، ... حدث ما حدث، توقف عن ملاحقة عميلتي، ولا أعلم ماذا فعلوا معه، لأني لا أهتم سوى بمصلحة عميلتي، وأعلم أن المسؤولين لم يرضيهم ما فعله ذلك الشرطي المتدرب، وأعلم انه نال عقابه، لكني لم اسأل كيف، ولا أريد ان اعرف، فذك امر لا يهمني، ذلك امر من اختصاص الشرطة،


إن عملي ومهمتي تنتهي بمجرد الابلاغ، ...

و تأكدي يابرود بأن القانون في بلدنا صارم، ولا يراعي المحسوبية، إنه يطبق على الجميع بمنتهى العدالة،


- يا إلهي كيف يفعل ذلك وهو في الشرطة، .......؟؟
- في كل مكان يا برود الإنسان الطيب والسيء، في كل مكان، لكنه في النهاية نال عقابه، وعقابه اشد بالطبع من عقاب شخص عادي، لأنه خان الأمانة، ولهذا كان عقابه مختلفا، فالمسؤولين لم يتهاونوا في عقابه مطلقا،

- وماذا فعلوا به، .. اخبريني، ..

- والله لست اذكر، حتى اني لم اسأل، قد ترامى إلى سمعي بعض الكلام سمعته من المتدبات عندي، لكني لست اذكر تماما ، كل ما أعرفه أنه عوقب عقابا شديدا مضاعفا واستثنائيا ، نظير فعلته،

- يستحق، إذ انه كان يتوجب عليه حمايتها، وليس ابتزازها،

- بالضبط، ولهذا كان عقابه من المسؤولين كبير، ومضاعف،
من أي عقاب قد يحصل عليه انسان عادي...

- تعلمين مطر مصدوم، لأنه كان يعتقد بأن الرجل هو من يهدد العشيقة بالفضيحة، لم يكن يتصور أن العشيقة يمكن ان تهدد عشيقها، امر مضحك بالفعل، ... هل تتعرض الكثير من النساء للابتزاز من قبل الرجال أي عشاقهم القدامى...؟؟

- نعم، الكثير، بسبب علاقاتهم القديمة فإن بعض الرجال يبتزون النساء ليعيدون العلاقة، وأذكر سيدة جاءتني في وقت الظهيرة، بينما كنت اهم بالعودة إلى منزلي، كان على كتفها رضيع يبكي، وهي متوترة، وقالت لي بأن عشيق قديم لها، تركته بمجرد زواجها، بدأ يعيد الاتصال بها، ويطالبها بأن تخرج معه كالأيام الخوالي، وأنه بعد ان كان يمارس معها الجنس الخارجي، يريد اليوم أن يمارس معها الجنس بشكل كامل بعد ان اصبحت متزوجة، فلا عذرية تخشى عليها، وكان الشاب الذي يهددها، لا يعمل، فطلب منها فوق المعاشرة، مئة ألف درهم أيضا، لكنها استلفت المبلغ لأجله، وطلبت منه ان يأخذ المال، ويتركها في حالها، لأنها لا تريد الوقوع في الرذيلة، وهي سعيدة بتوبتها....... بقي مصرا عليها اصرارا عجيبا، حتى انه بدأ يزورها في مكان عملها، ليشعرها بدنو الخطر، .... كان مركزنا في تلك الفترة قد وزع على المؤسسات والشركات، نتيجة العام، تحمل عنوان ونشاط المركز، ويبدوا أن واحدة كانت على مكتبها، تقول بينما كانت في حيرة من أمرها، لمحت اسمي على النتيجة، فاتصلت ورجت السكرتيرة التي استدعتها، ........

- ماذا فعلت لها.....؟؟

- اتصلت مباشرة بالشرطة، وشرحت لهم المشكلة، .....

- وماذا بعد، .

- طبعا قالوا بأنه لا بد من رفع بلاغ...... فأخبرتهم بحساسية الوضع، ولأني ولله الحمد مصدر ثقة لديهم، عالجوا الأمر بطريقة جادة لكن متكتمة..

- كيف.......؟؟

- اتصلوا به من هاتف الشرطة، وهددوه، وطالبوه بالابتعاد، واخبروه ان هاتفه مراقب، ثم بدؤا بالفعل في العمل على مراقبته تحسبا لأي عمل طائش منه، .... وكانت الشرطة المجتمعية في منتهى التعاون معنا.... خلال دقائق يا برود، دقائق قليلة جدا، تركت فيها عميلتي لأجري اتصالاتي، عدت لأجدها مبتسمة منشرحة ترضع رضيعها بفرح، وتقول لي ( أنا في حلم ام ماذا، اتصل بي ذلك النذل يرجوني أن ابتعد عنه، وانه لن يتعرض لي بعد اليوم، كما أنه سيعيد مالي، إنه يتوسلني بأن اسحب البلاغ، ماذا فعلتي به يا استاذة.. كيف جعلته يغير موقفه وينسحب مهرولا )

- قلت لها أن السر في الشرطة المجتمعية، إنها تتعاون مع الحالات في سرية، إن الشرطة المجتمعية وجدت لأجل هذا الغرض... فلا يصح بعد اليوم أن تتألم فتياتنا سرا، وأن يسلمن انفسهن للمبتزين خوفا من الفضيحة، عليهن بالتحرك نحو الشرطة، .. فهناك اناس تخصصوا في حماية المجتمع، من مثل هذه النماذج...

- منذ متى وأنت تعملين مع الشرطة...

- لست موظفة هناك، انا مدربة أتعاون معهم لتدريب الشرطة النسائية كما أخبرتك، ولي علاقاتي، ولله الحمد، كذلك فعملي بحاجة لهم، فالكثير من الحالات التي تفد إلي تحتاج إلى مساعدة من قبل الشرطة، ولذلك نشأت علاقة طيبة بين مكتبنا وبينهم، فهم يمدون لنا يد العون في نجدة النساء المستضعفات، بدونهم لا يمكننا عمل شيء.


وفي الشرطة يا برود عينات رائعة من البشر، على استعداد لتعمل على انقاذك، دون حتى ان تسأل عن اسمك، المهم ان يقومون على حمايتك..!!!



وهل يتعرض الكثير من الرجال للابتزاز من قبل النساء، اقصد العشيقات..؟؟

- ياااااااااه، كثير، أكثر بكثير مما تتعرض له النساء من ابتزاز، على عكس ما يتصوره الكثيرون، فإن معظم اسباب إبقاء الرجال على العلاقة مع العشيقة القديمة، هو الخوف منها على انفسهم، على مناصبهم، او سمعتهم، او أسرهم، وأعرف الكثير من القصص، ... بعضها استقيتها من ملفات القضايا التي اطلعت عليها بحكم عملي، وبعضها من عميلاتي الاتي لجأن لي لبحث علاج يخص ازواجهم، ..........
- لم أكن اتخيل أن المرأة قادرة على تهديد الرجل، كنت اعتقد ان المرأة هي أكثر ضعفا من ذلك.......
- وهذا ما يجعلها تهدد، ضعفها، إن ضعفها يقودها إلى اتباع مثل هذه الممارسات، للانتقام، او الاستمرار في الحصول على الخدمات، أذكر لك حكاية لا أفتأ أذكرها بين حين وأخر، تخص عميلة، كانت عشيقة زوجها ترسل له بصور فيها تهديد بالقتل، وليس بالفضيحة فقط، وكان خوفه على منصبه وسمعته، يمنعانه من الشكوى ضدها، وذات يوم تأخر أحد ابناءها ولم يعد من مدرسته، وبقي السائق ينتظر قرب المدرسة، وفي النهاية لم يرى الطفل، ....... جن جنون الأم، والأب، .. لكنها اعادته للبيت خلال نصف ساعة مع رسالة تهديد، ....
- معقول، هل تصل المشاكل إلى هذا الحد...
- بعضهن حينما يلحظن ضعف الضحية يتمادين، لكن حينما تحرك الرجل نحو الشرطة، وعلمت بالامر، ارسلت له ترجوه الكف عنها، حتى قبل أن يفتح بلاغه، وطالبها بترك البلد، وخلال يومين كانت قد تركت البلد، ... إن ضعف الضحية يغري المجرم دائما بالتمادي، لكن ما أن تبدأ الضحية في طلب المساعدة، حتى يهم الجاني بالهرب، والترجي....!!!
أعرف أيضا حكاية عشيقة مقرفة، مقرفة إلى حد لا يعقل، .... كانت إحدى عميلاتي تشكوا من برود زوجها وعلاقته بمطلقة مواطنة، وكانت تلك العشيقة تتصل بعميلتي كل يوم، تعطيها تقرير العلاقة الحميمة التي كانت تنشأ بينها وبين الزوج، أي تخبرها بالتفصيل كيف قضت هي وزوج عميلتي، الوقت، بالتفصيل الممل، كانت تكتب في الرسائل كلمات بذيئة جدا، تقشعر الأبدان، تقززا، ....... لكني طلبت من عميلتي أن تتجاهل تلك الرسائل طوال فترة العلاج الأولى، وبدات معها في دراسة اسباب فشل علاقتها بزوجها اولا، فوجدت انها خجولة جدا جدا، وبسيطة، ومعلوماتها عن الحياة الزوجية أقل من القليل، ....... بعد عدة شهور كانت عميلتي قد اكتسبت الخبرة، وباتت قوية، واستطاعت استعادة زوجها للفراش، والحب، والعشرة ايضا، وبات قليل الاهتمام بعشيقته السابقة، وصار مغرما بزوجته المتجددة، فجن جنون العشيقة التي كانت اصلا مجنونة، ....... فلك ان تتخيلي حجم الفضائح والمصائب التي جرتها العشيقة على الزوج والزوجة،
ووصل بها الأمر إلى التهجم على بيته، ففي مساء أحد الايام، وبينما كانت عميلتي تجلس مع زوجها يشاهدا التلفاز، في البيت، فوجئوا باقتحام العشيقة خلوتهما، وبدات تصرخ فيه، وتأمره بأن يرافقها فورا لبيتها، وإلا فسوف تفضحه امام اهله والشارع بأكمله، ...... فما كان من الزوج إلا أن انسحب خلفها بهدوء........ تخيلي..!!!
هذا الامر أثار غضب عميلتي بالطبع، وكانت قد كلمت زوجها اكثر من مرة في طلب مساعدة الشرطة، لكنه كان يخشى الفضيحة ايضا، وله معارف هناك يخشى أن يطلعوا على فضيحته، .........!!!!
في النهاية طلبت من عميلتي أن تأخذ هاتفها النقال المليء برسائل العشيقة التي تحمل الشتائم والقذف، والكلام النابي إلى الشرطة، وتفتح بلاغا ضدها، فبعد ان استعادت زوجها عاطفيا، عليها ايضا أن تتجرا على انقاذه من ضعفه... وبالفعل، بعد ان استبد بها الغضب، فعلت ما نصحتها به، وخلال يومين، تم تأديب العشيقة المجنونة، وفقدت الأمل أخيرا، ويبدوا أنها حصلت على عشيق جديد، استقر في جرحها فملأ عليها حياتها، ولا نعلم متى سيكتشف أمرها فتباغته بوجهها الأخر.......!!!



وهكذا انتهت قصتنا يارب تكون افادتكم...
والله يجعل ايامكم كلها فرح وسعاده...
ولاتنسونى من دعائكم ...
والتقييم!!!!!

ولا تنسوووني اختكم هدوء
ولا الاخت ورود مخمل التي نسخت موضوعها هذا واجزائها
ربي يوفقها ..
والاخت الكريمه ناعمه الهاشمي اسعدنا الله واياها وهدا قلوبنا ...❤️






والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .